فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-11-08, 12:46   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










B11 فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة

بسم الله الرحمن الرحيم
موقف أهل السنة من مجادلة أهل البدع ومناظرتهم

الحمد لله وبعد :
لقد وضع أهل السنة والجماعة قواعد وضوابط في مجادلة أهل البدع ومناظرتهم ، وقبل أن أنقل هذه القواعد والضوابط لابد لنا من معرفة سمات أهل البدع .

فمن سماتهم :

1) الفرقة :
قال تعالى : " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم " . (آل عمران :105) .

2) اتباع الهوى :
قال تعالى : " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم " . (الجاثية : 23) .

3) اتباع المتشابه :
قال تعالى : " ... فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " . (آل عمران : 7) .

عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : " هوالذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " .
قالت : فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم .
رواه البخاري 4547

4) معارضة السنة بالقرآن :
قال الإمام البربهاري : إذا سمعت الرجل يطعن على الآثار ، أو يرد الآثار ، أو يريد غير الآثار فاتهمه على الإسلام ، ولا تشك أنه صاحب هوى مبتدع .
شرح السنة (ص51)

5) بغض أهل الأثر :
عن أحمد بن سنان القطان قال : ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث .
رواه الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص300) .

6) إطلاق الألقاب على أهل السنة :
قال أبو حاتم الرازي :
علامة أهل البدع : الوقيعة في أهل الأثر .
وعلامة الزنادقة : تسميتهم أهل الأثر حشوية ، يريدون بذلك إبطال الآثار .
وعلامة القدرية : تسميتهم أهل السنة مجبرة .
وعلامة الجهمية : تسميتهم أهل السنة مشبهة .
وعلامة الرافضة : تسميتهم أهل الأثر نابتة ، وناصبة .
قلت : وكل ذلك عصبية ، ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد وهو أصحاب الحديث .

رواه الصابوني في عقيدة أهل الحديث (ص304-305) .

ولنا وقفة يسيرة مع قول أبي حاتم الآنف الذكر .

فأهل البدع يلقبون أهل السنة يألقاب شتى ، فمن تلك الألقاب :

1) مُــشَــبِّــهــةٌ :
وهذا اللقب من أشنع الألقاب التي نبزهم بها مخالفوهم في باب الأسماء والصفات من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة .

أما الجهمية : روى الإمام اللالكائي عن إسحاق بن راهويه قال : علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل الجماعة وما أولعوا به من الكذب أنهم مشبهة .
شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/179) .

وأما المعتزلة : قال شيخ الإسلام في الفتاوى (5/110) : أن جل المعتزلة تدخل عامة الأئمة مثل مالك وأصحابه ، والثوري وأصحابه ، والأوزاعي وأصحابه ، والشافعي وأحمد وأصحابه ، وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وغيرهم في قسم المشبهة .

بل رمى بعضهم الأنبياء بأنهم مشبهة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (5/110) : قال ثمامة بن الأشرس ... : ثلاثة من الأنبياء مشبهة موسى حيث قال : إن هي إلا فتنتك ، وعيسى حيث قال : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ، ومحمد صلى الله عليه وسلم حيث قال : ينزل ربنا .

وأما الأشاعرة : فقد قال الجويني : وأعلموا أن مذهب أهل الحق أن الرب سبحانه وتعالى يتقدس عن شغل حَيِّز ، ويتنزه عن الاختصاص بجهة .
وذهب المشبهة إلى أن الله - تعالى عن قولهم - مختص بجهة فوق .

2) مُــجْــبِــرَةٌ :
قال القاضي عبد الجبار في شرح الأصول الخمسة (ص775) :
والذين يثبتون القدر هم المجبرة فأما نحن فإنا ننفيه ، وننزه الله تعالى أن تكون الأفعال بقضائه وقدره .

3) نُــقــصــانــيَّــة .

4) مُــخَــالِــفَةٌ .

5) شُــكَّــاك .

روى الإمام اللالكائي عن أبي حاتم : وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية .
شرح أصول أهل السنة (1/179) .

وقال الإمام أحمد : فأما المرجئة : فيسمون أهل شكاكا ....

6) ناصبة :

وهو من الألقاب الشنيعة التي رماهم بها الرافضة .

7) العامة ، والجمهور.

8) حَــشْــوِيَّــةٌ .

وفي هذا القدر كفاية .

إن قول الله تعالى : " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ " (آل عمران :7) أصل في تميز أهل السنة والجماعة عن غيرهم من أهل البدع والأهواء من جهة إتباعهم للمحكم وعدم خوضهم في المتشابه .

قال ابن كثير في تفسيره (2/10) :
" فأما الذين في قلوبهم زيغ " أي : ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل " فيتبعون ما تشابه منه " أي : إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها ، لاحتمال لفظه لما يصرفونه ، فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه ، لأنه دامغ لهم وحجة عليهم .ا.هـ.

ولهذا جاء عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " .
قالت : فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم .

رواه البخاري (4547) ، ومسلم (2665) ، وأبو داود (4598) ، والترمذي (2994) ، وابن ماجة (47) .

قال الإمام النووي في شرح مسلم (16/218) :
وفي هذا الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع ، ومن يتبع المشكلات للفتنة ، فأما من سأل عما أشكل عليه منها للاسترشاد وتلطف في ذلك فلا بأس عليه وجوابه واجب ، وأما الأول فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عزر عمر بن الخطاب رضي الله عنه صَبِيغ بن عِسْل حين كان يتبع المتشابه .ا.هـ.

وقصة صَبيغ بن عِسل من القصص العظيمة التي تبين كيف كان سلف هذه الأمة يعالجون أصحاب الشبه والتعنت ، وسأذكر القصة لما فيها من العبرة ، ولأنها داخلة فيما نحن بصدده من الكلام عن أهل البدع والأهواء .

روى اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/701 رقم 1136) بإسناده أن السايب بن يزيد أتى عمر بن الخطاب فقيل : يا أمير المؤمنين إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن ؟
فقال عمر : اللهم مكني منه .
قال فبينما عمر ذات يوم جالسا يغدي الناس إذ جاء عليه ثياب وعمامة فتغدا حتى إذا فرغ قال : يا أمير المؤمنين " والذاريات ذروا . فالحاملات وقرا " . فقال عمر : أنت هو ؟ فقام إليه وحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته فقال : والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقا – يعني من الخوارج فإن سيماهم التحالق – لضربت رأسك البسوه ثيابا واحملوه على قتب ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلاده ثم ليقم خطيبا ثم يقول : إن صبيغا ابتغى العلم فاخطأه فلم يزل وصبيغا في قومه حتى هلك وكان سيد قومه .

قال المحقق : رجاله ثقات رجال الشيخين ما عدا شيخ المؤلف وشيخه فهما ثقتان وجدا بعد الشيخين .ا.هـ.

والقصة لها روايات كثيرة ولكني أكتفي بهذه الرواية .

وقد بوب اللالكائي لهذا الأثر وغيره " سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين في مجانبة أهل القدر وسائر أهل الأهواء " .

وقال الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص236) :
وروى يزيد بن هارون في مجلسه حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله في الرؤية ، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم تنظرون إلى ربكم كما تنظرون إلى القمر ليلة البدر . فقال له رجل في مجلسه : يا أبا خالد ما معنى هذا الحديث ؟ فغضب وحرد وقال : ما أشبهك بصَبيغ وما أحوجك إلى مثل ما فعل به ويلك ومن يدري كيف هذا ومن يجوز له أن يجاوز هذا القول الذي جاء به الحديث ، أو يتكلم فيه بشيء من تلقاء نفسه إلا من سفه نفسه واستخف بدينه ؟ إذا سمعتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعوه ولا تبتدعوا فيه فإنكم إن اتبعتموه ولم تماروا فيه سلمتم وإن لم تفعلوا هلكتم .

أما ما ورد عن السلف في عدم مجادلة أهل البدع فهو كثير جدا ، وقد اخترت بعضا منها فمن ذلك :

عن أبي قِلابة رحمه الله أنه قال : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم .

وعن أيوب السختياني قال : قال لي أبوقلابة : يا أيوب ، احفظ عني أربعا : لا تقولون في القرآن رأيك ، وإياك والقدر ، وإذا ذكر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأمسك ، ولا تمكن أصحاب الأهواء من سمعك .

وعن الفضيل بن عياض قال : لا تجادلوا أهل الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله .

وعن حنبل بن إسحاق قال : كتب رجل إلى أبي عبد الله ( يعني الإمام أحمد ) كتابا يستأذنه فيه أن يضع كتابا يشرح فيه الرد على أهل البدع وأن يحضر مع أهل الكلام فيناظرهم ، ويحتج عليهم ، فكتب إليه أبو عبد الله : بسم الله الرحمن الرحيم أحسن الله عاقبتك ، ودفع عنك كل مكروه ومحذور ، الذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم : أنهم كانوا يكرهون الكلام ، والجلوس مع أهل الزيغ ، وإنما الأمور في التسليم ، والانتهاء إلى ما كان في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في الجلوس مع أهل البدع والزيغ لترد عليهم ، فإنهم يلبسون عليك ولا هم يرجعون فالسلامة إن شاء الله في ترك مجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم .

وهذا كلام نفيس للإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/19) نحتاجه في هذه الأزمان يقول :
فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة ، ولم يكن قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة ، يموتون من الغيظ كمدا ودردا ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلا ، حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقا ، وصاروا إلى هلاك الإسلام دليلا ، حتى كثرت بينهم المشاجرات ، وظهرت دعوتهم بالمناظرة ، وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة حتى تقابلت الشبه في الحجج ، وبلغوا من التدقيق في اللجج فصاروا أقرانا وأخدانا ، وعلى المداهنة خلانا وإخوانا ، بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادا وفي الهجرة في الله أعوانا يكفرونهم في وجوههم عيانا ، ويلعنونهم جهارا ، وشتان ما بين المنزلتين وهيهات ما بين المقامين .ا.هـ
كتبه عَـبْـد الـلَّـه زُقَـيْـل








 


قديم 2012-11-10, 17:12   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farestlemcen مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف أهل السنة من مجادلة أهل البدع ومناظرتهم

الحمد لله وبعد :
لقد وضع أهل السنة والجماعة قواعد وضوابط في مجادلة أهل البدع ومناظرتهم ، وقبل أن أنقل هذه القواعد والضوابط لابد لنا من معرفة سمات أهل البدع .

فمن سماتهم :

1) الفرقة :
قال تعالى : " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم " . (آل عمران :105) .

2) اتباع الهوى :
قال تعالى : " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم " . (الجاثية : 23) .

3) اتباع المتشابه :
قال تعالى : " ... فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " . (آل عمران : 7) .

عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : " هوالذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " .
قالت : فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم .
رواه البخاري 4547

4) معارضة السنة بالقرآن :
قال الإمام البربهاري : إذا سمعت الرجل يطعن على الآثار ، أو يرد الآثار ، أو يريد غير الآثار فاتهمه على الإسلام ، ولا تشك أنه صاحب هوى مبتدع .
شرح السنة (ص51)

5) بغض أهل الأثر :
عن أحمد بن سنان القطان قال : ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث .
رواه الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص300) .

6) إطلاق الألقاب على أهل السنة :
قال أبو حاتم الرازي :
علامة أهل البدع : الوقيعة في أهل الأثر .
وعلامة الزنادقة : تسميتهم أهل الأثر حشوية ، يريدون بذلك إبطال الآثار .
وعلامة القدرية : تسميتهم أهل السنة مجبرة .
وعلامة الجهمية : تسميتهم أهل السنة مشبهة .
وعلامة الرافضة : تسميتهم أهل الأثر نابتة ، وناصبة .
قلت : وكل ذلك عصبية ، ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد وهو أصحاب الحديث .

رواه الصابوني في عقيدة أهل الحديث (ص304-305) .

ولنا وقفة يسيرة مع قول أبي حاتم الآنف الذكر .

فأهل البدع يلقبون أهل السنة يألقاب شتى ، فمن تلك الألقاب :

1) مُــشَــبِّــهــةٌ :
وهذا اللقب من أشنع الألقاب التي نبزهم بها مخالفوهم في باب الأسماء والصفات من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة .

أما الجهمية : روى الإمام اللالكائي عن إسحاق بن راهويه قال : علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل الجماعة وما أولعوا به من الكذب أنهم مشبهة .
شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/179) .

وأما المعتزلة : قال شيخ الإسلام في الفتاوى (5/110) : أن جل المعتزلة تدخل عامة الأئمة مثل مالك وأصحابه ، والثوري وأصحابه ، والأوزاعي وأصحابه ، والشافعي وأحمد وأصحابه ، وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وغيرهم في قسم المشبهة .

بل رمى بعضهم الأنبياء بأنهم مشبهة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (5/110) : قال ثمامة بن الأشرس ... : ثلاثة من الأنبياء مشبهة موسى حيث قال : إن هي إلا فتنتك ، وعيسى حيث قال : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ، ومحمد صلى الله عليه وسلم حيث قال : ينزل ربنا .

وأما الأشاعرة : فقد قال الجويني : وأعلموا أن مذهب أهل الحق أن الرب سبحانه وتعالى يتقدس عن شغل حَيِّز ، ويتنزه عن الاختصاص بجهة .
وذهب المشبهة إلى أن الله - تعالى عن قولهم - مختص بجهة فوق .

2) مُــجْــبِــرَةٌ :
قال القاضي عبد الجبار في شرح الأصول الخمسة (ص775) :
والذين يثبتون القدر هم المجبرة فأما نحن فإنا ننفيه ، وننزه الله تعالى أن تكون الأفعال بقضائه وقدره .

3) نُــقــصــانــيَّــة .

4) مُــخَــالِــفَةٌ .

5) شُــكَّــاك .

روى الإمام اللالكائي عن أبي حاتم : وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية .
شرح أصول أهل السنة (1/179) .

وقال الإمام أحمد : فأما المرجئة : فيسمون أهل شكاكا ....

6) ناصبة :

وهو من الألقاب الشنيعة التي رماهم بها الرافضة .

7) العامة ، والجمهور.

8) حَــشْــوِيَّــةٌ .

وفي هذا القدر كفاية .

إن قول الله تعالى : " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ " (آل عمران :7) أصل في تميز أهل السنة والجماعة عن غيرهم من أهل البدع والأهواء من جهة إتباعهم للمحكم وعدم خوضهم في المتشابه .

قال ابن كثير في تفسيره (2/10) :
" فأما الذين في قلوبهم زيغ " أي : ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل " فيتبعون ما تشابه منه " أي : إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها ، لاحتمال لفظه لما يصرفونه ، فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه ، لأنه دامغ لهم وحجة عليهم .ا.هـ.

ولهذا جاء عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " .
قالت : فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم .

رواه البخاري (4547) ، ومسلم (2665) ، وأبو داود (4598) ، والترمذي (2994) ، وابن ماجة (47) .

قال الإمام النووي في شرح مسلم (16/218) :
وفي هذا الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع ، ومن يتبع المشكلات للفتنة ، فأما من سأل عما أشكل عليه منها للاسترشاد وتلطف في ذلك فلا بأس عليه وجوابه واجب ، وأما الأول فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عزر عمر بن الخطاب رضي الله عنه صَبِيغ بن عِسْل حين كان يتبع المتشابه .ا.هـ.

وقصة صَبيغ بن عِسل من القصص العظيمة التي تبين كيف كان سلف هذه الأمة يعالجون أصحاب الشبه والتعنت ، وسأذكر القصة لما فيها من العبرة ، ولأنها داخلة فيما نحن بصدده من الكلام عن أهل البدع والأهواء .

روى اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/701 رقم 1136) بإسناده أن السايب بن يزيد أتى عمر بن الخطاب فقيل : يا أمير المؤمنين إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن ؟
فقال عمر : اللهم مكني منه .
قال فبينما عمر ذات يوم جالسا يغدي الناس إذ جاء عليه ثياب وعمامة فتغدا حتى إذا فرغ قال : يا أمير المؤمنين " والذاريات ذروا . فالحاملات وقرا " . فقال عمر : أنت هو ؟ فقام إليه وحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته فقال : والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقا – يعني من الخوارج فإن سيماهم التحالق – لضربت رأسك البسوه ثيابا واحملوه على قتب ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلاده ثم ليقم خطيبا ثم يقول : إن صبيغا ابتغى العلم فاخطأه فلم يزل وصبيغا في قومه حتى هلك وكان سيد قومه .

قال المحقق : رجاله ثقات رجال الشيخين ما عدا شيخ المؤلف وشيخه فهما ثقتان وجدا بعد الشيخين .ا.هـ.

والقصة لها روايات كثيرة ولكني أكتفي بهذه الرواية .

وقد بوب اللالكائي لهذا الأثر وغيره " سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين في مجانبة أهل القدر وسائر أهل الأهواء " .

وقال الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص236) :
وروى يزيد بن هارون في مجلسه حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله في الرؤية ، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم تنظرون إلى ربكم كما تنظرون إلى القمر ليلة البدر . فقال له رجل في مجلسه : يا أبا خالد ما معنى هذا الحديث ؟ فغضب وحرد وقال : ما أشبهك بصَبيغ وما أحوجك إلى مثل ما فعل به ويلك ومن يدري كيف هذا ومن يجوز له أن يجاوز هذا القول الذي جاء به الحديث ، أو يتكلم فيه بشيء من تلقاء نفسه إلا من سفه نفسه واستخف بدينه ؟ إذا سمعتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعوه ولا تبتدعوا فيه فإنكم إن اتبعتموه ولم تماروا فيه سلمتم وإن لم تفعلوا هلكتم .

أما ما ورد عن السلف في عدم مجادلة أهل البدع فهو كثير جدا ، وقد اخترت بعضا منها فمن ذلك :

عن أبي قِلابة رحمه الله أنه قال : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم .

وعن أيوب السختياني قال : قال لي أبوقلابة : يا أيوب ، احفظ عني أربعا : لا تقولون في القرآن رأيك ، وإياك والقدر ، وإذا ذكر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأمسك ، ولا تمكن أصحاب الأهواء من سمعك .

وعن الفضيل بن عياض قال : لا تجادلوا أهل الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله .

وعن حنبل بن إسحاق قال : كتب رجل إلى أبي عبد الله ( يعني الإمام أحمد ) كتابا يستأذنه فيه أن يضع كتابا يشرح فيه الرد على أهل البدع وأن يحضر مع أهل الكلام فيناظرهم ، ويحتج عليهم ، فكتب إليه أبو عبد الله : بسم الله الرحمن الرحيم أحسن الله عاقبتك ، ودفع عنك كل مكروه ومحذور ، الذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم : أنهم كانوا يكرهون الكلام ، والجلوس مع أهل الزيغ ، وإنما الأمور في التسليم ، والانتهاء إلى ما كان في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في الجلوس مع أهل البدع والزيغ لترد عليهم ، فإنهم يلبسون عليك ولا هم يرجعون فالسلامة إن شاء الله في ترك مجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم .

وهذا كلام نفيس للإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/19) نحتاجه في هذه الأزمان يقول :
فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة ، ولم يكن قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة ، يموتون من الغيظ كمدا ودردا ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلا ، حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقا ، وصاروا إلى هلاك الإسلام دليلا ، حتى كثرت بينهم المشاجرات ، وظهرت دعوتهم بالمناظرة ، وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة حتى تقابلت الشبه في الحجج ، وبلغوا من التدقيق في اللجج فصاروا أقرانا وأخدانا ، وعلى المداهنة خلانا وإخوانا ، بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادا وفي الهجرة في الله أعوانا يكفرونهم في وجوههم عيانا ، ويلعنونهم جهارا ، وشتان ما بين المنزلتين وهيهات ما بين المقامين .ا.هـ
كتبه عَـبْـد الـلَّـه زُقَـيْـل


كلامه صواب ولكن يصلح لعصر ما قبل الأنترنت
إذا سكت أهل السنة و الجماعة فيبقي المجال مفتوح لأصحاب الفرق يبثون سمومهم
وخير مثال هي ما حدث في الفتنة الكبرى
قولهم "طهر الله منها أيدينا فلنطهر منها ألستنا "
هذا القول كان له أثر طيب قديما أما الآن فلم يعد يصلح وقد إغتنم خصماء السنة هذا الفراغ و بثوا سمومهم على الإنترت.
فرقة منكري السنة أو ما يسمون زورا "القرآنيون" لم يكن يسمع بهم أحد أما الآن فمقالاتهم منتشرة و جنودهم منتشرين في المنتديات خاصة الغير العربية

لكن هذا لا يعني أن كل علماء الأمة يجب أن ينشغلوا بذلك يجب البعض منهم يتخصص في ذلك









قديم 2012-11-11, 07:24   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الجليس الصلح
عضو ماسي
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2012-11-11, 07:34   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد 1392
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد 1392
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا .










قديم 2012-11-11, 11:14   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
aiman_200020
عضو جديد
 
الصورة الرمزية aiman_200020
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله كل خير .










قديم 2012-11-12, 12:45   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
لؤلؤة الفردوس
عضو محترف
 
الصورة الرمزية لؤلؤة الفردوس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
بارك الله فيك
و جزاك خيرا









قديم 2012-11-12, 15:03   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ahmed900
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكوووووووووووووووووووووووووور










قديم 2012-11-13, 12:09   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل










قديم 2012-11-14, 01:17   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
Dj BoBo
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية Dj BoBo
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 2014 أحسن موضوع لسنة 2013 أحسن عضو لسنة 2013 ملبي الطلبات 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2012-11-14, 10:53   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










456ty

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farestlemcen مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف أهل السنة من مجادلة أهل البدع ومناظرتهم

الحمد لله وبعد :
لقد وضع أهل السنة والجماعة قواعد وضوابط في مجادلة أهل البدع ومناظرتهم ، وقبل أن أنقل هذه القواعد والضوابط لابد لنا من معرفة سمات أهل البدع .

فمن سماتهم :

1) الفرقة :
قال تعالى : " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم " . (آل عمران :105) .

2) اتباع الهوى :
قال تعالى : " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم " . (الجاثية : 23) .

3) اتباع المتشابه :
قال تعالى : " ... فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " . (آل عمران : 7) .

عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : " هوالذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " .
قالت : فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم .
رواه البخاري 4547

4) معارضة السنة بالقرآن :
قال الإمام البربهاري : إذا سمعت الرجل يطعن على الآثار ، أو يرد الآثار ، أو يريد غير الآثار فاتهمه على الإسلام ، ولا تشك أنه صاحب هوى مبتدع .
شرح السنة (ص51)

5) بغض أهل الأثر :
عن أحمد بن سنان القطان قال : ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث .
رواه الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص300) .

6) إطلاق الألقاب على أهل السنة :
قال أبو حاتم الرازي :
علامة أهل البدع : الوقيعة في أهل الأثر .
وعلامة الزنادقة : تسميتهم أهل الأثر حشوية ، يريدون بذلك إبطال الآثار .
وعلامة القدرية : تسميتهم أهل السنة مجبرة .
وعلامة الجهمية : تسميتهم أهل السنة مشبهة .
وعلامة الرافضة : تسميتهم أهل الأثر نابتة ، وناصبة .
قلت : وكل ذلك عصبية ، ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد وهو أصحاب الحديث .

رواه الصابوني في عقيدة أهل الحديث (ص304-305) .

ولنا وقفة يسيرة مع قول أبي حاتم الآنف الذكر .

فأهل البدع يلقبون أهل السنة يألقاب شتى ، فمن تلك الألقاب :

1) مُــشَــبِّــهــةٌ :
وهذا اللقب من أشنع الألقاب التي نبزهم بها مخالفوهم في باب الأسماء والصفات من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة .

أما الجهمية : روى الإمام اللالكائي عن إسحاق بن راهويه قال : علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل الجماعة وما أولعوا به من الكذب أنهم مشبهة .
شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/179) .

وأما المعتزلة : قال شيخ الإسلام في الفتاوى (5/110) : أن جل المعتزلة تدخل عامة الأئمة مثل مالك وأصحابه ، والثوري وأصحابه ، والأوزاعي وأصحابه ، والشافعي وأحمد وأصحابه ، وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وغيرهم في قسم المشبهة .

بل رمى بعضهم الأنبياء بأنهم مشبهة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (5/110) : قال ثمامة بن الأشرس ... : ثلاثة من الأنبياء مشبهة موسى حيث قال : إن هي إلا فتنتك ، وعيسى حيث قال : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ، ومحمد صلى الله عليه وسلم حيث قال : ينزل ربنا .

وأما الأشاعرة : فقد قال الجويني : وأعلموا أن مذهب أهل الحق أن الرب سبحانه وتعالى يتقدس عن شغل حَيِّز ، ويتنزه عن الاختصاص بجهة .
وذهب المشبهة إلى أن الله - تعالى عن قولهم - مختص بجهة فوق .

2) مُــجْــبِــرَةٌ :
قال القاضي عبد الجبار في شرح الأصول الخمسة (ص775) :
والذين يثبتون القدر هم المجبرة فأما نحن فإنا ننفيه ، وننزه الله تعالى أن تكون الأفعال بقضائه وقدره .

3) نُــقــصــانــيَّــة .

4) مُــخَــالِــفَةٌ .

5) شُــكَّــاك .

روى الإمام اللالكائي عن أبي حاتم : وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية .
شرح أصول أهل السنة (1/179) .

وقال الإمام أحمد : فأما المرجئة : فيسمون أهل شكاكا ....

6) ناصبة :

وهو من الألقاب الشنيعة التي رماهم بها الرافضة .

7) العامة ، والجمهور.

8) حَــشْــوِيَّــةٌ .

وفي هذا القدر كفاية .

إن قول الله تعالى : " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ " (آل عمران :7) أصل في تميز أهل السنة والجماعة عن غيرهم من أهل البدع والأهواء من جهة إتباعهم للمحكم وعدم خوضهم في المتشابه .

قال ابن كثير في تفسيره (2/10) :
" فأما الذين في قلوبهم زيغ " أي : ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل " فيتبعون ما تشابه منه " أي : إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها ، لاحتمال لفظه لما يصرفونه ، فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه ، لأنه دامغ لهم وحجة عليهم .ا.هـ.

ولهذا جاء عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " .
قالت : فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم .

رواه البخاري (4547) ، ومسلم (2665) ، وأبو داود (4598) ، والترمذي (2994) ، وابن ماجة (47) .

قال الإمام النووي في شرح مسلم (16/218) :
وفي هذا الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع ، ومن يتبع المشكلات للفتنة ، فأما من سأل عما أشكل عليه منها للاسترشاد وتلطف في ذلك فلا بأس عليه وجوابه واجب ، وأما الأول فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عزر عمر بن الخطاب رضي الله عنه صَبِيغ بن عِسْل حين كان يتبع المتشابه .ا.هـ.

وقصة صَبيغ بن عِسل من القصص العظيمة التي تبين كيف كان سلف هذه الأمة يعالجون أصحاب الشبه والتعنت ، وسأذكر القصة لما فيها من العبرة ، ولأنها داخلة فيما نحن بصدده من الكلام عن أهل البدع والأهواء .

روى اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/701 رقم 1136) بإسناده أن السايب بن يزيد أتى عمر بن الخطاب فقيل : يا أمير المؤمنين إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن ؟
فقال عمر : اللهم مكني منه .
قال فبينما عمر ذات يوم جالسا يغدي الناس إذ جاء عليه ثياب وعمامة فتغدا حتى إذا فرغ قال : يا أمير المؤمنين " والذاريات ذروا . فالحاملات وقرا " . فقال عمر : أنت هو ؟ فقام إليه وحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته فقال : والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقا – يعني من الخوارج فإن سيماهم التحالق – لضربت رأسك البسوه ثيابا واحملوه على قتب ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلاده ثم ليقم خطيبا ثم يقول : إن صبيغا ابتغى العلم فاخطأه فلم يزل وصبيغا في قومه حتى هلك وكان سيد قومه .

قال المحقق : رجاله ثقات رجال الشيخين ما عدا شيخ المؤلف وشيخه فهما ثقتان وجدا بعد الشيخين .ا.هـ.

والقصة لها روايات كثيرة ولكني أكتفي بهذه الرواية .

وقد بوب اللالكائي لهذا الأثر وغيره " سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين في مجانبة أهل القدر وسائر أهل الأهواء " .

وقال الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص236) :
وروى يزيد بن هارون في مجلسه حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله في الرؤية ، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم تنظرون إلى ربكم كما تنظرون إلى القمر ليلة البدر . فقال له رجل في مجلسه : يا أبا خالد ما معنى هذا الحديث ؟ فغضب وحرد وقال : ما أشبهك بصَبيغ وما أحوجك إلى مثل ما فعل به ويلك ومن يدري كيف هذا ومن يجوز له أن يجاوز هذا القول الذي جاء به الحديث ، أو يتكلم فيه بشيء من تلقاء نفسه إلا من سفه نفسه واستخف بدينه ؟ إذا سمعتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعوه ولا تبتدعوا فيه فإنكم إن اتبعتموه ولم تماروا فيه سلمتم وإن لم تفعلوا هلكتم .

أما ما ورد عن السلف في عدم مجادلة أهل البدع فهو كثير جدا ، وقد اخترت بعضا منها فمن ذلك :

عن أبي قِلابة رحمه الله أنه قال : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم .

وعن أيوب السختياني قال : قال لي أبوقلابة : يا أيوب ، احفظ عني أربعا : لا تقولون في القرآن رأيك ، وإياك والقدر ، وإذا ذكر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأمسك ، ولا تمكن أصحاب الأهواء من سمعك .

وعن الفضيل بن عياض قال : لا تجادلوا أهل الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله .

وعن حنبل بن إسحاق قال : كتب رجل إلى أبي عبد الله ( يعني الإمام أحمد ) كتابا يستأذنه فيه أن يضع كتابا يشرح فيه الرد على أهل البدع وأن يحضر مع أهل الكلام فيناظرهم ، ويحتج عليهم ، فكتب إليه أبو عبد الله : بسم الله الرحمن الرحيم أحسن الله عاقبتك ، ودفع عنك كل مكروه ومحذور ، الذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم : أنهم كانوا يكرهون الكلام ، والجلوس مع أهل الزيغ ، وإنما الأمور في التسليم ، والانتهاء إلى ما كان في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في الجلوس مع أهل البدع والزيغ لترد عليهم ، فإنهم يلبسون عليك ولا هم يرجعون فالسلامة إن شاء الله في ترك مجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم .

وهذا كلام نفيس للإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/19) نحتاجه في هذه الأزمان يقول :
فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة ، ولم يكن قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة ، يموتون من الغيظ كمدا ودردا ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلا ، حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقا ، وصاروا إلى هلاك الإسلام دليلا ، حتى كثرت بينهم المشاجرات ، وظهرت دعوتهم بالمناظرة ، وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة حتى تقابلت الشبه في الحجج ، وبلغوا من التدقيق في اللجج فصاروا أقرانا وأخدانا ، وعلى المداهنة خلانا وإخوانا ، بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادا وفي الهجرة في الله أعوانا يكفرونهم في وجوههم عيانا ، ويلعنونهم جهارا ، وشتان ما بين المنزلتين وهيهات ما بين المقامين .ا.هـ
كتبه عَـبْـد الـلَّـه زُقَـيْـل
هل يعقل ان ننهى الناس عن التقليد في الفروع، ونأمرهم بتقليد الرجال في اصول الدين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل عندما لا تناقش المخالف معنى ذلك انك على الحق وغيرك على الباطل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انه منطق كفار قريش عندما قالوا لا تسمعوا لهذا القران ، وكثروا الضجيج واللغو حتى لا يسمعون الحق.
انظر اذن منهم اهل السنة والجماعة انتم ام نحن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟









قديم 2012-11-14, 11:51   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة
هل يعقل ان ننهى الناس عن التقليد في الفروع، ونأمرهم بتقليد الرجال في اصول الدين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل عندما لا تناقش المخالف معنى ذلك انك على الحق وغيرك على الباطل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انه منطق كفار قريش عندما قالوا لا تسمعوا لهذا القران ، وكثروا الضجيج واللغو حتى لا يسمعون الحق.
انظر اذن منهم اهل السنة والجماعة انتم ام نحن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقال الإمام ابن القيم في (الفوائد) (ص 155): “من علامات السعادة والفلاح: أنَّ العبد كُلَّما زيدَ في عِلْمِه زِيْدَ في تواضعهِ ورَحْمَتِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عملهِ زِيدَ في خَوْفِهِ وحذَرِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عمرهِ نَقَصَ مِنْ حِرْصِهِ، وكُلَّما زِيدَ في مالهِ زِيْدَ في سَخَائِهِ وبذلهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وَجَاهِهِ زيدَ في قُرْبِهِ مِنَ النَّاسِ وقضاءِ حوائجهم والتَّواضع لهم.

وعلامات الشَّقاوة: أنَّه كُلَّما زيدَ في عِلْمِهِ زيدَ في كِبْرِهِ وتِيْهِهِ، وكُلَّما زيدَ في عَمَلِهِ زيدَ في فَخْرِهِ واحتقارِهِ للنَّاسِ وحسن ظنِّه بنفسهِ، وكُلَّما زيدَ في عُمرهِ زيدَ في حرصهِ، وكُلَّما زيدَ في مالهِ زيدَ في بُخْلِهِ وإمْسَاكهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وجَاهِهِ زيدَ في كِبْرِه وتِيْهِهِ، وهذه الأمورُ ابتلاءٌ مِنَ الله وامتحانٌ يبْتلي بها عبَادهُ فيَسْعدُ بها أقوامٌ ويَشْقَى بها أقوامٌ”.
قال أبوالدرداء رضي الله عنه: “علامة الجهلِ ثلاثة: العجبُ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه، وأنْ ينهى عن شيءٍ ويأتيه”

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “الإعجاب آفة الألباب”.
وقال غيره: “إعجاب المرء بنفسه دليلٌ على ضعف عقله”
وقالوا: “لا ترى المعجب إلاَّ طالباً للرئاسة”.
ينظر: (جامع بيان العلم) (1 / 570-571).









قديم 2012-11-14, 12:02   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
لزهر الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboumoadh مشاهدة المشاركة

كلامه صواب ولكن يصلح لعصر ما قبل الأنترنت
إذا سكت أهل السنة و الجماعة فيبقي المجال مفتوح لأصحاب الفرق يبثون سمومهم
وخير مثال هي ما حدث في الفتنة الكبرى
قولهم "طهر الله منها أيدينا فلنطهر منها ألستنا "
هذا القول كان له أثر طيب قديما أما الآن فلم يعد يصلح وقد إغتنم خصماء السنة هذا الفراغ و بثوا سمومهم على الإنترت.
فرقة منكري السنة أو ما يسمون زورا "القرآنيون" لم يكن يسمع بهم أحد أما الآن فمقالاتهم منتشرة و جنودهم منتشرين في المنتديات خاصة الغير العربية

لكن هذا لا يعني أن كل علماء الأمة يجب أن ينشغلوا بذلك يجب البعض منهم يتخصص في ذلك
وكلامك أيضا صواب أبا معاذ

ولكن لا يتصدى لمجادلة هؤلاء إلا أهل العلم وذووه

بوركت









قديم 2012-11-14, 17:02   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
مهدي الباتني
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
بارك الله فيك
و جزاك خيرا









قديم 2012-11-16, 09:51   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل










قديم 2012-11-27, 08:46   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


حدثنا أبو عبد الله بن مخلد العطار قال : حدثنا محمد بن حسان بن فيروز الأزرق ، قال : حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد قال : حدثني موسى بن أبي كردم ، عن يوسف - يعني ابن ماهك - عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه بلغه عن مجلس في ناحية بني سهم فيه شباب من قريش يختصمون ، وترتفع أصواتهم . فقال ابن عباس رضي الله عنهما لوهب بن منبه : أخبر القوم عن كلام الفتى الذي كلم به أيوب عليه السلام ، وهو في بلائه ، فقال وهب بن منبه : قال الفتى: يا أيوب ، لقد كان في عظمة الله عز وجل ، وذكر الموت ، ما يكل لسانك ، ويقطع قلبك ، ويكسر حجتك ؟ !


أفلم تعلم يا أيوب أن لله جل وعلا عباداً ، أسكتتهم خشية الله عز وجل من غير عي ولا بكم ، وإنهم لهم الفصحاء الطلقاء ، العالمون بالله عز وجل وآياته ،

قال محمد بن الحسين : من كان له علم وعقل ، فيرى جميع ما تقدم ذكري له من أول الكتاب إلى هذا الموضع ، علم أنه محتاج إلى العمل به ، فإن أراد الله عز وجل به خيراً لزم سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم ، ومن تبعهم بإحسان من أئمة المسلمين رحمة الله عليهم في كل عصر ، وتعلم العلم لنفسه ، لينتفي عنه الجهل ، وكان مراده أن يتعلمه لله عز وجل ، ولم يكن مراده ، أن يتعلمه للمراء والجدال والخصومات ، ولا لدنيا .
ومن كان هذا مراده سلم إن شاء الله تعالى من الأهواء والبدع والضلالة ، واتبع ما كان عليه من تقدم من أئمة المسلمين الذين لا يستوحش من ذكرهم ، وسأل الله تعالى أن يوفقه لذلك .
فإن قال قائل : وإن كان رجل قد علمه الله عز وجل علماً ، فجاءه رجل يسأله عن مسألة في الدين ، ينازعه ويخاصمه ، ترى له أن يناظره حتى تثبت عليه الحجة ، ويرد على قوله ؟
قيل له : هذا الذي نهينا عنه ، وهو الذي حذرناه من تقدم من أئمة المسلمين .
فإن قال قائل : فماذا نصنع ؟ .
قيل له : إن كان الذي يسألك مسألته ، مسألة مسترشد إلى طريق الحق لا مناظرة ، فأرشده بأرشد ما يكون من البيان بالعلم من الكتاب والسنة ، وقول الصحابة ، وقول أئمة المسلمين . وإن كان يريد مناظرتك ومجادلتك ، فهذا الذي كره لك العلماء ، فلا تناظره ، واحذره على دينك ، كما قال من تقدم من أنمة المسلمين إن كنت لهم متبعاً .
فإن قال : ندعهم يتكلمون بالباطل ، ونسكت عنهم ؟
قيل له : سكوتك عنهم وهجرتك لما تكلموا به أشد عليهم من مناظرتك لهم ، كذا قال من تقدم من السلف الصالح من علماء المسلمين .
حدثنا أبو بكر بن عبد الحميد قال : حدثنا زهير بن محمد قال : حدثنا منصور بن سفيان قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب أنه قال : لست براد عليهم أشد من السكوت .










 

الكلمات الدلالية (Tags)
أعظم, مناظرة, المبتدعة, المسلمين, حوادث


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc