بشاعة الحرب ( لا تتمنوا لقاء العدو ) :
الحرب .. كلمة لا يفهم معناها إلا من عانى من و يلاتها ، انها الخراب و الجنون ، حيث لا يحكم دستور و لا قانون، قانونها الوحيد : كل شيء مباح ، و بالعامية عندنا " طاق على من طاق " ، حيث لا رحمة و لا شفقة .. و لا قانون محلي و لا دولي ، الحديث فقط لقوة الحديد و النار ..
نظرة خاطفة لشراسة الحروب ، و آثارها و عدد ضحاياها يعطينا نظرة عن معنى الحرب الحقيقية :
* الثورة الجزائرية المباركة : سقط خلال سبع سنوات و نصف أكثر من مليون و نصف المليون شهيد .. و بعملية حسابية بسيطة نجد أن المعدل اليومي يفوق 540 شهيد يوميا ، نعم 540 شخص يسقط يوميا لمدة سبع سنوات و نصف السنة ..
* الحرب الكورية : ثلاثة ملايين قتيل خلال ثلاث سنوات .
* حرب فيتنام : ثلاثة ملايين قتيل خلال عشر سنوات .
* حرب أفغانستان ضد الروس : أكثر من مليون قتيل .
خلال هاته الحروب التي انتصرت فيها الشعوب على إرادة المحتل ، كانت المعارك دامية بين طرفين غير متكافئي التسلح ، فكان المحتل يمحو قرى بأكملها من الوجود ، بشيبها و شبانها ، رجالها و نساءها ، أطفالها و عجائزها ... و جرت كثير من تلك المجازر أمام الكاميرات مثل ما حصل في الثامن ماي 1945 حيث سقط عشرات الآلاف من الجزائريين في أسبوع واحد في سطيف و قالمة و خرّاطة ..و مثل مجزرة ماي لاي الشهيرة في فيتنام ..
بالمختصر المفيد لم يكن الاحتلال يتورع عن استعمال كل ما لديه من قوة للقضاء على المقاومة و على من يتعاطف معها و لو كانوا بعشرات الآلاف ..
معارك المدن :
أو ما يصطلح على تسميتها حرب المدن ، و لعل أشهر معركة و أشرسها كان حصار لينينغراد و الذي سقط فيه مليون مدافع عن المدينة ، أيضا حصار الرئيس الراحل ياسر عرفات في بيروت و الذي خلّف استشهاد عدة آلاف من اللبنانيين و من رجال المقاومة الفلسطينية الأبطال حيث يقدر عدد من سقطوا من المقاومين بأكثر من 1000 مجاهد ، بعد أن تم دك معاقلهم بأكثر من ربع مليون قذيفة مدفعية " المصدر " بل ذهبت بعض المصادر بأن المعدل كان 95000 قذيفة في الدقيقة ( نفس المصدر السابق ) و اضطر الراحل ياسر عرفات الى الانسحاب من لبنان رغم شراسة و قوة مقاتليه .. و لكنها الحرب ..
معركة الفلوجة الأولى و التي نجحت فيها المقاومة العراقية في صد الهجوم الشرس الذي دام شهرا كاملا ، و لعل أحد أهم أسباب قدرتها على الصمود يعود لوجود شاهد على الحدث اسمه أحمد منصور ، و لهذا جاء في شروط الهدنة ..شرط اخراج هذا الصحفي من المدينة ، في سابقة تاريخية مثيرة للإهتمام ..
ثم جاءت معركة الفلوجة الثانية بعيدا عن عدسات الإعلام ، قصف جوي و بري للمدينة الصامدة بشتى أنواع الأسلحة و أشدها فتكا مثل الفوسفور الأييض و الذي يفصل العظم عن اللحم ، هاته المرة لم تصمد المدينة أكثر من عشرين يوما ... لقد استشهد جميع المدافعين عنها و عددهم يقدّر بنحو ثلاثة آلاف مقاتل من خيرة محاربي هذا الزمان .. و لكنها قوة السلاح ..
قبلها عرف مقاتلوا طالبان أنه لا يمكن التصدي للقوة الجوية الرهيبة للأمريكان ، فهو ضرب من ضروب المستحيل في غياب مضادات طيران فعالة ، فأخلت المدن و المعاقل و لجئت الى الجبال و ما زالت صامدة لغاية يومنا هذا...
من معارك المدن الاسلامية المعاصرة : معركة غروزني .. عاصمة الشيشان و التي دمرّت بنسبة 95 بالمئة خلال اجتياحها .. و اضطر المقاتلون الشيشان الأشاوس الى الخروج منها بعد سقوط آلاف منهم وهم عنها يدافعون .
مقارنة مع معركة مدينة بنت جبيل :
* عند انتهاء العدوان الصهيوني على لبنان ، ظهر على شاشة قناة حزب الشيطان رجل يرتدي بزّة عسكرية " تبرق " ، أقصد نظيفة جدا ، معها نظارات سوداء و رشاش أمريكي طويل الماسورة .. ظهر هذا الرجل و هو يقول : " لقد تمكنا أنا و نحو 50 مجاهدا من دحر العدوان الصصهيوني على المدينة " .. ضحكت قليلا من غرابة الموقف : أهذا هو مظهر من أمضى 34 يوما في الخنادق .. و الله هو أشد أناقة من دركيينا في استعراضاتهم ،
اذا نظرت بعين الفاحص المتأمل في صور و مقاطع " مقاتلي حزب الشيطان" فإنك ستستغرب أناقتهم الشديدة و سلاحهم البرّاق و حركاتهم الاستعراضية .. تحت صخب موسيقى حماسية تذكرنا بأفلام هوليود ... أهذا هو مظهر مقاتل يقاتل أعتى قوة عسكرية في المنطقة مدعومة بأكبر قوة في العالم ، فيا سبحان الله ، أبلغ الاستخفاف بالعقول الى هذا الحد ...
و للحديث بقية ان شاء الله
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2008-07-08, 12:50
هي الحرب ... يا أصحاب العقول
العرض العادي
