شروح الأحاديث - الصفحة 27 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شروح الأحاديث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-11-23, 16:11   رقم المشاركة : 391
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حكم تمثيل الأحاديث النبوية، ووضع صور توضيحية أثناء قراءة القرآن

السؤال

هناك قنوات تأتي ببعض الأحاديث ، وتمثلها ، وتأتي ببعض الآيات ، وتكون الخلفية على نفس الآية ، يعني : إذا كانت الآيات تتحدث عن الجنَّة ، فيأتون بصور حدائق، ما حكم ذلك؟


الجواب


الحمد لله

أولاً :

قد اطلعنا على جملة من مقاطع مصورة فيها تمثيل لأحاديث نبوية ، ويمكن تقسيم ما رأيناه إلى أقسام ثلاثة :

الأول :

مقاطع ساعدت الصورة فيها على فهم الحديث ، وليس فيها محظور شرعي

ومن أمثلة ذلك مما رأيناه :

أ. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :

(مَثَلِى كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهَا جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِى فِى النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا وَجَعَلَ يَحْجُزُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَتَقَحَّمْنَ فِيهَا ...) رواه مسلم (2248) .

وفي المقطع المرئي : رجل أوقد ناراً ، وفراشات ، ودواب

اجتمعن عليها ، ووقعن فيها ، وهو يذبها عن النار ، وهو أمر مطابق لما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من أمرٍ يتكرر مع كل من يوقد ناراً في صحراء ، أو فضاء .

ب. عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلَاةٍ) رواه ابن ماجه ( 88 ) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .

وفي المقطع المرئي : ريشة تتقلب في فلاة بفعل الرياح ، وليس في هذا محظور شرعي .

ج. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ مَا أَخَذْتَ مِنْهَا مِنْ شَيْءٍ نَفَعَكَ) رواه الطبراني (12/411) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2285) .

وفي المقطع المرئي : نخلة يؤخذ منها أجزاء منها ، وتستعمل فيما ينتفع به الناس ، وهو أمر مطابق يقرِّب الصورة لذهن من يستمع الحديث ، ويراه واقعاً عمليّاً .

والأمثلة على هذا القسم كثيرة .

القسم الثاني :

مقاطع لم تفد الصورة كثيراً في تقريب معنى الحديث ؛ للبعد عن الصورة الحقيقية ، وبين المشهد التمثيلي .

ومن أمثلة ما رأيناه في ذلك :

أ. عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ) رواه مسلم (779) .

والمقطع المرئي وإن كان فيه صورتان متقابلتان لبيت يُذكر الله فيه ، وآخر فيه غفلة عن ذلك: لكنه لم يظهر فيه الفرق بين الحياة ، والموت .

ب. عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) رواه مسلم (2585) .

والمقطع المرئي لم يعبِّر عن حقيقة تداعي البدن لشكوى عضو منه ، بل كانت الصورة لمريض لم تظهر عليه أعراض الحمى ، ولا السهر ، بل كان نائماً ! .

القسم الثالث :

ومن أسوء ما رأيناه ، وقفَّ شعرنا من مشاهدته : هو مقطع تمثيلي لرجل ذهب يغرس فسيلة ، فصوِّر وقوع يوم القيامة ! فاستمر في غرسها ، وفي ظنِّ القائمين

على إنشاء هذا المقطع أن الأمر مطابق لحديث أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ) رواه أحمد (20/296) وصححه محققو المسند .

وقد سئل الشيخ العلامة عبد الرحمن البرَّاك حفظه الله ، عن هذا المقطع تحديداً ، فأنكره ، وبيَّن السبب ، فنكتفي بذِكر ما قاله الشيخ حفظه الله :

نص السؤال :

في قناة " المجد " مقطع بعنوان (أمثال الحديث النبوي) وقد عرضوا فيه صورة رجل يحمل معه فسيلة نخل ، ثم عرضوا في السماء بروقاً ، وسحاباً أسود ، وأصواتاً ، ورعوداً

ثم ظهر على الشاشة نص حديث : (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها) ، ثم قام الرجل بغرس النخلة ، وانتهى المقطع ، فما حكم هذا العمل؟

فأجاب :

"الحمد لله ، من الأمور المسلَّمة أن حسن القصد لا يُسوِّغ الوسيلة ، بل غاية ما يحصل : رفع الإثم ، إذا لم تكن المخالفة الشرعية مشوبة بهوى ، وحقائق الغيب من الماضي ، والحاضر

والمستقبل لا يمكن تصورها ، فضلاً عن تصويرها ! ومِن ذلك

: أحوال القيامة ؛ كالبعث ، والصراط ، والميزان ، وما يسبق ذلك من النفخ في الصور ، وما ينشأ عنه من فزع ، وصعق ، وتغيرات في العالم العلوي ، والسفلي ، وما يصاحب ذلك من أهوال .

وما تضمنه هذا الحديث المذكور في السؤال : يفهمه كل مَن يفهم العربية ، فإنه يعرف معنى النخلة ، ويعرف معنى الغرس ، ومعنى الرجل ، وإن كان لا يتصور حقيقة الهول

فلا معنى لتوضيح الواضح ! ولا يمكن تصور الهول عند قيام الساعة ، وهذا الحديث إن كان صحيحاً : فمقصودة : المبالغة في الحث على غرس الشجر المثمر ؛ لما فيه مِن النفع العام ، والأجر المترتب على ذلك .

ومعلوم أنه إذا قامت الساعة : فلن يُستطاع غرس ، ولا يُرجى ، ولا يُجنى ثمر ، فقد ذهب ما هنالك ، وانشغل كلٌّ بنفسه .

إذا ثبت هذا : فنحب من إخواننا القائمين على "قناة المجد" وفقهم الله أن يتجنبوا تمثيل الغيبيات ، ويكتفوا بذِكر النصوص ، وتفسير ، وشرح

ما تدعو إليه الحاجة ، فجزاهم الله خيراً على ما أرادوا ، وقدموا من الخير ، وعفا عما يقع من أخطاء ، إنه تعالى سميع الدعاء ،

ومما يلاحظ على هذا المقطع : أن عنوانه غير مطابق لمضمونه ، وكأن الذي وضع العنوان اختلط عليه المثل بالتمثيل الاصطلاحي ، فإن هذا الحديث ليس من " أمثال الحديث "

وإنما أضيف إليه التمثيل ، وصلَّى الله وسلم على محمّد" انتهى . وفي ظننا أن أحاديث الأمثال هي أبعد ما يكون عن الوقوع في المحذور الشرعي

فلا حرج من تصويرها وتقديمها للمشاهد ؛ لتقريب الصورة لذهنه ، بخلاف غيرها من الأحاديث ، فقد يوقع في شيء من المحظور ، مع كونه لم يفد كثيراً ـ كما سبق ـ

في تقريب المعنى لمن يسمعه ويشاهده ، وإن كان الحديث في أمرٍ غيبي مما لا يمكن تصويره على الحقيقة : صار الوقوع في المحظور حتميّاً ، فالابتعاد عن القسم الثالث : واجب ، وعن الثاني : أسلم .

وفي جوابي السؤالين ( 14488 ) و ( 10836 ) بيان شروط التمثيل ، فلتُنظر لمن أراد أن يمثِّل غير ما ذكرناه من أحاديث " الأمثال " ؛ خشية الوقوع في الإثم .

ثانياً :

قد قرأنا لمن يُنكر ذلك التمثيل لأحاديث الأمثال ، ولم يظهر لنا صواب قوله ، وبيان ذلك من وجوه :

1. أن الفعل نفسه ليس بعبادة يفعلونه من أجل التقرب إلى الله .

2. أن الأمثال بحد ذاتها هي لتقريب الشيء مراد إيصاله للناس ، فما يحصل من تمثيل لذلك المثال ليس فيه ما يُنكر ، وهو مؤدٍ لدور المثال نفسه .

3. استعمل النبي صلى الله عليه وسلم طرقاً كثيرة من أجل إيصال معانٍ جليلة للصحابة ، ومن ذلك :

أ. تقريب معنى رحمة الله تعالى بالعباد بصورة واقعية لامرأة وابنها :

فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ

فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ قُلْنَا : لَا ، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ ، فَقَالَ : لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا) رواه البخاري (5653) ومسلم (2754).

ب. تقريب معنى رؤية الله تعالى برؤية شيء محسوس مشاهَد .

فعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ : (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ ، لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ) رواه البخاري (529) ومسلم (633) .

4. استعمال النبي صلى الله عليه وسلم للرسم لتوضيح الصورة في أذهان من يراه .

ومن أمثلة ذلك :

أ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّاً ثُمَّ قَالَ : (هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ) ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ : (هَذِهِ سُبُلٌ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ، ثُمَّ قَرَأَ :

( إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) رواه أحمد (7/208) وحسَّنه المحققون .

ب- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسْعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ وَخَطَّ خُطَطًا صِغَاراً إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ

وَقَالَ : ( هَذَا الْإِنْسَانُ وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ - أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ - وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا ، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا) رواه البخاري ( 6054 ) .

فهذان الحديثان فيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً كان يستعمل ما نسميه الآن "الرسم التوضيحي" لبيان معنى بعض الأحاديث .

ثالثاً :

أما جعل لوحات خلفية تعبيرية وتصويرية مع قراءة القرآن : فينبغي ترك ذلك ؛ لأسباب ، منها :

1. الغالب على الآيات القرآنية أنها تحوي معانٍ متعددة ، وفي كل كلمة من القرآن إعجاز بلاغي ، فالصورة التي ستكون مع القراءة ستعطل التأمل في الآية

وسينحصر الذهن في كلمة فيها ، كصورة فاكهة ، أو نهر ، ويترك ما عداها .

2. وجود صورة مع قراءة الآيات قد يأتي بغير المراد من الآية ، فمثلاً : وضع صورة جبل مع قراءة قوله تعالى : ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً ) طـه/ 105

: من شأنه أن يصرف الذهن عن المراد من التهويل بما يحدث يوم القيامة ، فالجبل لا يكاد يجهله أحد ، وأما النسف له : فهي الصورة التي لا يمكن لأحدٍ أن يصورها في ذهن الناس ، فضلاً عن تصويرها ! .

3. وضع الصور مع القراءة لا يطابق الواقع في الآخرة ، فصورة الأشجار ، والفاكهة ، والأنهار ، وغيرها مما يشبهها : ليست هي ذاتها التي في الآخرة ، وإنما الاشتراك بينهما في الأسماء

لا غير ، فصار وضع تلك الصور مع القراءة لا يعبِّر عن الحقيقة .

4. قد تشتمل الآية على معنيين متقابلين ، فكيف يمكن جمع ذلك في وقت واحد أثناء قراءة الآية ؟! وذلك مثل قوله تعالى : (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *

وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) الحجر/ 49 ، 50 ، مثل قوله تعالى : ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) النساء/ 165 .

وكثير من آيات القرآن الكريم تذكر المقابلة بين جزاء أهل الجنة وجزاء أهل النار ، فكيف سيتم المقابلة بينهما في الصورة ؟

5. وأخيراً : فقد أمر المسلمون عند سماع القرآن بالاستماع والإنصات ، ومن شأن النظر في الصور والمشاهد أن يمنع من تفكر القلب ، والتدبر بآيات الله تعالى

ومثل هذا ليس مأموراً به من استمع لحديث النبي صلى الله عليه وسلم .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-11-23, 23:55   رقم المشاركة : 392
معلومات العضو
zakaria226
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2018-11-25, 16:50   رقم المشاركة : 393
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zakaria226 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني الله حضورك الطيب مثلك

في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
وجزاك الله عني كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-25, 16:55   رقم المشاركة : 394
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



مسائل في أصل خلق الجنين، وفي كونه ذكَراً أو أنثى، وفي شبهه بأبيه أو أمه

السؤال

قرأت بعض الأحاديث عن تكون الجنين ، والتي أوردها ابن القيم في كتابه " التبيان في أقسام القرآن "

ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة كان الجنين ذكراً وإذا سبق ماء المرأة الرجل كان الجنين أنثى ..

. ) ثم ذكر حديثاً آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل من ماذا خُلق الإنسان ؟

فأجاب صلى الله عليه وسلم قائلاً (من ماء الرجل والمرأة معاً ، فماء الرجل تُخلق منه العظام والأعصاب لأنه غليظ ، وماء المرأة يُخلق منه الدم واللحم لأنه ليّن)

هل من الممكن شرح وتوضيح هذه الفكرة على ضوء هذين الحديثين ؟ .


الجواب


الحمد لله


أولاً :

الحديث الثاني المذكور في السؤال : لا يصح ، وهذا لفظه ، وكلام الأئمة عليه :

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُود قَالَ : (مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ

فَقَالَتْ قُرَيْشٌ : يَا يَهُودِيُّ ، إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، فَقَالَ : لَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ . قَالَ : فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ / مِمَّ يُخْلَقُ الْإِنْسَانُ؟ قَالَ : يَا يَهُودِيُّ ،

مِنْ كُلٍّ يُخْلَقُ مِنْ نُطْفَةِ الرَّجُلِ ، وَمِنْ نُطْفَةِ الْمَرْأَةِ ، فَأَمَّا نُطْفَةُ الرَّجُلِ فَنُطْفَةٌ غَلِيظَةٌ مِنْهَا الْعَظْمُ وَالْعَصَبُ ، وَأَمَّا نُطْفَةُ الْمَرْأَةِ فَنُطْفَةٌ رَقِيقَةٌ مِنْهَا اللَّحْمُ وَالدَّمُ ، فَقَامَ الْيَهُودِيُّ فَقَالَ :

هَكَذَا كَانَ يَقُولُ مَنْ قَبْلَكَ) رواه أحمد في "مسنده" (7/437) .

قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله :

إسناده ضعيف ؛ لضعف حسين بن الحسن ، وهو الأشقر . والحديث في " مجمع الزوائد " ( 8 / 241 ) ، وقال : " رواه أحمد والطبراني والبزار بإسنادين

وفي أحد إسناديه عامر بن مدرك ، وثقه ابن حبان ، وضعفه غيره ، وبقية رجاله ثقات ، وفي إسناد الجماعة عطاء بن السائب ، وقد اختلط " .

"مسند أحمد" تحقيق الشيخ أحمد شاكر ( 6 / 199 ) .

وكذا ضعفه محققو المسند ( 7 / 437 ) طبعة الرسالة ، وقالوا :

إسناده ضعيف ؛ لضعف حسين بن الحسن ، وهو الأشقر ، وعطاء بن السائب اختلط بأخرة ، ولم نقف على سماع أبي كدينة - وهو يحيى بن المهلب - منه

هل كان قبل الاختلاط أم بعده ، وعبد الرحمن والد القاسم - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يثبت سماعه لهذا الحديث من أبيه ، فهو إنما سمع من أبيه شيئاً يسيراً . انتهى .

ومع ضعف سند الحديث : فإن في متنه إشكالاً ، حيث ذُكر فيه أن لحم الجنين يكون من نطفة الأم ، وعظمه من نطفة الأب ، وظاهر النصوص : أن اللحم والعظم من مجموع النطفتين .

ونقل محققو المسند عن نور الدين أبي الحسن السندي رحمه الله قوله :

"قوله : (وَأَمَّا نُطْفَةُ الْمَرْأَةِ فَنُطْفَةٌ رَقِيقَةٌ مِنْهَا اللَّحْمُ وَالدَّم) : قلت : ظاهر القرآن ، وهو قوله تعالى : (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً .... ) الآية المؤمنون/14 : يدل على أن مجموع النطفتين يصير عظاماً" انتهى .

ثانياً :

أما خلق الجنين ، وكونه ذكراً أو أنثى ، وشبهه بأبيه ، أو أمه :

فكلها مسائل لها ما يدل عليها من الكتاب والسنَّة ، وفيها خلاف بين العلماء ، ونحن نذكر ذلك مختصراً :

1. خلق الجنين :

قال تعالى : (فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرَائِبِ ) الطارق/ 5 – 7 .

وقد اختلف العلماء في معنى هذه الآية

وقد ذكرنا اختلافهم في جواب السؤال القادم

ورجحنا قول طائفة من المفسرين والعلماء أن " الصلب " – وهو الظهر - ، و " الترائب " – وهي عظام الصدر - : هي للرجل نفسه .

2. الذكورة والأنوثة ، والشبه :

وفي هذا خلاف كبير بين العلماء المتقدمين والمعاصرين ، ونحن نذكر طائفة من الأحاديث في المسألة ، ثم نختار أشهر أقوال العلماء فيها .

1. عن أَنَسٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلاَمٍ سأل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : (مَا بَالُ الْوَلَدِ يَنْزِعُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ ؟ قَالَ : أَخْبَرَنِى بِهِ جِبْرِيلُ آنِفًا ، أَمَّا الْوَلَدُ ، فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ

وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَتِ الْوَلَدَ . قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ) رواه البخاري ( 3723 ) .

ومعنى ( ينزع ) : يذهب إليه - أو إليها – بشبهه .

2. عن ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ حِبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ ... قَالَ : جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ الْوَلَدِ ، قَالَ : ( مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ

فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلَا مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللَّهِ ، وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ آنَثَا بِإِذْنِ اللَّهِ) قَالَ الْيَهُودِيُّ : لَقَدْ صَدَقْتَ . رواه مسلم (315) .

3. عن أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا سَأَلَتْ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا رَأَتْ ذَلِكِ الْمَرْأَةُ فَلْتَغْتَسِلْ ) فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ - وَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ ذَلِكَ

- قَالَتْ : وَهَلْ يَكُونُ هَذَا ؟ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (نَعَمْ ، فَمِنْ أَيْنَ يَكُونُ الشَّبَهُ ، إِنَّ مَاءَ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ ، وَمَاءَ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ ، فَمِنْ أَيِّهِمَا عَلَا أَوْ سَبَقَ يَكُونُ مِنْهُ الشَّبَهُ ) رواه مسلم ( 311 ) .

4. عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ : (امْرَأَةً قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ إِذَا احْتَلَمَتْ وَأَبْصَرَتْ الْمَاءَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ ذَلِكِ

إِذَا عَلَا مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ) . رواه مسلم (314) .

ونذكر هنا قولين لأهل العلم في معنى تلك الأحاديث السابقة ، ومرجع الكلام إنما هو في فهم معنى "السبق" ، و "العلو" .

أ. قال ابن القيم رحمه الله :

"إن سبق أحد الماءين سبب لشبه السابق ماؤه ، وعلو أحدهما : سبب لمجانسة الولد للعالي ماؤه ، فها هنا أمران : سبق ، وعلو ، وقد يتفقان ، وقد يفترقان ، فإن سبق ماءُ الرجل ماءَ المرأة

وعلاه : كان الولد ذكراً ، والشبه للرجل ، وإن سبق ماءُ المرأة ، وعلا ماءَ الرجل : كانت أنثى ، والشبه للأم ، وإن سبق أحدُهما ، وعلا الآخر : كان الشبه للسابق ماؤه ، والإذكار ، والإيناث لمن علا ماؤه" انتهى .

" تحفة المودود بأحكام المولود " ( ص 278 ) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-25, 16:56   رقم المشاركة : 395
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



ب. وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

"ووقع عند مسلم من حديث عائشة : (إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أشبه أعمامه

وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أشبه أخواله) ونحوه للبزار عن ابن مسعود وفيه : (ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق فأيهما أعلى كان الشبه له)

والمراد بالعلو هنا : السبق ؛ لأن كلَّ مَن سبق : فقد علا شأنه ، فهو علوٌّ معنوي .

وأما ما وقع عند مسلم من حديث ثوبان - رفعه – (ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا منيُّ الرجل منيَّ المرأة أذكرا بإذن الله

وإذا علا منيُّ المرأة منيَّ الرجل آنثا بإذن الله) : فهو مُشكل من جهة أنه يلزم منه اقتران الشبه للأعمام إذا علا ماء الرجل ، ويكون ذكراً ، لا أنثى ، وعكسه ، والمشاهد خلاف ذلك

لأنه قد يكون ذكراً ويشبه أخواله ، لا أعمامه ، وعكسه ، قال القرطبي : يتعين تأويل حديث " ثوبان " بأن المراد بالعلو : السبق ، قلت : والذي يظهر : ما قدمتُه

وهو تأويل العلو في حديث عائشة ، وأما حديث ثوبان : فيبقى العلو فيه على ظاهره ، فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث ، والعلو علامة الشبه

فيرتفع الاشكال ، وكأن المراد بالعلو الذي يكون سبب الشبه : بحسب الكثرة ، بحيث يصير الآخر مغموراً فيه ، فبذلك يحصل الشبه ، وينقسم ذلك ستة أقسام :

الأول : أن يسبق ماءُ الرجل ، ويكون أكثر ، فيحصل له الذكورة ، والشبه .

والثاني : عكسه .

والثالث : أن يسبق ماءُ الرجل ، ويكون ماء المرأة أكثر ، فتحصل الذكورة ، والشبه للمرأة .

والرابع : عكسه .

والخامس : أن يسبق ماءُ الرجل ، ويستويان ، فيذكر ، ولا يختص بشبَه .

والسادس : عكسه .

" فتح الباري " ( 7 / 273 ) .

فتلخص مما سبق :

أ. أن ابن القيم رحمه الله يرى في تفسير " السبق " ، و " العلو " إلى أن سبق أحد الماءيْن : سبب لشبه السابق ماؤه ، وعلوُّ أحدهما : سببٌ للتذكير والتأنيث .

ب. وذهب ابن حجر رحمه الله إلى أن السبق علامة التذكير والتأنيث ، والعلو علامة الشبه .

والأمر محتمل ، ولعلَّ الحقائق – لا النظريات – الطبية الحديثة تقوي أحد القولين ، ويمكن الرجوع إلى الكتب المتخصصة في الموضوع لزيادة المعرفة .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-25, 17:05   رقم المشاركة : 396
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


تفسير قوله تعالى

( خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب


السؤال

ما هو تفسير قوله تعالى : ( يخرج من بين الصلب والترائب )؟

الجواب


الحمد لله

أولا :

المراد بالآية تذكير الإنسان بأصل نشأته ، وخلقه من ذلك الماء الدافق

وأن الذي خلقه هذه الخلقة بقدرته ، قادر ـ سبحانه ـ على أن يعيد بعثه للحساب ، مرة أخرى . قال الزمخشري : " فإن قلت : ما وجه اتصال قوله ( فَلْيَنظُرِ ) بما قبله ؟

قلت : وجه اتصاله به : أنه لما ذكر أن على كل نفس حافظاً

أتبعه توصيةَ الإنسان بالنظر في أوّل أمره ونشأته الأولى ؛ حتى يعلم أنّ من أنشأه قادر على إعادته وجزائه ، فيعملَ ليوم الإعادة والجزاء ، ولا يُملي على حافظه إلا ما يسره في عاقبته "

انتهى من "تفسير الكشاف" .

وإذا كان الصلب هو : الظهر ، باتفاق المفسرين هنا ، وأما الترائب ، فقد اختلف أهل العلم فيما هي ، وأين موضعا .
قال الإمام الطبري رحمه الله : " واختلف أهل التأويل في معنى الترائب ، وموضعها :

قال بعضهم :

الترائب : موضع القلادة من صدر المرأة " ، وهو مروي عن ابن عباس وعكرمة ، وغيرهما.

وقال آخرون :

الترائب : ما بين المنكبين والصدر ، وهو مروى عن مجاهد ، وغيره من السلف .

وقال آخرون

: معنى ذلك ، أنه يخرج من بين صلب الرجل ونحره " ، وهو مروى عن قتادة .

وروى ـ أيضا ـ قول من قال : هو اليدان والرجلان والعينان ، ومن قال : هي الأضلاع التي أسفل الصلب ، ومن قال : هي عصارة القلب .

ثم قال – أي : الطبري - رحمه الله :

" والصواب من القول في ذلك عندنا ، قولُ من قال: هو موضع القِلادة من المرأة ، حيث تقع عليه من صدرها ؛ لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب ، وبه جاءت أشعارهم ، قال المثقَّب العبدي :

وَمِنْ ذَهَبٍ يُسَنُّ عَلَى تَرِيبٍ... كَلَوْنِ العَاجِ لَيْسَ بِذِي غُضُونِ " انتهى بتصرف .

تفسير الطبري (24/354-356) .

وهذا الذي اختاره إمام المفسرين : من أن المراد به : صلب الرجل ، وترائب المرأة ، وهو موضع القلادة منها ، هو الذي اختاره الإمام القرطبي في تفسيره (16/343 ،20/5)

والحافظ ابن كثير في تفسيره (8/375) ، واختاره أيضا : العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ، قال
:
" اعلم أنه تعالى بين أن ذلك الماء ، الذي هو النطفة ، منه ما هو خارج من الصلب ، أي : وهو ماء الرجل ، ومنه ما هو خارج من الترائب ، وهو ماء المرأة ، وذلك قوله جل وعلا :

( فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصلب والترآئب ) الطارق/5-7 لأن المراد بالصلب : صلب الرجل ، وهو ظهره ، والمراد بالترائب : ترائب المرأة ، وهي موضع القلادة منها . ومنه قول امرىء القيس :

مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفاضَةٍ تَرائِبُها مَصقولَةٌ كَالسَجَنجَلِ " انتهى .

أضواء البيان (3/194) .

واختار ابن القيم رحمه الله أن المراد صلب الرجل وترائبه ، قال :

" لا خلاف أن المراد بالصلب صلب الرجل . واختلف في الترائب :

فقيل : المراد به ترائبه أيضا ، وهي عظام الصدر ، ما بين الترقوة إلى الثندوة .

وقيل : المراد ترائب المرأة .

والأول أظهر :

1- لأنه سبحانه قال : ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ) ولم يقل يخرج من الصلب والترائب ، فلا بد أن يكون ماء الرجل خارجا من بين هذين المختلفين ، كما قال في اللبن : ( يخرج من بين فرث ودم ) .

2- وأيضا فإنه سبحانه أخبر أنه خلقه من نطفة في غير موضع ، والنطفة هي ماء الرجل . كذلك قال أهل اللغة : قال الجوهري : " والنطفة الماء الصافي قل أو كثر ، والنطفة ماء الرجل ، والجمع نطف " .

3- وأيضا فإن الذي يوصف بالدفق والنضح إنما هو ماء الرجل ، ولا يقال نضحت المرأة الماء ولا دفقته " انتهى .

"إعلام الموقعين" (1/145-146) .

وهو اختيار الشيخ ابن عاشور ، وابن سعدي ، وابن عثيمين ، كما في "لقاء الباب المفتوح" (رقم/45)

وانظر نحوا من ذلك في "اللقاء الشهري" (رقم/45) .

ونقل القرطبي عن الحسن البصري رحمه الله أن :

" المعنى : يخرج من صلب الرجل وترائب الرجل ، ومن صلب المرأة وترائب المرأة " انتهى .

تفسير الطبري (20/4) .

واختار هذا القول الإمام ابنُ جُزي ، رحمه الله ، في تفسيره .

انظر : تفسير التسهيل ، لابن جزي (785) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-25, 17:06   رقم المشاركة : 397
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



ثانيا :

ثم السؤال الثاني هو أن الحقائق العلمية المكتشفة اليوم تقول بأن مني الرجل يصنع في الخصية التي تحتوي على الخلايا المهيئة لذلك ، وليس في منطقة الظهر أو الصدر

فكيف يصف القرآن خروج الماء الدافق بأنه من بين الصلب والترائب ؟

والجواب : أن هذا من الإعجاز العلمي لهذا الكتاب العظيم ، فقد اكتشف الطب الحديث أن هذا المكان –

بين الصلب والترائب - هو مكان نشوء الخلايا الأولى للخصية التي تنزل بعد مرحلة من تخلق الجنين إلى كيس الصفن أسفل البطن .

يقول الدكتور محمد دودح :

" والحقيقة العلمية هي أن الأصول الخلوية للخصية في الذكر أو المبيض في الأنثى تجتمع في ظهر الأبوين خلال نشأتهما الجنينية

ثم تخرج من الظهر من منطقة بين بدايات العمود الفقري وبدايات الضلوع ليهاجر المبيض إلى الحوض بجانب الرحم ، وتهاجر الخصية إلى كيس الصفن حيث الحرارة أقل

وإلا فشلت في إنتاج الحيوانات المنوية ، وتصبح معرضة للتحول إلى ورم سرطاني إذا لم تُكمل رحلتها .

والتعبير ( يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ ) يفي بوصف تاريخ نشأة الذرية ، ويستوعب كافة الأحداث الدالة على سبق التقدير والاقتدار والإتقان والإحكام في الخلق

منذ تكوين البدايات في الأصلاب وهجرتها خلف أحشاء البطن

ابتداءً من المنطقة بين الصلب والترائب إلى المستقر ,

وحتى يولد الأبوان ويبلغان ويتزاوجان وتخلق الذرية مما يماثل نطفة ماء في التركيب عديمة البشرية من المني لكنها حية تتدفق ذاتياً لتندمج مع نطفة نظير ، فتتكون النطفة الأمشاج من الجنسين .

( خُلِقَ مِن مّآءٍ دَافِقٍ . يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ ) ..

حقائق علمية تأخر العلم بها والكشف عن معرفتها وإثباتها ثلاثة عشر قرنًا , بيان هذا أن صلب الإنسان هو عموده الفقري (سلسلة ظهره) وترائبه هي عظام صدره.

. وإذا رجعنا إلى علم الأجنة وجدنا في منشأ خصية الرجل ومبيض المرأة ما يفسر لنا هذه الآيات التي حيرت الألباب .. ، فكل من الخصية والمبيض في بد

تكوينهما يجاور الكلى ويقع بين الصلب والترائب

أي ما بين منتصف العمود الفقري تقريباً ، ومقابل أسفل الضلوع .

. فإذا كانت الخصية والمبيض في نشأتهما وفي إمدادهما بالدم الشرياني وفي ضبط شئونهما بالأعصاب قد اعتمدتا في ذلك كله على مكان في الجسم يقع بين الصلب والترائب

فقد استبان صدق ما نطق به القرآن الكريم وجاء به رب العالمين

ولم يكشفه العلم إلا حديثاً بعد ثلاثة عشر قرناً من نزول ذلك الكتاب , هذا وكل من الخصية والمبيض بعد كمال نموه يأخذ في الهبوط إلى مكانه المعروف ؛ فتهبط الخصية حتى تأخذ مكانها في الصفن

ويهبط المبيض حتى يأخذ مكانه في الحوض بجوار بوق الرحم , وقد يحدث في بعض الأحيان ألا تتم عملية الهبوط هذه فتقف الخصية في طريقها ولا تنزل إلى الصفن فتحتاج إلى عملية جراحية " انتهى .

نقلا عن موقع الإسلام اليوم .

ويقول الدكتور محمد علي البار حفظه الله :


" تقول الآية الكريمة أن الماء الدافق يخرج من بين الصلب والترائب , ونحن قد قلنا أن هذا الماء ( المني ) إنما يتكون في الخصية وملحقاتها ,

كما تتكون البويضة في المبيض لدى المرأة , فكيف تتطابق الحقيقة العلمية مع الحقيقة القرآنية ؟

إن الخصية والمبيض إنما يتكونان من الحدبة التناسلية بين صلب الجنين وترائبه , والصلب هو العمود الفقري والترائب هي الأضلاع , وتتكون الخصية والمبيض في هذه المنطقة بالضبط

أي بين الصلب والترائب , ثم تنزل الخصية تدريجيا حتى تصل إلى كيس الصفن (خارج تجويف البطن) في أواخر الشهر السابع من الحمل ، بينما ينزل المبيض إلى حوض المرأة ..

, ومع هذا فإن تغذية الخصية والمبيض بالدماء والأعصاب واللمف تبقى من حيث أصلها ، أي من بين الصلب والترائب , فشريان الخصية أو المبيض يأتي من الشريان الأبهر ( الأورطي البطني ) من بين الصلب والترائب ,

كما أن وريد الخصية يصب في نفس المنطقة ، أي بين الصلب والترائب

, كما أن الأعصاب المغذية للخصية أو للمبيض تأتي من المجموعة العصبية الموجودة تحت المعدة من بين الصلب والترائب , وكذلك الأوعية اللمفاوية تصب في نفس المنطقة ، أي بين الصلب والترائب .

فهل يبقى بعد كل هذا شك أن الخصية أو المبيض إنما تأخذ تغذيتها ودماءها وأعصابها من بين الصلب والترائب !!

فالحيوانات المنوية لدى الرجل أو البويضة لدى المرأة إنما تستقي مواد تكوينها من بين الصلب والترائب

, كما أن منشأها ومبدأها هو من بين الصلب والترائب ,

والآية الكريمة إعجاز كامل ، حيث تقول : ( مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ ) , ولم تقل من الصلب والترائب , فكلمة " بَيْنِ " ليست بلاغية فحسب ، وإنما تعطي الدقة العلمية المتناهية.

والعلم الحديث يقرر أن الماء الذي لا يقذف ولا يندفع وإنما يسيل.. إنما هو إفرازات المهبل وغدد بارثولين المتصلة به ، وأن هذه الإفرازات ليس لها دخل في تكوين الجنين ، وإنما وظيفتها ترطيب المهبل.

. ولكن العلم الحديث يكشف شيئا مذهلا ؛ أن الحيوانات المنوية يحملها ماء دافق هو ماء المني , كذلك البويضة في المبيض تكون في حويصلة " جراف " محاطة بالماء

فإذا انفجرت الحويصلة تدفق الماء..

وتلقفت أهداب البوق البويضة لتدخلها إلى قناة الرحم حيث تلتقي بالحيوان المنوي لتكون النطفة الأمشاج.. هذا الماء يحمل البويضة تماما كما يحمل ماء الرجل الحيوانات المنوية

, كلاهما يتدفق , وكلاهما يخرج من بين الصلب والترائب : من الغدة التناسلية ؛ الخصية أو المبيض .

وتتضح مرة أخرى معاني الآية الكريمة في إعجازها العلمي الرائع : ماء دافق من الخصية يحمل الحيوانات المنوية , وماء دافق من حويصلة " جراف " بالمبيض يحمل البويضة " انتهى .

"خلق الإنسان بين الطب والقرآن" (ص/114-124) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-25, 17:09   رقم المشاركة : 398
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تقدير المسافات في الأحاديث النبوية

السؤال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات

على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) وفى حديث آخر فيما معناه : ( وإن ريحها ليشم من مسيرة مئة عام )

والسؤال هو : لماذا عبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن المسافة بوحدة زمنية وهي العام ، أما كان أحرى أن يقول : مائة كيلو ، أو أي وحدة من وحدات المسافة ؟


الجواب

الحمد لله

أولاً :

الواجب على المؤمن أن يكون معظماً للرسول صلى الله عليه وسلم متأدباً معه ، ولا يجوز له أن يجترئ على مقام النبوة فيزعم أن الأفضل أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول كذا ولا يقول كذا

فمقام النبوة أعظم من هذا ، فما قاله النبي صلى الله عليه وسلم هو الأفضل وهو الأحكم والأحسن .

ولا مانع من أن يسأل المؤمن عن حكمة قول الرسول صلى الله عليه وسلم كذا ، ولكن يختار لذلك من الألفاظ ما لا يخدش جناب النبوة ومقامها العظيم .

ثانياً :

بعث النبي صلى الله عليه وسلم في العرب وكانوا أمة أمية (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ) الجمعة/2 ، وكانت أشهر مقاييسهم في تحديد المسافات هي تحديد ذلك بالمسافة التي تقطع في الوقت معين .

فذلك الضبط بالنسبة لهم كان أظهر وأوضح في بيان المقصود من أي تقدير آخر ، لأنهم كانوا يكثرون السفر والتنقل ، ويعرفون كم تقطع الإبل بهم في مسيرة اليوم والليلة الواحدة ، فكثر ذلك في خطابهم .

فكان من حكمة النبي صلى الله عليه وسلم أن يستعمل المقاييس المشهورة المعروفة عندهم ، حتى يحصل المقصود من الكلام ، ويفهم معناه ، ولو تكلم الرسول صلى الله عليه وسلم بالمقاييس

غير المشهورة عندهم لكان هذا خلاف البيان والبلاغة ، حيث يخاطب الناس بما لا يعرفون ، أو بما لا يعرفه أكثرهم ، من غير فائدة لذلك .

وليس في تحديد المسافة بذلك أي غضاضة ، بل هو أمر اصطلاحي يختلف باختلاف الزمان والمكان ، ولا يزال هذا التقدير مستعملاً إلى اليوم .

فنحن نسمع اليوم في المقاييس الحديثة ما يسمى بـ "السنة الضوئية" : وهي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة ، يعني مسيرة سنة بالنسبة للضوء .

فهذا يوافق التقدير المنقول في بعض الأحاديث ، والتقدير المشهور عند العرب في الجاهلية قبل الإسلام ، وفي صدر الإسلام .

قال الدكتور جواد علي :

"استخدم الجاهليون مصطلحات خاصة في تقدير المسافات والأبعاد ، ولا سيما في الأسفار . فاستعملوا مصطلح : مسيرة ساعة ، ومسيرة ليلة ، ومسيرة نهار ، ومسيرة قافلة

وأمثال ذلك ، وقصدوا بذلك معدَّل ما يقطعه الإنسان والقافلة في المدد المذكورة" انتهى .

"المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" (14/313) .

وقد جاء في السنة النبوية استعمال مصطلح "الميل" :

فعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ) رواه مسلم (2864) .

كما استعمل العرب وحدة : " الإصبع "، و " الشبر "، و" الباع "، و " البريد "، و " الفرسخ "، وغير ذلك من الوحدات المشتهرة في كتب الفقهاء

ويمكن الرجوع إلى بعض الدراسات المعاصرة التي تبين مقادير هذه الوحدات بالمقاييس المعاصرة . منها بحث الشيخ عبد الله بن منيع المقدم للندوة التاسعة لقضايا الزكاة المعاصرة .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-25, 17:13   رقم المشاركة : 399
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شرح حديث ويل للأعقاب من النار

السؤال

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : ( تخلَّفَ عنَّا النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافرناها ، فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ

فجعلنا نمسح على أرجلنا ، فنادى بأعلى صوته : ( ويل للأعقاب من النار ) مرتين أو ثلاثا . أريد شرحا مفصلا للحديث


الجواب

الحمد لله

يمكن الكلام عن هذا الحديث ضمن المباحث الآتية :

أولا : نص الحديث وتخريجه .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ :

( تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا

فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلاَةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ) رواه البخاري (حديث رقم/60) ، ورواه مسلم (رقم/241) بلفظ آخر فيه :

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ :

( رَجَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَاءٍ بِالطَّرِيقِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عِنْدَ الْعَصْرِ ، فَتَوَضَّئُوا وَهُمْ عِجَالٌ ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ لَمْ يَمَسَّهَا الْمَاءُ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ )

وقد روي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم ، كما قال الإمام الترمذي رحمه الله – بعد أن روى الحديث نفسه عن أبي هريرة رضي الله عنه - :

" وفي الباب عن عبد الله بن عمرو ، وعائشة ، وجابر ، وعبد الله بن الحارث ، ومعيقيب ، وخالد بن الوليد ، وشرحبيل ابن حسنة ، وعمرو بن العاص ، ويزيد بن أبي سفيان " انتهى.

" سنن الترمذي " (1/96)

ثانيا : راوي الحديث .

هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص ، وكان من علماء الصحابة ومن المكثرين مِن الرواية ، فقد كان يَكتب كل شيء يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في صحف خاصة عنده

حتى اشتهرت إحدى صحائفه التي سماها بـ " الصادقة "، توفي ليالي الحرة بالطائف.

ثالثا : معاني كلماته ( غريب الحديث ).

( تخلف عنا ) : أي تأخر عنا .

( أرهقتنا الصلاة ) : أي كاد وقتها أن يخرج .

يقول بدر الدين العيني رحمه الله :

" أي : غشيتنا الصلاة . أي : حملتنا الصلاة على أدائها . وقيل قد أعجلتنا لضيق وقتها . وقال القاضي : ومنه المراهق بالفتح في الحج ، ويقال بالكسر : وهو الذي أعجله ضيق الوقت أن يطوف " انتهى.

" عمدة القاري " (2/8)

( ويل ) : اختلف العلماء في معناها ، فمنهم من قال : هو واد في جهنم ، ومنهم من قال غير ذلك ، والجميع متفق على أنها كلمة وعيد وتخويف وتهديد .

يقول بدر الدين العيني رحمه الله :

" ويل من المصادر التي لا أفعال لها وهي كلمة عذاب وهلاك " انتهى.

" عمدة القاري " (2/9)

( الأعقاب ) : جمع عقب ، وهو مؤخر القدم .

رابعا : الفوائد الفقهية المستنبطة من الحديث .

1- وجوب غسل الرجلين في الوضوء ، وعدم إجزاء المسح من غير غسل ، نأخذ ذلك من إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة مسحهم أرجلهم مسحا سريعا من غير غسل وإجراء للماء عليها

وهذا الحكم متفق عليه بين مذاهب المسلمين الأربعة، ولذلك بوب عليه الإمام البخاري بقوله :

" باب غسل الرجلين ولا يمسح على القدمين " انتهى

. " صحيح البخاري " (كتاب الوضوء/ باب رقم 27)، وقال الإمام الترمذي رحمه الله

: " وفقه هذا الحديث أنه لا يجوز المسح على القدمين إذا لم يكن عليهما خفان أو جوربان " انتهى

. " سنن الترمذي " (1/96) وبوب عليه النسائي بقوله : باب إيجاب غسل الرجلين

. " سنن النسائي " (كتاب الطهارة/ باب رقم 89)، كما بوب عليه البيهقي رحمه الله بقوله : " باب الدليل على أن فرض الرجلين الغسل وأن مسحهما لا يجزئ " انتهى.

" السنن الكبرى " (1/68)، وبوب عليه الإمام ابن خزيمة بقوله :

" باب التغليظ في ترك غسل العقبين في الوضوء ، والدليل على أن الفرض غسل القدمين لا مسحهما إذا كانتا غير مغطيتين بالخف أو ما يقوم مقام الخف

لا على ما زعمت الروافض أن الفرض مسح القدمين لا غسلهما ، إذ لو كان الماسح على القدمين مؤديا للفرض لما جاز أن يقال لتاركٍ فضيلةً : ويل له "

انتهى. " صحيح ابن خزيمة " (1/83)

2- وجوب تعميم أعضاء الوضوء بالغسل ، وذلك بإيصال الماء إلى جميع أجزاء أعضاء الوضوء وعدم ترك أي محل منها ، نجد ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث

: ( ويل للأعقاب من النار ) فتخصيصه ذكر الأعقاب لأنها في مؤخرة القدم، فهي مظنة لعدم وصول الماء إليها لمن لم يتعاهدها بذلك ، فدل على ضرورة العناية بإسباغ الوضوء

في محل الفرض . وقد استنبط الإمام البخاري رحمه الله هذه الفائدة من الحديث في إحدى المواضع التي أخرجه فيها ، فقال : " باب غسل الرجلين ولا يمسح على القدمين " انتهى.

" صحيح البخاري " (كتاب الوضوء/باب رقم 27) وبوب النووي رحمه الله على هذا الحديث في " شرح مسلم " بقوله : باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما . " صحيح مسلم " (كتاب الوضوء/باب رقم 9)

. وبوب عليه أبو داود في سننه : باب في إسباغ الوضوء . " سنن أبي داود " (كتاب الطهارة، باب رقم 46)

خامسا : الفوائد الأخرى المستنبطة من الحديث .

في هذا الحديث فوائد كثيرة أخرى للمتأمل ، منها :

1- شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ، حيث كان يتأخر عن القافلة ويمشي آخرها كي يعين ضعيفهم ويحمل عاجزهم ويتفقد أحوالهم .

2- حرص الصحابة رضوان الله عليهم على أداء الصلاة وعدم تأخيرها عن وقتها ولو كانوا في حال السفر والتعب والنصب .

3- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه وبيان الحكم الشرعي عند حاجتهم إليها ، وعدم سكوته صلى الله عليه وسلم عن الخطأ إن وقع منهم .

4- وفي الحديث فائدةٌ نبَّه عليها البخاري رحمه الله بقوله في تبويب الحديث بقوله : " باب من رفع صوته بالعلم "

انتهى. صحيح البخاري " (كتاب العلم/باب رقم 3).

يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" واستدل المصنف على جواز رفع الصوت بالعلم بقوله : ( فنادى بأعلى صوته ) ، وإنما يتم الاستدلال بذلك حيث تدعو الحاجة إليه لبعد أو كثرة جمع أو غير ذلك

ويلحق بذلك ما إذا كان في موعظة كما ثبت ذلك في حديث جابر : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب وذكر الساعة اشتد غضبه وعلا صوته ) الحديث أخرجه مسلم "

انتهى. " فتح الباري " (1/143)

5- وفي قول الراوي رضي الله عنه ( مرتين أو ثلاثا ) دليل أيضا على الأسلوب التعليمي النافع الذي كان يستعمله صلى الله عليه وسلم ، وذلك بتكرار الكلام بالعلم كي يحفظ عنه المستمعون ويتثبت المتشككون

وقد أخرج البخاري الحديث أيضا في موقع آخر وبوب عليه بقوله : باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه . " صحيح البخاري " (كتاب العلم/ باب رقم 30)

6- وفي الحديث أيضا تذكير المسلم بضرورة تحري موافقة الشريعة في جميع أفعاله وأقواله ، ولا يتهاون في شيء منها ، فقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم أولئك الذين لا يبلغ الماء أعقابهم

في الوضوء بالويل والنار يوم القيامة ، وهو أمر يسير في نظر كثير من الناس ، ولكنه عند الله عظيم ، فليحذر

المسلمون أن يتهاون فيما قد يكون سبب هلاكه في الآخرة

وقد قال الله تعالى : ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) النور/15.

والله أعلم .

.









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-25, 17:16   رقم المشاركة : 400
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث : (من فطر صائما...) يَعُمُّ الغني والفقير

السؤال

حديث : (من فطر صائما كان له مثل أجره دون أن ينقص من أجره شيئاً) هل المقصود بالصائم الفقير؟

أو يدخل في هذا الأقارب والأصدقاء؟

وهل صيام التطوع فيه نفس الأجر إذا فطر صائما؟


الجواب


الحمد لله

"الحديث عام يعم الغني والفقير، والفرض والنفل، وفضل الله واسع سبحانه وتعالى" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (25/207) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-25, 17:18   رقم المشاركة : 401
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)؟

السؤال

ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) ؟

الجواب

الحمد لله


"هذا حديث من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعنى (ومثله معه) يعني أن الله أعطاه وحيا آخر وهو السنة التي تفسر القرآن وتبين معناه

كما قال الله عز وجل : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل/44

فالله أوحى إليه القرآن وأيضا السنة وهي الأحاديث التي ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك من أمور الدين والدنيا

فالسنة وحي ثان أوحاه الله إليه لإكمال الرسالة وتمام البلاغ ، وهو صلى الله عليه وسلم يعبر عن ذلك بالأحاديث التي بينها للأمة قولا وفعلا وتقريرا ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم

: (إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى) وقوله عليه الصلاة والسلام : (لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : (لا تقبل صلاة بغير طهور

ولا صدقة من غلول) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس ، ورمضان إلى رمضان ، والجمعة إلى الجمعة ، كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر) إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة في كل ما يحتاجه العباد

وفيما يتعلق بتفسير كتاب الله عز وجل عليه من ربه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وهذا الوحي وحي أوحاه الله إليه ، وأخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبَيَّنه للأمة

فهو من الله وحي بالمعنى ، وهو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما تقدم في قوله صلى الله عليه وسلم : (إنما الأعمال بالنيات . . . إلخ).

ومثل قوله صلى الله عليه وسلم : (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا . . . إلخ) الحديث .

ويدخل في الوحي الثاني الذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم : الأحاديث القدسية التي يرويها الرسول عن ربه عز وجل ، فهي وحي من الله

ومن كلامه سبحانه ، ولكن ليس لها حكم القرآن، مثل قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل : (يا عبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته

فاستهدوني أهدكم .

. . إلى آخر الحديث) وهو حديث طويل رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، وكل ذلك داخل في قوله سبحانه : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى *

مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * [يعني محمدا صلى الله عليه وسلم] وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) النجم/1-4" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (25/58-61) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-25, 17:22   رقم المشاركة : 402
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيفية التفريق بين الأولاد في المضاجع

السؤال

نرجو إيضاح كيفية التفريق بين الأولاد في المضاجع الوارد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هل المقصود به التفريق بين البنين والبنات ، أم بين البنين بعضهم بعضا ، وبين البنات بعضهن بعضا ؟

وهل المقصود به التفريق بينهم في الفرش أم لا بد أن يكون كل منهم في غرفة مستقلة ؟


الجواب

الحمد لله

"الحديث عام ، يعم البنين والبنات

والتفريق يكون بجعل كل واحد من البنين

وكل واحدة من البنات في فراش مستقل

ولو كانوا في غرفة واحدة

لأن وجود كل واحد مع الآخر في فراش واحد قد يكون وسيلة لوقوع الفاحشة .

وفق الله الجميع لكل خير" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (25/357) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-25, 17:26   رقم المشاركة : 403
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حديث: (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر)

السؤال


هل هذا الحديث صحيح : (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) يعني : جهاد النفس ؟

الجواب


الحمد لله


"حديث : (رجعنا من الجهاد الأصغر ، إلي الجهاد الأكبر) رواه البيهقي بسند ضعيف

قاله الحافظ العراقي في تحقيق أحاديث الإحياء ، نقله عنه العجلوني في كشف الخفاء

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

هو كلام إبراهيم بن أبي عبلة وليس بحديث ، نقله أيضا العجلوني عن الحافظ في الكشف ، وهذا ملخص ما ذكره العجلوني ، وفي رواية البيهقي : (قالوا : وما الجهاد الأكبر؟

قال : جهاد القلب) ، ورواه الخطيب البغدادي بلفظ : (رجعنا من الجهاد الأصغر إلي الجهاد الأكبر ، قالوا : وما الجهاد الأكبر ؟

قال : مجاهدة العبد هواه) ، وقد روياه جميعا عن جابر ، كذا في كشف الخفاء

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الفتاوى" (11/197)

أما الحديث الذي يرويه بعضهم أنه قال في عزوة تبوك : (رجعنا من الجهاد الأصغر ، إلى الجهاد الأكبر ، فلا أصل له) ، ولم يروه أحد من أهل المعرفة بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (26/381) .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-27, 17:25   رقم المشاركة : 404
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



شرح حديث: (خير صفوف النساء آخرها)

السؤال

نحن مجموعة من النساء نصلي في المسجد في رمضان في مكان منعزل عن الرجال بحيث لا يروننا ولا نراهم ، وقد لاحظت أن الأخوات لا يكملن الصفوف الأول ولا يسوينها

وقد احتج بعضهن بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها

وشرها أولها) فقلت لهن : إن هذا الحديث يقصد به عندما كان النساء يصلين خلف الرجال بدون ساتر ، أما الآن فقد اختلف الوضع . فهل هذا الكلام الذي قلته صحيح ؟


الجواب

الحمد لله

"الحديث المذكور صحيح ، ولكنه محمول عند أهل العلم على المعنى الذي ذكرت

وهو كون الرجال ليس بينهم وبين النساء حائل

أما إذا كُنَّ مستورات عن الرجال فخير صفوفهن أولها، وشرها آخرها كالرجال

وعليهن إتمام الصفوف الأول فالأول

وسد الفرج ، كالرجال

لعموم الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك . وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (25/145) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-27, 17:28   رقم المشاركة : 405
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الجمع بين حديث غربة الدين وبقاء الطائفة المنصورة

السؤال

ما الجمع بين حديث (بدأ الإسلام غريبا) وحديث: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) ؟


الجواب

الحمد لله


"لا منافاة بينهما: فالأول ظاهر من الواقع. وتمامه: (فسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) وفي رواية لغير مسلم : (يحيون ما أمات الناس من سنتي) وفي رواية أخرى: (الذين يُصلحون ما أفسد الناس ).

والحديث الثاني يدل على بقاء الإصلاح والدعوة والعلم والتعليم، وفيه بشارة أن هنالك طائفة لا تزال ظاهرة على الحق، فالغربة لا تنافي الطائفة

ولا يلزم أن تكون بمكان واحد، والحق لا بد من بقائه حتى يخرج الدجال، وحتى تأتي الريح [ التي تقبض أرواح المؤمنين قُبيل قيام الساعة] .

ثم إن هذه الغربة قد تزداد في مصر من الأمصار وتقل في مصر آخر، وقد تكون الغربة ذات معان متعددة: في كثرة البدع ، أو إنكار صلاة الجماعة

أو عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن أعظمها : غربة أهل التوحيد وظهور الشرك. نسأل الله العافية.

وقد يظهر الإسلام في ناحية ويكون فيها أحسن مما قبل ، كما هو الواقع، وقد يكون في زمان أفضل من زمان آخر.

أما حديث: (لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه) فهو محمول على الأغلب

فلا يمنع أن يكون في بعض الزمان أحسن مما قبله، كما جرى في زمان عمر بن عبد العزيز ، فإن زمانه أحسن من زمان سليمان والوليد

وكما حصل في زمان شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم من ظهور السنة والرد على المبتدعة، وكما جرى في الجزيرة بعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (25/103) .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسلة الحديث وعلومه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:50

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc