منقبة للملك فيصل قدس الله روحه بقلم الدكتور الشيخ محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي رحمه الله تعالى - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

منقبة للملك فيصل قدس الله روحه بقلم الدكتور الشيخ محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي رحمه الله تعالى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-07-09, 19:25   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو تراب عبد المصور بن العلمي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي منقبة للملك فيصل قدس الله روحه بقلم الدكتور الشيخ محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي رحمه الله تعالى

منقبة للملك فيصل قدس الله روحه
بقلم الدكتور : محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي
(الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 313)
قبل بضع سنين كنت مقيما في باريس ، عند أحد الإخوان من الموحدين . وكنت قد سمعت بأن الطبيب الجراح الشهير الدكتور موريس بوكاي ، ألف كتابا بين فيه أن القرآن العظيم ، هو الكتاب الوحيد الذي يستطيع المثقف ثقافة علمية عصرية ، أن يعتقد أنه حق منزل من الله تعالى ، ليس فيه حرف زائد ، ولا ناقص ، وقلت للأخ الذي أنا مقيم عنده ، أريد أن أزور الدكتور الشهير موريس بوكاي ، لأعرف سبب نصرته لكتاب الله ، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجبني بل ذهب إلى الهاتف "التليفون" ، وتكلم مع الدكتور موريس بوكاي ، وقال له : إن عندي الدكتور محمد تقي الدين الهلالي البالغ من العمر سبعا وثمانين سنة ، يريد أن يزورك ، ويتحدث معك .
فقال له : أنا أزوره الآن ، وبعد قليل طرق الباب فذهب صاحب البيت وفتح الباب ، فإذا الدكتور موريس بوكاي قد جاء ، فدخل علينا ففرحنا بزيارته وقلت له : أرجو من فضلك أن تحدثنا بسبب تأليفك لكتابك : ( التوراة والإنجيل والقرآن ، في نظر
(الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 314)
العلم العصري ) فشرع يتكلم فقال لي : إنه كان من أشد أعداء القرآن والرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان كلما جاءه مريض مسلم محتاج إلى علاج جراحي يعالجه ، فإذا تم علاجه وشفي يقول له : ماذا تقول في القرآن ، هل هو من الله تعالى ، أنزله على محمد ، أم هو من كلام محمد نسبه إلى الله افتراء عليه؟ قال : فيجيبني هو من الله ومحمد صادق ، قال : فأقول له : أنا أعتقد أنه ليس من الله وأن محمدا ليس صادقا ، فيسكت ، ومضيت على ذلك زمانا حتى جاءني الملك فيصل بن عبد العزيز ، ملك المملكة العربية السعودية . فعالجته علاجا جراحيا حتى شفي ، فألقيت عليه السؤال المتقدم الذكر ، فأجابني : بأن القرآن حق ، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق . قال : فقلت له : أنا لا أعتقد صدقه . فقال لي الملك فيصل : هل قرأت القرآن؟ فقلت : نعم قرأته مرارا وتأملته .
فقال لي الملك فيصل : هل قرأته بلغته أم بغير لغته ، أي بالترجمة فقلت : أنا ما قرأته بلغته ، بل قرأته بالترجمة فقط ، فقال لي : إذن أنت تقلد المترجم ، والمقلد لا علم له ؛ إذ لم يطلع على الحقيقة ، لكنه أخبر بشيء فصدقه ، والمترجم ليس معصوم منه الخطأ والتحريف عمدا ، فعاهدني أن تتعلم اللغة العربية وتقرأه بها ، وأنا أرجو أن يتبدل اعتقادك هذا الخاطئ .
قال : فتعجبت من جوابه ، فقلت له : سألت كثيرا قبلك من المسلمين ، فلم أجد الجواب إلا عندك .
ووضعت يدي في يده وعاهدته على أن لا أتكلم في القرآن ، ولا في محمد إلا إذا تعلمت اللغة العربية ، وقرأت القرآن بلغته ، وأمعنت النظر فيه ، حتى تظهر لي النتيجة بالتصديق ، أو بالتكذيب .
فذهبت من يومي ذلك إلى الجامعة الكبرى بباريس ، إلى قسم اللغة العربية ، واتفقت مع أستاذ بالأجرة أن يأتيني كل يوم إلى بيتي ، ويعلمني اللغة العربية ساعة واحدة ، كل يوم حتى يوم الأحد الذي هو يوم الراحة ، ومضيت على ذلك سنتين كاملتين لم تفتني ساعة واحدة ، فتلقيت منه سبعمائة وثلاثين درسا ، وقرأت القرآن بإمعان ،
(الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 315)
ووجدته هو الكتاب الوحيد ، الذي يضطر المثقف بالعلوم العصرية ، أن يؤمن بأنه من الله ، لا يزيد حرف ولا ينقص ، أما التوراة والأناجيل الأربعة فيها كذب كثير لا يستطيع عالم عصري أن يصدقها .
انتهى ما دار بيني وبينه من الحديث في هذا الشأن .
وكان في الحاضرين شاب مغربي ، تعلم الطب في المغرب ، وبعث إلى فرنسا ليتدرب ، فقال للدكتور موريس بوكاي : إن القرآن يقول في آخر سورة لقمان إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَـزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ويقول علماء المسلمين إن هذه الخمس لا يعلمها إلا الله ، وعلماء هذا العمر يعلمون ما في الأرحام . فغضب الدكتور موريس بوكاي . وقال : هذا كذب ، ها أنت تدعي أنك طبيب فتعال معي إلى المستشفى الخاص بي وأعرض عليك نساء حوامل ، فأخبرني بما في بطونها ، بدليل علمي .
فأسقط في يد الشاب
وقال الدكتور موريس بوكاي : لو علمت أن مثل هذا الشاب موجود في هذا المجلس ما زرتكم .
والآن أذكر شيئا قليلا مما في التوراة من الكذب الواضح الذي لا يعتقده من يؤمن بالأنبياء ويصدقهم .
فمن ذلك أن يعقوب عليه السلام سمع أن زوجة ابنه قاعدة بجانب الطريق تزني بالأجرة ، فبعث إليها فجيء بها فأمر برجمها بعدما اعترفت ، فقالت له : مهلا ، وأخرجت ثوبا وناولته إياه قائلة لمن هذا الثوب؟ . فقال : هذا ثوبي : فقالت له : أنت زنيت بي ، وأعطيتني هذا الثوب أجرة ، فارجم نفسك أولا ، ثم ارجمني .
(الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 316)
الكذبة الثانية : أن لوطا عليه السلام كان يسكن في جبل في فلسطين ، وكانت له ابنتان بالغتان ، ولم يكن له ولد ذكر ، فقالت الكبرى للصغرى نحن نسكن في هذا الجبل وحدنا ، وقد بدأ والدنا يتقدم في السن ، فلو مات لم نستطع أن نبقى وحدنا هنا ، فتعالي نسقي والدنا خمرا في ليلة ، فإذا سكر أنام معه أنا ، وبعد عدة ليال إذا حملت أنا ، نسقيه خمرا أخرى فتنامين أنت ، لعل الله يرزقنا ولدين ذكرين ، يقومان بحمايتنا ، فسقتاه خمرا فسكر فنامت معه الصغرى فحملت وولدت كل واحدة منهما ولدا ذكرا ، فكان كل واحد من الولدين حبرا لقبيلة من قبائل بني إسرائيل .
الكذبة الثالثة : أن نوحا عليه السلام شرب الخمر فسكر فانكشفت عورته ، وكان له ثلاثة من الأولاد : سام ، ويافث ، وحام . فذهب حام ووجد أباه نوحا سكران مستلقيا على ظهره ، مكشوف العورة ، فرجع وأخبر أخويه ساما ويافث فأخذا غطاء وجعلا يمشيان إلى الوراء حتى لا يريا عورة أبيهما فلما وصلا إليه ، ألقيا عليه الغطاء تم انصرفا ، فلما أفاق أبوهما نوح عليه السلام وعلم بذلك ، دعا على حام أن يجعل الله ذريته عبيدا لذرية أخويه ، فصار أبناؤه كلهم سودا يباعون في الأسواق عبيدا ، وأبناء سام ويافث بيضا سادة .
قرأت هذا في التوراة باللغة العبرانية ، لما كنت أدرسها في ألمانيا ، واسمها العربي في كتاب تخطيط البلدان ، لابن الفقيه البغدادي المتوفى في آخر القرن الثالث الهجري " جرمانية " .
والمراد بكتابة هذا المقال تنبيه القراء إلى ما خص الله به الملك فيصل رحمه الله من الذكاء الذي كان سببا في انقلاب الدكتور موريس بوكاي من عدو لدود للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولدينه الحق اليقين إلى صديق حميم يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن القرآن ، بكل ما عنده من القوة ، وقد أخبرني بذلك المجلس أن كتابه المذكور ترجم باثنتي عشرة لغة ، منها العربية والإنجليزية ، وقد حضر مؤتمرات كثيرة في جميع أنحاء العالم ، وألقى أحاديث طويلة في إقامة الحجة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن القرآن من الله تعالى ليس فيه زيادة
(الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 317)
ولا نقصان ، وقد أخبرني لما اجتمعت به ، أن وزير الإعلام المغربي دعاه ليلقي محاضرات في المغرب ، ووعده خيرا ، ثم جاء إلى المغرب وألقى محاضرات عديدة .
وهذا الرجل وأمثاله حجة في هذا العصر على المرتدين من أبناء المسلمين الذين يزعمون أن العلم العصري هو سبب كفرهم ، وقد أقمت الحجة في كتابي : ( دواء الشاكي وقامع المشككين ) على كذبهم ، وأن كفرهم ناشئ عن الجهل للعلوم المدنية والجديدة ، وأقمت عليهم الحجة القاطعة المذكورة في ذلك الكتاب بأن زرت جميع السفارات بل أكثرها التي دولها (ديموقراطية) يستطيع كل واحد من أهلها أن يصرح بعقيدته . فسألت الملحق الثقافي في كل سفارة : كم عدد الملحدين في دولتكم؟ فوجدت أكثر الملحدين في الولايات المتحدة الأميركية ، وهو ثلاثة في المائة ، وقال لي الملحق الثقافي في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الرباط : إن الثلاثة في المائة ليس كلهم يجحدون ربوبية الله تعالى ، بل كثير منهم يكفرون بالكنيسة فقط ؛ لأن الكنيسة الكاثوليكية ، إذا خطب رجل تابع للكنيسة البروستانتية امرأة كاثوليكية يحرمونها عليه ، فيكفر بالكنيسة ، وتكفر المرأة بها فيتزوجان زواجا مدنيا .
أما ضلال النصارى وكذبهم على عيسى ، وزعمهم أن الله تعالى ثلاثة أقانيم : الأول : هو الأب . الأقنوم الثاني : الابن . الأقنوم الثالث : روح القدس ، وغير ذلك من أكاذيبهم وتناقضهم ، يشتمل عليه كتابي ( البراهين الإنجيلية على أن عيسى داخل في العبودية ، ولا حظ له في الألوهية ) وقد طبع منه صاحب السماحة والمعالي رئيسنا الجليل الأستاذ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز أطال الله بقاءه ، وأدام عزه وارتقاءه ، عشرين ألف نسخة ، وكتب إلي الإخوان من المملكة الأردنية ، راجين الإذن في إعادة طبعه ، وقالوا لي فيه : لم نزل نناظر النصارى فلم نتغلب عليهم إلا بهذا الكتاب ، لما ناظرهم به انهزموا شر هزيمة ، وكتب إلي شخص من البلاد الفارسية ، التي بدل أهلها اسمها بكلمة إيران التي لا وجود لها في التاريخ .
(الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 318)
وسبب إملاء هذا الحديث أني سمعت هذه القصة في إذاعة المملكة العربية السعودية بالرياض ، فظهر لي أن الأستاذ الذي ألقاها إنما اعتمد على رأيه في الكتاب فقط ، ولم يجتمع بالدكتور موريس بوكاي ، ولا أخبره بسبب تأليفه الكتاب ، فأردت إفادة المستمعين لإذاعة المملكة العربية السعودية وغيرها ، أن يعرفوا السبب ويزيدوا علما بما خص الله به الملك فيصل بن عبد العزيز ، قدس الله روحه من الفضائل والمناقب . والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .

محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي
الدار البيضاء - المغرب

المصدر








 


رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc