المحرقة التي صهرت قلبي. - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الحياة اليومية > أرشيف منتدى الحياة اليومية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المحرقة التي صهرت قلبي.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-04-02, 12:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
dark star
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية dark star
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










Unhappy المحرقة التي صهرت قلبي.

باقصى ما اقدر ...كنت اصعد الدرجات المؤدية الى العلية ...وانا اردد في نفسي : "لن ابقيها هنا اكثر..علي اخذها معي هذه المرة .." ، اعصابي كانت مشدودةجدا خاصة بعد ان باغتني ذاك الهاجس قبل ايام ..والذي كان السبب في اتخاذي هذا القرار الحاسم .....وصلت اخيرا الى نهاية الدرج خطوت بسرعة الى المدخل و وفتحت الباب ، ودون تفكير اتجهت صوب اولى الصناديق .....قلَّبت محتوياتها بحثا عنه بل عنها جميعا...اخيرا هذا واحد ..شعور بالراحة يغمرني ...وهذا ايضا...جيد.......مهلا اين البقية!؟....يا الهي! ،فجاة خفق قلبي بعنف حتى خلت انه سيحطم اضلاعي .....نظرت مجددا ..لاباس صندوق اخر ...لابد انها داخله ....مستحيل .،ليست هنا ....اتسعت عيناي هلعا ...اتراها قد..قد ..نفضت الفكرة من راسي فور ان لاحظت صندوقا في الاسفل ....رباه وكأن جبلا قد انزاح عن صدري وانا ابصره ..قلبَّت محتوياته هو الاخر .....لا اثر لها، قفزت الفكرة مجددا الى راسي هذه المرة لن اتمكن من ازاحتها فقد بدأت الحقيقة تتكشف ....لا..لا لن استسلم لهذه الهواجس السخيفة ...متأكدة انها لازالت هنا .
كالضائع رحت اجوب انحاء الغرفة بحثا عن اي شيء قد يقودني اليها ....اي شيء قادر على اعادة ولو بصيص امل يلغي اكبر مخاوفي ...و مجددا لا اثر لها.
الان تحول ذاك الشعور بالحماس والترقب الذي رافقني خلال الاسبوع الماضي وبداية هذا اليوم الى انقباض شديد ،غضب ويأس .....لقد حذرتها،اخذت وعدا منها...لا خيار هي الوحيدة التي ستعرف اين ستكون !؟
بخطوات واسعة اشبه ما تكون بقفزات، نزلت درجات السلم ....بحثا عن تلك الشقية ، ولحظي قابلتها تماما عند اسفله ،ثم دون اي مقدمات طرحت عليها السؤال: "اين هي اغراضي التي اوصيتك عليها" اجابت بهدوء وكانها لم تتفاجأ "انها هناك في الاعلى "...اعترف ان نبرة صوتها الواثقة اعادت لي بعضا من توازني الا اني قلت لها بشيء من الانفعال وانا احاول التقاط انفاسي :" لا انها غير موجودة" ...عقدت حاجبيها مستغربة ...فما كان مني الا ان صحت بها :" بما انك تزعمين انها في الاعلى تعالي واريني مكانها"...هزت راسها موافقة وما هي الا لحظات حتى كنا هناك ...وقفت انا عند مدخل الغرفة بينما راحت هي تنظر نحو الصناديق التي سبق وفتشتها وهي تقول : "انها موجودة هنا " ثم طفقت تقلِّب محتوياتها ، راقبتها بصبر نافذ ..واضح من ملامح وجهها التي بدأت تغزوها الحيرة انها لا تعرف مكانها حقا كما زعمت قبل دقائق....لقد كانت تتنقل من زاوية الى زاوية اخرى ....مستعملة العبارة التي كانت تستفز كل ذرة من جسدي المتوتر اصلا .... " ربما هي هنا...او ربما هناك"
-"يكفي ،انها ليست هنا لقد بحثت في كل انحاء الغرفة و في كل صندوق ،لا وجود لها "
حاولت ان انطق كلماتي هذه باقصى ما استطعته من هدوء وضبط للنفس، لن اخاطر ببدء شجار مع هذه الفتاة العصبية ..طبعا ليست عصبية اكثر مني ...لكن مازال الوقت مبكرا للصراع كالديكة .
بالفعل توقفت شقيقتي عن البحث ...وبحركتها المألوفة عندما تبدأ في التفكير قالت : "محال كانت هنا ...اتعرفين لعلها في الغرفة المجاورة " ،بحماس انطلقَتْ نحو المكان الذي اشارت اليه ولحقت انا بها ...بحثنا جيدا ....لكن لا نتيجة تذكر ، حددت وجهة ثانية فتبعتها وقلبي يحدثني انها محاولة عبثية اخرى فقد سبق وانتبهت الى تلك الاماكن ....بحثنا في الصناديق المرصوفة عند الدرج في كل ركن يمكن ان يخطر على بال احد .....لا اثر لاغراضي الثمينة .
في النهاية عدنا الى حيث بدأنا..الى تلك الغرفة...كنت استند الى اطار الباب، احدق بها وهي تمرر يديها عبر الرفوف وبين الصناديق وكأنها تحاول التاكد باننا لم نغفل شيئا...رباه انا لن احتمل اكثر ...اعصابي لن تحتمل ،البرودة التي تغلف تصرفاتي الان لم تعد قادرة على كبح الغليان الذي يكاد يطيح بصوابي ...علي مواجهتها بالسؤال الذي تجنبت طرحه في البداية ،علي طرحه الان واختصار هذا العذاب ،نظرت اليها وانا اقول من بين اسناني :" هل انت متأكدة انه مامن احد قام بترتيب محتويات الغرفة عداك" هزت راسها ان نعم،فواصلت كلامي :" ومتاكدة انه لم يقم احد باتلاف محتويات الصناديق ايضا" فاجابت :" نعم لا احد غيري قام باتلاف الاشياء من هذا المكان "..."اذن جيد ....اخبريني متى كانت آخر مرة اتلفت فيها شيئا من محتويات المكان" حدقت الى اعلى محاولة التذكر ...قبل ان تقول :" منذ مدة طويلة جدا"
- " اتقصدين عندما اتلفتها حيث نقوم عادة باتلاف النفايات"
-" لا ليس هناك ....بل في المكان الفلاني من البيت قمت باتلاف بعض دفاتري واوراقي "
صدمت للمعلومة الاخيرة ،محرقة لم اعلم بها الا اليوم ....هذا يعني ..كلا لا اظنها فعلتها...نظرت اليها بذهول و سألتها باضطراب :"لا تقولي انك احرقتها هي ايضا....لا تقولي انك احرقت دفاتري كلها ...لقد حذرتك ...بل لقد أوصيتك ان تمنعي اي احد من اتلافها " ....لم تتغير تعابير وجهها عندما واجهتها بما كان يثير قلقي وغضبي منذ البداية ....بل أجابت بثقة :"كلا لم احرقها ...انا احرقت فقط دفاتري الخاصة"
هذا التأكيد الجازم الذي يظهر من لهجتها الواثقة لم يكن يريحني ...حسنا...ربما هو ينعش الامل داخلي ،الامل الذي يجعل اعصابي متحفزة لاي اشارة تبثها ذاكرتي عن مكان محتمل لوجود الدفاتر ....لكن ابدا لن يمنحني اليقين بأن كلامها صحيح فرغم ثقتي الكبيرة بذاكرتها خصوصا في البحث عن الاشياء فهي دائما كانت المنقذ لي في ذلك ، الا انه حين تخونها ستجد نفسك تستمع الى اساطير ما انزل الله بها من سلطان ، وقد تجعلك تصدقها بسبب الاسلوب الواثق الذي تخبرك به عنها وكأنها حقا عايشتها ولولا اننا مازلنا لم نصب بعد بالزهايمر لما اكتشفنا هذه الثغرة في ذاكرة اختي العزيزة .
كان علي تبديد ذاك الصمت المربك الذي اعقب اجابتها...فقررت طرح سؤال اخير :" هل هناك اماكن اخرى تحتفظين فيها باوراق او كتب او اي شيء اخر "
اجابت على الفور :" اكيد هناك صناديق في المكان الفلاني واخرى في الجهة الفلانية .....الخ"
وبينما كانت تسرد علي لائحة الاماكن، كنت افكر بان ش**** كانت في محلها، هذه المعتوهة قد فعلتها .
قاطعتها وانا اكبت غضبي : "امازلت متاكدة انك لم تفعليها " صمتت هذه المرة ولم ترد ،زفرت بقوة وانا اتجاوزها باحثة مجددا بين الاغراض ...كانت الطريقة الامثل لتفريغ الضغط قبل ان ينفجر ويجعلني انهال عليها ضربا مبرحا ....وفي تلك اللحظات التي كنت اجاهد فيها لاضبط اعصابي ،اتاني ردها وكأنه صفعة غير مرئية اجفلتني :" لا ادري .....ربما فعلتها...اذكر انني عندما كنت اجمع تلك الدفاتر ....كأن خاطرا لاح في عقلي عنك ..فتجاهلته وقلت دعنا منها لا يهمني امرها ساحرق كل شيء" .
مازلت اذكر عندما التفت اليها وانا استمع الى كلماتها ، لم تكن تنظر الي بل كانت تضع اصابعها عند فمها كأنها تتذكر بصعوبة تفاصيل عالقة بين تلافيف دماغها ....استطيع ان اؤكد الان انها صادقة وان هذه ليست من اختراعات عقلها المعقد.....صراحتها تلك كادت تجعلني اضحك ...اضحك بمرارة ..فقد كانت تمتلك من الصفاقة ما يكفي لتقول انها كانت تتذكر تحذيري و انها تجاهلته قائلة :"فلتذهبي للجحيم يا فلانة"...حسنا. ..هي لم تقلها هكذا لكنها عنتها .
الان اي غضب شيطاني يستعر في قلبي ....مازالت عيناي معلقتين بها منتظرة ان تتراجع عن كلامها او تكذبه قائلة انها مزحة .....لكنها واصلت وبفظاظة هذه المرة :" لماذا تهتمين بأمر هذه الدفاتر السخيفة ،احترقت وانتهى الامر"
احترقت وانتهى الامر ..هكذا اذن....لا ادري هل هذا دخان اراه يتصاعد مني ام اني اتوهم ...لابد ان يكون حقيقيا نظرا لحرارة جسمي التي ارتفعت الى مستويات قياسية اثارت كل ذرة ساكنة في جسدي .... يجب ان تكون الان قد اتلفت دارات التحكم في دماغي سامحة للوحش المظلم الكامن داخلي بالتحرر وفعل ما ينبغي فعله ...تأديب هذه الفتاة على وقاحتها...وكذلك على اتلاف....اتلافها ممتلكاتي الخاصة التي هي عندي اهم من اي شيء اخر ذي قيمة مادية ......تبا...تذكر اني فقدتها الى الابد زاد الطين بلة و اشعل الفتيل الذي سيهدد بانفجار البركان في اعماقي .....يبدو ان عراكا عنيفا يوشك ان يحدث ....نظراتها الباردة وابتسامتها المستفزة جعلت غشاوة من الظلام تحجب عن عقلي اخر ذرة من التعقل.....هذا ما تريدينه...فليحدث بعدها ما سيحدث!



فاصل طويل....نتابع بعدها المصارعة الحرة...لا تنسوا ان تحضروا الفوشار ...ههههه
لا تنسوا التقييم(ليس على طريقة اخي امير ^^،بل تقييم للنص )








 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc