ألإيمان
.
وآمنوا برسوله فالإيمان أن يؤمن العبد بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره . ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) . ومن الايمان أن نؤمن بأن الله بكل شىء عليم علم ماكان فى الماضى وما سيكون فى المستقبل . لايخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) 0
ولابد ان نتيقن من كمال علم الله وسعة علمه وبكمال حفظه وتمام رعايته وأنه كتب فى اللوح قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ما سيكون إلى يوم القيامه .
واعلموا أن أول ماخلق الله القلم قال له أكتب قال رب وماذا أكتب قال : أكتب ماهو كائن فجرى فى تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ). ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) 0
أخوة الإسلام ولنعلم أن مشيئة الله فى عموم ملكه فإنه ما من شىء فى السماوات أو فى الأرض إلا وهو ملك لله عز وجل ( لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) 0
وجعل للإنسان عزيمة وإرادة وله قدرة وعمل . والذى أودع فيه تلك العزيمة وخلق فيه تلك القدرة لو شاء لسلبه الفكر فضاعت إرادته ولو شاء لسلبه القدرة فما إستطاع العمل 0
إخوة الإسلام لنعلم أن الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان السته التى ذكرت من قبل .
لكنه ليس حجة للإنسان على فعل معاصى الله أو التهاون بما أوجب الله 0 وجه ذلك أن الله منحك عقلا تتمكن به من الارادة وأعطاك قدرة تتمكن بها من العمل فلذلك إذا سلب عقل الإنسان لم
يعاقب على معصية ولا ترك واجب وإذا سلب قدرته على الواجب لم يؤاخذ بتركه 0
إن الإحتجاج بالقدر على المعاصى أو ترك الواجبات حجة داحضة باطله أبطلها الله فى كتابه ويبطلها العقل والواقع وقد أبطلها الله حيث قال : ( رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) 0 ولو كان القدر حجة لم ترتفع بإرسال الرسل لأن القدر ثابت مع إرسال الرسل 0 ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ ) 0 فلو كان الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصى وترك الواجبات حجة داحضة يبطلها العقل وذلك لأن المحتج بالقدر ليس عالما بالقدر فيبنى عمله عليه فكيف يحتج بما ليس له تأثير فى فعله إذ لا تأثير للشىء فى فعل الفاعل حتى يكون عالما بهذا المؤثر 0
ولو أن أحدا إعتدى على شخص يأخذ ماله أو قتله وقال هذا شىء بقضاء الله وقدرة ويقول
أصله مكتوب . فهذا كذب وبهتان عظيم .
لأن الله تعالى لم يفرض عليك المعصية و لا الطاعة أيضا إنما ترك ذلك لإرادتك المطلقة بعد مابين لنا عن طريق الرسل . ( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ ) .
والصحابة رضوان الله عليهم قالوا يارسول الله :أ فلا ندع العمل ونتكل على القضاء ؟
قال : إعملوا فكل ميسر لما خلق له . فأهل الخير فيسيرون لعمل أهل السعادة وأهل الشر يسيرون إلى أهل الشقاوة . ثم قرأ النبى صلى الله عليه وسلم ( فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى )
وكلنا نقرأ ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) 0
والمعنى أنك لا تهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء لنفسه الهدايه أى من أراد أن يهتدى يهديه الله . لأنه سبحانه أعلم بالمهتدين .
وعلى كل حال نقول أنه سبق لعلم الله ما سيكون منك من ععمل إن كان خيرا فخير 0 وإن كان شرا فشر 0 أعاذنا الله من الشر آمين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين !!!