70 الفا اللذين يدخلون الجنة بلا حساب و عقاب - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

70 الفا اللذين يدخلون الجنة بلا حساب و عقاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-05-13, 23:24   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
abdoubem
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية abdoubem
 

 

 
إحصائية العضو










B11 70 الفا اللذين يدخلون الجنة بلا حساب و عقاب

حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
عُرضَتْ عليّ الأمم ، فرأيت النبي ومعه الرهط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي وليس معه أحد . إذ رُفعَ في سوادٌ عظيم ، فظننتُ أنهم أمّي فقيل لي : هذا موسى وقومه ، فنظرتُ فإذا سوادٌ عظيم ، فقيل لي : هذه أمّتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب . ثم نهض فدخل منزله .فخاض الناس في أولئك ، فقال بعضهم : فلعلهم الذين صبحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولِدوا في الإسلام ، فلم يشركوا بالله شيئاً ، وذكروا أشياء ، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه ، فقال : هم الذين لا يسترقون ، ولا يكتوون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون .
فقام عكاشة بن محصن .فقال : ادع الله أن يجعلني منهم . قال : أنتَ منهم ، ثم قال رجلٌ آخر فقال : ادعُ الله أن يجعلني منهم .فقال : سبقكَ بها عكّاشة

توضيح للمعاني
عرضت علي الأمم : قيل أثناء الاسراء والمعراج وقيل في المنام .
الرهط: عدد من 3 إلى 9
سواد عظيم : العدد الكبير من الناس
خاض الناس في ألائك : أي أنهم اختلفوا فيمن هم الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب .

الشرح :
1- حرص السلف على الاخلاص وخوفهم من الرياء .
من تأمل قصة هذا التابعي حصين بن عبد الرحمن في هذا الحديث يعلم كيف كان السلف الصالح حريصين على أن يكون عملهم لله وحده من غير رياء ولا سمعة حيث أقر أنه رأى الكوكب الساقط لكنه خشي أن يفهم الحاضرون من قوله إنه كان يصلي فيكون قد فيكون كأنه قد راءى بشيء لم يفعله، أو سمَّع بشيء لم يفعله، وهذا الفعل منقص للتوحيد - أن يعمل الانسان بالعمل الصالح من أجل أن يراه الناس أو أن يسمعوه - فنفى أنه كان يصلي وإنما كان استيقاظه بسبب اللدغ .
2- جواز طلب الرقية من الغير .
دل حديث (( لا رقية إلا من عين أو حمة )) على جواز طلب الرقية من الغير ومعناه : أن لا رقية أشفى وأولى من أن تكون في أمراض العين أو من اللدغ , وهذا لا يمانع الرقية في الأمراض الأخرى كما أنه لا ينافي التوكل مع الله .
3- فضيلة أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
دل الحديث على فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم حيث أنها أكثر الأمم استجابة لنبيها وذلك حينما رأى قلة المستجيبين للأنبياء السابقين كما أن منها سبعين الفا يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب وهذه إحدى الفضائل التي فضلت بها أمته صلى الله عليه و سلم .
4- حرص الصحابة رضي الله عنهم على الخير

الصحابة رضوان الله عليهم سباقون للخيرات فقد تباحثوا في الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب متمنين وراجين أن يكونو منهم .

5- صفات السبعون ألف الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب .
أخبر عليه الصلات والسلام أن سبعين ألفا من أمته يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب وقد ذكر الشيخ محمد المنجد صفاتهم في محاضرته حديث السبعين الف :
1- لا يسترقون .... جاء في رواية في صحيح مسلم : (لا يرقون) وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى
إلى أن هذه اللفظة خطأ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رقى، وجبريل رقى، و عائشة رقت، والصحابة كانوا يرقون فيستبعد أن يكون من صفات السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب أنهم لا يرقون!
فأنكر الشيخ تقي الدين ابن تيمية-رحمه الله- هذه الرواية، وذكر أنها غلط من راويها
وقال: العلة أن الراقي يحسن إلى الذي يُرقى، فكيف يخرج من السبعين ألفاً وهو محسن؟!
والله يقول: مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ [التوبة:91]
هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [الرحمن:60]
قال: هذا غلط من الراوي، والصحيح: لا يسترقون.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل)
والنفع مطلوب، ومن جملة النفع أن يرقيه، فكيف يحث على أن ينفع الإنسان أخاه بالرقية ثم يقول له
أنت لست من السبعين ألفاً! إذاً: يرقون مستبعدة، والصواب :لا يسترقون.
أما الرقية: فهي من جنس الدعاء، ومن رقى غيره فقد أحسن إليه، لكن يسترقون فيها نقص في المسترقي
الذي يطلب الرقية، وقلنا: يسترقون، الألف والسين والتاء تفيد الطلب مثل: استغفر: طلب المغفرة، استجار: طلب الجوار، استرقى: طلب الرقية، فـ( لا يسترقون )
أي: لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم.
سبب عدم طلبهم للرقية
أولاً: لقوة اعتمادهم على الله عز وجل لا يطلبون من أحد رقية؛ لأنهم يعتمدون على الله اعتماداً تاماً.
ثانياً: لعزة نفوسهم عن التذلل لغير الله، لا يريدون أن يذلوا أنفسهم لغير الله ويلجئوا إلى بشر، لا يريدون
أن يذلوا أنفسهم عند بشر، ويقفوا طوابير عند هؤلاء الشيوخ في العيادات والمساجد،
لا يريدون أن يقفوا طوابير في الرقية ولا يأتي ويتوسل إليه ويطلبون منه الرقية، فلا يريدون إذلال النفس.
ثالثاً: لا يريدون أن يفتحوا على أنفسهم أي باب تعلق بغير الله
لأنك تجد في الواقع عدداً من الذين يذهبون لبعض القراء والراقين يتعلقون بهم، ويظن أن الشيخ هذا أو الراقي
ينفع بنفسه أو بذاته أو بكلامه، مع أن النفع من الله وهذا سبب، فلا يريدون أن يكون عندهم أي تعلق بغير الله
فيستغنون عن كل الراقين وكل القراء، ولا يطلبون من أحد رقية، ( لا يسترقون )
أي: لا يطلبون من أحد الرقية ألبتة. وهناك فرق بين من سأل وطلب، وبين من رقى غيره.
وبعضهم حاول أن يحمل اللفظة التي في مسلم على أشياء
قال: لا تكون رقى شركية، لكن هذا الحمل فاسد؛ لأننا إذا قلنا بهذا فما هي الميزة فيها؟
لأن كل المؤمنين أصلاً يجب ألا يأخذوا الرقية الشركية
فلو قلنا: لا يرقون رقية شركية؛ فلن يكون هناك ميزة للسبعين ألفاً.
إذاً: الراجح قوله: ( لا يسترقون ) والإنسان الذي لا يسترقي تام التوكل، ويلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم
لما سُحِر ما طلب من أحد من البشر رقية، وإنما نزل جبريل فرقاه بأمر من الله تعالى
(بسم الله أرقيك من كل أذى يؤذيك)
ونفهم من هذا -أيضاً- أن الرقية في حد ذاتها ليست ممنوعة، وليس ممنوعاً أن الشخص يرقي ولا يسترقي،
لا بأس أن يسترقي إذا كانت عقيدته صحيحة، وأن الرقية إذا كانت مشروعة فلا شيء فيها
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اعرضوا علي رقاكم، ولا بأس بالرقى ما لم يكن شركاً)
فإذا كان هناك شيء عن الرقية فهو لأجل الشرك، ولا بأس بها ما لم يكن شركاً
إذاً: طلب الرقية فيه نزول عن مرتبة الكمال في التوكل، وهؤلاء السبعون ألفاً في المنزلة العالية ولا يناسب
أن يكون من صفاتهم أنهم يطلبون رقى من الناس، ولو كانت مباحة.
وقيل في هؤلاء أيضاً: إنهم مقصودون بقوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [الواقعة:10-11]
لكن قد وردت أحاديث تفيد أن هؤلاء السبعين ألفاً يدخلون بعد غيرهم
منها: حديث رواه الإمام أحمد و ابن خزيمة و ابن حبان من حديث دفاع الجهني
قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث وفيه:
(وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً من غير حساب، وإني لأرجو ألا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة) إذاً: لا يلزم أن يكون هؤلاء السبعون ألفاً أفضل من غيرهم، يمكن أن يكون هناك غيرهم أفضل منهم،
لكنهم يدخلون الجنة من غير حساب ولا عقاب، وقد يكون فيمن يحاسب أفضل من هؤلاء السبعين ألفاً
من جهة الدرجة في الجنة، لكن هؤلاء لا يحاسبون.
2- لا يكتوون
الصفة الثانية: ( لا يكتوون) أي: لا يطلبون الكي،
ولا يسألون غيرهم أن يكويهم، كما لا يسألون غيرهم أن يرقيهم، استسلاماً لقضاء الله، وتلذذاً بالبلاء
وصبراً عليه لمزيد من الأجر، وعدم حاجة للمخلوقين واستغناءً عنهم،
ولجوءاً تاماً إلى الخالق، وتفويض الأمر إليه سبحانه. وما هو حكم الكي؟
قد جاءت الأحاديث بجوازه، كما روى جابر بن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعث إلى أبي بن كعب طبيباً، فقطع له عرقاً وكواه. وفي صحيح البخاري عن أنس أنه كوى من ذات الجنب
والنبي صلى الله عليه وسلم حي، وجاء عند الترمذي من حديث أنس
(أنه صلى الله عليه وسلم كوى سعد بن زرارة من الشوكة)،
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعاً: (الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار،
وأنا أنهى عن الكي. وفي لفظ: وما أحب أن أكتوي)
ويلاحظ التدرج في العلاج من الأسهل إلى الأصعب،
أولاً: فالشخص إذا مرض يأخذ الدواء اللذيذ الذي مثله هنا بشربة عسل،
فإذا احتاج إلى شيء أكثر مراً، وربما يحتاج إلى استخراج، ولذلك قال: ( وشرطة محجم )
إذًَا: هناك دواء بالامتلاك بالأخذ، وهناك دواء بالاستقرار مثل الحجامة، يخرج الدم في الحجامة
وهناك دواء وهو آخر شيء وهو الكي، قال: (الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار)
فإذاً: هي مرتبة من الأسهل إلى الأصعب، ولا يذهب الواحد إلى الكي مباشرة وعنده الدواء الأسهل أو الألذ
وليس فيه ألم، ولا تشويه للجسم.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: فقد تضامنت أحاديث الكي أربعة أنواع: أحدها: فعله.
والثاني: عدم محبته له.
والثالث: الثناء على من تركه.
والرابع: النهي عنه. فلو راجعنا أحاديث الكي فسنجد أنه فعله أو أقر على فعله، وهناك أحاديث أنه لا يحب الكي
وهناك أحاديث أنه أثنى على من ترك الكي،
مثل حديثنا هذا، وهناك أحاديث فيها نهي عن الكي.
يقول ابن القيم رحمه الله: ولا تعارض بينها بحمد الله، فإن فعله له يدل على جوازه، وعدم محبته له لا يدل على منعه
لأنه قد لا يحب شيئاً وهو ليس بممنوع، فإنه لم يكن يحب لحم الضب
لكن هل هو ممنوع أو محرم؟
الجواب: لا، وأما الثناء على تاركي الكي فيدل على أن تركه أولى وأفضل
وأما النهي عنه فعلى سبيل الاختيار والكراهية
أي: إذا كان عندك اختيار فلا تستعمل إلا إذا اضطررت، وقد يحمل النهي على الكراهية لا على التحريم
ويلاحظ هنا أنه قال: ( وكية نار ) فالكي البارد الذي يستعملونه في المستشفيات لا يعتبر كياً بالنار
الذي يسبب تشويهاً للجلد، فهذا الكي الذي فيه تشويه للجسم مكروه وتعافه النفوس السليمة
ولا تريد هذا الأثر، لكن إذا لم يجد الإنسان دواءً إلا هو فآخر الدواء الكي.

3- ولا يتطيرون
قال: ( لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون )، ما هو المقصود بالتطير؟
أي: التشاؤم، فمعنى لا يتطيرون: أي: لا يتشاءمون، والتطير مأخوذ من الطير
والمصدر: طيرة، والتطير اسم المصدر، وهو عبارة عن التشاؤم بالطير
العرب كانوا يتشاءمون بالطيور، حتى لو أراد الإنسان منهم عملاً كسفرٍ أو بيعٍ أو زواجٍ
ونحو ذلك؛ أمسك طيراً فأطلقها، فإن ذهبت يميناً
قال: هذا خير وبركة، وأقدم عليه، وإن ذهبت شمالاً
قال: هذا شؤم وشر فتركه ..
وما علاقة العصفور أن يذهب يميناً أو شمالاً في قضية الخير والبرك والشؤم والشر؟!
ولذلك كان أمراً سخيفاً يدل على سخافة عقول الذين يعتقدون هذا الاعتقاد.
لكن التطير استخدم بمعنى أعم من قضية إطلاق الطير والنظر هل يذهب يميناً أو شمالاً
فكانت العرب تتشاءم من أشياء مرئية وأشياء مسموعة، أو أزمنة معينة أو أمكنة معينة
فربما تشاءموا بصوت البوم والغراب من المسموعات، أو تشاءموا برؤية الأعور من المرئيات أو المجذوم
ونحو ذلك؛ كأن يذهب أحدهم ليفتح دكانه في الصباح، فيجد في طريقه شخصاً أعور،
فيقول: هذه أولها، فيعود ولا يفتح المحل، والتشاؤم كذلك بالأمكنة،
كما يكون التشاؤم بالأزمنة، والتشاؤم بالأزمنة مشهور، فقد كانوا يتشاءمون في شهر شوال في النكاح خاصة
ويقولون: الذي يتزوج في شوال شر، ولذلك ورد عن الصحابة مخالفتهم
وكانت عائشة لا تدخل نساءها إلا في شوال، كانت إذا جهزت امرأة للزواج تجعل الدخلة والعرس
في شوال نكاية في اعتقاد أهل الجاهلية
وقالت عائشة رضي الله عنها
[عقد علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، فأيكن كانت أحظى عنده؟]
لو كان شوال شراً ما كنت أنا بهذه المنزلة، ولا كان الزواج المبارك هذا.
ومنهم من كان يتشاءم بيوم الأربعاء، وقد جاء حديث موضوع: (آخر أربعاء من كل شهر يوم نحس مستمر)
وهذا هو المنحوس الذي وضع هذا الحديث.
وهناك من كان يتشاءم بشهر صفر، وبعض الناس الآن يتشاءمون بالرقم (13)
وهذا من التشاؤم الموجود عند الغربيين، على تقدمهم والتكنولوجيا التي عندهم والتطور والمخترعات
تجد بعض شركات الطيران العالمية أرقام المصاعد عندها: أحد عشر، اثنا عشر، أربعة عشر، ما فيها ثلاثة عشر
مصاعد في ناطحات السحاب أحد عشر اثنا عشر أربعة عشر، والطابق الرابع عشر هو الطابق الثالث عشر
ليس هناك طابق في الهواء غير موجود ومحذوف، الطابق الرابع عشر هو الثالث عشر،
ولكنهم قوم لا يفقهون! مع أنهم يعتبرون أنفسهم متقدمين، لكنهم تراهم يتشاءمون من شيء
يدل على سخافة عقولهم. وقضية التشاؤم قضية طويلة، سبق أن تعرضنا لها في درس بعنوان: التفاؤل
في سلسلة الأخلاق الإسلامية، ذكرنا طرفاً من هذا الموضوع.
4- على ربهم يتوكلون
قال: (لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون)هذه الجملة مفسرة لما تقدم، على احتمال أن ترك الاسترقاء والاكتواء والطيرة حقيقة التوكل،
ويحتمل أن تكون من العام بعد الخاص، ذكر بعض أفراد العام ثم ذكر العام بعده، وهذه المسألة
وهي قوله: ( وعلى ربهم يتوكلون )
، هذه هي الصفة الواضحة المهمة، أهم صفات السبعين ألفاً هؤلاء
أنهم يتوكلون على الله وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2]
والأشياء المذكورة تدل على ذلك .. ( لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون )
تدل على أنهم متوكلون على الله، عندهم صدق في الالتجاء إليه والاعتماد بالقلب عليه
وهذا تحقيق التوحيد، وهذا مقام الذي يحب الله ويرجوه ويرضى به ويرضى بقضائه، ويعرف نعماءه
سبحانه وتعالى، فهؤلاء هم المتوكلون على الله عز وجل إذا فهم يعتمدون على الله وحده في جلب المنافع ودفع المضار مع فعل الأسباب .

6- التوكل مع فعل الأسباب
الحديث لا يدل على أن المحققين لتوحيد لا يفعلون الاسباب لكنهم يفعلون بعض الامور المكروهة كالاسترقاء والاكتواء مع حاجتهم إليها لكمال توكلهم على الله عز وجل .
أما ما عدا ذلك من التداوي بالمشروعات كالحبة السوداء والعسل وأن يرقي الإنساتن نفسه فالأغلب أن تركها غير مشروع لقوله صلى الله عليه وسلم ( تداووا فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله ( رواه أحمد ) .
يقول الشيخ محمد المنجد : التداوي لا ينافي التوكل على الله؛ لأنه من الأسباب، لكن حصل نقاش لعلماء يحسن أن نستعرضه
في قضية التداوي: هل هو مباح وتركه أفضل، أو هو مستحب أو واجب؟
فالمشهور عن الإمام أحمد -رحمه الله- أنه مباح وتركه أفضل
و الشافعي مشهور عنه الثاني وهو الاستحباب
وقال أبو حنيفة في التداوي: يداني الوجوب
وقال مالك رحمه الله: يستوي فعله وتركه
لكن ليس هناك أحد قال إن التداوي حرام، فهو ليس بحرام
بل هو أخذ بسبب.
وقال بعض العلماء المعاصرين: الصحيح أن التداوي أنواع: الأول: ما غلب على الظن نفعه مع احتمال الهلاك
في عدمه فهو واجب، أي أنه يغلب على الظن أن هذا الدواء نافع
ويمكن أن يهلك لو لم يأخذه، فيجب أن يأخذه. الثاني: ما غلب على الظن نفعه، لكن ليس هناك هلاك
محقق لتركه، فهذا أخذه أفضل، وما تساوى فيه الأمران فتركه أفضل
ولكن استعمال الدواء المباح مباح بالجملة ( محاضرة صفات السبعون ألف) .

7- حسن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم
طلب عكاشة بن محصن رضي الله عنه من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو له بأن يكون من السبعين ألف الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب فقال له : أنت منهم وقد قتل شهيدا رضي الله عنه في حروب الردة , ثم سأله رجل آخر من الصحابة أن يدعو له بأن يكون منهم فأجابه عليه الصلات والسلام ( سبقك بها كاشة ) خشية منه على أن يطلبها من ليس أهلا لها . وفي هذه الكلمة دلالة على حسن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أجابه بكلمة طيبة وافية بالمقصود









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-05-14, 14:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
abdoubem
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية abdoubem
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لا تبخلوا علينا بالردود










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-15, 13:50   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
mourad8087
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-15, 14:13   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فتاة الدعوة
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزااااااااااااااااااااااااااااك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-15, 14:19   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
abdoubem
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية abdoubem
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mourad8087 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2013-05-15, 14:19   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
abdoubem
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية abdoubem
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة الدعوة مشاهدة المشاركة
جزااااااااااااااااااااااااااااك الله خيرا
بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2015-06-28, 02:46   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
Æymen
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-28, 03:16   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
minou_2040
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على الموضوع - اللهم اجعلنا من الصالحين و من أهل الجنة ان شاء الله










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-01, 14:34   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
chakib25
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم اجعلنا من أهل الجنة أجمعين آمين يا رب.










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-01, 17:23   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ايمن ايمن 4
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية ايمن ايمن 4
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-01, 21:25   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
معتز القوي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 14:09   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
Abderrahmane1981
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdoubem مشاهدة المشاركة
حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
عُرضَتْ عليّ الأمم ، فرأيت النبي ومعه الرهط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي وليس معه أحد . إذ رُفعَ في سوادٌ عظيم ، فظننتُ أنهم أمّي فقيل لي : هذا موسى وقومه ، فنظرتُ فإذا سوادٌ عظيم ، فقيل لي : هذه أمّتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب . ثم نهض فدخل منزله .فخاض الناس في أولئك ، فقال بعضهم : فلعلهم الذين صبحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولِدوا في الإسلام ، فلم يشركوا بالله شيئاً ، وذكروا أشياء ، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه ، فقال : هم الذين لا يسترقون ، ولا يكتوون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون .
فقام عكاشة بن محصن .فقال : ادع الله أن يجعلني منهم . قال : أنتَ منهم ، ثم قال رجلٌ آخر فقال : ادعُ الله أن يجعلني منهم .فقال : سبقكَ بها عكّاشة

توضيح للمعاني
عرضت علي الأمم : قيل أثناء الاسراء والمعراج وقيل في المنام .
الرهط: عدد من 3 إلى 9
سواد عظيم : العدد الكبير من الناس
خاض الناس في ألائك : أي أنهم اختلفوا فيمن هم الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب .

الشرح :
1- حرص السلف على الاخلاص وخوفهم من الرياء .
من تأمل قصة هذا التابعي حصين بن عبد الرحمن في هذا الحديث يعلم كيف كان السلف الصالح حريصين على أن يكون عملهم لله وحده من غير رياء ولا سمعة حيث أقر أنه رأى الكوكب الساقط لكنه خشي أن يفهم الحاضرون من قوله إنه كان يصلي فيكون قد فيكون كأنه قد راءى بشيء لم يفعله، أو سمَّع بشيء لم يفعله، وهذا الفعل منقص للتوحيد - أن يعمل الانسان بالعمل الصالح من أجل أن يراه الناس أو أن يسمعوه - فنفى أنه كان يصلي وإنما كان استيقاظه بسبب اللدغ .
2- جواز طلب الرقية من الغير .
دل حديث (( لا رقية إلا من عين أو حمة )) على جواز طلب الرقية من الغير ومعناه : أن لا رقية أشفى وأولى من أن تكون في أمراض العين أو من اللدغ , وهذا لا يمانع الرقية في الأمراض الأخرى كما أنه لا ينافي التوكل مع الله .
3- فضيلة أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
دل الحديث على فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم حيث أنها أكثر الأمم استجابة لنبيها وذلك حينما رأى قلة المستجيبين للأنبياء السابقين كما أن منها سبعين الفا يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب وهذه إحدى الفضائل التي فضلت بها أمته صلى الله عليه و سلم .
4- حرص الصحابة رضي الله عنهم على الخير

الصحابة رضوان الله عليهم سباقون للخيرات فقد تباحثوا في الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب متمنين وراجين أن يكونو منهم .

5- صفات السبعون ألف الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب .
أخبر عليه الصلات والسلام أن سبعين ألفا من أمته يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب وقد ذكر الشيخ محمد المنجد صفاتهم في محاضرته حديث السبعين الف :
1- لا يسترقون .... جاء في رواية في صحيح مسلم : (لا يرقون) وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى
إلى أن هذه اللفظة خطأ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رقى، وجبريل رقى، و عائشة رقت، والصحابة كانوا يرقون فيستبعد أن يكون من صفات السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب أنهم لا يرقون!
فأنكر الشيخ تقي الدين ابن تيمية-رحمه الله- هذه الرواية، وذكر أنها غلط من راويها
وقال: العلة أن الراقي يحسن إلى الذي يُرقى، فكيف يخرج من السبعين ألفاً وهو محسن؟!
والله يقول: مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ [التوبة:91]
هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [الرحمن:60]
قال: هذا غلط من الراوي، والصحيح: لا يسترقون.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل)
والنفع مطلوب، ومن جملة النفع أن يرقيه، فكيف يحث على أن ينفع الإنسان أخاه بالرقية ثم يقول له
أنت لست من السبعين ألفاً! إذاً: يرقون مستبعدة، والصواب :لا يسترقون.
أما الرقية: فهي من جنس الدعاء، ومن رقى غيره فقد أحسن إليه، لكن يسترقون فيها نقص في المسترقي
الذي يطلب الرقية، وقلنا: يسترقون، الألف والسين والتاء تفيد الطلب مثل: استغفر: طلب المغفرة، استجار: طلب الجوار، استرقى: طلب الرقية، فـ( لا يسترقون )
أي: لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم.
سبب عدم طلبهم للرقية
أولاً: لقوة اعتمادهم على الله عز وجل لا يطلبون من أحد رقية؛ لأنهم يعتمدون على الله اعتماداً تاماً.
ثانياً: لعزة نفوسهم عن التذلل لغير الله، لا يريدون أن يذلوا أنفسهم لغير الله ويلجئوا إلى بشر، لا يريدون
أن يذلوا أنفسهم عند بشر، ويقفوا طوابير عند هؤلاء الشيوخ في العيادات والمساجد،
لا يريدون أن يقفوا طوابير في الرقية ولا يأتي ويتوسل إليه ويطلبون منه الرقية، فلا يريدون إذلال النفس.
ثالثاً: لا يريدون أن يفتحوا على أنفسهم أي باب تعلق بغير الله
لأنك تجد في الواقع عدداً من الذين يذهبون لبعض القراء والراقين يتعلقون بهم، ويظن أن الشيخ هذا أو الراقي
ينفع بنفسه أو بذاته أو بكلامه، مع أن النفع من الله وهذا سبب، فلا يريدون أن يكون عندهم أي تعلق بغير الله
فيستغنون عن كل الراقين وكل القراء، ولا يطلبون من أحد رقية، ( لا يسترقون )
أي: لا يطلبون من أحد الرقية ألبتة. وهناك فرق بين من سأل وطلب، وبين من رقى غيره.
وبعضهم حاول أن يحمل اللفظة التي في مسلم على أشياء
قال: لا تكون رقى شركية، لكن هذا الحمل فاسد؛ لأننا إذا قلنا بهذا فما هي الميزة فيها؟
لأن كل المؤمنين أصلاً يجب ألا يأخذوا الرقية الشركية
فلو قلنا: لا يرقون رقية شركية؛ فلن يكون هناك ميزة للسبعين ألفاً.
إذاً: الراجح قوله: ( لا يسترقون ) والإنسان الذي لا يسترقي تام التوكل، ويلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم
لما سُحِر ما طلب من أحد من البشر رقية، وإنما نزل جبريل فرقاه بأمر من الله تعالى
(بسم الله أرقيك من كل أذى يؤذيك)
ونفهم من هذا -أيضاً- أن الرقية في حد ذاتها ليست ممنوعة، وليس ممنوعاً أن الشخص يرقي ولا يسترقي،
لا بأس أن يسترقي إذا كانت عقيدته صحيحة، وأن الرقية إذا كانت مشروعة فلا شيء فيها
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اعرضوا علي رقاكم، ولا بأس بالرقى ما لم يكن شركاً)
فإذا كان هناك شيء عن الرقية فهو لأجل الشرك، ولا بأس بها ما لم يكن شركاً
إذاً: طلب الرقية فيه نزول عن مرتبة الكمال في التوكل، وهؤلاء السبعون ألفاً في المنزلة العالية ولا يناسب
أن يكون من صفاتهم أنهم يطلبون رقى من الناس، ولو كانت مباحة.
وقيل في هؤلاء أيضاً: إنهم مقصودون بقوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [الواقعة:10-11]
لكن قد وردت أحاديث تفيد أن هؤلاء السبعين ألفاً يدخلون بعد غيرهم
منها: حديث رواه الإمام أحمد و ابن خزيمة و ابن حبان من حديث دفاع الجهني
قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث وفيه:
(وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً من غير حساب، وإني لأرجو ألا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة) إذاً: لا يلزم أن يكون هؤلاء السبعون ألفاً أفضل من غيرهم، يمكن أن يكون هناك غيرهم أفضل منهم،
لكنهم يدخلون الجنة من غير حساب ولا عقاب، وقد يكون فيمن يحاسب أفضل من هؤلاء السبعين ألفاً
من جهة الدرجة في الجنة، لكن هؤلاء لا يحاسبون.
2- لا يكتوون
الصفة الثانية: ( لا يكتوون) أي: لا يطلبون الكي،
ولا يسألون غيرهم أن يكويهم، كما لا يسألون غيرهم أن يرقيهم، استسلاماً لقضاء الله، وتلذذاً بالبلاء
وصبراً عليه لمزيد من الأجر، وعدم حاجة للمخلوقين واستغناءً عنهم،
ولجوءاً تاماً إلى الخالق، وتفويض الأمر إليه سبحانه. وما هو حكم الكي؟
قد جاءت الأحاديث بجوازه، كما روى جابر بن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعث إلى أبي بن كعب طبيباً، فقطع له عرقاً وكواه. وفي صحيح البخاري عن أنس أنه كوى من ذات الجنب
والنبي صلى الله عليه وسلم حي، وجاء عند الترمذي من حديث أنس
(أنه صلى الله عليه وسلم كوى سعد بن زرارة من الشوكة)،
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعاً: (الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار،
وأنا أنهى عن الكي. وفي لفظ: وما أحب أن أكتوي)
ويلاحظ التدرج في العلاج من الأسهل إلى الأصعب،
أولاً: فالشخص إذا مرض يأخذ الدواء اللذيذ الذي مثله هنا بشربة عسل،
فإذا احتاج إلى شيء أكثر مراً، وربما يحتاج إلى استخراج، ولذلك قال: ( وشرطة محجم )
إذًَا: هناك دواء بالامتلاك بالأخذ، وهناك دواء بالاستقرار مثل الحجامة، يخرج الدم في الحجامة
وهناك دواء وهو آخر شيء وهو الكي، قال: (الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار)
فإذاً: هي مرتبة من الأسهل إلى الأصعب، ولا يذهب الواحد إلى الكي مباشرة وعنده الدواء الأسهل أو الألذ
وليس فيه ألم، ولا تشويه للجسم.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: فقد تضامنت أحاديث الكي أربعة أنواع: أحدها: فعله.
والثاني: عدم محبته له.
والثالث: الثناء على من تركه.
والرابع: النهي عنه. فلو راجعنا أحاديث الكي فسنجد أنه فعله أو أقر على فعله، وهناك أحاديث أنه لا يحب الكي
وهناك أحاديث أنه أثنى على من ترك الكي،
مثل حديثنا هذا، وهناك أحاديث فيها نهي عن الكي.
يقول ابن القيم رحمه الله: ولا تعارض بينها بحمد الله، فإن فعله له يدل على جوازه، وعدم محبته له لا يدل على منعه
لأنه قد لا يحب شيئاً وهو ليس بممنوع، فإنه لم يكن يحب لحم الضب
لكن هل هو ممنوع أو محرم؟
الجواب: لا، وأما الثناء على تاركي الكي فيدل على أن تركه أولى وأفضل
وأما النهي عنه فعلى سبيل الاختيار والكراهية
أي: إذا كان عندك اختيار فلا تستعمل إلا إذا اضطررت، وقد يحمل النهي على الكراهية لا على التحريم
ويلاحظ هنا أنه قال: ( وكية نار ) فالكي البارد الذي يستعملونه في المستشفيات لا يعتبر كياً بالنار
الذي يسبب تشويهاً للجلد، فهذا الكي الذي فيه تشويه للجسم مكروه وتعافه النفوس السليمة
ولا تريد هذا الأثر، لكن إذا لم يجد الإنسان دواءً إلا هو فآخر الدواء الكي.

3- ولا يتطيرون
قال: ( لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون )، ما هو المقصود بالتطير؟
أي: التشاؤم، فمعنى لا يتطيرون: أي: لا يتشاءمون، والتطير مأخوذ من الطير
والمصدر: طيرة، والتطير اسم المصدر، وهو عبارة عن التشاؤم بالطير
العرب كانوا يتشاءمون بالطيور، حتى لو أراد الإنسان منهم عملاً كسفرٍ أو بيعٍ أو زواجٍ
ونحو ذلك؛ أمسك طيراً فأطلقها، فإن ذهبت يميناً
قال: هذا خير وبركة، وأقدم عليه، وإن ذهبت شمالاً
قال: هذا شؤم وشر فتركه ..
وما علاقة العصفور أن يذهب يميناً أو شمالاً في قضية الخير والبرك والشؤم والشر؟!
ولذلك كان أمراً سخيفاً يدل على سخافة عقول الذين يعتقدون هذا الاعتقاد.
لكن التطير استخدم بمعنى أعم من قضية إطلاق الطير والنظر هل يذهب يميناً أو شمالاً
فكانت العرب تتشاءم من أشياء مرئية وأشياء مسموعة، أو أزمنة معينة أو أمكنة معينة
فربما تشاءموا بصوت البوم والغراب من المسموعات، أو تشاءموا برؤية الأعور من المرئيات أو المجذوم
ونحو ذلك؛ كأن يذهب أحدهم ليفتح دكانه في الصباح، فيجد في طريقه شخصاً أعور،
فيقول: هذه أولها، فيعود ولا يفتح المحل، والتشاؤم كذلك بالأمكنة،
كما يكون التشاؤم بالأزمنة، والتشاؤم بالأزمنة مشهور، فقد كانوا يتشاءمون في شهر شوال في النكاح خاصة
ويقولون: الذي يتزوج في شوال شر، ولذلك ورد عن الصحابة مخالفتهم
وكانت عائشة لا تدخل نساءها إلا في شوال، كانت إذا جهزت امرأة للزواج تجعل الدخلة والعرس
في شوال نكاية في اعتقاد أهل الجاهلية
وقالت عائشة رضي الله عنها
[عقد علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، فأيكن كانت أحظى عنده؟]
لو كان شوال شراً ما كنت أنا بهذه المنزلة، ولا كان الزواج المبارك هذا.
ومنهم من كان يتشاءم بيوم الأربعاء، وقد جاء حديث موضوع: (آخر أربعاء من كل شهر يوم نحس مستمر)
وهذا هو المنحوس الذي وضع هذا الحديث.
وهناك من كان يتشاءم بشهر صفر، وبعض الناس الآن يتشاءمون بالرقم (13)
وهذا من التشاؤم الموجود عند الغربيين، على تقدمهم والتكنولوجيا التي عندهم والتطور والمخترعات
تجد بعض شركات الطيران العالمية أرقام المصاعد عندها: أحد عشر، اثنا عشر، أربعة عشر، ما فيها ثلاثة عشر
مصاعد في ناطحات السحاب أحد عشر اثنا عشر أربعة عشر، والطابق الرابع عشر هو الطابق الثالث عشر
ليس هناك طابق في الهواء غير موجود ومحذوف، الطابق الرابع عشر هو الثالث عشر،
ولكنهم قوم لا يفقهون! مع أنهم يعتبرون أنفسهم متقدمين، لكنهم تراهم يتشاءمون من شيء
يدل على سخافة عقولهم. وقضية التشاؤم قضية طويلة، سبق أن تعرضنا لها في درس بعنوان: التفاؤل
في سلسلة الأخلاق الإسلامية، ذكرنا طرفاً من هذا الموضوع.
4- على ربهم يتوكلون
قال: (لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون)هذه الجملة مفسرة لما تقدم، على احتمال أن ترك الاسترقاء والاكتواء والطيرة حقيقة التوكل،
ويحتمل أن تكون من العام بعد الخاص، ذكر بعض أفراد العام ثم ذكر العام بعده، وهذه المسألة
وهي قوله: ( وعلى ربهم يتوكلون )
، هذه هي الصفة الواضحة المهمة، أهم صفات السبعين ألفاً هؤلاء
أنهم يتوكلون على الله وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2]
والأشياء المذكورة تدل على ذلك .. ( لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون )
تدل على أنهم متوكلون على الله، عندهم صدق في الالتجاء إليه والاعتماد بالقلب عليه
وهذا تحقيق التوحيد، وهذا مقام الذي يحب الله ويرجوه ويرضى به ويرضى بقضائه، ويعرف نعماءه
سبحانه وتعالى، فهؤلاء هم المتوكلون على الله عز وجل إذا فهم يعتمدون على الله وحده في جلب المنافع ودفع المضار مع فعل الأسباب .

6- التوكل مع فعل الأسباب
الحديث لا يدل على أن المحققين لتوحيد لا يفعلون الاسباب لكنهم يفعلون بعض الامور المكروهة كالاسترقاء والاكتواء مع حاجتهم إليها لكمال توكلهم على الله عز وجل .
أما ما عدا ذلك من التداوي بالمشروعات كالحبة السوداء والعسل وأن يرقي الإنساتن نفسه فالأغلب أن تركها غير مشروع لقوله صلى الله عليه وسلم ( تداووا فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله ( رواه أحمد ) .
يقول الشيخ محمد المنجد : التداوي لا ينافي التوكل على الله؛ لأنه من الأسباب، لكن حصل نقاش لعلماء يحسن أن نستعرضه
في قضية التداوي: هل هو مباح وتركه أفضل، أو هو مستحب أو واجب؟
فالمشهور عن الإمام أحمد -رحمه الله- أنه مباح وتركه أفضل
و الشافعي مشهور عنه الثاني وهو الاستحباب
وقال أبو حنيفة في التداوي: يداني الوجوب
وقال مالك رحمه الله: يستوي فعله وتركه
لكن ليس هناك أحد قال إن التداوي حرام، فهو ليس بحرام
بل هو أخذ بسبب.
وقال بعض العلماء المعاصرين: الصحيح أن التداوي أنواع: الأول: ما غلب على الظن نفعه مع احتمال الهلاك
في عدمه فهو واجب، أي أنه يغلب على الظن أن هذا الدواء نافع
ويمكن أن يهلك لو لم يأخذه، فيجب أن يأخذه. الثاني: ما غلب على الظن نفعه، لكن ليس هناك هلاك
محقق لتركه، فهذا أخذه أفضل، وما تساوى فيه الأمران فتركه أفضل
ولكن استعمال الدواء المباح مباح بالجملة ( محاضرة صفات السبعون ألف) .

7- حسن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم
طلب عكاشة بن محصن رضي الله عنه من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو له بأن يكون من السبعين ألف الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب فقال له : أنت منهم وقد قتل شهيدا رضي الله عنه في حروب الردة , ثم سأله رجل آخر من الصحابة أن يدعو له بأن يكون منهم فأجابه عليه الصلات والسلام ( سبقك بها كاشة ) خشية منه على أن يطلبها من ليس أهلا لها . وفي هذه الكلمة دلالة على حسن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أجابه بكلمة طيبة وافية بالمقصود
بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2016-05-24, 00:30   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
la fleurr
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بااااااارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2016-05-26, 16:15   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
جوهرة الإيمان31
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جوهرة الإيمان31
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

*
اللهمـ اجعلنـآ من السبعين ألفآ الذين يدخلون الجنة بلآ حسآب و لآ سآبقة عذآب

*









رد مع اقتباس
قديم 2016-05-26, 16:25   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
medjide chrivati
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية medjide chrivati
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اللذين, الجنة, الفا, يدخلون, حساب, عقاب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc