الحلقة الرابعة :: إنها صوّامة قوّامة ، حفصة بنت عمر رضي الله عنها - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى شقائق الرجال > منتدى هُنّ

منتدى هُنّ كل ما يتعلق بهموم حواء وطموحاتها ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحلقة الرابعة :: إنها صوّامة قوّامة ، حفصة بنت عمر رضي الله عنها

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-03-09, 17:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
bibimoto6
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية bibimoto6
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الحلقة الرابعة :: إنها صوّامة قوّامة ، حفصة بنت عمر رضي الله عنها

الحلقة الرابعة :: إنها صوّامة قوّامة وزوجتك في الجنة ، حفصة بنت عمر رضي الله عنها
حفصة بنت عمر

إنها صـــــوّامة قــــــوّامة وهي زوجتك في الجنة

وهنا نحن نقترب أكثر وأكثر لنستنشق عبير زهرة من بستان العُمرية ..

إننا على موعد مع أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها وعن أبيها ،،، تلكم الزهرة التي جمع الله فيها من المكارم والفضائل ما يعجز الفرد منا عن التعبير عنه وإعطائه حقه ..

فأبوها هو فاروق الأمة ... ( الذي يفرق بين الأمور )

إنه الرجل الكبير في بساطته ،، البسيط في قوة ،، القوي في عدل ورحمة ..

إنه الرجل الذي أنجبته الجزيرة ورباه الإسلام ..

إنه الناسك الورع الذي تفجر نُسكه حركة وذكاء وعملا وبناءً ..

إنه الأستاذ المعلم الذي صحح كثيرا من مفاهيم الحياة وكساها عظمة وروعة من خلقه وسلوكه وكان للمتقين إماما ..

إنه الرجل الذي أعطى الناس كافة قدوة لا تبلى ،، قدوة تتمثل في عاهل قد بركت الدنيا على عتبة داره مُثقلة بالغنائم والطيبات ،، فسرّحها سراحا جميلا ،، وساقها إلى الناس سوقا كريما .. يقدّم إليهم طيباتها ويدرأ عنهم مضلاتها ،، حتى إذا نفض يديه من علائق هذا المتاع الزائل استأنف مسيره ومسراه مهرولا في فترة الظهيرة الحارقة وراء بعير من أموال الصدقة يخشى عليه الضياع ،، أو منحنيا فوق قدر ليطبخ فيه طُعمة طيبة لامرأة غريبة أدركها المخاض أو لأطفال يتضورون جوعا في ظلام الليل الدامس ..

إنه الرجل الذي تنزّل القرآن أكثر من مرة موافقا لرأيه وقوله ..

إنه الرجل الذي كان إسلامه فتحا وكانت هجرته نصرا وكانت ولايته عدلا ..

إنه فاروق الأمة الأواب :: عـــــمر بن الخطـــــاب ::

وعمها هو زيد بن الخطاب الذي شهد بدرا والمشاهد واستُشهد في يوم اليمامة ،، إنه الرجل الذي قال عنه عمر رضي الله عنه : سبقني إلى الحُسنيين أسلم قبلي واستُشهد قبلي ..

وأمها زينب بنت مظعون أخت الصحابي الجليل عثمان بن مظعون رضي الله عنه الذي لما مات جاء إليه الحبيب صلى الله عليه وسلم وقبّله وسالت دموعه على خدّ عثمان .. وهو أول من دُفن بالبقيع ..

وعمتها هي فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها ،، وهي إحدى السابقات إلى الإسلام هي وزوجها سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة ..

وأخوها هو العابد الزاهد التقي الورع العالم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الذي قال عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم : إن عبد الله رجل صالح ..

فيـــــــا لها من مكارم ومناقب عظيمة أحاط الله بها أمنا الحبيبة حفصة بنت عمر رضي الله عنها ..

:: النشأة المبـــاركــــة ::

نشأت أمنا حفصة رضي الله عنها في تلكم العائلة العمرية نشأة مباركة وعاشت في ظل بيئة نادرة الوجود ..

وُلدت حفصة رضي الله عنها عندما كانت قريش تجدد بناء الكعبة وذلك قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين ،، وكان ذلك عندما حسم النبي صلى الله عليه وسلم الخلاف بينهم على وضع الحجر الأسود مكانه ،، وذلك بحكمته ورأيه السديد وبصيرته الثاقبة صلى الله عليه وسلم ..

ولقد كانت تحب العلم والأدب فتعلمت الكتابة من الشفاء بنت عبد الله القرشية العدوية ،، وظلت تطلب العلم حتى أصحبت حدى فصيحات النساء في قريش ..

:: إن إسلام عمر كان فتحـــــا ::

ولما أشرقت شمس الإسلام على أرض الجزيرة وكان عمر رضي الله عنه مازال على الشرك ، فكان الحبيب صلى الله عليه وسلم يتمنى أن يُسلم عمر ليكون شوكة في ظهور المشركين فكان يقول صلى الله عليه وسلم : اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك :: بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب :: ، قال : وكان أحبهما إليه عمر ..

ولقد كان إسلامه سببا عظيما في ظهور الإسلام وقوته ،، وذلك لما كان يتميز به من القوة والشجاعة فكان لا يخاف في الله لومة لائم ..

قال عبد الله بن مسعود : إن إسلام عمر كان فتحا ، وإن هجرته كانت نصرا ، وإن إمارته كانت رحمة ، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر ، فلما أسلم قاتَل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه ..

وهكذا دخل الإسلام إلى هذا البيت المبارك ليكون حصنا حصينا يذود عن الإسلام وأهله ..

وعاشت الأسرة العُمرية المباركة في ظل هذا الدين العظيم وفي جوار النبي صلى الله عليه وسلم ينهلون من النبع الصافي ويتعلمون من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وعبادته وسلوكه ورحمته ..

:: زواجها من خُنيس رضي الله عنه ::

ولما اكتملت أنوثتها رضي الله عنها تقدم لها أحد السابقين إلى الإسلام ( خُنيس بن حُذافة ) وهو أخو ( عبد الله بن حذافة ) رضي الله عنهما ، فتزوجها خُنيس وعاشت معه في سعادة غامرة في ظل الإيمان والطاعة ..

وكان خُنيس قد أسلم قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم وكان إسلامه على يدي أبي بكر الصديق رضي الله عنه ..

:: ففروا إلى الله ::

واشتد إيذاء المشركين لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأشار النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه بالهجرة إلى أرض الحبشة فكان خُنيس ممن هاجر إلى الحبشة ثم عاد إلى مكة فلما رأى أن الإيذاء والتعذيب يزداد يوما بعد يوم أخذ زوجه حفصة وهاجرا إلى يثرب ( المدينة المنورة ) بعدما أذن الحبيب صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى المدينة ..

وهناك عاش الزوجان في رحاب الأنصار وازدادت سعادتهما بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة :: الذي لما دخل المدينة أضاء منها كل شيء وما أجملها والله من حياة مع الحبيب صلى الله عليه وسلم ::

:: فــــراق مــــؤلــم ::

ولما كانت غزوة بدر التي كتب الله فيها النصر والعزة للمسلمين ،، كان خُنيس رضي الله عنها من أبطال تلك الغزوة ،، فقد كان يشتهي ويتمنى الشهادة من أعماق قلبه ،، فلما شارك في تلك الغزوة أصيب بجراحات كثيرة في جسده ومع ذلك ظل يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ،، ولما انتهت غزوة بدر عاد خُنيس إلى المدينة متأثرا بجراحه ..

ومات هذا الصحابي الجليل الذي بذل نفسه لله عز وجل وفاز بأعظم منقبة ،، فقد صلى الله عليه الحبيب صلى الله عليه وسلم ودفنه بالبقيع إلى جانب قبر الصحابي الجليل عثمان بن مظعون رضي الله عنه ..

وهكذا كان الفراق المؤلم .. وهكذا ترمّلت حفصة رضي الله عنها وهي في سن مبكرة وحزنت حزنا كاد أن يمزق قلبها ،، لكنها كانت في قمة سعادتها لأنه مات ميتة كريمة وسوف تشهد له جراحه التي كانت كلها في سبيل الله جل وعلا ..

:: هكذا أصبحت أما للمؤمنين ::

وتألم عمر لابنته الشابة التي ارملت في الثامنة عشرة من عمرها ..

وأوجعه أن يلمح الترمل يغتال شبابها ويمتص حيويتها ويخنق صباها ،، وبدأ يشعر بانقباض أليم كلما دخل بيته ورأى ابنته في حزنها ،، فبدا له بعد تفكير طويل أن يختار لها زوجا قد تأنس إلى صحبته ..

فعرضها أبوها على أبي بكر فلم يجبه بشيء ، وعرضها على عثمان ، فقال : بدا لي ألا أتزوج اليوم .. فوجد عليهما وانكسر وشكا حاله إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة ،، ثم خطبها فزوجه عمر ..

وزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان أم كلثوم بعد وفاة أختها رقية ..

ولما أن زوّجها عمر لقيه أبو بكر فاعتذر وقال : لا تجد عليّ ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد ذكر حفصة ، فلم أكن لأفشي سره ولو تركها لتزوجتها ..

وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة سنة ثلاث من الهجرة قبل غزوة أحد وأصدقها أربعمائة درهم ، وكان ذلك أعظم إكرام ومنة وإحسان لحفصة وأبيها رضي الله عنهما ..


:: مكانتها العالية ::


وكانت حفصة رضي الله عنها تحتل مكانة عالية في قلب النبي صلى الله عليه وسلم بل كانت منزلتها بين أزواجه أيضا عالية ..

حتى كانت أمنا عائشة رضي الله عنها تقول عنها : هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ..

غير أن حياة أزواجه الطاهرات رضي الله عنهن لم تخل من بعض المشاعر البشرية التي تعتريها الغيرة أو التنافس أو ما شابه ذلك ،، ولذا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج أموره بالتربية الإلهية مع زوجاته ومع أصحابه وأمته ،، ويأخذ بيد الجميع إلى جادة الصواب ..

:: تسابق إلى رمضاة الحبيب صلى الله عليه وسلم ::

ولقد عاشت حفصة رضي الله عنها مع الحبيب صلى الله عليه وسلم أجمل أيام عمرها ،، فكانت كل يوم تزداد علما وفقها وطاعة لله جل وعلا ..

ولقد كانت تتسابق مع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،، فكانت لا تدخر جهدا في إدخال السعادة والسرور عليه صلى الله عليه وسلم تجعلها تتقرب من الله أكثر وأكثر ،، فلقد تعلمت من الحبيب صلى الله عليه وسلم كل طاعة تُقربها من الله عز وجل ..

وهكذا تكون الحياة الزوجية التي تجعل السعادة ترفرف على البيت ..

:: إنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ::

وفي يوم من الأيام طلّق الحبيب صلى الله عليه وسلم حفصة رضي الله عنها فانكسر قلبها وأظلمت الدنيا كلها في عينيها وهي لا تصدق أن زوجها وحبيبها ونبيها صلى الله عليه وسلم قد طلّقها ،، وإذا بالأمين جبريل عليه السلام ينزل بأمر من الملك جل جلاله يشق سبع سموات ليأمر الحبيب صلى الله عليه وسلم بأن يراجعها ويردّها مرة أخرى ..

فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة ثم راجعها بأمر من جبريل عليه السلام له بذلك وقال : إنها صوّامة قوّامة وهي زوجتك في الجنة ..

:: علمها وفقهها ::

عُرفت أمنا حفصة رضي الله عنها بالعلم والفقه والتقوى ،، وهذه الصفات أحلتها محلا كريما لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،، وظلت تحتفظ بالمكانة نفسها في عهد الخلافة الراشدة وخصوصا في خلافة والدها ،، فكثيرا ما كان يركن إلى آرائها وأحكامها الفقهية ، من ذلك سؤاله إياها : كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها ؟ فقالت رضي الله عنها : ستة أو أربعة أشهر ..

وكانت أم المؤنين حفصة رضي الله عنها مرجعا لكثير من الصحابة في مجال الحديث النبوي الشريف والعبادة ،، وقد كان أخوها عبد الله بن عمر المؤتسي برسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقى عنها ما رأته في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،، أضف إلى ذلك أن سيدنا أبا بكر الصديق قد اختار أم المؤمنين حفصة من بين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لتكون حافظة القرآن الذي جمعه ،، ولعل اختيار سيدنا أبي بكر لها لتلك الصفات التي اجتمعت فيها من التقى والعلم والصوم ؛ ناهيك أنها كانت تتقن القراءة في عهدها ، فقد كان قليل من الرجال من يعرف القراءة والكتابة فكيف بالنساء ؟؟ لذا فقد كانت أم المؤمنين حفصة التلميذة النبوية النجيبة التي نقلت كثيرا من الأحكام النبوية إلى الناس ..

:: وفــــاة الحبيب صلى الله عليه وسلم ::

وظلت حفصة رضي الله عنها مثالا للزوجة الوفية الصادقة التي لا تدخر جهدا في إسعاد زوجها صلى الله عليه وسلم ..

وما زالت السعادة تخيم على هذا البيت المبارك إلى أن جاء اليوم الذي أظلم فيه الكون كله لما توفي الحبيب صلى الله عليه وسلم ،، فاعتصر قلبها من الحزن على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان زوجها وحبيبها ونبيها صلى الله عليه وسلم ..

وظلت رضي الله عنها بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم على عهدها عابدة لله جل وعلا حتى كانت يشهد لها القريب والبعيد بفضلها في الصلاة والعبادة ..

:: الفاروق يتولى الخلافة ::

ولما تولى الفاروق رضي الله عنه خلافة المسلمين لم تتغير حفصة رضي الله عنها ، بل ظلت تعيش حياة الزهد والتقشف تتقرب إلى الله تعالى يوما بعد يوم بكثرة الصيام والقيام لأنها تعلم يقينا أنه لا ينفعها سلطان والدها وإنما ينفعها عملها الصالح الذي تقف به بين يدي الله عز وجل ..

:: مقتل الفاروق ::

وكانت حفصة رضي الله عنها تشهد أمجاد أبيها ومآثره وزهده وورعه وعدله وفتوحاته إلى أن جاء اليوم الذي قُتل فيه بطعنات غادرة من خنجر أبي لؤلؤة المجوسي :: عليه من الله ما يستحق :: ونام الفاروق في اللحظات الأخيرة من عمره المليء بالبذل والعطاء والتضحية والفداء فدخلت عليه ابنته حفصة رضي الله عنها وبكت ساعة لموته ثم خرجت وهي تحتسب أباها عند الله عز وجل ..

قيل لبعد الله بن عباس : ما تقول في عمر ؟

قال : رحمة الله على أبي حفص ، كان والله حليف الإسلام ، ومأوى الأيتام ، ومحل الإيمان ، ومنتهى لإحسان ، ونادي الضعفاء ، ومعقل الخلفاء ، كان للحق حصنا ، وللناس عونا ، قام بحق الله صابرا محتسبا حتى أظهر الدين ، وفتح الديار ، وذُكر الله عز وجل على التلال والبقاع ، وقورا لله في الرخاء والشدة ، شكورا له في كل وقت ، فأعقب الله من يبغضه الندامة إلى يوم القيامة ..

:: حملت أمانة القرآن على أعناقها ::

لقد حملت أمنا حفصة رضي الله عنها أمانة القرآن على أعناقها ، فهي التي اختارها أبو بكر رضي الله عنه ليحفظ عندها القرآن الذي جمعه زيد بن ثابت ،، وظلت الصحف التي جُمع فيها القرآن عندها إلى عهد عثمان رضي الله عنه حتى جمعها في مصحف واحد ..

:: وها هي قصة جمع القرآن ::

جهّز أبو بكر رضي الله عنه جيشا بقيادة خالد بن الوليد في جمع كثير من الصحابة لمحاربة ( مسيلمة الكذاب ) :: عليه من الله ما يستحق :: ، فحاربوه أشد محاربة إلى أن خذله الله وقتله ،، وقُتل في غضون ذك من الصحابة جماعة كثيرة من حَمَلة القرآن ، وبدأ التفكير في جمع القرآن قبل أن يُقتل الباقون ..

ولنستمع القصة من كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت رضي الله عنه ..

يقول زيد : أرسل إليّ أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة ( أي عقب مقتل اليمامة ) ، فإذا بعمر بن الخطاب عنده ، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : إن عمر أتاني فقال : إن القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقُرّاء القرآن ، وإني أخشى إن استحر القتل بالقراء بالمواطن ، فيذهب كثير من القرآن ، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن ..

فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن

قلت لعمر : كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟

قال عمر : هذا والله خير ..

ولم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فتتبعت القرآن أجمعه من العُسُب ( جريد النخل ) واللُّخاف ( الحجارة الرقيقة ) وصدور الرجال ، حتى وجدت آخر آيتين من سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ،، فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ "

فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر في حياته أي طوال حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنها ..

وفي عهد عثمان رضي الله عنه أرسل إليها ليأخذ الصحف من عندها ليجمع القرآن في مصحف واحد ..

عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ،، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي ألينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ،، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ،، فأمر بزيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف ، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ،، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ،، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ،، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرَق ..

:: وحان وقت الرحيـــــل ::

في سنة إحدى وأربعين من الهجرة النبوية ،، شعرت أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها بقرب اللقاء مع الله عز وجل ومع الأحبة ،، ولم تمض بضعة أيام من شهر شعبان من تلك السنة حتى لحقت بالرفيق الأعلى ..

وطار الخبر في أرجاء المدينة أن توفيت حارسة القرآن زوج النبي صلى الله عليه وسلم ،، وأقبل الصحابة الكرام لتشييع جنازتها وفي مقدمتهم سيدنا أبو هريرة وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهما ،، وصلى عليها والي المدينة آنذاك مروان بن الحكم ،، ودُفنت في البقيع ،، ونزل في قبرها أخوها عبد الله وعاصم وسالم وعبد الله وحمزة بنو أخيها عبد الله بن عمر رضي الله عنهم جميعا ،، وكان عمرها عندما توفيت ثلاثا وستين سنة رضي الله عنها ،، وكانت قد أوصت إلى أخيها عبد الله بمال وصدقة ..

وهكذا رحلت أمنا حفصة رضي الله عنها بعد حياة طويلة مليئة بالعبادة والبذل والتضحية والفداء ،،

رحلت لتلحق بزوجها وحبيبها ونبيها محمد صلى الله عليه وسلم في جنة الرحمن ،،

نعم فهي التي قال عنها جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم : إنها صوّامة قوّامة وهي زوجتك في الجنة ..

فرضي الله عنها وأرضاها وجعلها في صحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم في جنته ومستقر رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه ..

وإلى حلقة أخرى ولقاء آخر شاء الله

نلقاكم على خير وبرعاية الرحمن ..









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
sahabiat


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc