رواية في كل قبر حكاية + اقتباسات - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رواية في كل قبر حكاية + اقتباسات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-04-21, 13:47   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هواري عبدالواحد
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B10 رواية في كل قبر حكاية + اقتباسات

ملخص عن رواية: في كل قبر حكاية.


- الكاتب: عبد الواحد هواري من مدينة مغنية ولاية تلمسان، مواليد 05 سبتمبر 1991، حامل لشهادة ماستر فلسفة إسلامية وحضارة.

- عنوان الرواية: في كل قبر حكاية
- عدد الصفحات: 250ص.
- عدد الفصول: 25 فصل.
- حجم الكتاب: 16*24.


- الشخصيات الأساسية:
الشخصية رقم 01: نذير والجنون
جانب كبير من هذه الرواية جاء بلسان هذا البطل، فقد كنت بوصفي راويا مندمجا في أحداثها أقرأ مذكراته، هذه المذكرات التي ناولني إياها رجل من مدينتي اسمه "العربي" وهو الشخصية الاساسية الثانية، يمتهن حفر القبور وحراسة المقبرة ليلا، كما أنه أمي لا يجيد القراءة، وطبعا له قصة محزنة أدت به إلى اعتزال الأحياء ومعاشرة الأموات.
كيف وصلت مذكرات المجنون نذير إلى العربي حفار القبور؟
حدث ذلك في ليلة عادية حين كان العربي يحرس المقبرة كما اعتاد أن يفعل، وخلال لحظة معينة سمع خشخشة فتتبع مصدر الصوت ليجد مجنونا رث الثياب فوق قبر من القبور، يعانق ترابه، يناجي صاحبته، وحين أحس بأن الحارس يتطفل عليه فر دون ترك أي أثر يقود إليه، غير المذكرات التي سقطت منه، وحين لم يستطع العربي قراءتها استعان بي فصرت أحكيها على مسامعكم.
صاحبة القبر هي عبير زوجة المجنون والمرأة الفريدة من نوعها التي أحدث غيابها خللا في عقل زوجها، امرأة كهذه لابد أن تكون مميزة.





الشخصية رقم 02: العربي واعتزال البشر
الشخصية الأساسية الثانية في روايتي "في كل قبر حكاية"، رجل تلقى من صفعات الدنيا ما جعله يعتزل البشر، حتى أنه اتخذ من حفر القبور وحماية المقبرة مهنة تساعده في ذلك، عاش فترة العشرية السوداء وكان حجم الخسائر التي تلقاها فوق ما استطاع تحمله وهو الرجل الذي وجد مذكرات بطل الرواية الأول "نذير"، وحين أحضرها لي صرت أقرأها على مسامعه بسبب كونه أميا، جزء من أحداث الرواية يعود بنا إلى ماضي هذا الشخص، إلى تلك الأوقات التي جعلت منه فارا من نظرات البشر، وتلك اللحظات التي فقد فيها الثقة في بني جنسه، يعيش رفقة ابنه الوحيد زيد، غير أنه ليس صبيا من صلبه فتلك قصة متعلقة بماضيه، أما الأمر الأساسي فهو نقطة التلاقي بين حفار القبور "العربي"، والمجنون الذي فقد عقله بصبب خسارته زوجته المقتولة "نذير".





الشخصية رقم 03: أمينة وأكبر عدوة لها والدتها
الشخصية الأساسية الثالثة في رواية "في كل قبر حكاية"، هي فتاة اسمها أمينة، وهي الشخصية التي تعبر عن نوع الفتيات اللواتي يعانين سوء الحظ، كانت قصة حبها مع خطيبها نذير "بطل الرواية"، التقت به صدفة في رحلتها نحو العاصمة، تحولت نظراتهما إلى حب ثم خطبة، غير أن والدتها الطماعة أبت أن تعترف بشيء اسمه الحب، ووضعت الخطة تلو الأخرى رفقة محمود (منافس نذير على قلب أمينة) من أجل التخلص من نذير، ويتاح المجال لمحمود كي يتزوجها، هذا الأخير تاجر مخدرات غني، كان شريك والد أمينة قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه.
غير أن حياتها لم تقف عند هذا، بل واصلت الأيام صفعها، تعددت خسائرها، شخصية أمينة تمثل الماضي الذي يأبى فراقنا، وكلما أغلقا بابا من أبوابه إلا ووجد فجوة كي يتربص بنا، لذلك عرفت حياة هذه الشخصية تصادمات عدة بين الماضي والحاضر، بين الحقد والصفح، الحب والمقت..





الشخصية رقم 04: عبير قاهرة مرضها
الشخصية الأساسية الرابعة في رواية: "في كل قبر حكاية"، هي عبير، فتاة تلمسانية حسناء بجمالها، وهي المرأة التي بكى المجنون "نذير" فوق قبرها بصفته زوجا لها، بطل الرواية "نذير" تزوجها بعد أن خرج من السجن الذي قضى بين قضبانه مدة من الزمن على إثر مؤامرة حيكت ضده من قبل والدة خطيبته السابقة (أمينة).
عبير مثال للفتاة المثقفة المتحررة بأفكارها، تتميز بقوة شخصيتها وحبها الشديد للثقافة، فرغم أنها مريضة بورم في الدماغ إلا أنها لم تمنحه فرصة قتل أحلامها بل مارست حياتها بكل حب وحرية، نذير عشقها رغم علمه بمرضها، ومن المفارقات أن علتها على شدتها لم تكن السبب في موتها، بل السبب أحقر من مرض بعينه.
تعلقت بحب الله بعد زواجها من نذير وفتحت عينيها على الحب الخالد، وحين حضرتها الوفاة تركت لغزا لزوجها، قالت له أن الطريقة الوحيدة كي لا تغادره روحها في أحلامه هي باكتشافه حل اللغز، قالت له: وجب عليك أن تكتشف روح السعادة، ليفني نذير ما تبقى من حياته بحثا عن المعنى الحقيقي لكلامها كي تعود له صورتها في أحلامه وينبض قلبه من جديد بعبق الهيام.
هذا اقتباس قصير من الرسالة التي تركتها قبل وفاتها: " الكلمات قليلة وعدد الحروف غير كاف كي أحكي لك عن مدى شوقي إليك، لكن يمكن أن أختزل كل الأشعار والأمثال والحكم والعبارات في كلمة غنية بأبهى الحروف وأجملها لحنا وأكثرها قوة: أحبك".





- الأمكنة: مدينة مَغنية، مدينة تلمسان، مدينة وهران.
- الزمان: من 1990 إلى 2018.
- الكلمات الأساسية: البؤس، التعاسة، الحب، الأمن، الخوف، السجن، المؤامرة، أوباش الغابة، السعادة، الجنون، المقبرة، الأحياء، الأموات، الصفح....


- مقدمة المؤلف
هذه رواية زينت كلماتها بألوان قاتمة وبهية، رغبة مني في أن أرسل حروفي إلى رحلة مجهولة صوب مقاعد مدرسة الحياة، ومن ذلك يأتي الامتحان الذي أعددت له العدة الكافية لتخطي مراوغاته، أحداثها ليست واقعية لكنها أصابت الوتر الحساس لحياتنا، في كل صوت ونداء، وعبر اختلاط المشاعر وتمرد ها على قوانين قلوبنا، وخاصة في التيه بين متاهات ولغز الأيام.
أما أسماء الأمكنة والعناوين فكلها موجودة، وهذا العمل الثاني الذي أتقدم به إليكم أعزائي القراء على أمل أن تسرق نغمة حروفي مهجة قلوبكم، فبعد روايتي الأولى: رحلة سمر، لم أزل على نفس الطريق حين أضع كافة اهتمامي بالإنسان وما يخالج صدره وسط المجتمع الذي يعانقه.

.
.
رسالة:
من أجل الحفاظ على عنصر التشويق، لا تخبروا أصدقائكم بما حدث في النهاية.

- نبذة عن المدينة
"الحاجة مَغْنية": مدينة في أقصى الغرب الجزائري، تابعة لولاية تلمسان عاصمة الزيانيين، حدودها مرسومة إلى جانب المملكة المغربية، سميت تيمنا بامرأة طاهرة صالحة، ومَغنية بفتح الميم، اسم مأخوذ من اللهجة المحلية للمنطقة، يقصد به الغنية بقناعتها، حتى وإن لم يكن لها مال كثير وجاه كبير، إلا أن لها أحاسيس وجدانية تملأ قلبها قناعة وغنى، وقد كانت هذه المرأة الوقورة كذلك، مترفة بالطيبة والكرم، زاهدة في الدنيا، محبة للخير وناشرة للبسمة، كثيرة التعبد والتضرع إلى الله.




- المحتوى:
وسط مدينة الحاجة مَغنية في أقصى غرب الجزائر، وخلال الليل القاتم، صال رجل يدعى العربي بين أروقة المقبرة التي كان يحرسها ليلا ويحفر قبورها صباحا، يعس الأموات من بطش الأحياء، ليلتها راودته قشعريرة إذ سمع خشخشة الأعشاب رغم أن الجو كان صافيا في سمائه، ظن أن الأرواح من حوله غضبت حين ارتفع دخان سيجارته وحرمها الكرى، فظل يتتبع مصدر الصوت متخطيا فجوات الأجداث، حتى سقطت أعينه على رجل كثيف الشعر ممزق الثياب غير واضح الملامح، يرتدي ملابس رثة بالية خالية من أثر الزينة، بان على ملامحه شيء من الجنون، وحقا كان كذلك، ظل ساقطا فوق قبر زوجته يرثي حالها بعبرات سحيقة دكت أسوار مهجته، يناجيها بكلمات الأسى ويسقي التراب بدمع مقلتيه، يحادثها بلغة لا يفهما إلا البائسون ممن تلقوا صفعة الحياة..
ظل على تلك الحالة حتى أحدث العربي حسيسا جعل المجنون يهرب من مكانه، حينها اختفى في لمح البصر، حاول حارس المقبرة أن يلحق به فما استطاع ذلك، لكن ذلك الغريب أسقط مذكرات حملها حفار القبور فعجز عن فهم كلماتها، رجع إلى ذلك القبر ليجد اسم صاحبته: عبير.
بعد أيام اتصل بي العربي طالبا مني أن أقرأ له ما جاء في تلك المذكرات، وبعد أن فعلت خط قلمي هذه الكلمات.
هي رواية جمعت بين أحضانها، حبا شقيا متمردا، وأمن بلاد على حافة الانهيار، صدمات وأزمات ولحظات سعيدة، ومنغصات سببها الحظ المتعثر، هذه الكلمات عبارة عن رحلة بين أزقة ما نعيشه بين جدراننا، داخل منازلنا، وسط مدننا، كيف السبيل إلى حماية الوطن؟ أين تكمن روح السعادة؟ وكيف نصل إليها؟ ماذا عن الحب، هل هو صدفة أم خطة مدبرة تصوغها الأيام كي تترنم ببؤسنا؟ وكيف نواجه الأزمات؟ وبماذا نتسلح في وجه الصدمات؟ ماذا عن شريعة الأموات وعدل المقام الذي يضمهم، هنالك بين الأجداث؟ وما هي قصة كل قبر من القبور؟
في الأول: يرجع بي القلم إلى أحداث العشرية السوداء، إلى هلع السكان ورعبهم، أقارن ذلك مع أمن اليوم، ما هو سر حمم الحب التي كانت متدفقة في زمن الهلع؟ ولماذا خمد ذلك البركان في زمن الأمن والسكينة؟ هل نحتاج إلى جرعة من الخوف كي نحب؟
تتابعت الأحداث عبر التواريخ لمدة عشرين سنة، فحملت النهاية صدفة غريبة، لا أدري إن كانت جميلة أم لا، لكنها حقا عجيبة.
تردد صدى كلماتي بين حكايات ماضي نذير والعربي، وكيف أن الأيام استفزت عيشهما وأرهقتهما داخل متاهة الحياة؟ وما سبب ذلك؟ من هي عبير؟ وكيف تقبلت أمينة صفعة الأيام؟ وهل نعرف رجالا من طينة أسامة؟ وما قصة الماضي الذي يأبى فراق البشر؟ والسر الأكبر: ما هو حل لغز زوجة العاشق حين قالت له: ابحث عن روح السعادة؟ فما هي روح السعادة؟








 


آخر تعديل وَحْـــ القلَمْ ـــيُ 2019-09-20 في 05:50.
رد مع اقتباس
قديم 2019-04-21, 13:58   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
هواري عبدالواحد
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B10 اقتباسات رواية في كل قبر حكاية

رواية في كل قبر حكاية للكاتب عبد الواحد هواري، صادرة عن دار المثقف سنة 2018، وستصدر باذن الله عن دار تلانتيقيت 2019.
صفحة الكاتب على الفيسبوك: عبد الواحد هواري

اقتباسات من رواية في كل قبر حكاية:

1- كنت أظن أن المحبة تمنح إلينا بإيعاز من البشر، لكن بعد أن التفت إليها أدركت أنها نعمة من الله يقذفها في قلب عباده خلال رمشة عين.

2- عشت في البادية طيلة حياتي، تربية في بيئة تحوم حول أطرافها أنواع شتى من الوحوش، كانت الأفاعي عندنا مجرد حيوانات أليفة نتسلى بها، رأينا الذئاب المتوحشة وغدرها، ورأيت العقارب وسمها الفتاك، لكن لم يسبق لي أن رأيت أبشع من أولئك الآثمين، لم تكن تلك الحيوانات التي كنا نطلق عليها صفة الوحشية سوى كائنات رقيقة القلب مقارنة بما يفعله أولئك الأوغاد.

3- ...فما قادني إلى فتاة متخلقة بالحياء مثلها سوى أني بنيت سقفا لهذه العلاقة ولونته بزينة الاحترام والعفة، ادخرنا كلمات الحب والغزل، ورمينا مفاتيح قلبينا في البحر إلى يوم نسبح في أعماقه كي نسحبها من جديد، يوم تزف إلي عروسة بلباسها الأبيض الجميل.


4- ... إنها الأحلام تعبث بنا، تخطفنا من عالم البؤس إلى عالم الحب والألحان، تعرينا من شقاءنا وهمنا، وتسكننا قصر اللحظات القصيرة في لهفة الصبا وأمل الشباب، تهمس لنا من بعيد فيصير صوتها قريبا كقرط ذهبي متدلي أسفل آذاننا.

5- الوطن أم تنجب بلا هوادة، غير أن لها دفترا عائليا لا يكتب فيه سوى أمثال هؤلاء الأبطال والعلماء والنجباء والعباقرة والشجعان، ويرمى الآخرون في طيات النسيان التي تحجب صفحات ذكرياتهم، حبه من الأولويات، لكن الهيام لا يكفي في بناء الأسوار وإطعام الأقوام وسقي الأشجار، حبه يعني أن ترمي نفسك في أحضانه وتتخبط في تقلباته دون أن تمل عقباته، أن تغرس شجرة وتعانق التراب الذي يضمها وتستنشق عبير أزهاره ووروده، أن تسقي الحرث وتبني الجسور وتعلم الأطفال وتداوي المرضى وتتواضع للناس كلهم، أن تحب وطنك يعني أن تأخذك الحمية في وجه أعدائه وتنصره من نفسك إن أرادت به شرا، فالحب درجات وأدناها أن ترفع عن الطريق قطعة وسخة كي تزين ساحته.


6- ... فالحياة كدفتر متعدد الصفحات، قد نتجاهل بعضها وقد نملأ البعض الآخر بحبر حياتنا وربما نمزق جزء منها كي نرتاح من آلامنا ونغسل جروحنا بماء من أمل وشعاع من رجاء.

7- ... وليس الأعمى من فقد بصره، بل هو من مات قلبه وتقاعد ضميره.


8- جميلة هي الأقدار حين ترسلنا عبر سحاب الصدفة إلى ساحة الخيال التي لم نكن نتوقعها، وأجمل منها عندما نرى انعكاس صورنا في أعين أحبتنا واضحا كضوء القمر وسط ظلمة الليل ليهتدي به عابروا السبيل، قد تلبسنا الحياة ثوب الشقاء دهرا من الزمن، لكن الله ينظر إلينا من فوق سبع سماوات منصتا لهمساتنا في الليل الحالك، فيمزق عنا ثوب البؤس ويزيننا برداء العفة والشرف والسعادة.

9- طيلة تسعين يوما لم تصلني رسالة واحدة من أمينة، الأمر الذي جعلني أضيع بين متاهات الحب، كيف لها أن تظل غاضبة مني!؟ لم تكن تحاول الاستفسار عن السبب الذي رماني في أحلك بقاع الأرض، ألم تدرك أن الأيام صفحة بيضاء كاذبة!؟ وأن الأبيض أعقد الألوان وأخطرهم، ألم يسئ إليها زمن المظاهر من قبل كي تتخذ سبل احتياطها وتسأل عن مصيري!؟ لماذا لم تتحمل عناء زيارتي والسؤال عني!؟ كيف لم تفتح دفتر التحقيق وتتحرى عن قصتي من لساني!؟ ألم تكن في مسامات وجهي ملامح الصدق يوم أعطيتها عهدا أني لن أتخلى عنها!؟ أيعقل أنها بدأت حياة جديدة من دون أي لحظة تمعن وانتظار!؟ تلك كلها آهات كانت تصدم قلبي، وتجرح لساني عبر كلمات تخطر على بالي، فكرت بكل هذا وأنا أجلس القرفصاء وسط زنزانة حقيرة ضيقة لا مكان فيها للهناء وراحة البال، ضاع شبابي بين لحظتين، لحظة قررت فيها أن أتحدى القدر وأكون غنيا رغم كل العقبات، ولحظة نسيت فيها عواقب أفعالي، فكنت هائما على وجهي في هوة سحيقة محصورة بين مرتفعين، أخذ مني التفكير في هذا الأمر أغلب أيامي في السجن، وكل مرة أضع فيها مرهما فوق قلبي كي أوهم نفسي أن حبيبة هي السبب في عدم سؤال ابنتها عني، حينها يهدأ بعض الذي جافاني وأحرق دقائق النوم في حياتي.


10- أي هم هذا الذي يسري في عروقي عبر قطرات دم سوداء سرق تدفقها مني الكرى وتركني حائرا عبر موجات الألم ومشقات الدهر، ساءت أموري وشحب حالي وجحظت عيناي، هزل جسمي وصرت نحيلا يكاد عودي أن ينكسر لهشاشته، قضيت خلال الشهر الأول عدة أيام داخل مستوصف السجن لم يحن لقلبي طبيبه، فأنا كغيري مثل الآخرين داخل هذا المكان الحقير، مجرد مجرم لا قيمة له بين طبقات الإنس، مشكلة البشر أنهم يتكلمون عن الحُكم ويلعبون دور القاضي كأنهم الله نفسه وهو العادل الذي لا عدل بعده، لكنهم لا يتسمون برحمته ولا بحكمته بل همهم أن يخمدوا نار فشلهم في خطأك أنت كانسان مغاير.

11- فقدت الأمل في حمامة الرسائل التي لم تأتني بأي خبر، كيف لا أفعل وقد سبق أن أرسلت رسائل عديدة مختومة في أسفل صفحاتها بعبارة: رجُلك الشقي. كتبت كل ما حدث بتفاصيل مملة ولسان حزين وضمير ندمان، أرسلت إليها يوما بعد يوما علها تكون ساعة استجابة يستجيب لي فيها قلبها ويحتضن شقائي، لكن دون جدوى. كان الصمت مخيما حول تلك الأوراق التي كانت مرغمة بأن تتلقى حروفا وكلمات من قلمي، أعتقد أنه لو كان الأمر بيدها لنفضت الحبر من صدرها، فالحظ خائن براغماتي المذهب لا يجد منفعة معي ولا يستجيب لندائي، أو ربما جُمعت رسائلي كلها في مغلف واحد حمله ساعي البريد باتجاه العنوان فهاجمه قطاع الطرق وقتلوا معه فؤادي، أي أفكار جهنمية تراودني، أغشى الضباب ذاكرتي وأضفى عليها خيوط عنكبوت واهية تمثل سراب الأحلام التي حرمت منها داخل هذا المكان الحقير، ربما كانت أمينة أيضا عقلانية المذهب ولم يعد قلبها متحكما بزمام الأمور، فعشر سنوات تكفي كي تعيد ترتيب أوراق حياتها من جديد وتصير ورقة الجوكر هي الفيصل خلال هذه الأوقات، لابد أن حبيبة لديها خطة احتياطية طارئة فهي مجرمة كأفراد الحكومة الفاسدين، فبعد أن سقط الفأر في المصيدة تُخرج من الغار أسدا يزأر تلبسه قلادة ذهبية في عنقه على ذمة ابنتها. ألم يقل لي أحد المجاهدين قبل عام من اليوم أن فتيات جيله لا يكررهن الزمن، لأنهن ذقن طعم الرجولة وحلاوة الشهامة ممزوجة بطعم الأنفة والشجاعة، وأخذ يستنكر علي زمني وكأني اخترته بضغطة زر واصفا فتيات جيلي كأنهن مرآة خادعة تبتسم في وجه أي امرئ نظر إليها. إذن لماذا لم تصلني منها رسالة واحدة حتى هذا الوقت، تردد كل ذلك في رأسي ككرة في ملعب تترامى بين أرجل اللاعبين لكن النتيجة بينهم لا تفارق الأصفار، ففكري كان عميقا متوغلا في بحر التشاؤم مرصوفا بحدة البؤس والحنق، وكان حبي لها يهيمن على قلبي أحيانا فيتصدر لائحة مشاعري لكنه سرعان ما يتوارى خلف كبريائي، راودتني تلك النوايا دفعة واحدة، جعلتني أصاب بحمى الغضب، كيف أكون سجينا محطم الفؤاد هنا!؟ لا يهنأ لي بال وهي حرة هناك يراودها أحدهم عن نفسها فتحمر وجنتاها، وعلى هذا التقصي للأحداث كان يهجرني الكرى ويخلف بعده وريثا اسمه الغيظ.


12- أجمل هم البشر حين يتمردون على منطق الحياة والحب، حين يصاحب الجليد النار، فيتدفأ الأول بالثاني، ويخفف الثاني ولعه ببرودة الأول.

13- تبا للمرض إن كان يحرمني لذة سعادة مثل هذه، لهذا كنت قوية لا أستسلم لأبسط الأمور، لأن الحياة أجمل حين نراها بعين الجمال، وأسوء حين نبصرها بنظارات الزيف والنفاق.


14- الكلمات قليلة وعدد الحروف غير كاف كي أحكي لك عن مدى شوقي إليك، لكن يمكن أن أختزل كل الأشعار والأمثال والحكم والعبارات في كلمة غنية بأبهى الحروف وأجملها لحنا وأكثرها قوة: أحبك.

15- أصعب ما في الأمر أن الخطة تتطلب التريث، أن تضبط نفسك حين تكون على حافة الانهيار، وتربت على كتفك بجهدك أنت دون سواك، وتلعب دور الطبيب والمريض في آن واحد، توجد أدوار في الحياة ثقيلة في الميزان لا نستطيع فيها طلب العون من أحد، حين نعجز عن شرح أسباب فعلتنا للبشر ونكتفي بقدرة الله على استيعاب ما بوجداننا.


16- حين يأتي زمن النسيان لا فائدة ترجى من ترك مفاتيح إضافية لفتح أبواب الماضي، كلها تلقى في جب الذكريات المنسية.

17- ظل الصمت مطبقا عليه، يطلق بين الحين والآخر كلمات غير مفهومة، أعتقد أنها لغة العاشقين في عالم الجنون، للأسف لم تترجم بعد إلى لغة البشر، وددت لحظتها لو أني درست ذلك النوع من اللغات، كي أحللها وأجادل نفسي بها ليلا حين أمل من تطفل الجدران على كلماتي.


18- معهم ألف حق، فالهائم في غياهب الحب لا يدرك علته إلى هو، الأطباء بحلتهم البيضاء الأنيقة عاجزون عن تقصي بواطن القلب الذائب في روح أخرى، وهذا كان مصيري.

19- أجمل هم البشر حين يتمردون على منطق الحياة والحب، حين يصاحب الجليد النار، فيتدفأ الأول بالثاني، ويخفف الثاني ولعه ببرودة الأول.


20- لأننا حين نحب نرغب في مشاركة شركاءنا كل شيء إلا التعاسة، لكني لم أؤمن بهذا الأمر قط، رأيت أن الشراكة تكون في كل سبل الحياة إلا الموت، رغم أني أعرف شعوره حين تكون حيا لمجرد أنك تتنفس.


22- تناسينا للحظات حجم البؤس الذي يسد العالم، سألتني يومها.
- أين تكمن سعادتك؟
نظرت إليها كما فعلت أول مرة حين كنت قابعا في السجن، بعين اللهفة والاشتياق، واكتفيت بتلك النظرة فأدركت أنها عرفت الإجابة ورضت هي أيضا، جميلة هي الحياة حين رمتني الى امرأة تجيد فن التأمل في الإجابات.


23- لا يمكن أن نحصر حروف السعادة في بضعة أسطر، فالجمل الجميلة لا تكتب إلا على قرطاس أفئدتنا.


24- فالمجنون أصدق الناس في زمن تزين فيه العاقلون بثوب النفاق، وما أحلى أن تكون فاقد العقل من أجل هدف نبيل يستحق القتال من أجله.

25- كل امرأة تخفي في باطنها وحشا ضاريا إذا ما تعلق الأمر بالرجل الذي تحبه.


26- حيرتني فلسفة الوجوديين إذ أنهم ظنوا في مطلق حريتهم وجودا غير ذلك الذي يحتوي بين أركانه قصة زوج وفي، أو امرأة لم تهز خصلات شعرها إلا ليهتف لها رجلها بأنين الشوق، فلسفتي لم تسطر بعد في التاريخ لأن حروفها كتبت بلغة لا يفهمها البائسون من بني البشر، قد يترجمها السعداء لكنهم لن يقفوا عند حسن تأويلها، لأن أفكاري متشعبة رافضة لفكرة الموت باستسلام، وجعلت من قول العبقري تولستوي سنة حياتي: "سنموت جميعا فلماذا لا نكلف أنفسنا بعض المشقة"

27- الحب لا يجري وراءنا إن لم نعبد له طريق النفس الصادقة.


28- لا يهم عدد السنوات التي أعيشها، بل كمية الانجازات التي حققتها، فغرس وردة تدب فيها الحياة وسام شرف أثمن من سنة كاملة عجفاء.

29- كانت نظرتها للحياة غير تلك التي يراها الفلاسفة والشعراء، مميزة بفلسفة أنثوية غامضة وثابتة، كانت كشرنقة تحولت فراشة قبل موعدها المحددة، فتميزت بجمال أجنحتها و بهاء ألوانها عن قريناتها.


30- عدُّ الأيام المتبقية لا يليق بالبشر، فمهمة الأطباء تشخيص المرض ومحاولة إعدامه وليس تحديد مهلة انتهاء الصلاحية، وحده الله القادر على استرجاعي متى شاء، ووحده القادر على منحي العدد الكافي كي أخط ما كتب لي من الحياة، قد تنتهي اليوم أو غدا أو بعد عشرين سنة، لا يهم ذلك، المهم هو أنه يسترجع روحي حين أنال كفايتي، ولو كنت غير مدركة لذلك.

31- مهري سيكون مثل ما فعل موسى عليه السلام لابنة شعيب.
جوابها كان فيه من الدهاء والحيلة ما يكفي لسحبي نحو مجرى الكلام، قالتها بصيغة اللغز كي تجعلني أراود نفسي بالأسئلة، ثمانية أعوام أم عشرة؟
- وكم المدة التي أُستأجر فيها؟


32- ساعتها لم تكن لي رغبة في امتلاك العالم أو حمل مفاتيح خزائن أموال الدنيا، لم تتملكني تلك النرجسية في أن أكون أفضل فنان أو أحسن شاعر أو أشهر روائي، اكتفيت لحظتها بابتسامة منها، بكلمة تتفوه بها فتمزق قيودي كلها، تجردني من أسلحتي ودفاعاتي التي تقيني سؤم الحياة وهمها، وقتها أردت أن أكون بائسا في جنة قلبها، لا يمسني شيء في وجودها، ويسوَدُ العالم بين أعيني في غيابها.

33- الأحبة لا ينتظرون كلمات المدح على أفعالهم.


34- لم أصدق الأمر حينها فحياتي مليئة بالحيطة والحذر والشكوك، كيف لهذا الأمر أن يمشي دون منغصات أو عراقيل؟ أليس في ذلك خدعة ما؟ ألا تخبأ لي الحياة قطاع طرق في الجهة المقابلة مهمتهم طعن سعادتي بخنجر البؤس؟ ما الذي جعل الحياة، هذه المرأة الفاتنة بسحرها والغاوية بجمالها واقعة في أسر هنائي وبهجتي؟ لماذا تسوقني نحو الاغتباط دون المطالبة بثمن خدماتها؟ لماذا تطرب لغنائي اليوم وقد كان بالأمس القريب مجرد ضجيج يأرق نشوتها؟ لماذا منحتني بركتها وقد اقتصت مني في الماضي بعد أن رمتني في منفى حدودها؟


36- كان السجن أحب إلى الناس من حرية زائفة مرصعة بالخوف والهلع، أغلب السكان على قيد الحياة، لكن لم يعشها أحد منهم.

37- مثل ما للسعادة طرقا مجهولة نحو قلوبنا، فإن لسوء الحظ سبلا أقرب.


38- تعلمت في السجن كيف يمكن لوجه مبتسم أن يغير عالمك ويسقي أشجار حديقتك الجرداء فتصير مزهرة بعد السنوات العجاف، وتمرنت يدي على كتابة هذه الأحرف فشكلت رواية بكلمات أنيقة تحكى للمظلومين في أقصى البقاع، سجني لم يكن في زنزانتي وحظري من الخروج، بل كان في عدم الحفر في ذاتي والبحث عن الكنوز المطموسة داخلي، وأسفي ليس على فقداني من تخلى عني، بل في أني لم أبصر مكامن الأشياء ولم أفتح أعيني على أفق مستقبلي، عرفت في الحبس أن للأيام عثرات كحالنا، والدنيا تمل من تنبأ خطواتنا فقررت أن أتمرد على القطيع وأمشي وحدي في طريق اللاوجهة غير المعروفة لا بالبوصلة ولا بالقبطان، غصت في بحر الذكريات واستخرجت لؤلؤة اللحظات السعيدة وزينتها بإطار مستطيل مرصع بالذهب ووضعتها في رواق الفن، داخل قلبي.

39- أمس كان أجدادنا يركلون بأرجلهم مؤخرات المستعمرين من أجل طردهم من البلاد العذراء الطاهرة، واليوم يطلق سراح اللصوص وقطاع الطرق بركة بهذا التاريخ وعفوا عنهم، وهل بين المستعمر وقاطع الطريق بون شاسع؟

40- كانت في لذة الكتب لحظات انسلاخ لنفسي، أبني حصن مملكتي داخل عقلي فلا يشاركني بها أحد، لأن الحرية فكرة سباحة تقطع أمواج ألم جسدي وتحيي لهيب فكري، هي بالذات الفكرة التي لم تغادر قط مخيلتي لأني كنت أحيى بفضلها، لا يمكن أن يحبسنا البشر وفي أفكارنا طعم للحرية، ولا يقدر أحدهم أن يسجننا وفي استنشاقنا للهواء محاولة دائمة لاقتناص عبير الأمل.



41- كانت الأيام الموالية كفيلة لتسطير إجابة عن كل التساؤلات، حين يرغب اللاعب معرفة في أي مركز سيضعه المدرب، ويجد حارس المرمى نفسه لاعب هجوم، كذلك العاشق ينتظر من الحياة أن تلقي به في أحد ملاعبها لكنه يجهل أي دور عليه أن يؤديه، فقد تتحطم أحلامه حين يجد نفسه مع الجماهير في حين كان يحلم أن يكون صاحب الهدف القاتل في المباراة.

42- هي لحظة غضب أطلقت فيها العنان لكلمات تحكم مستقبلها، ولم تعد إلى رشدها حتى تلقت صفعة الواقع حين وجدت نفسها إلى جانب الشخص الذي أبت مرارا وتكرارا أن ترتبط به، بل أكثر من ذلك حين صارت حبيسة لرغباته ومطالبه، لا ترفع صوتها ولا تناقش كلمته، وتبني في قلبها بيتين الأول له والثاني لأمه في حين تظل مشردة في شوارع فؤاده. كان شعاره نحوها: أهدني قلبك وأهديك وردة، وما أسوء المبادلات بين الهواء وجهاز التنفس الاصطناعي.

43- في صراع المحب مع وجدانه يجد نفسه أحيانا مرميا وسط حقل أحرقت الشمس حبات قمحه، تائها لا يدري أي الطرق هي الصواب، مجنونا يظن أن الحياة انقطعت مع غياب أحدهم، كل ذلك يصور فوق مسرح القلب حين تجيد النفس لعب الأدوار وتستحق عليها جائزة الأوسكار. لكنَّ الفؤاد كمتفرج يعشق الفن ويذوب في لحظاته، فالحب ثمرة ناضجة في أرض خصبة صاحبها إنسان كريم، وقد يكون بخيلا كسنوات عجاف يحل فيها القحط فلا تنبث الأرض زرعا لأن مالكها بشر لئيم، وتتشقق مساراتها وتشكل أودية للعبرات البائسة.


44- كلنا أموات حين تصير حياتنا عبارة عن عملية لا إرادية متعلقة بالتنفس فقط، حيث تضرب الحياة بنا عرض الحائط وتضع قناصا فوق الأسطح يقتنص كل فرصة يشق بها رؤوسنا إن قررنا النهوض مجددا.

45- تخبطت كالفريسة في شبكة العنكبوت، تراودها الأضداد والمتناقضات، سطرت مستقبلها تحت اسم محمود وفؤادها لا زال معلقا بظل نذير، حالها كمجنون جهل السبب الذي أدى به إلى التمرغ وسط شؤم الشوارع، لكن مَثلُ خذ الحكمة من أفواه المجانين لا ينطبق عليها، لأنها تائهة في ظلام دامس، بين ما تفرضه الشريعة عليها من احترام ومودة الزوج، وتعلق قبلها الذي لا حيلة لها في أمره.


46- يظن ككثير من الرجال أن المال يكفي من أجل تشييد غرفة ذهبية في قلب المرأة، قد يحدث ذلك ويقوم البَناء بعمله، لكنها ستكون نافدة من نحاس ليس إلا، خاتم الألماس أغلى الجواهر وأثمنها ولا يأخذ بريقه طرف العين إلا إذا أنارت شعلة الحب قلب حامله.

47- واصلت العجوز ابتسامها وقالت.
- الرجل ما ينعابش يا بني.
كانت هذه الكلمة مثالا متداولا بين الأهالي، للرجل المثالية المطلقة وللمرأة عيوب، كبيرة في السن، مصابة بالعقم، ليست جميلة، سمينة أو رقيقة...
لم يكن يدرك أغلبهم أن المرأة هي التي احتضنت محمد صلى الله عليه وسلم حين هرب إلى منزله مرتعدا من هول الوحي، ولو أنهم رؤوا عظمة فعله صلى الله عليه وسلم حين ترك الناس جميعا وهرول إلى حضن زوجته لأدركوا عظمة نساء المسلمين.


48- لم تكن آمال كتاب مفتوحا يستطيع أي قارئ تصفحه، بل كمُؤلَف عملاق لا يجيد كاتبه إلا العمق في الكلمات فلا يدرك تأويل نصه الكسالى، يصح تسميتها إلجام العوام عن التحديق بآمال، فهي من النوع المثقف ذو النظرة البعيدة.

49- ملامسة روح تحبها فيه شوق ليس له حدود، وليست قيمة الحب في اتخاذه والاعتراف به، بل في مدى المحافظة عليه إلى يوم تلاقي روحك الطيبة بروح من همت بغرامها، فالروح عفيفة طاهرة تمجد اسم الله عاليا، وما يمجد اسمه لا يدنس باختراق القواعد والقوانين،


50- كيف لنا أن نلوم الورقة البيضاء بمجرد أنها مُلِئت حروفا بحبر أسود، وما قدمته من كياني فيه متسع لاستطلاع الحقائق، وما كان مقدر لي هو مرغوب فيه برحابة صدر، فإن بادلتني مشاعري فتلك نشوة السعادة التي أشتهيها، وان خاب ظني بمسالك هذا السحر تيقنت أن خالقي دفع عني ضرر أيام ما لا أعلمه، ولا أستطيع عليه صبرا.

51- الفنون متعددة وعديدة بين صوت جوهري يسحر السامعين فيأخذهم في رحلة تُسحر فيها آذانهم، أو قاعة مسرحية يبكي فيها البطل دموع الدم في فقدانه لحبيبة فؤاده، أو في قلم اهتز فوق مجموعة من الأوراق على لحن الإبداع فنظم شعرا تبكي له الأنفس. لكن الفن كله بالنسبة لي يتجسد في تلك الابتسامة التي تخطينها على مسامات وجهك حين يعجز كثير من الفنانين عن الإتيان بمثلها، أنت وطعم الحياة الحلو سواء بالنسبة لي، أنت الإبداع الذي رسم فوق لوحة قدري وجعلني أفقد متعة العيش في غيابك، أنت الناي الذي يعزف ألحانا روضت الأفعى وجعلتها تراقصه في لحظة سكر، وأنا متفرج فيك معجب بمساحات السعادة التي ترسمينها فوق شفتي.
الفن محبوب الجماهير وكانت الصدف أن يكون فنك مقترنا باسمي وحدي، لكنك لا ترسمين ولا تغنين ولا تكتبين، وأنا كذلك الطائر الذي حبسته في قفص ذهبي وحرمته متعة الغناء خشية أن يوقظ أهل الدار، فاسمحي لي بالتغريد على صدى تحركات شفتي أثناء قراءة رسالة منك، أو اعلمي أن باب القفص مفتوح ولم تعد الهجرة مستحيلة كما كانت.


52- الدنيا عجوز شمطاء تزينت بحلي عشاقها ممن طمعوا في نصيب منها، فقتلتهم وحفرت لهم قبرا داخل جوفها وابتلعتهم وجعلت من جسدهم زينة لجمالها، لا تحب روحا ولا تقف عند أحد بل تهمس بعبارات سحرية في آذاننا بغية إغواءنا ثم تنصرف عنا وتتركنا لاهثين وراء جمالها.









آخر تعديل وَحْـــ القلَمْ ـــيُ 2019-09-20 في 05:49.
رد مع اقتباس
قديم 2019-09-20, 04:42   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
نرحب بالكاتب الأخ عبد الواحد هواري
:،:
الرواية غير متوفرة pdf
ولذلك لم يكن لي شرف مطالعتها
،,

بصراحة لو كانت الرواية متوفرة حينها كان ليكون لدي سبب وجيه لقراءتها
وسبب آخر لأن لا أفعل ذلك
أما السبب الذي يدفعني لقرائتها فهو الأسلوب
أسلوبك هنا في التقديم لروايتك أسلوب أنيق وسهل

وكذلك الاقتباسات بها شيء من العمق في المعاني

أما السبب الذي يمنعني من ذلك
فيعود للبحث الصغير الذي قمت به حول الرواية
خلصت من خلاله الى كونها رواية حزينة ملأى بالمآسي
وبصراحة حاليا هذه الكتابات لا تسعفني
اضافة للجانب العاطفي الوارد في الاقتباسات والذي لا أقرأ له عادة

،,
رأيي في الاقتباسات :

كان فيها تعابير غير مترابطة ومنها ما أحسست أنه مجرد حشو
لكن من بينها أيضا ما كان مبهرا وجميلا

وهذه أهمها

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هواري عبدالواحد مشاهدة المشاركة


1- كنت أظن أن المحبة تمنح إلينا بإيعاز من البشر، لكن بعد أن التفت إليها أدركت أنها نعمة من الله يقذفها في قلب عباده خلال رمشة عين.

2- عشت في البادية طيلة حياتي، تربية في بيئة تحوم حول أطرافها أنواع شتى من الوحوش، كانت الأفاعي عندنا مجرد حيوانات أليفة نتسلى بها، رأينا الذئاب المتوحشة وغدرها، ورأيت العقارب وسمها الفتاك، لكن لم يسبق لي أن رأيت أبشع من أولئك الآثمين،

3- ...فما قادني إلى فتاة متخلقة بالحياء مثلها سوى أني بنيت سقفا لهذه العلاقة ولونته بزينة الاحترام والعفة، ادخرنا كلمات الحب والغزل، ورمينا مفاتيح قلبينا في البحر إلى يوم نسبح في أعماقه كي نسحبها من جديد، يوم تزف إلي عروسة بلباسها الأبيض الجميل.


5- الوطن أم تنجب بلا هوادة، غير أن لها دفترا عائليا لا يكتب فيه سوى أمثال هؤلاء الأبطال



9- ضاع شبابي بين لحظتين، لحظة قررت فيها أن أتحدى القدر وأكون غنيا رغم كل العقبات، ولحظة نسيت فيها عواقب أفعالي، فكنت هائما على وجهي في هوة سحيقة محصورة بين مرتفعين، أخذ مني التفكير في هذا الأمر أغلب أيامي في السجن،

15- أصعب ما في الأمر أن الخطة تتطلب التريث، أن تضبط نفسك حين تكون على حافة الانهيار، وتربت على كتفك بجهدك أنت دون سواك، وتلعب دور الطبيب والمريض في آن واحد،

16- حين يأتي زمن النسيان لا فائدة ترجى من ترك مفاتيح إضافية لفتح أبواب الماضي، كلها تلقى في جب الذكريات المنسية.
20- لأننا حين نحب نرغب في مشاركة شركاءنا كل شيء إلا التعاسة، لكني لم أؤمن بهذا الأمر قط،
23- لا يمكن أن نحصر حروف السعادة في بضعة أسطر، فالجمل الجميلة لا تكتب إلا على قرطاس أفئدتنا.

25- كل امرأة تخفي في باطنها وحشا ضاريا إذا ما تعلق الأمر بالرجل الذي تحبه.

26- وجعلت من قول العبقري تولستوي سنة حياتي: "سنموت جميعا فلماذا لا نكلف أنفسنا بعض المشقة"
27- الحب لا يجري وراءنا إن لم نعبد له الطريق .

33- الأحبة لا ينتظرون كلمات المدح على أفعالهم.

39- وهل بين المستعمر وقاطع الطريق بون شاسع؟
40- ولا يقدر أحدهم أن يسجننا وفي استنشاقنا للهواء محاولة دائمة لاقتناص عبير الأمل.

41- كذلك العاشق ينتظر من الحياة أن تلقي به في أحد ملاعبها لكنه يجهل أي دور عليه أن يؤديه، فقد تتحطم أحلامه حين يجد نفسه مع الجماهير في حين كان يحلم أن يكون صاحب الهدف القاتل في المباراة.
44- كلنا أموات حين تصير حياتنا عبارة عن عملية لا إرادية متعلقة بالتنفس فقط،
47- واصلت العجوز ابتسامها وقالت.
- الرجل ما ينعابش يا بني.
كانت هذه الكلمة مثالا متداولا بين الأهالي، للرجل المثالية المطلقة وللمرأة عيوب، كبيرة في السن، مصابة بالعقم، ليست جميلة، سمينة أو رقيقة...
لم يكن يدرك أغلبهم أن المرأة هي التي احتضنت محمد صلى الله عليه وسلم حين هرب إلى منزله مرتعدا من هول الوحي، ولو أنهم رؤوا عظمة فعله صلى الله عليه وسلم حين ترك الناس جميعا وهرول إلى حضن زوجته لأدركوا عظمة نساء المسلمين.

52- الدنيا عجوز شمطاء تزينت بحلي عشاقها ممن طمعوا في نصيب منها،









آخر تعديل وَحْـــ القلَمْ ـــيُ 2019-09-20 في 05:54.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اقتباس, في،كل،قبر،حكاية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc