الوسواس القهري المرضي كما لم تقرأه من قبل ... وأمثلة من الواقع

[صـالـح]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيةً طيبة إلى الطيبين
خلاصة تجارب وعصارة أبحاث
[ لن يسعد ولن يرتاح من صاحب موسوسا ]

تساؤلات :
- ما هو الوسواس القهري ؟ ولمَ سمي قهريا ؟
- كيف يبدأ ويتطور ؟ وما هي أعراضه الأولية ؟
- هل هو مرض وراثي ؟ أم مكتسب ؟ وهل هو معد ؟
- ما هي أنواعه ؟
- ما أثره على الصحة العقلية والبدنية ؟
- هل يعلم مريض الوسواس القهري بمرضه ؟
- كيف يتصرف مريض الوسواس أمام الناس ؟
- كيف نتعامل معه ؟ وهل نصاحبه ؟
- ماذا لو خاصمني مريض الوسواس القهري فجأة دون إشعار ؟
- العلاج .. ونصائح نادرة
- أحد أخطاء الدكتور طارق الحبيب

الوسواس القهري المرضي :
سمي قهريا لأنه يقهر صاحبه
وهو مرض كسائر الأمراض يصيب آلاف الناس بله ملايين، ويكثر انتشاره في الدول الغربية ويصيب كل الطبقات
تعريفه باختصار مفيد :
فكرة أو مجموعة أفكار متكررة متسلطة على ذهن المريض تقهره وتجبره إلى أفعال أو سلوكات أو تصورات غير سوية .
وبعض هذه الأفكار أحيانا قد تكون أصلا منطقية وطبيعية وعادية كخوف الأم على ولدها لكن تكررها وتسلطها كل حين يخرجها عن حدها المعقول الطبيعي العادي إلى الحد غير الطبيعي وغير السوي المرضي
أثر الوسواس القهري على الصحة العقلية والبدنية :
عقليا : مريض الواسواس القهري ليس مجنونا ولا مختلا عقليا
هناك وسواس قهري جزئي يتعلق بفكرة دون غيرها ؛ تجد صاحبها إنسانا طبيعيا في كل تصرفاته عدا تلك الفكرة التي تقهره وتتسلط عليه، وهناك من يغلبه المرض ويؤثر على كل أو جل سلوكاته
بدنيا أو عضويا : يسبب إرهاقا جسديا تبعا للإرهاق النفسي وقد يسبب أمراض عضوية أيضا
فالمرض النفسي يسبب أحيانا أمراضا عضوية والعكس غالبا صحيح نسبيا وليس مطلقا .
لكن المفارقة أن أغلب مرضى الوسواس القهري أصحاء بدنيا
من ناحية الأثر العضوي الدماغي : تكلم فيه أهل الطب وهذا ليس محل تفصيل .
كيف يبدأ هذا المرض ؟
تعددت نظريات أهل الاختصاص وأهم نظرية أنه يبدأ بوسواس النظافة " الجراثيم "
ونشأت نظرية تقول : أنه يبدأ بوسواس الحنجرة وترجع هذه النظرية إلى الأولى حيث يشعر صاحبها بمرض الحنجرة جراء تناول غذاء ملوث حسب توهمه، هذا التوهم النفسي ينجر عنه إحساس فعلي بألم عضوي .
ويكاد يجمع أهل الطب أن أول أعراض بداية مرض الوسواس القهري بشتى أنواعه ترجع إلى وسواس الجراثيم أو النظافة
ولقد شهد ميدان الواقع العملي بهذا العرض الأولي
وقد صادفتُ أناسا بهذا العرض قديما صاروا اليوم مرضى الوسواس القهري كما شهدتُ حالتين لوسواس الحنجرة ثم تطور أحدهم إلى وسواس النظافة وانتهى به إلى الوسواس القهري المرضي والآخر مر إلى المرض مباشرة
هذا الأخير كان سلوكه واضحا حتى في قيادة سيارته إذا توقف لأحد ليركب ؛ يحرك سيارته قليلا ثم يتوقف ثم يكرر هذا الفعل الغريب مرة ثانية حتى يشعر الراكب أنه فعل مقصود حتى لا يركب معه ثانية طبعا لم يعلم أنه سلوك وسواسي قهري .. وطبعا هؤلاء لا يجب نهائيا الركوب معهم ولا مصاحبتهم البتة .
وأخبرني أحدهم عن سلوك زوجة قريبه فقلتُ فليسرع بها إلى المستشفى، لم يخبره وبعد أسبوع طعنت زوجها بسكين ، فنقلوها إلى مستشفى الأمراض العقلية ( حالة متقدمة ربما وصلت إلى مرض الفصام )
هل هو مرض وراثي ؟
نعم - دون أدنى شك - هو مرض وراثي وقد تتعطل وراثته لأسباب جينية .
شهدتُ عائلات كبيرة كلها آباء وأعمام وأخوال وخالات وإخوة وأخوات وأبناء وأحفاد كلهم مصابون بمرض الوسواس القهري
وأكدت الدراسات الإحصائية أنه وراثي ... انظرها إن شئت
هل هو مرض معدٍ ؟
نعم هو مرض معدٍ وتتفاوت العدوى بتفاوت قوة وضعف العقول من عدوى كاملة إلى جزئية إلى تأثر جانبي .. إلى إزعاج نفسي ... مهما يكن فهناك إزعاج لا محالة
شهدتُ حالات عدوى جزئية على بعض ممن صاحب مرضى الوسواس القهري ؛ بعضهم وصل إلى درجة الإلحاد ثم عاد إلى الطريق بعد ابتعاده عن صاحبه المريض ( أخبرني بنفسه قصته )
أحدهم انتكست التصورات البيدهية عنده جراء مخالطة مريض الوسواس القهري
أحدهم لشدة المرض ترك العمل أستاذا في المتوسطة ليعمل بناء !
أحدهم صار موسوسا في مواضيع معينة ... أحدهم صار شاكا في كل شيء ... إلى آخر ما هنالك .
هل هو مرض مكتسب ؟
نعم وكما تقدم ... فاحذر أسبابه وبيئته .. ولا تخالط أهل الوسواس
هل نصاحب مريض الوسواس القهري ؟
لا تصاحبه نهائيا وفر منه فرارك من الأجرب إلا إن كنت طبيبه الخاص !
إن كان فردا من العائلة أو قريبا من الأقرباء أو صديقا عزيزا عليك ... فاحذر وتعامل بحكمة وكن فطنا ولا تكثر مجالستهم .. فر منهم بذكاء أحيانا .. ولا تجادلهم نهائيا البتة .
ماذا لو خاصمني مريض بالوسواس القهري فجأة دون إشعار ؟
هذا متوقع في أي لحظة .. قد تطول المدة أو تقصر .. لكن سيخاصمك لا محالة ولو بعد عشرين سنة
سواء كان صديقك أو جارك أو أي شخص آخر : فلا تتقرب منه ولا تسأل عنه اتركه وابتعد عنه نهائيا
وإن عاد بنفسه إليك وطلب صلحا أو اعتذر اقبل اعتذاره وليبق بينما مخالطة جد سطحية جدا كأي شخص آخر لا تعرفه تمر عليه في طريقك واستوفقك برهة ليسألك عن شيء فأجبته ومضيت في سبيلك أو ليبق السلام - إن أمكن طبعا - من بعيد لا غير لأنه سيكرر نفس الهراء عليك من جديد ويتعبك ويرهقك مرارا وتكرارا .
قد تقول لي : كيف أترك صديقي يضيع ؟ أقول لك : كن طبيبه الخاص إن استطعت وهيهات .
أنواع الوسواس القهري المنتشرة بكثرة :
- وسواس النظافة والجراثيم والتعفن
- وسواس الأفكار وهو أضرب كثيرة ومختلفة
- وسواس التفحص ( تفحص غلق الباب أكثر من مرة ... إلخ )
- وسواس الاضطهاد
وهذا الأخير الوسواس الاضطهادي : يتوهم صاحبه أنه مضطهد من أشخاص يكرهونه أو حكومة أو كل العالم يراقبونه أو يتجسسون عليه أو يريدون تحطيمه أو القضاء عليه... إلى آخر وساوسه المجنونة
هل يعلم مريض الوسواس القهري بمرضه ؟
غالبا أكثرهم لا يعلمون خاصة عند البدايات الأولى للمرض ، بعد استفحاله وتفاقمه وإزعاجه وإرهاقه له بعضهم ينتبه إلى حالته وقد يعالجها ، وبعضهم يغوص أعماق الظلام الحالك .
كيف يتصرف مريض الوسواس أمام الناس ؟
أغلبهم وأكثرهم ممن يعلم مرضه لا يظهره أمام الناس خوفا من فرار الناس منه .
بعضهم تتضح عليه ملامح المرض ولا يخفيها وقد لا يدري أنه مريض بها أصلا كما تقدم .
بعضهم يظهر نفسه كأنه إنسان عاقل جاد ويتكلم بمنطقية .
ولا يمكن الحكم بمجرد تصرف أو سلوك واحد أو اثنين ( فالقضية مبنية على التكرار غير السوي المرضي )
أهل الاختصاص والخبرة لهم القدرة على التشخيص السريع لهذه الحالات .
العلاج :
نعم هناك علاج وشفاء تام من هذا المرض .. كثير من الحالات شفيت تماما من هذا المرض وعادت إلى حياتها الطبيعية
أنواع العلاج : دوائي وسلوكي ومعا
الدوائي والسلوكي : للحالات المتقدمة
السلوكي : للحالات السهلة ولا تحتاج دواء
العلاج السلوكي المعرفي يتضمن معرفة المريض بمرضه وهذه أول خطوة في العلاج .
لا ينصح أهل الخبرة بالعلاج الدوائي للحالات السهلة لأنه قد يعمل عكسيا وينقل المرض إلى حالات متقدمة
من بين العلاجات السلوكية المتيسرة والسهلة والناجعة حسب رأيي الشخصي : الترفيه والمرح والسفر
من بين النصائح التي تقي من هذا المرض وغيره : عدم تناول الطعام ساخنا ، يقول أهل الطب : الطعام الساخن تنتقل منه أبخرة إلى الدماغ وتسبب مرض الماليخوليا أو السوداء ( نوع من الوسواس القهري )
لازالت الأبحاث العلمية الطبية جارية على هذا المرض إلى اليوم
أحد أخطاء الدكتور طارق الحبيب :
توهم الدكتور طارق الحبيب توهما فاحشا مفاده أن العلماء الأقدمين لم يعرفوا هذا المرض ولم يفرقوا بينه وبين الوسواس الشيطاني ، ولو أنه طالع كتب الأقدمين لعرف أنهم شخصوه وتناولوا أسبابه وتكلموا في علاجاته ؛ ومرد توهمه أنهم لم يسموه بهذه التسمية الحديثة ، فمن أسماء هذا المرض في كتب المتقدمين " المالخوليا " و " السوداء "


..... قد يتبع ...../ مع التحديث

[صـالـح]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aya metc

مشكور إضافتكم هذا الموضوع

العفو ... شكرا على المرور الطيب