عَجِيـــــــــــــــــــــــبٌ أَمْرُكِ... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عَجِيـــــــــــــــــــــــبٌ أَمْرُكِ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-09-19, 22:21   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حكيم200
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية حكيم200
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي عَجِيـــــــــــــــــــــــبٌ أَمْرُكِ...

السلام عليكم
أول مشاركة لي هنا شكراً

خرج صبحا ككل يوم، طمعا في أن تَفتحَ له أبواب حِماها، أو أن تُصيبه ببعضٍ منها، فلطالما أسره غموضها المتستر خلف ضحكها، وصخبها المكنون حول سكونها.
رجع ليلا مثقلا بالخيبات. وعلى عكس كل ليلة، ارتمى جسدا على فراش كالشوك، ناسيا نافذة غرفته مفتوحة، أنظاره نحو انعكاسه في المرآة، يحصي ما مر من سنوات، مستجمعا ذكرى محاولاته الفاشلة لاستدراجها نحوه. وفي غفوة ليل محتال هبّت عليه نسمها.
كأنها بشرفة بيتها، والذي على غير العادة عمّه هدوء غريب، وبمجرد أن رأته قامت تلوح له، تدعوه إليها.

كان كل شيء مثاليا لجلبه من تلابيب عقله الثمل بصورها، وقلبه المتشبث بهواها، تترنم:
- ضيف عزيز به مرحب
- ردّ بالقلب شأو والعقل به ألف مأرب، فلن تجدي عندي ما تبحثين عنه.
- ردّدت وأي هوى يتركك عني تذهب، وأنا الغنى يطلبك فلا تتعب، أدنّ مني فإن لي من الكثير العجب.
انهالت عليه عباراتها سلاما، غيبته تماما عن الحقيقة. وبينما يترجل عن بشريته يسبح في اللاشعور، إذ يراوده شعور خفي يحاكي عقله الغائب، لكن لوهلة لم يعد له صدا أمام حسيس فضوله، الذي كان كفتيل اللهب يحرك في رغباته ويدفعه:
- يا هذا اقترب، قد فتح باب لطالما رجوت إتيانه، فهل يذهب رجاءك سدى؟
- دعنا فقط نتبصر ونقص العجب.
قد تلعثم لسانه وتثاقل سيره.
هناك بالأعلى وقفت، ترمقه بنظرات لا تكاد تفارقه، تجملت بِبُرقُع الصمت الذي عنه سرها حجب. حورية ترجلت عن عرش الجمال ،
عطرها الشجي لصبره يتسرب، تتلو تعاويذها همسا، يا قرة عيني:
اتبعني و لا تسأل، فإني أتساقط لحنا على قلبك فاسمعني، و اصطنع من صبرك سفنا و عارك أمواج غروري، و تحدى عنادي علنا، هاجر لعيني و اتخذ من إسمي وطنا، و من تطفلي، ثورتي و سكني تحت شمس القهر حنانا، جليسا يؤنسك و كأني الضحك الذي غاب عنك.
تسوقه كالضرير، قد أطفأ عشقها بصره في خطاها يتعقب،

تُلاعب أفكاره بحكايات عينيها، واسمه على شفتيها من خشونته تعرى، يقترب، تهمس في أذنه بكلام عذب و تتركه بين الفضول و العجب، ينادي عليها يكلمها فلا تجيب، لا تهتم و لا تستدير...
يسألها إلى أين؟ ولهفته تشدو بالقرب:
تعالي سيدتي واكشفي الستار فإني بصحبتك أرغب، ولا أعبأ بما خلفت فغير ودك لا أطلب.

لم يبقى شيء منه إلا وسلبه سحرها، إلا شعورا داخله لم يركن إليها، جَهر من سكونه، يصيخ وينتحب، يحاصره من كل زوايا نفسه التي قُيدت بأغلالها، يصرخ فيه:
- انزع عنك رداء الذل فذاك الأسر وليس المهرب.
- تلك عجوز تجملت بعود لم يحنى ولِمّةٍ لم تشِب.
رد:
- إنها حبيبة وهبتني نفائس العيش الهني على العهد استوت.
- تلك خليلة لا تشيخ بعِقدِها الوفاء صُلب.
يقول:
- ملاك هرعت إلي، أفرجت عن حظي من مقابر الذكرى، أبصره أمامي يجري.
- هي كذلك، مُهرةٌ تَخبُّ للقاء، لكن بالموت الزؤام تدب، فقم عنك واستقم ففي صحبتها الهوان والعوج.
- وما يدريك؟
- لعلّ ما مضى قد انتهى واستقام ما بها.
- إنك تتوهم يا هذا، فلن تستقيم نواياها كما لن يعتدل ظهرها الأحدب.
صاح:
- ماذا تريد مني؟ فتلك ملامح لا يأتي منها إلا الخير.
- أي خير وقد اخترمت من كل الحقب من بفتنتها سكر، وعلى صوتها ترنح وطرب.
وفي عتمة الأعماق، أين الصراع بينهما بلغ ذروته، وميض شق طريقا لعقله، انتشر هنا وهناك، يتساقط عليه كالتراتيل، وهو يتخبط كالذي به مس من الشيطان يريد لفظه ويأبى. واستمر الحال هكذا، حتى بدا ما اجتاحه السواد يتبدد.

بصيص من النور انفرج من ظلمةٍ لفًّت صوابه، فقام ينزع عنه زماما ظنه مفتاحا للسعادة، لكن كانت قد هوت به للقاع، واختفت كالشبح في مسرحية لم تبح بما تبقى من فصل الزمان، نصف منه يحتضر والنصف الآخر بانتظار سؤالها، معلقا يتدلى بين التيه ورفقة المصائب.
يعارك سيئاته
يجر مرساته
ويصرخ حياتي حياتي
قد لف الندم بصيرته.

أشعث ذليل ملقى في سراديب الحسرة،كان كأريج الزهر أشرق بسناها من بصره قد حجب.
وقف بباب كان يحسبه مدخلا للبهجة والسرور، وما ظنه بيتها وأنواره الجميلة التي تبعثر وهجها الدافئ، كان نُزُلٌ من أوهام نَزلته بشحوبها الداكن نفوس أوقد على أهواءها.
فقام ينشد :
أخُلقتِ من الكُره أم الحب؟
يا من بكأس الصهباء سقتنا اللهب
واعتزت بعشاقها هل بدمك الأصل والنسب؟

ظنّها عقيلة سيفنى قلبها قبل موتها مع من تحب، ستضرب لذكراه الحداد، تنوح وتصطخب، لكن يعاتب نفسه:
- بالحمق التحفنا ولم نكن لنيرانها سوى الوقود والحطب، يضحك بهستيرية ويركل الباب...
أهبّ من منامه يحدق ببقايا نافذة ركلها برجله، تساقط زجاجها على المرآة فأردتها مبعثرة كحالته.
فبعد لحظات قمرية مرت في سبات، قام يضمد رجله ويتمتم: عجيب أمرك يا دنيا...








 


آخر تعديل وَحْـــ القلَمْ ـــيُ 2019-09-20 في 03:56.
رد مع اقتباس
قديم 2019-09-20, 03:48   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وعليكمالسلام
:،:
نرحب بكم وبمشاركتكم الأولى في قسم القصة


بالنسبة للأسلوب
كان يترنح بين الامتياز الى الضعف
فأحيانا يكون سلسا وواضحا
وأحيانا يبدو متكلفا وفيه بعض المغالاة
وقد تبدت فيه أخطاء تعبيرية قليلة
أعتقد أن لهذا علاقة بموضوع الكتابة
فالموضوع يحكي عن انجراف الإنسان نحو زهرة الحياة الدنيا

وهو موضوع قاتم نوعا ما




ففكرة القصة هادفة
لكن السرد لم يخرجها في الصورة المطلوبة
وتم التعديل على نصك قليلا للذوق العام


لكن ما أود قوله:
أن في أسلوبك بعض القوة الإيجابية
مع العبارات الحسنة الصياغة
وأرجو أن تنميها وتستثمرها بمواضيع أكثر حياة وأكثر مقروئية














آخر تعديل وَحْـــ القلَمْ ـــيُ 2019-09-20 في 03:57.
رد مع اقتباس
قديم 2019-09-20, 15:26   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
حكيم200
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية حكيم200
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (7)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وَحْـــ القلَمْ ـــيُ مشاهدة المشاركة
وعليكمالسلام
:،:
نرحب بكم وبمشاركتكم الأولى في قسم القصة


بالنسبة للأسلوب
كان يترنح بين الامتياز الى الضعف
فأحيانا يكون سلسا وواضحا
وأحيانا يبدو متكلفا وفيه بعض المغالاة
وقد تبدت فيه أخطاء تعبيرية قليلة
أعتقد أن لهذا علاقة بموضوع الكتابة
فالموضوع يحكي عن انجراف الإنسان نحو زهرة الحياة الدنيا

وهو موضوع قاتم نوعا ما




ففكرة القصة هادفة
لكن السرد لم يخرجها في الصورة المطلوبة
وتم التعديل على نصك قليلا للذوق العام


لكن ما أود قوله:
أن في أسلوبك بعض القوة الإيجابية
مع العبارات الحسنة الصياغة
وأرجو أن تنميها وتستثمرها بمواضيع أكثر حياة وأكثر مقروئية





شكرا أخي الكريم على النصائح
هي كانت من قبل قصيده وعملت منها قصه قصيره يعني حوار مع الذات ممكن بشكل مسرحي
افرحني كثيرا مرورك شكرا









رد مع اقتباس
قديم 2019-09-20, 16:41   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
⌈الأشتر⌉
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية ⌈الأشتر⌉
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عليكم السلام

أهلا بالأخ حكيم ومشاركته الأولى هنا..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكيم200 مشاهدة المشاركة
هي كانت من قبل قصيده وعملت منها قصه قصيره يعني حوار مع الذات ممكن بشكل مسرحي
ربما هذا يفسر ماحدث لي عند قراءتها..
في أول قراءة(البارحة) بدت لي كأنها خاطرة ملغمة بالألغاز..
فوجدت نفسي أقرأها حوالي 4 مرات لأخفف من غموضها ..



ننتظر مشاركتك لنا بالمزيد من القصص


بالتوفيق









آخر تعديل ⌈الأشتر⌉ 2019-09-20 في 17:05.
رد مع اقتباس
قديم 2019-09-20, 21:00   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكيم200 مشاهدة المشاركة
هي كانت من قبل قصيده وعملت منها قصه قصيره يعني حوار مع الذات ممكن بشكل مسرحي
افرحني كثيرا مرورك شكرا
:،:
أعلم أنها كتابة قديمة تعود لسنة 2016
سبق وعثرت عليها عند تنظيمي للقسم
..
يجب ان يكون نقلك لها من القصيدة للقصة
شيئا يبعث على الفخر
فهي تدخل ضمن القصص المغناة اذن
وهي نوع ملفت وممتع
لكنه يحتاج منك عناية وحرصا أكبر









رد مع اقتباس
قديم 2019-09-21, 01:02   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
حكيم200
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية حكيم200
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ⌈الأشتر⌉ مشاهدة المشاركة
عليكم السلام

أهلا بالأخ حكيم ومشاركته الأولى هنا..


ربما هذا يفسر ماحدث لي عند قراءتها..
في أول قراءة(البارحة) بدت لي كأنها خاطرة ملغمة بالألغاز..
فوجدت نفسي أقرأها حوالي 4 مرات لأخفف من غموضها ..



ننتظر مشاركتك لنا بالمزيد من القصص


بالتوفيق
مشكور أخي على حضورك الجميل
وإن شاء سنتواجد مرات أخرى









رد مع اقتباس
قديم 2019-09-21, 01:03   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
حكيم200
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية حكيم200
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وَحْـــ القلَمْ ـــيُ مشاهدة المشاركة
:،:
أعلم أنها كتابة قديمة تعود لسنة 2016
سبق وعثرت عليها عند تنظيمي للقسم
..
يجب ان يكون نقلك لها من القصيدة للقصة
شيئا يبعث على الفخر
فهي تدخل ضمن القصص المغناة اذن
وهي نوع ملفت وممتع
لكنه يحتاج منك عناية وحرصا أكبر
وكأنها أغنية يرتفع نسقها ثم ينخفض
ومنكم نتعلم شكراً









رد مع اقتباس
قديم 2019-09-21, 17:28   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
⋟صقر☬الأندلس⋞
مشرف منتدى يومياتي
 
الصورة الرمزية ⋟صقر☬الأندلس⋞
 

 

 
الأوسمة
وسام التشجيع 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يبدو أنّ الأسلوب خانك ، و كما قال الإخوة ، لمسنا بعض الغموض في مواضع عدّة ، و لاحظنا مزيج بين قصيدة ، خاطرة و شيء من المقامة .


بارك الله فيك أخي حكيم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-09-21, 19:48   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
حكيم200
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية حكيم200
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ⋟صقر☬الأندلس⋞ مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يبدو أنّ الأسلوب خانك ، و كما قال الإخوة ، لمسنا بعض الغموض في مواضع عدّة ، و لاحظنا مزيج بين قصيدة ، خاطرة و شيء من المقامة .


بارك الله فيك أخي حكيم .
ان شاء الله نتعلم أكثر مع الوقت ومن آراءكم الإيجابية مشكور أخي الكريم على مرورك العطر









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:11

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc