مناقب التاريخ الاسلامي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مناقب التاريخ الاسلامي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-11-02, 16:13   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حول حديث سيدات أهل الجنة وذكر أربعة ليس منهن عائشة ، وفضل عائشه رضي الله عنها

السؤال

لايوجد مسلم على سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يجهل فضل أمنا عائشه رضي الله عنها ، ولكن دائما يردد الناس وخصوصا الشيعة حديث : ( سيدات نساء أهل الجنة أربع : مريم

وآسية ، وخديجة ، وفاطمة ، لما لم تذكر أمنا عائشة من سيدات أهل الجنة ، مع أن فضلها عظيم ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

الحديث الذي ذكره السائل حديث صحيح ، أخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1331) ، والحاكم في المستدرك (4853)

، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قال لِفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أَلَا أُبَشِّرُكَ ، أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "

سَيِّدَاتُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَآسِيَةُ ".

والحديث صحيح ، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3/411) فقال :" أخرجه الحاكم (3 / 185) وقال: " صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا ". انتهى

ثانيا :

وأهل السنة متفقون على فضل مريم وآسية وفاطمة وخديجة وعائشة وأمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم .

وكذلك أهل السنة متفقون على أنهن لسن سواء في الفضل ، مع اختلاف بين أهل العلم من أهل السنة في ترتيبهن في الفضل ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (4/394) :

" وَأَفْضَلُ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ " خَدِيجَةُ " وَ " عَائِشَةُ " وَ " فَاطِمَةُ ". وَفِي تَفْضِيلِ بَعْضِهِنَّ عَلَى بَعْضٍ نِزَاعٌ " . انتهى .

ومنشأ الخلاف وجود جمع من النصوص في فضلهن جميعا ، ليس بين هذه النصوص نص قطعي الدلالة بترتيب معين ، ولذا تذكر مسألة مشهورة وهي هل خديجة رضي الله عنها أفضل أم عائشة

رضي الله عنها ؟ ويذكر أهل العلم فيها ثلاثة أقوال ، أولها أن خديجة أفضل ، والثاني أن عائشة أفضل ، والثالث : التوقف في المسألة .

قال ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص234) بعد حديثه عن خديجة رضي الله عنها قال :" واختلف في تفضيلها على عائشة رضي الله عنها على ثلاثة أقوال ؛ ثالثها : الوقف ". انتهى

ثالثا :

بالنسبة للحديث الذي أورده السائل ، وأن سيدات أهل الجنة ليس منهن عائشة رضي الله عنها ، فإن ذلك لا يقدح فيها ، بل ولا يلزم منه فضلهن عليها .

وقد جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري (3411) ، ومسلم (2431) من حديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ

وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ".

فهذا الحديث يثبت فضل عائشة رضي الله عنها على النساء ، واختلف أهل العلم في "ال" في النساء هل تدل على "العموم" ، فتكون عائشة مفضلة على جميع النساء ؟ أم هو عام مخصوص ؟

قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة النبوية" (4/301)

:" إِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ لَيْسُوا مُجْمِعِينَ عَلَى أَنَّ عَائِشَةَ أَفْضَلُ نِسَائِهِ ، بَلْ قَدْ ذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَاحْتَجُّوا بِمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى وَعَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

قَالَ: " فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ . انتهى .

وقال القاري في "مرقاة المفاتيح" (9/3993) :

" وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي أَنَّ الْمُرَادَ بِالنِّسَاءِ جِنْسُهُنَّ ، أَوْ أَزْوَاجُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عُمُومًا ، أَوْ بَعْدَ خَدِيجَةَ .

وَالْأَظْهَرُ : أَنَّهَا أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ النِّسَاءِ كَمَا هُوَ ظَاهِرُ الْإِطْلَاقِ ، مِنْ حَيْثُ الْجَامِعِيَّةُ لِلْكَمَالَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ ، الْمُعَبَّرُ عَنْهُمَا فِي التَّشْبِيهِ بِالثَّرِيدِ ، فَإِنَّمَا يُضْرَبُ الْمَثَلُ بِالثَّرِيدِ لِأَنَّهُ أَفْضَلُ طَعَامِ الْعَرَبِ

وَأَنَّهُ مُرَكَّبٌ مِنَ الْخُبْزِ وَاللَّحْمِ وَالْمَرَقَةِ ، وَلَا نَظِيرَ لَهَا فِي الْأَغْذِيَةِ ، ثُمَّ إِنَّهُ جَامِعٌ بَيْنَ الْغِذَاءِ وَاللَّذَّةِ وَالْقُوَّةِ وَسُهُولَةِ التَّنَاوُلِ وَقِلَّةِ الْمُؤْنَةِ فِي الْمَضْغِ ، وَسُرْعَةِ الْمُرُورِ فِي الْحُلْقُومِ وَالْمَرِّيءِ ، فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهَا الْمَثَلَ بِهِ لِيُعْلِمَ أَنَّهَا أُعْطِيَتْ مَعَ حُسْنِ الْخَلْقِ ، وَحُسْنِ الْخُلُقِ، وَحُسْنِ الْحَدِيثِ ، وَحَلَاوَةِ الْمَنْطِقِ ، وَفَصَاحَةِ اللَّهْجَةِ ، وَجَوْدَةِ الْقَرِيحَةِ ، وَرَزَانَةِ الرَّأْيِ

وَرَصَانَةِ الْعَقْلِ = التَّحَبُّبَ إِلَى الْبَعْلِ ؛ فَهِيَ تَصْلُحُ لِلتَّبَعُّلِ ، وَالتَّحَدُّثِ وَالِاسْتِئْنَاسِ بِهَا وَالْإِصْغَاءِ إِلَيْهَا، وَإِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَعَانِي الَّتِي اجْتَمَعَتْ فِيهَا ، وَحَسْبُكَ مِنْ تِلْكَ الْمَعَانِي أَنَّهَا عَقَلَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا لَمْ تَعْقِلْ غَيْرُهَا مِنَ النِّسَاءِ ، وَرَوَتْ عَنْهُ مَا لَمْ يَرْوِ مِثْلُهَا مِنَ الرِّجَالِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالْحَالِ ". انتهى .

ولأجل التردد في دلالة النص على ذلك ، وعدم التصريح في أي من النصوص بخصوص التفضيل المذكور ، ذهب كثير من أهل العلم إلى الوقف في المسألة .

قال الشيخ تقي الدين السبكي رحمه الله ، في "قضاء الأرب في أسئلة حلب" (ص235) :

" وقد قال المتولي من أصحابنا : تكلم الناس في عائشة وفاطمة ، أيهما أفضل ؟ ، والأولى للعاقل أن لا يشتغل بمثل ذلك.... والكلام في التفضيل صعب ، ولا ينبغي التكلم إلا بما ورد ،

والسكوت عما سواه وحفظ الأدب ، رضي الله عن الجميع ، ورزقنا محبتهم ونفعنا بهم ". انتهى

وقال ابن كثير رحمه الله في "قصص الأنبياء" (2/380)

- في معرض حديثه عن التفاضل بين خديجة وعائشة رضي الله عنهما - :" وَالْأَحْسَنُ : الْوَقْفُ فِيهِمَا رَضِيَ الله عَنْهُمَا ؛ وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَامًّا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَذْكُورَاتِ وَغَيْرِهِنَّ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَامًّا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا عَدَا الْمَذْكُورَاتِ".انتهى .









رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
اصول العقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc