[![ مشكلتي مع سلفتي 💔 ]!] (القضيّة 05)

[⌈الأشتر⌉]

نشكر الأخت صمت على رحابة صدرها، وقد حاولت أن أستعجل الرّد. وبعدُ:

فإننا نعود إلى النّظر إلى ماكان من أمر صاحبة المشكلة و "الجميلة".
لقد أشعرَتنا كلماتك يا أختنا ونحن نقرأها، أنّ الدّنيا قد ضاقت بك، يومَ وضعت فلانة قدمها في البيت، لقد أصبحتما أهل بيت واحد، ولكنّكما في تخاصمكما[ومانتج عنه] شعب فلسطين وإسرائيل على أرض كنعان من أقصاها إلى أدناها!
ولقد كنتِ طبيبة نفسك يوم ذكرت الثّقة والغيرة ومايعتريك، ولكنك لم تداويها، فإذا قرأت بعض ردود الأعضاء وهم يتحدّثون عن العلّة، قلتِ: أعلم ذلك وماذا بعدُ؟ وكأنهم لم يأتوا بشيء جديد!

ولذا أقول أنت تحتاجين إلى من يخزّ شجاعتك القلبية، لتسري في عروقك، وتُرى في فعلك.
حاولت أن أجد عيبا شنيعا لعدوّتك فأُعِينك، لنكون معًا أشدّ شكيمة عليها، فلم أستطع، ولم يكن الجمال يوما عيبا لصاحبه! ولم يكن قبول الشّخص بين النّاس ورغبتهم فيه عيبا كذلك، إلّا ماكان من استعلائها يوم رغبتِ عن ثقتك.

فلم أجد وسيلة لأصل إلى شجاعتك إلّا عن طريقة ضرب الأمثلة من الواقع الّتي فيها العبر، فاستفتحنا القول عن ماكان من أمر تلك المدوّنة، وكيف خسفت بجمالها عندنا، يومَ تجرأت أن تحمل قَلَمها وتعيب القمر (يالطيف، نعوذ بالله من سوء الذّوق فمن ذا الّذي يجرأ على أن يعيب القمر؟!).

ونزيدك مثالا آخر، أننا جلسنا يوما في مجلس من المقرّبين جدّا من الأقارب، وكان من بينهم زوج وزوجة، وذكر أحدنا نكتة عن تغيّر وزن تلك الزّوجة إلى أن أصبحت بدينة، فانفجر الجميع ضاحكا، هي وزوجها أيضا، ولم نكن سنسمع مثل هذه النكت لو كانت الثّقة في النّفس متهتّـكة. لقد توقف النّاس عن ازعاج السّمين لمّا أصبح يتكلّم عن وزنه بأريحية!!

وأنتِ،

فليكن أنفك يُرى على بُعدِ فرسخٍ، فمتى لم تضعي يديك حوله لتخفيه، بل كنت هكذا منتصبة القامة، ونظرك على استقامة، إلّا وأرسلت رسالة قوية لمحدّثك أن يلحظ شحنات موجبة، ثمّ كأنها تتحول إلى ذرات جمال تسرّ النّاظرين ولو بعد حين!
ومايساعدك لبلوغ مثل هذه المنزلة الشَّمَّاء، أن تزيلي ما في نفسك من حقد، وغلّ تحملينه لـ "سلفتك"، أنا بهذا أبحث لك عن طمأنينة النّفس.. إنك لست في منافسة، ولاتدخلي أبدا منافسة مثل هذه فتستصغرين قيمتك، وتسيئين إلى عقلك. وإن أعطيت الأمر فرصة فلربّما ستصبحان صديقتين، من تبادل الهدايا أحيانا، وتبادل الطعام، وإن رفضت فالسّلام اليوم وغدا!


طمأنينة النّفس ورجاحة العقل متى تحلّت بهما المرأة، إلّا وازدادت جاذبية، وكانت لها الكلمة العلياء، فهذه الأخيرة إذا أرادوا إحراجها بمقارنتها بالجميلة، إلّا وأحرجتهم بإجابتها الحكيمة!
ولكن اصبري.. اصبري على ذلك قليلا، كأنه بنيان يبنى يوما بعد يوم، وعقول من حولك الباطنة لن تراه بنيانا حتى يكتمل..
ولاأحتاج أن أذكّرك أن عائلتك تحتاجك حكيمة، وابنتك تحتاج الأمّ القدوة، فثباتك أمر مهمّ بالنّسبة لهم.. ولعلّ الغد يكون أفضل إذا تيسّر الحال، وخرجتم إلى بيت لايحوي غيركم.

تحيّات الأشتر

[صَمْـتْــــ~]

السّلام عليكم


بارك الله فيك أخي الأشتر..وفي كل الإخوة الذي مروا من هنا


يُغلق إن شاء الله حتى ظهور النتيجة

دُمتم سالمين وجعل الله كل حرف بذلتموه في ميزان حسناتكم