اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصحة النفسية
حتى و إن إنفصلت الفلسفة عن سائر العلوم و جعلتها علوما قائمة بذاتها فلازالت تلقي بضلالها على الكثير منها خاصة العلوم الدقيقة و الفيزياء كأنموذج على ذلك ، تحديدا النظريات الحديثة ،لم يخطأ أينشتاين عندما قال أن "الخيال أهم من المعرفة "و الخيال جزء من عالم ميتافيزيقي غير مرئي يحتاج لتجسيد على أرض الواقع ليتحول لمعرفة ملموسة ، الفيزياء مازلت تتخبط بين مفاهيم الغموض و التشويش ،و السبب أن للعالم جانبان لا يمكن أن ينفصلا الجانب الفيزيقي الظاهر و الميتافيزيقي الغيبي غير المشاهد ، بدءً بنسبية اينشتاين التي كانت تعتمد على تأويلات فلسفية ميتافيزقية كلازمان و لامكان أي ما وراء الزمان و المكان مرورا بميكانيكا الكم أو نظرية الكوانتوم التي بدأت كأطروحة فلسفية ، والتي بدأها نيلزبور بقوله بوجود عالم موضوعي غير العالم الواقعي ، و ان الشيء الواحد له موضعين مختلفين أي ان الأشياء تتصف بمكانين مختلفين ، فأنا موجودة هنا وموجودة هناك ، و كأنه توازي ، و لكن بشكل نظير فأنا موجودة في عالمي و نسختي موجودة في العالم الموازي لي و في الوقت ذاته ، أليست هذه فلسفة أكثر منها فيزياء !! نظرية الكون الهولوغرامي و كأن الكون صورة هولوغرامية ثلاثية الأبعاد لأكوان أخرى ، ونظرية الأوتار الفائقة أو نظرية إلتقاء الخيال بالحقيقة و التي تتحدث عن وجود أربعة عشرة بعدا بدل الأربعة أبعاد المعروفة و كل ما هو موجود في هذا الكون عبارة عن خيوط صغيرة طاقوية تهتز بشكل أشبه بإهتزاز الأوتار الموسيقية كما تحدثت عن وجود أكوان موازية لكوننا أوليست هذه ميتافيزيقا بحد ذاتها ، ونظرية الفوضى أو نظرية اللامتوقع أو نظرية تأثير الفراشة و التي تنص بإختصار أنه إذا إهتز جناح الفراشة في الصين فقد يحدث إعصار في نيويورك ، أي هناك أمور بسيطة في الحياة إن حدثت قد تؤثر بشكل كبير على أمور أكبر و لا يمكن التوقع بأن تلك الأمور البسيطة كانت سببا مباشرا في ذلك كنسمة الهواء الدافئة و التي قد تحرك غيمة فيسقط مطر في يوم سماءه صافية ، أما في العلوم الإجتماعية فحدث و لا حرج بحكم دراستي لتخصص في علم النفس و ثلاثة تخصصات في علم الإجتماع و الفضل يعود لمرونة نظام ل م د و الإنتقال بين التخصصات ، فإني ألاحظ أن الفلسفة لم تطلق سراح العلوم الإجتماعية بل بقيت متشبثة بحكم موضوع دراسة هذه العلوم و هو الإنسان وصعوبة تطبيق المنهج الإمبريقي التجريبي عليه ..ما أردت قوله ، الفلسفة أم العلوم سابقا وعرابة العلوم الآن ، الغرب لازال يعترف بها و لم يتخلص منها ، بل لا يمكنه ذلك وإن أراد !! فبداية كل علم فكرة أو ما يعرف بالحدس الفكري و الفكرة نتاج خيال قد نسج في المخيلة و المخيلة ما هي إلا قدرة خلاقة لنقل كل ما هو غير محسوس إلى العالم الحسي .نقطة الإنتقال هذه هي التي ترجح كفة وجوب بقاء الطيف الفلسفي قريبا " فلتكوني بالقرب أيتها الفلسفة ولا تبتعدي كثيـرا"و كما قال الفيلسوف الألماني كانت إيمانويل: "حدوس حسية بلا مفاهيم عقلية عمياء ومفاهيم عقلية بلا حدوس حسية جوفاء "
|
و هنا المشكلة
انك تتفسلسفين بعيدا عن الحقيقة الملموسة
و هذا ما لا ينفع البتة
كفاكم جورا على العلم و الصاق مكانته و قيمته بخزعبلات الفلسفة التي جعلتموها فضلا و مزية لولاها لما كان العلم !!!!! مصيبة حقيقية ألمت بالعقل البشري
اي والله صدق ابن تيمية رحمه الله لما قال ان الفلسفة لا يحتاج اليها الذكي ولا ينتفع بها البليد !
و اظيف
شوفي بما انك قلت انك طالبة او كنت طالبة و درست تخصصات اجتماعية و وجدت انها بقيت لصيقة بالفلسفة
اقول لك انت مخطئة لقد أخذت فكرة خطا للاسف و تخرجت من الجامعة بافكار خاطئة للاسف
العلوم الاجتماعية هي علوم و ليست فلسفة
الفيصل الوحيد الذي تفرقين به بين العلم و الفلسفة ان الاول ينزل بالظاهرة الى التجربة الميدانية او المخبرية اما الفلسفة فهي مجرد تأملات و تفسيرات على مستوى العقل فقط
العلوم الاجتماعية لا تفسر الظواهر الاجتماعية اعتمادا على العقل كما الفلسفة
و انما هي تخضع الظاهرة النفسية مثلا للاختبار و التجربة و القياس و الوصول الى نتائج بناءا على فرضيات ملموسة تقاس إحصائيا
كذلك علم الاجتماع في دراسته للظواهر الاجتماعية و علم السياسة و الاعلام و الاقتصاد و غيرها ، تبقى حكاية التعميم و التنبأ مسالة نسبية ليس كما في العلوم الطبيعية و الفيزيائية و هذا امر طبيعي لان مادة الدراسة فيها هم الأفراد و يصعب التحكم في توجهاتهم و تغيراتهم و مع ذلك فهي تسعى الى تحقيق الموضوعية و المصداقية قدر الإمكان . و هذا ليس حجة حتى نجعلها فلسفة ! فيكفي انها نزلت الى الميدان و تعاملت مع ظواهر ملموسة بالتحليل و التفسير و الاستقراء و القياس و الملاحظة العينية .
اما ما تجدينه من نظريات قد تدرس في هذه التخصصات و هي فلسفية فهذا لا يعني ان الفلسفة لازالت مسيطرة ! المحك يا اختي هو البحوث العلمية و كيفية تفسير الظاهرة هل بالمنهاج العلمي او العقلي !
اتمنى ان تكوني قد فرقت بين العلم و الفلسفة في تفسيرها للظواهر
اما حكاية ان الغرب لا يزال متمسك بها و لم يتخلص منها فأقول لك هذا كلام اساتذة الفلسفة اللذين يريدون لهذا التخصص المواصلة فهم يدعمونه حتى بالكذب ! اعلمي رحمني الله و إياك ان فرانسيس بيكون البريطاني في القرن السادس عشر قد قلب أوروبا انذاك بفكرته القائلة ان ( المعرفة قوة ) و هو يقصد المعرفة العلمية ، اي هو بكلامه هذا يرمي الى التخلص من المعرفة الفلسفية التي لا جدوى منها ، و انتم لازلتم تقولونهم ما لم يقولوه ! و يكفينا شيخنا ابن تيمية في القرن الرابع عشر حينما قال ان المنطق لا يحتاجه ذكي و لا ينتفع به البليد .