شبهات حول الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شبهات حول الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-12-12, 20:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 شبهات حول الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الشبهة الأولى :


(( وجوب ترك الاحتساب بحجة تعارضه مع الحرية الشخصية ))

يقول بعض الناس :

" يجب علينا أن نترك الناس وشأنهم ولا نتدخل في شؤونهم الخاصة بأمرهم بالمعروف الذي لا يرغبون في فعله ، ونهيهم عن المنكر الذي يرغبون فيه ، لأن هذا يتعارض مع الحرية الشخصية الثابتة في الإسلام " .

ويستدلّ هؤلاء على صحة رأيهم بقوله عز وجل :( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم )


كشف النقاب عن حقيقة هذه الشبهة :

سنبيّن بعون الله تعالى حقيقة هذه الشبهة ضمن العناوين التالية :

عدم وجود الحرية الشخصية المزعومة .

المفهوم الإسلامي للحرية الشخصية .

الخطأ في فهم الآية : (( لا إكراه في الدين )).

ثبوت وجوب الحسبة بنصوص الكتاب والسنة .

قيام الرسول بالاحتساب .

تشريع الحدود والتعزيرات ينقض الشبهة .


أولاً: عدم وجود (( الحرية الشخصية )) المزعومة .

لنا أن نسأل أصحاب هذا القول : أين تلك (( الحرية الشخصية )) المزعومة ؟ .

أفي مشارق الأرض أم في مغاربها ؟هل وجدتموها في أنظمة شرقية أم في أنظمة غربية ؟

كلا ، لا عند هؤلاء ، ولا عند أولئك . يُطالب المرء بالخضوع والامتثال لقواعد و أنظمة على رغم أنفه حيثما حل وارتحل.
هل يُسمح لأحد في الشرق أو الغرب أن يعبر التقاطع والإشارة حمراء ؟

هل يُعطى في الغرب لأحد حق بناءبيت بماله الذي اكتسبه بكد جبينه على الأرض التي اشتراها بخالص ماله كيفما شاء من غير مراعاة الضوابط التي وضعتها أمانة تلك المدينة التي هو فيها ؟

و الأمر في الشرق أدهى وأمرّ ، ليس له أن يملك بيتاً .


ثانياً : المفهوم الإسلامي للحرية الشخصية :


الحرية الشخصية التي منحها الإسلام للعباد هي أنه أخرج العباد من عبودية العباد

ولا يعني هذا إخراجهم من عبودية رب العباد ، ما أحسن ما عبر القرآن الكريم عن هذا : ((ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سلماً لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون )) .

فالمطلوب في الإسلام أن يتحرر العبد من كل من سوى الله ويصير عبداً منقاداً مطيعاً مستسلماً لله الواحد الخالق المالك المدبر . وهذا ما عبّر عنه سيدنا ربعي بن عامر ( مجيباً على سؤال رستم بقوله :

(( الله ابتعثنا ، والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله )).

ومن النصوص التي تدلّ على أن المؤمنين مطالبون بالاستسلام لله تعالى والعمل بجميع أوامره وترك جميع نواهيه قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة )).

يقول الحافظ ابن كثير في تفسير الآية : (( يقول الله تعالى آمراً عباده المؤمنين به المصدقين برسوله أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه ، والعمل بجميع أوامره ، وترك جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك )).

وبيّن المولى عز وجل أنه لا يبقى لمؤمن ولا مؤمنه أدنى خيار بعد مجيء أمر الله تعالى و أمر رسوله

قال تعالى: (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً )).

وصوّر لنا السميع البصير مبادرة المؤمنين إلى امتثال أوامره وأوامر رسوله حيث يقول عز من قائل (( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا و أولئك هم المفلحون )).

فأين أصحاب (( الحرية الشخصية )) المزعومة من أولئك؟.


ثالثا: الخطأ في فهم الآية : (( لا إكراه في الدين )) :

ليس معنى الآية بأن للناس كلهم فعل ما يشاؤون وترك ما يشاؤون

وليس لأحد إلزامهم على فعل الخير الذي تركوه أو اجتناب الشر الذي فعلوه ، بل المراد بالآية – والله أعلم بالصواب – كما يقول الحافظ ابن كثير : (( أي لا تكرهوا أحداً على الدخول في الإسلام)).

وحتى هذا ليس لغير المسلمين كلّهم بل رجّح كثير من المفسرين بأن هذا الحكم خاص بأهل الكتاب ومن شابههم.

وأما عبدة الأوثان من مشركي العرب ومن شابههم فلا يُقبَل منهم إلاّ الإسلام أو القتال معهم . وفي هذا يقول الإمام ابن جرير الطبري بعد نقله أقوالاً مختلفة في تفسير الآية

: (( وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال : نزلت هذه الآية في خاص من الناس

وقال : عني بقوله تعالى ذكره : (( لا إكراه في الدين )) أهل الكتاب والمجوس وكل من جاء إقراره على دينه المخالف دين الحق ، وأخذ الجزية منه )).

ثم يقول مبيّناً سبب ترجيح هذا القول

: (( وكان المسلمون جميعاً قد نقلوا عن نبيّهم ( أنه أكره على الإسلام قوماً فأبى أن يقبل منهم إلا الإسلام

وحكم بقتلهم أن امتنعوا منه، وذلك كعبدة الأوثان من مشركي العرب ، وكالمرتد عن دينه دين الحق إلى الكفر ومن أشبههم ، وأنه ترك إكراه آخرين على الإسلام بقبوله الجزية منه

وإقراره على دينه الباطل ، وذلك كأهل الكتابين ومن أشبههم )).

قد آن لنا أن نسأل أصحاب هذه الشبهة : أيهود أنتم أم نصارى ، فيُكتُفى بقبول الجزية منكم ، فلا يأمركم أحد بمعروف تتركونه ولا ينهاكم عن منكر تفعلونه ؟








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-12-12, 20:28   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



رابعاً : ثبوت وجوب الحسبة بنصوص الكتاب والسنة :

إن هؤلاء أخذوا آية واحدة وحاولوا تأويلها وفق أهوائهم وتجاهلوا تلك النصوص الكثيرة الصريحة الواضحة التي لا تترك مجالاً للشك والتردد في فرضيّة الحسبة .

أين هؤلاء من تلك النصوص التي وردت فيها صيغة أمر للقيام بالاحتساب

وصيغة نهي للمنع عن تركه ؟ وذلك مثل قوله تعالى: (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ))،

ومثل قوله : (( مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يُستجاب لكم )). ومثل قوله : (( لا يمنعن رجلاً منكم مخافة الناس أن يتكلّم بالحق إذا رآه وعلمه )).

وكيف يؤول هؤلاء النصوص التي قُرِن الإيمان فيها بالاحتساب

فحُكِم فيها بقوة الإيمان وضعفه مع قوة الاحتساب وضعفه ؟ وذلك مثل قوله : (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، وإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )).

وبماذا يفسر هؤلاء تلك النصوص التي تجعل (( التواصي بالحق )) من شروط نيل الفوز والفلاح ؟

وذلك مثل قوله تعالى : (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)).

وكيف يتجرأ هؤلاء على تحريف النصوص التي وعد الله تعالى ورسوله ( فيهما بالعذاب على ترك الاحتساب ؟ وذلك مثل قوله تعالى : (( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب )).

إلا يستحي هؤلاء من تكذيب ما أخبر به من هو أكبر شيء شهادة وأصدق قيلا عن نزول اللعنة على ترك الاحتساب ؟ وذلك في قوله عز من قائل :

(( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )).

أليس في هذا وذلك ما يمنع هؤلاء من القول : (( إن الاحتساب يتعارض مع الحرية الشخصية الثابتة في الإسلام ؟

)) فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً ؟


خامساً : قيام الرسول الكريم بالاحتساب :


لنا أن نسأل أصحاب هذا القول : على من أنزلت الآية : (( لا إكراه في الدين ))؟ أعليكم أنزلت أم على سيّد الأولين والآخرين إمام الأنبياء وقائد المرسلين ؟

أأنتم أعلم بمرادها أم هو الذي أسند إليه أمر بيان المنزل ؟ ، يقول تعالى : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم ولعلهم يتفكرون )).

وهل أمر عليه الصلاة والسلام الناس بالمعروف ونهاهم عن المنكر أم تركهم وشأنهم مراعياً مبدأ الحرية الشخصية المخترعة ؟ لقد قام ( بالاحتساب في البيت والشارع

وفي المسجد والسوق ، وفي الحضر والسفر ، وفي الحرب والسلم . ويغنينا في هذا المقام عن ذكر أمثلة احتسابه وصف أصدق القائلين اللطيف الخبير له بقوله : (( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر )).

ونستفسر أصحاب هذه الشبهة أيضاً : أُمِرنا باقتداء من ؟

أ أُمِرنا باقتداء من اتخذ إلهه هواه أم أُمِرنا بالتأسي بمن كان آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر . تعالوا

فلنقرأ جميعاً قول الباري سبحانه وتعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً )).


سادساً : تشريع الحدود والتعزيرات ينقض هذه الشبهة
:

ماذا سيكون موقف هؤلاء من الحدود والتعزيرات التي شُرِعت لمعاقبة مرتكبي بعض الجرائم ؟ أيردون تلك النصوص الثابتة الصريحة التي جاء فيها بيانها ؟ .

ومن تلك النصوص- على سبيل المثال – ما جاء فيها من عقوبة الزاني : (( البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة ، والثّيب بالثيب جلد مائة والرجم )).

وما جاء فيها عمن تزوج امرأة أبيه عن معاوية بن قرة عن أبيه –رضي الله عنه – قال : (( بعثني رسول الله ( إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن أضرب عنقه ، وأصفي ماله )).

وما جاء عمن عَمِل عَمَل قوم لوط عليه السلام : (( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به )).
وما بينه الناطق بالوحي الأمين الصادق المصدوق ( عن حكم من ارتد عن الإسلام بقوله

: (( من بدّل دينه فاقتلوه )).

ولو كان لمبدأ الحرية الشخصية المختلفة أساس في الإسلام كما يدعي أولئك ما كان مرتكبو هذه الجرائم ليُجْلَدُوا ويُغَرَّبوا أو يُجْلَدُوا ويُرْحَمُوا ، أو يُقتَلوا

وكان لهم أن يحتجوا: (( هذا مايخصنا نحن ، وليس لأحد حق التدخل في شؤوننا الخاصة )).

بهذا يتضح بعون الله تعالى بطلان رأي من قال بترك الاحتساب بحجة منافاته للحرية الشخصية .

المصدر : كتاب شبهات حول الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ….

تأليف: الدكتور /فضل ألهى


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-13, 18:56   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الشبهة الثانية :

(( ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث لا يضرنا ضلال الضالين ))


يقول بعض الناس :

لا يجيب علينا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث أمرنا الله تعالى بالاهتمام بأنفسنا وبّين أنه لا يضرنا ضلال الآخرين

واستدلوا على ذلك بقوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )).

تبين حقيقة الشبهة :

سنحاول بعون الله تعالى كشف النقاب عن حقيقة هذه الشبهة من جانبين :

من الآية نفسها .

بالنصوص الأخرى الواردة في الكتاب والسنة .


أولاً : كشف النقاب عن حقيقة الشبهة من الآية نفسها :

لو تدبر أصحاب هذه الشبهة في الآية نفسها لما نطقوا بها . اشترط الله تعالى لعدم إصابة الضرر بسبب ضلال الآخرين أن يكون الشخص مهتدياً حيث

قال تعالى : (( لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم ))

. ولا يصير الشخص مهتدياً إلاّ إذا أدى ما أوجبه الله عليه .

وممّا أوجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر . فالذي لا يقوم بهذا لا يكون مهتدياً لأن فوات الشرط يستلزم فوات المشروط . وقد بيّن هذا بعض الصحابة والتابعين وكثير من المفسرين والعلماء القدامى والمتأخرين .

فعلى سبيل المثال فقد نقل الإمام ابن جرير الطبري عن حذيفة رضي الله عنه في تفسير هذه الآية أنه قال: (( إذا أمرتم ونهيتم )).

كما نقل الإمام الطبري عن سعيد بن المسيب في تفسير الآية أنه قال : (( إذا أمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، لا يضرك من ضل إذا اهتديت )).

ويقول الإمام أبو بكر الجصاص في تفسيره الآية : (( ومن الاهتداء اتباع أمر الله في أنفسنا وفي غيرنا ، فلا دلالة فيها إذا على سقوط فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )).

ويقول الإمام النووي :

وأما قول الله عز وجل : (( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) فمعناه : أنكم إذا فعلتم ما كُلِّفتم به فلا يضركم تقصير غيركم . ,إذا كان كذلك

فمِمّا كُلِّف به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإذا فعله ولم يمتثل المخاطب فلا عتب بعد ذلك على الفاعل لكونه أدى ما عليه ، فإنما عليه الأمر والنهي لا القبول . والله أعلم .

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الصدد

: (( والاهتداء إنما يتم بأداء الواجب ، فإذا قام المسلم بما يجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قام بغيره من الواجبات لم يضره ضلال الضلال )).

إضافة إلى ذلك بيّن بعض العلماء أن قوله تعالى : (( عليكم أنفسكم )) في بداية الآية نفسها يدل على وجوب القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث أمر الله تعالى المؤمنين بأن يهتموا بأنفسهم

ومن الاهتمام بالأنفس القيام بأداء الواجبات ، ومن الواجبات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

وفي هذا يقول عبدالله بن المبارك : (( هذه الآية آكد آية في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن معنى ((عليكم أنفسكم

)) احفظوها والزموا صلاحها بأن يعظ بعضكم بعضاً ويرغّبه في الخيرات وينزه عن القبائح والسيئات )).


ثانياً : تفنيد الشبهة بالنصوص الأخرى :

وردت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة تبيّن أنه مما يجب على الصالحين تجاه أعمال الآخرين السيئة تذكيرهم ومنعهم عنها . وإن لم يفعلوا هذا يوشك أن ينزل عليهم غضب الله فيدعونه فلا يستجيب لهم .

ومن تلك النصوص قوله تعالى: (( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا

فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديثٍٍٍ غيره . وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين .

وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون )).

بيّن الله تعالى أنه لا يجب على المتقين بسبب خوض من يخوض في آيات الله إلاّ شيء واحد

وهو : تذكيرهم . يقول القاضي البيضاوي : (( وما يلزم المتقين من قبائح أعمالهم وأقوالهم الذين يجالسونهم شيء مما يُحاسَبون عليه

ولكن عليهم أن يذكروهم ذكرى ويمنعوهم من الخوض وغيره من القبائح ويظهروا كراهتها )).

وإذا كان تذكير هؤلاء الأشرار يجب على المتقين فكيف يتصور مهتدياً عند تركه هذا الواجب .

ولذا يقول الشيخ ثناء الله الأمر تسري : (( ومن جملة اهتدائكم تذكيرهم لقوله تعالى : (( وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون )).

ومن تلك النصوص أيضاً قوله تعالى : (( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب )).

يقول الحافظ الكلبي الغرناطي في تفسير الآية :

(( أي لا تصيب الظالمين ، بل تصيب معهم من لم يغير المنكر ، ولم ينه عن الظلم ، وإن كان لم يظلم )).

وسبيل الاتقاء من العذاب هو الإنكار على ظلم الظالمين كما قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية : (( أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم الله بعقاب)).

هذا وقد بين أبو بكر الصديق رضي الله عنه خطأ المستدلين بهذه الآية على سقوط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما كان قد سمع من أُنزل عليه ( هذه الآية فقد روى الإمام أبو داود عن قيس قال :

قال أبو بكر رضي الله عنه : بعد أن حمد الله وأثنى عليه : يا أيها الناس ! إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها ( عليك أنفسكم لايضر من ضل إذا اهتديتم )) وإنا سمعنا النبي يقول

: (( إ، الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب )).

ولا يقف الأمر عند نزول العذاب بسبب ترك الناس الآخرين فيما هم فيه من المنكرات والمعاصي بل إن الله تعالى لا يستجيب

عاءهم إذا دعوه لكشف العذاب عنهم فقد روى الإمام الترمذي عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي قال :

(( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده فتدعونه فلا يستجيب لكم )).

كل هذا يؤكد أن قول قائل : (( علينا أن نهتم بأنفسنا لأنه لا يضرنا ضلال الآخرين )) يخالف نصوص الكتاب والسنة .










رد مع اقتباس
قديم 2018-12-13, 18:59   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

احتجاج أصحاب الشبهة بحديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه :

قد يحتج محتج فيقول : إن ما فسرت به الآية : (( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )). لا يتفق مع ما جاء في تفسيرها في حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه من سقوط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

فقد روى الإمام أبو داود عن أبي أمية الشعباني قال : سألت أبا ثعلبة – رضي الله عنه – فقلت : يا أبا ثعلبة ! كيف تقول في هذه الآية : (( عليكم انفسكم ))؟

قال : أما والله ! لقد سألت عنها خبيراً . سألت عنها رسول ( فقال : (( بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً ، وهوى متبعاً

فإن من ورائكم أيام الصبر ، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر . للعامل فيهم أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله)).

وزادني غيره قال : يارسول الله ! أجر خمسين منهم ؟

قال : (( أجر خمسين منكم )).


الرد على الاحتجاج :

نرد بعون الله تعالى على احتجاج هؤلاء بحديث أبي ثعلبة رضي الله عنه من وجهين :

أولاً : تحّدث الرسول الكريم في هذا الحديث الشريف عن الأحوال الاستثنائية التي يؤجر العامل فيها أجر خمسين رجلاً من الصحابة ، وذلك لشدتها

ومن المعلوم أن للظروف والأحوال الطارئة أحكامها ورخصها ، ولاتثبت بها معارضة ما ثبت لعامة الأحوال من الأحكام . وفي هذا الصدد يقول الإمام أبو بكر بن العربي بعد ذكر حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه:

(( وذلك لعدم الاستطاعة على معارضة الخلق ، والخوف على النفس أو المال من القيام بالحق وتلك رخصة من الله عز وجل يسرها علينا ، وفضله العميم آتانا )).

ثانياً: هذه الرخصة التي نجدها في الحديث الشريف لا تدل على سقوط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى في الظروف الاستثنائية ،و ذلك لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر درجات .

فإذا تعذر للمسلم القيام به باليد واللسان فعليه أن يقوم به بالقلب ، وهذا لايسقط في حال من الأحوال . وفي هذا يقول الإمام أبو بكر الجصاص :

(( وهذا لا دلالة فيه على سقوط فرض الأمر بالمعروف إذا كانت الحال ماذكر ، لأن ذكر تلك الحال تنبئ عن تعذّر تغيير المنكر باليد واللسان لشيوع الفساد وغلبته على العامة

وفرض النهي عن المنكر في مثل هذه الحال إنكاره بالقلب كما قال عليه السلام : (( فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه )).

فكذلك إذا صارت الحال إلى ما ذكر كان فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقلب للتقية ولتعذر تغييره .

وقد يجوز إخفاء الإيمان وترك إظهاره تقية بعد أن يكون مطمئن القلب بالإيمان ، قال تعالى: (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )) فهذه منزلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

فخلاصة الكلام أنه ليس في الآية : (( عليكم أنفسكم )) ولا في حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه ما يدل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل يجب على كل مسلم أن يقوم به على قدر استطاعته .

كتاب شبهات حول الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ….

تأليف: الدكتور /فضل ألهى


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-15, 23:18   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الشبهة الثالثة:

(( ترك الحسبة بسبب التقصير والنقص ))


يقول بعض الناس : (( حيث لا نقوم بكل ما أُمِرنا به ولا نجتنب كل مانُينا عنه ، لذا يجب علينا أن نهتم بأنفسنا بدل أمر الآخرين بالمعروف ونهيهم عن المنكر )).

واحتج أصحاب هذا القول بالمنقول والمعقول .

أما المنقول فقالوا : ذم الله تعالى من أمر الناس بالمعروف ونسي نفسه

وذلك في قوله تعالى : (( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )).

وقوله تعالى: (( ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )).

كما بيّن رسول الله ( سوء عاقبة هؤلاء . فقد الإمام البخاري عن أسامة رضي الله عنه قال : سمعت من رسول ( يقول : (( يُجاء بالرجل فيُطرح في النار فيطحن فيها كما يطحن الحمار برحاه ،

فيطيف به أهل النار فيقولون : أي فلان ! ، ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول : إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله ، وأنهى عن المنكر وأفعله )).

وأما المعقول فقالوا : فاقد الشيء لا يعطيه . من يستجيب لمن يأمر بمعروف و لا يأتيه، وينهى عن منكر ويأتيه؟.


الرد على هذه الشبهة :

سنتحدث بعون الله تعالى عن فساد هذه الشبهة وضعف ما احتجوا به تحت العناوين التالية :

1. سبب الذم هو : ترك المعروف وليس الأمر بالمعروف .

2. ترك أحد الواجبين ليس مبرِّراً لترك الواجب الثاني .

3. الأخذ بهذا القول يؤدي إلى تعطيل الاحتساب .

4. عدم جدوى احتساب غير الكامل ليس بأمر دائم .


أولاً : سبب الذم هو : ترك المعروف وليس الأمر بالمعروف :

هناك واجبان :

1. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

2. فعل المعروف وترك المنكر .

و إن النصوص التي احتج بها أصحاب هذه الشبهة ليس فيها ذم بسبب القيام بالواجب الأول بل فيها ذم بسبب ترك القيام بالواجب الثاني. لم يُنكر فيها بسبب أمر الناس بالبر

ونهيهم عن المنكر ، والتلفظ بالقول الطيب ، بل إنما أُنكر فيها بسبب نسيان الأنفس ، وترك المعروف وارتكاب المنكر ، وعدم الفعل وفق القول الطيب.

فعلى سبيل المثال هناك طالب نجح في مادة (( التفسير )) ورسب في مادة (( الحديث)) هل يُعقل توجيه اللوم بسبب النجاح في مادة التفسير ؟ إنما يُلام بسبب رسوبه في مادة الحديث .

هذا ، وقد صرّح كثير من المفسرين رحمهم الله تعالى أن التوبيخ في تلك النصوص بسبب ترك المعروف وليس بسبب الأمر بالمعروف

. فعلى سبيل المثال يقول الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى : (( أتأمرون الناس بالبر ….)) الآية : ((اعلم وفقك الله أن التوبيخ في الآية بسبب ترك فعل البر لا بسبب الأمر بالبر )).

ويقول الحافظ ابن كثير في تفسير الآية : (( وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له ،بل على تركهم له )).


ثانياً : ترك أحد الواجبين ليس مبرراً لترك الواجب الثاني :


إن الواجبين اللذين ذكرناهما ليس أحدهما شرطاً للثاني فيكون ترك أحدهما مبرراً لترك الثاني

وهذا أمر واضح ندركه في كثير من الأمور . هل نقول لمن يحافظ على الصلوات ولا يصوم أن تركه الصوم مبرر لتركه الصلوات ؟ وقد بيّن كثير من العلماء هذا الأمر

. فعلى سبيل المثال يقول الإمام أبو بكر الجصاص : (( وجب أن لا يختلف في لزومه البر والفاجر

لأن ترك الإنسان لبعض الفروض لا يسقط عنه فروضاً غيره

. إلا ترى أن تركه للصلاة لا يسقط عنه فرض الصوم وسائر العبادات ، فكذلك منلم يفعل سائر المعروف ولم ينته عن سائر المناكير فإن فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير ساقط عنه )).

وبيّنه الإمام النووي بأسلوب آخر فقال : (( قال العلماء : ولا يُشترط في الآمر والناهي أن يكون كامل الحال ممتثلاً ما يأمر به مجتنباً ما نهىعنه

بل عليه الأمر وإن كان مخلاً بما يأمر به ، والنهي و إن كان متلبِّساً بما ينهى عنه فإنه يجب عليه شيئان : أن يأمر نفسه وينهاها ، ويأمر غيره وينهاه فإذا أخلَّ بأحدهما كيف يُباح له الإخلال بالآخرة )).









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-15, 23:21   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

ثالثاً : الأخذ بهذا القول يؤدي إلى تعطيل الاحتساب :

لو اشترطنا للآمر والناهي أن يكون فاعلاً لكل ما أُمر به ومجتنباً كل ما نُهي عنه لن تجد من يقوم بالاحتساب ، وبهذا يتعطّل هذا الواجب العظيم . وقد نّبه علماء الأمة – جزاهم الله تعالى خيراً

إلى هذا الأمر ، فقد قال سعيد بن جبير : (( لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر )).

وقال الإمام مالك تعليقاً على قوله :(( وصدق ، ومن ذا الذي ليس فيه شيء ؟)).

وذكر القرطبي أن الحسن قال لمطرف بن عبدالله : (( عظ أصحابك )). فقال : (( إني أخاف أن أقول ما لا أفعل ))، قال : (( يرحمك الله ، وأيُّنا يفعل ما يقول ؟ يّود الشيطان أنه قد ظفر بهذا ، فلم يأمر بمعروف ولم ينه عن منكر )).

وبيّن هذا الإمام الطبري حيث يقول :(( وأما من قال : لا يأمر بالمعروف إلا من ليست فيه و صمة ، فإن أراد أنه الأولى فجيد ، وإلاّ فيستلزم سدّ باب الأمر بالمعروف إذا لم يكن هناك غيره )).


رابعاً : عدم جدوى احتساب غير الكامل ليس بأمر دائم :

لا شك أن دعوة الكامل أشدّ وقعاً في النفوس وأكثر استجابة من دعوة غير الملتزم لكن القول بأن دعوة غير الكامل أو احتسابه عديم الجدوى دائماً غير صحيح .

كم من أنبياء الله الكاملين الملتزمين لم تؤثر دعوتهم في أقرب أقاربهم . لم يستجب لنداء رسول الله نوح عليه السلام ابنه ، كما لم يستفد من دعوة خليل الله إبراهيم عليه السلام أبوه

ولم تقبل قول نبي الله لوط عليه السلام زوجته ، كما لم يحوِّل نصح أكمل خلق الله تعالى محمد ( ووعظه عمِّه أبا طالب إلى الإسلام .

وكم من أنبياء الله الكاملين دعوا أقوامهم فما آمن معهم إلا قليل ، بل منهم من لم يؤمن به أحد.

وعلى العكس هذا كم من أصحاب الدعوات الفاسدة –

المخالفين لأقوالهم بأفعالهم –

نرى لهم أتباعاً كثيرين وكم من دعاة حرمة الإنسان وحريته يجدون أنصاراً كثيرين مع أنهم من أشد الناس انتهاكاً لحرمته وحريته وكم من حماة لحقوق العمال والشعوب

– على حسب زعمهم – ولهم أتباع كثيرون رغم كونهم من أكثر الناس هضماً لحقوقهم .


فخلاصة القول ليس لأحد أن يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة أن احتسابه لا يفيد بسبب تقصيره فلربما يفيد المقصرّ حيث لايفيد فيه من هو أحسن منه حالاً .


تنبيه :


لا يُفهم بما ذُكر بأننا لا نرى بأساً في ترك المعروف وفعل المنكر للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر

بل نؤكد أنه يجب عليه فعل المعروف وترك المنكر

و أنه يعرض نفسه لغضب الله تعالى عند التساهل في هذا . ونقرر أيضاً بأنه ينبغي أن يكون أول فاعل لما يأمر به، وأول تارك لما ينهى عنه كما كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.

غاية ما في الأمر أن فعل المعروف وترك المنكر ليس شرطاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

فلا يُقال لمن أمر بالمعروف ولم يفعله أو نهى عن المنكر وفعله : (( لا تأمر بالمعروف ولا تنه عن المنكر ))، بل نقول له : (( استمر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

واتق الله تعالى في نفسك فمرها بالمعروف وانهها عن المنكر )).

والله تعالى أعلم بالصواب .

: كتاب شبهات حول الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر

…. تأليف: الدكتور /فضل ألهى


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 07:35   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
سيرياا
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 16:56   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرياا مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما



بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عني كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 17:04   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الشبهة الرابعة


: ((ترك الاحتساب خشية الوقوع في الفتنة ))

يقول بعض الناس

: (( لا نقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأننا نخشى الوقوع في الفتة بسبب ذلك )).


كشف حقيقة هذه الشبهة :

سنحاول بتوفيق الله تعالى بيان حقيقة هذه الشبهة تحت العناوين التالية :

1. ترك الاحتساب هو الذي يعرض العبد للفتنة .

2. مشابهة هذا القول بتعليل المنافق الجد بن قيس للتخلف عن الغزوة .

3. تعارض هذا القور مع وصية النبي .

4. منافاة هذا القول لسير الأنبياء والصالحين .

5. تنبيه.


أولاً : ترك الاحتساب هو الذي يعرض العبد للفتنة :

لنا أن نسأل أصحاب هذا القول : هل سلمتم من الفتنة بترككم الاحتساب أم أنكم و قعتم فيها ؟

تؤكد نصوص الكتاب والسنة أن ترك الاحتساب يعرض العبد للفتنة . ومن تلك النصوص قوله تعالى : (( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصّة واعلموا أن الله شديد العقاب)).

يقول عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية : (( أمر الله عز وجل المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم الله بعذاب يصيب الظالم وغير الظالم )).

ومنها ما رواه الإمام الطبراني عن العرس بن عميرة رضي الله عنه قال

: قال رسول الله :(( إن الله تعالى لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تعمل الخاصة بعمل تقدر العامة أن تغيره ، ولا تغيره ، فذاك حين يأذن الله في هلاك العامة والخاصة )).

ومنها ما روى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما : سمعت رسول الله ( يقول : (( إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له : إنك أنت ظالم ، فقد تُودَّع منهم )).

يقول القاضي عياض في شرح الحديث: (( أصله من التوديع ، وهو الترك ، وحاصله أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمارة الخذلان وغضب الرب)).

ولا يمكن الوقاية من هذه الفتنة إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . يقول الشيخ جلال الدين المحلي في تفسير الآية :(( و اتقوا فتنة …)) الآية . (( واتقاؤها بإنكار موجبها من المنكر)).


ثانياً : مشابهة هذا القول بتعليل المنافق الجد بن قيس للتخلف عن الغزوة .

مما يؤكد شناعة هذا التعليل لترك الاحتساب أنه عين التعليل الذي علل به الجد بن قيس عند تخلفه عن غزوة تبوك ، فكشف العليم الخبير حقيقة تعليله وذمه في آيات تتلى إلى الأبد

. فقد ذكر الإمام الطبري أن رسول الله ( ذكر ذات يوم وهو في جهازه ، للجد بن قيس أخي بني سلمه :(( هل لك ياجد العام في جلاد بني الأصفر ؟

فقال : يا رسول الله ، أو تأذن لي ولا تفتني، فوالله ، لقد عرف قومي ما رجل أشد عجباً بالنساء مني . وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر عنهن .

فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : (( قد أذنت ذلك )).

ففي الجد بن قيس نزلت هذه الآية :(( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين )).

ثم يقول الإمام الطبري في تفسير الآية : (( أي : إن كان إنما يخشى الفتنة من نساء بني الأصفر وليس ذلك به ، فما سقط فيه من الفتنة بتخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والرغبة بنفسه عن نفسه ، أعظم )).

وهكذا من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة طلب السلامة من فتنة لم تقع بعد ، قد وقع في فتنة كبرى ، إلا وهي ترك ما أوجبه الله تعالى عليه من الاحتساب .


ثالثاً : تعارض هذا القول مع وصية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :


يتنافي هذا القول مع ما أوصى به النبي الكريم ( أصحابه من قول الحق

وإن لا يخافوا في الله لومة لائم ، وأن لا يمنعهم خوف على النفس أوالرزق من القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

. ومن تلك الأحاديث – على سبيل المثال – ما روى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا يمنعنّ رجلاً منكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه وعلمه )).

وفي رواية أخرى : (( فإنه لا يقرِّب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو يذكر بعظيم )).

فأين أصحاب هذه الشبهة من هذا الحديث الشريف ومن الأحاديث الأخرى مثلها ؟.


رابعاً : منافاة هذا القول لسير الأنبياء والصالحين :

أين أصحاب هذه الشبهة من سير الأنبياء والمرسلين والصالحين الذين عُذِّبوا ، وأُخرِجوا من ديارهم

و قُوتلوا ، وقُتِلوا بسبب قيامهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟

أين هم من رجال هذه الأمة الذين تحققت فيهم – بفضل الله تعالى – بشرى رسول صلى الله عليه وسلم : (( سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب –رضي الله عنه – ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله!)).









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2018-12-16 في 17:04.
رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 17:07   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

تنبيه :

لا يُفهم مما كتبنا أنه لا يُنظر إلى ما يترتب على القيام بالاحتساب ولا يُعبَأ به ، بل إن هذا سيُحسب له حسابه

. فإن كانت المفسدة المترتبة عليه أعظم من المصلحة المتوقعة لا يقوم المرء بالاحتساب آنذاك

وإن كانت المصلحة المرجوة أعظم من المفسدة يجب عليه أن يقوم بالاحتساب إذاً. وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :

وإذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الواجبات أو المستحبات لابد أن تكون المصلحة فيها راجحة على المفسدة

فحيث كانت مفسدة الأمر والنهي أعظم من مصلحته لم يكن مما أمر الله به ، وإن كانت قد تُرِك واجب وفُعِل محرم .

لكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد ليس بهوى الناس بل – كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – هو بميزان الشريعة .
ولا يعني كلامنا أيضاً أن نفرط بأنفسنا في الاحتساب

وأن نلقي بأيدينا إلى التهلكة . إن الذي نقصده أن لا يكون الخوف على النفس أو الرزق مانعاً من الاحتساب ، ولكن أخذ الحيطة والحذر أمر مطلوب مثل ما هو الحال في الجهاد بالسيف .

وفي هذا يقول الشيخ محمد رشيد رضا : (( ولا نترك الدعوة إلى الخير ولا الجهاد دونه خوفاً على أنفسنا حرصاً على الحياة الدنيا ، ولا نفرِّط بأنفسنا في أثناء دعوتنا وجهادنا فيما لا تتوقف الدعوة و لا حمايتها عليه

. وقد يكون أكثر مايصيب الداعي إلى الخير من الأذى ناشئاً عن طريقة الدعوة وكيفية سوقها إلى المدعو، لا سيما إذا كان مسلماً ، وكانت الدعوة مؤيدة بالكتاب والسنة )).

والله أعلم بالصواب .


: كتاب شبهات حول الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ….

تأليف: الدكتور /فضل ألهى


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-19, 11:46   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ASKme
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

حقيقة لا افهم كيف يتواجد مواضيع مثل هذه فيها مغالطات جسيمة










رد مع اقتباس
قديم 2018-12-19, 14:41   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة askme مشاهدة المشاركة
حقيقة لا افهم كيف يتواجد مواضيع مثل هذه فيها مغالطات جسيمة

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

المعصوم من الخطاء من عصمه الله

فهل تستطيع ان تخرج لنا هذه المغالطات الجسيمة

حتي تعم الفائدة









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-19, 18:41   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الشبهة الخامسة


: ((ترك الاحتساب بسبب عدم استجابة الناس ))

يقول بعض الناس

: (( ينبغي أن لا نضيع جهودنا و أوقاتنا في أمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر حيث إنهم لا يستجيبون )).

بيان حقيقة هذه الشبهة :

سنبيّن بعون الله تعالى حقيقة هذه الشبهة بإلفات عناية القاريء إلى النقاط التالية :

1. لا يُشترط لوجوب الاحتساب قبول الناس.

2. الحكم على الناس بعدم الاستجابة من الأمور الغيبية .

3. وجوب التأسي بالرسول الكريم في هذا الأمر .


أولاً : لا يُشترط لوجوب الاحتساب قبول الناس :

لم يشترط الله تعالى ولا رسوله لوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استجابة الناس

بل أوجب الله تعالى على نبيه الكريم وعلى أمته تبليغ الناس أوامره ونواهيه سواء استجابوا أم لم يستجيبوا .

وقد وردت نصوص كثيرة تبيّن هذا

. منها على سبيل المثال قوله تعالى :(( فإن تولوا فإنما عليه ما حُمّل و عليكم ما حُمّلتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين )).

ومنها قوله تعالى :(( فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولّوا فإنما عليك البلاغ ))

ومنها قوله تعالى :(( فإن تولّيتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ))

ومنها قوله تعالى: (( فإن تولّوا فإنما عليك البلاغ المبين ))

ومنها قوله تعالى: (( فإن تولّيتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين ))

ومنها قوله تعالى: (( فهل على الرسل إلاّ البلاغ المبين ))

ومنها قوله تعالى: (( فإن تولّوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ))

ومنها قوله تعالى: (( وإن مّا نرينّك بعض الذي نعدهم أو نتوفينّك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب )).

ومنها قوله تعالى:(( يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس )).
ومنها قوله تعالى :(( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر )).

فمهمة الرسول الكريم ( وهكذا مهمة أمته أن يبلغوا الناس أوامر الله تعالى و نواهيه ويذكروهم سواء استجابوا أ

م لم يستجيبوا ولا عذر لهم عند الله لترك هذه المهمة الجليلة بسبب إعراض الناس عنهم .

وفي هذا الصدد يقول الإمام النووي : (( قال العلماء رضي الله عنهم : (( ولا يسقط عن المكلف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكونه لا يفيد في ظنه

بل يجب عليه فعله فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) . وقد قدَّمنا أن الذي عليه الأمر والنهي لا القبول ، وكما قال تعالى : (( ما على الرسول إلاّ البلاغ)).

ومما يؤكد هذا ما قصّه الله تعالى عن أصحاب السبت حيث استمر الصالحون في نهي العصاة عن التحايل للصيد يوم السبت ، ولم يتركوا الاحتساب بسبب عدم استجابة العصاة

بل صرّحوا أنهم يقصدون من وراء احتسابهم أمرين :

أن يُقبل عذرهم عند الله تعالى .

لعل العصاة يستجيبون فيتركون التحايل ويتوبون إلى الله تعالى .

يقول سبحانه وتعالى عن قصتهم : (( وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً ، قالوا معذرةً إلى ربكم ولعلهم يتقون)).

ويقول الإمام ابن العربي في تفسير الآية : (( لما فعلوا هذا نهاهم كبراؤهم

ووعظهم أحبارهم فلم يقبلوا منهم فاستمروا في نهيهم لهم ، ولم يمنع من التمادي على الوعظ والنهي عدم قبولهم لأنه فرض قُبل أو لم يُ قْبل

حتى قال لهم بعضهم :(( لم تعظون قوماً الله مهلكهم )) .

يعني في الدنيا أو (( معذبهم عذاباً شديداً )) قال لهم الناهون : (( معذرةً إلى ربكم )) أي نقوم بفرضنا ليثبت عذرنا عند ربنا)).


ثانياً : الحكم على الناس بعدم الاستجابة من الأمور الغيبية :

إن الحكم على الناس بأنهم لا يستفيدون من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور الغيبية التي لا يعرفها إلا العليم الخبير . إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع رب العباد

يقلّبها متى شاء وكيف ما شاء . وما أسهل على الله تعالى تقليبها .

فقد روى الإمام مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : إنه سمع رسول الله يقول : (( إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء)).

وقد شبّه رسول الله ( سهولة تصريف قلوب العباد بتقليب ريشة بأرض فلاة .

فقد روى الإمام ابن ماجه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله : (( مثل القلب مثل الريشة ، تقلّبها الرياح بفلاة )).

وكم من أشخاص يراهم الناس من أتقى الناس فيتحولّون إلى أفسق الناس

وكم من أفسق الناس يأتيهم الموت وهم من أتقى الناس . هذه حقيقة نقرؤها فلي سير الناس ، ونشاهدها في حياتنا اليومية ، وبيّنها الصادق المصدوق الناطق بالوحي ( بقوله

: (( إن العبد ليعمل _ فيما يرى الناس – عمل أهل الجنة ، وأنه من أهل النار ، ويعمل _ فيما يرى الناس – عمل أهل النار ، وهو من أهل الجنة ، و إنما الأعمال بخواتيمها )).

فإذا كان البشر يجهل خواتيم الآخرين فكيف يسوغ له أن يفترض أنهم لا يتجيبون، ويترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استناداً إلى هذا الافتراض؟









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-19, 18:47   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثالثاً : وجوب التأسي بالرسول الكريم في هذا الأمر :

جعل الله تعالى في رسوله الكريم أسوة لنا حيث يقول عز من قائل : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ))

فلنا أن نسأل أصحاب هذه الشبهة : هل ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نظراً لعدم استجابة الناس ؟

كلا ، بل استمر صلوات الله وسلامه عليه في ذلك في أشد الأحوال وأصعبها راجياً من الله هداية المخاطبين ، بل هداية أجيالهم القادمة إن لم يستجب الجيل الموجود .

وسيرته الطاهرة تدل على هذا . فقد روى الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله : يارسول الله ، هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟

فقال: (( لقد لقيت من قومك ، وكان أشد ما لقيته منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت

فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلاّ و أنا بقرن الثعالب

فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني .فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال

: (( إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ))

قال : (( فناداني ملك الجبال وسلّم عليّ ، ثم قال : يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني ،فما شئت ؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين )).

فقال له رسول الله ( : (( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لايشرك به شيئاً )).

هل يُتوقع بعد ذلك ممن ينتسب إلى هذا النبي الكريم ( الحريص على هداية الناس أن يقول : (( ينبغي أن لا نضيع جهودنا و أوقاتنا في أمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر حيث إنهم لا يستجيبون ؟)).




.









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-19, 18:47   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


احتجاج أصحاب الشبهة ببعض الآيات :


يحتجّ أصحاب هذه الشبهة ببعض النصوص التي جاء فيها – على حسب زعمهم – الأمر بالتذكير مشروطاً بالنفع ، أو مخصوصاً لمن خاف الوعيد، أو خشي الرحمن بالغيب ، واتبع الذكر . ومن النصوص :

قوله تعالى : (( فذكر إن نفعت الذكرى ))

وقوله تعالى :(( إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ))

وقوله تعالى : (( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب ))

وقوله تعالى:(( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد )).

قالوا : نجد في هذه الآيات بأن الله تعالى اشترط لأمره بالتذكير ((نفع الذكرى )) كما أرشد نبيه الكريم أن يقتصر في إنذاره عل ((من يخاف وعيد )) (( وخشي الرحمن بالغيب )) (( واتبع الذكرى))

لذا لا داعي لبذل الجهود في أمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر وهم لا يستجيبون


كشف النقاب عن حقيقة الاحتجاج :

سنبيّن بتوفيق الله تعالى حقيقة احتجاجهم بالآيات من وجهين :

1. النظر في سيرة من أنزل عليه تلك الآيات .

2. المراد بالآيات على ضوء تفسير المفسرين .

أولاً : النظر في سيرة من أنزل عليه تلك الآيات:

أنزلت تلك الآيات على محمد ، وهو الذي كان يتلوها على المؤمنين ، ويعلّمهم إياها ،وإليه أسندت مهمة بيانها

وكان صلى الله عليه وسلم صورة حية لما نزلت عليه من الآيات لنا أن نسأل هؤلاء هل ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بسبب إعراض الناس ؟

كلا ، فقد استمر في التذكير والإنذار رغم عناد الكفرة وتمردهم ، والفهم الصحيح للآيات هو فهمه وكل استنباط أو استدلال يعارض فهمه وعمله باطل ومردود على صاحبه


ثانياً: المراد بالآيات على ضوء تفسير المفسرين :

بيّن المفسرون المراد بتلك الآيات فأجادوا وأفادوا جزاهم الله تعالى عنا خير الجزاء وسنذكر بعض ما ذكروا – بعون الله تعالى – في هذا المقام .

أما قوله تعالى :(( فذكر إن نفعت الذكرى )) فنترك مجال تفسيره للإمام الرازي حيث يقول مثيراً بعض الأسئلة حوله :
السؤال الأول : أنه عليه السلام كان مبعوثاً إلى الكل فيجب عليه

أن يذكرهم سواء نفعتهم الذكرى أم لم تنفعهم ، فما المراد من تعليقه على الشرط في قوله تعالى :(( فذكر إن نفعت الذكرى ))؟.

الجواب : أن المعلق (( بأن )) على الشيء لا يلزم أن يكون عدما عند عدم ذلك الشيء، ويدل عليه الآيات ، منها هذه الآية :
ومنها قوله تعالى :(( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا ))

ومنها قوله تعالى :(( واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )).

ومنها قوله تعالى :(( فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم )) فإن القصر جائز وإن لم يوجد الخوف .

ومنها قوله :(( فإن لم تجدوا كاتباً فرهان )) والرهن جائز مع الكتابة .

ومنها قوله :(( فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله ))والمراجعة جائزة بدون هذا الظن .









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc