المناهي اللفظية .. الاداب الاسلاميه - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المناهي اللفظية .. الاداب الاسلاميه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-05-16, 04:14   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




السؤال:

قم للمعلم وفّه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا ، هل يجوز لنا قول هذا؟

الجواب :

الحمد لله

هذا البيت المشهور هو مطلع قصيدة من عيون الشعر العربي الحديث، لأمير الشعراء أحمد شوقي (ت1932م)، ألقاها في حفل قام به نادي مدرسة المعلمين العليا، بين الناس من يومها ، لما فيها من قيم عليا تحث على العلم والتعليم، وترفع مكانة المعلم بين الناس.

فكان مما جاء في هذه القصيدة:

قم للمعلم وفِّهِ التبجيلا
*** كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذي
*** يبني وينشئ أنفسا وعقولا
سبحانك اللهم خيرَ معلِّم
*** علّمت بالقلم القرونَ الأولى
أخرجت هذا العقل من ظلماته
*** وهديته النور المبين سبيلا
أرسلت بالتوراة موسى مرشدا
*** وابنَ البتول فعلّم الإنجيلا
وفجرت ينبوع البيان محمدا
*** فسقى الحديث وناول التنزيلا

إلى آخر القصيدة التي تقرؤها في ديوان "الشوقيات" (ص245)، طبعة "كلمات عربية للترجمة والنشر".

ولا يظهر حرج في مطلع القصيدة المذكور ؛ بل نرى القصيدة متجهة في المضمون القيِّم الذي نأمله من الشعر والقصيدة ، أن تنسج في قلب القارئ والمستمع نسيجا قويا من الأخلاق والقيم النبيلة، وتغرس في نفوس الناشئة أجمل ما يمكن أن يغرس في سبيل الارتقاء بالنفوس والمجتمعات إلى المعالي.

وما قد يستشكله السائل من قوله: "كاد المعلم أن يكون رسولا"، لا يؤثر فيما سبق بيانه، وذلك من جهات ثلاث :
الأولى:

أن المراد هنا ليس حقيقة الرسالة والنبوة ، التي بعثها بها الأنبياء ، وختمها محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن هذا لا مدخل فيه لسعي العبد ، بل هي اجتباء واصطفاء من الله جل جلاله ، للمكرمين من خلقه ، وهي قد ختمت ، ولم يبق أحد ينالها ، أو يطمع فيها .

وإنما المعلم – هنا - : رسول بالمعنى المجازي، لأنه يحمل رسالة العلم والأخلاق، وكل من يحمل هذه الرسالة فهو رسول بهذا المعنى، يحمل رسالة العلم ، وأمانة الأجيال على عاتقه .

ومع أن فيهم الصالح والطالح ، والخيِّر والشِّرِّير ؛ فإن "المخصوص" بهذا المدح : إنما هو معلم الناس الخير والحق ، كما في القصيدة نفسها : "يبني وينشئ أنفسا وعقولا" .

وهذا هو الذي يسلك بالجيل ، على طريق الأنبياء ، عليهم الصلاة والسلام .

الثانية :

استعمال فعل التقريب "كاد" يعني أن المعلم لم يبلغ مرتبة رسول الله، ولكنه لعظم مكانته شبهه بمن يقرب من مكانهم ، لو كان ذلك ينال بالقرب والسعي ؛ إذا لناله معلم الخير . كما قال عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرِثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ، أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ) رواه أحمد في "المسند" (36/46).
الثالثة :

أننا وجدنا في أقوال العلماء ما يقترب من هذه المعاني، ومن ذلك مثلا قول عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: "من قرأ القرآن فكأنما استُدرجت النبوة بين جنبيه، إلا أنه لا يوحى إليه" رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/ 120) .

وهذا كلام واضح في تشبيه مكانة قارئ القرآن بمكانة أنبياء الله؛ بجامع معرفة كلام الله الذي هو القاسم المشترك في هذه المكانة العظيمة، ولكن مع ملاحظة الفارق الكبير أيضا، وهو مكانة الوحي المنزل من السماء، التي يحظى بها النبي والرسول، ولا تكون لغيرهم من الناس ، مهما علت منزلته.

والشاهد هنا هو التشبيه والتقريب الذي استعمله عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو قريب جدا من تشبيه أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله.

وقد قَالَ أَبُو الفرج ابن الحنبلي (توفي سنة 634هـ) وهو يصف الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة (توفي سنة 558 هـ) ، والد موفق الدين ابن قدامة صاحب "المغني" قال :

"كان لَهُ قدم فِي العبادة والصلاح ، سمعت والدي – هو : نجم بن عبد الوهاب الحنبلي توفي سنة 586هـ - يَقُول: لو كَانَ نبي يبعث في زمان الشيخ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قدامة : كَانَ هُوَ"

انتهى من "ذيل طبقات الحنابلة" (3/125) .

فمثل هذه الكلمات لا تفسر تفسيرا حرفيا ، وإنما يؤخذ منها المعنى العام ، وهو مدح ذلك الشخص ، وأن عبادته وزهده وأخلاقه ... إلخ تشبه عبادة وزهد وأخلاق الأنبياء ، وأنه أفضل أهل زمانه ... ونحو ذلك .

فكذلك هذا البيت من الشعر ، لا يقصد منه المعنى الحرفي ، وهو أن منزلة المعلم قريبة من منزلة الرسول ، ولكن المراد مدح المعلم وأنه قائم بعمل الرسول ، وهو تعليم الناس الخير والحق.

ومن كلام علمائنا المعاصرين وجدنا العلامة ابن جبرين رحمه الله يستشهد بهذا البيت، كما ورد في "فتاوى الشيخ ابن جبرين" (4/ 14، بترقيم الشاملة آليا) قوله:

"إن العلماء والدعاة والمعلمين لهم رتبة ومكانة راقية، وقدر في النفوس، حيث إن الله تعالى ميزهم، وحملهم العلم الشرعي، والفقه في الدين، والدعوة إليه، وجعل لهم منزلة مرموقة، سيما إذا تصدوا للتدريس في الجامعات، أو المعاهد العلمية، أو الحلقات، أو المنابر، ومواضع الدعوة، فإن على الطلاب أن يعرفوا لهم قدرهم، ويحترموهم .
وقد قيل في المعلم:

قم للمعلم وفه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا" انتهى.

وأما إذا قصد السائل استشكال الشطر الأول من البيت، وهو قول أحمد شوقي: "قم للمعلم" :

فليس هذا بمحذور أيضا؛ لأن مسألة القيام للمعلم مسألة خلافية بين الفقهاء، والأكثرون على استحباب هذا القيام وجوازه، إجلالا للمعلم، واحتراما لقدره ومكانته.

فمثل هذه القضايا الخلافية لا تجعل معيارا للحكم على الشعر بالحظر أو المنع.

والخلاصة : أننا لا نرى حرجا في هذا البيت من الشعر، لا على قائله، ولا على المستشهد به.

والله أعلم.








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-05-16, 04:16   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم قولهم قاهر المستحيل
وقاهر المرض ومكث في صراع مع المرض


السؤال :


سؤالي عن إطلاق عبارة ( قاهر المستحيل ) تطلق على شخص معاق فيقوم بأعمال قد لا يقوم بها السليم . وأيضا عبارة قاهر المرض أو مكث في صراع مع المرض أو الموت

الجواب :

الحمد لله

الأولى ترك هذه العبارات، وإن كان الغالب أن مطلقها لا يريد من ورائها معنى محذورا.

فقولهم: قاهر المستحيل، يعنون به: تمكن المعاق من العمل والإنجاز، وعدم الاستسلام لإعاقته، وهذا العمل ليس مستحيلا عقليا ، كالجمع بين الضدين، ولا مستحيلا عاديا كالطير في الهواء، ولكنه أمر شاق على أمثاله، فتسميته مستحيلا : هو من باب التوسع في العبارة ، وكنايات الكلام .

وكذلك قولهم: قاهر المرض، يعنون به أنه تغلب عليه، فإن البدن القوي يتغلب على المرض ويتجاوزه. أو أنه تحمله بصبر ، حتى زال عنه ، ولم يضعف له ، ولم تهِن قواه .

وقولهم: مكث في صراع مع المرض : أي طال مرضه، وقاوم بدنه المرض، إلى أن يتغلب واحد منهما.

وكذلك: صارع الموت، وهو استمرار آلام النزع.

فكل هذا : من باب التوسع في العبارة ، ولا يظهر في مثل ذلك التوسع حرج ، إن شاء الله .

لكن ينبغي التنبه إلى أن بعض الملاحدة يستعمل هذه العبارات ويريدون أن الإنسان تحدى القدر، وغلبه، وهذا كفر وكذب، فلا أحد يمكنه رد القدر إلا بالقدر نفسه، أي ببذل الأسباب التي قدر الله أنها تدفع البلاء، كالتداوي، والحمية، والدعاء، كما جاء في الحديث: (لَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ)

رواه أحمد (22386) وابن ماجه (90) من حديث ثوبان، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه.

والدعاء من جملة ما قدر الله تعالى. فالقدر يرد بالقدر، والعبد إنما يفر من قدر الله إلى قدر الله.

وأما أن يغلب أحد القدر، فهذا لا يكون، بل الأمر كما قال تعالى: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) يوسف/21

ولهذا فالأولى ترك هذه العبارات، ورد الفضل إلى الله تعالى، فيقال: شفاه الله، وأنعم لله عليه بالشفاء، وأعانه الله، وذلل له الصعاب، ونحو هذا، فإن الفضل كله بيد الله سبحانه.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-16, 04:19   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

من أحد أصدقائي يأتيني هدية فيه مكتوب "لبيك ثار الله”، وأنا في شكوك عن استخدامه، وعليه يرجى لدى الأستاذ الكريم بالإفادة عن تفسير "ثار الله، والحكم عن استخدامه


الجواب :


الحمد لله

التلبية في اللغة هي الاستجابة ، ومعنى " لبيك فلان " : استجبت لك يا فلان ، بحذف حرف النداء .

وحذف حرف النداء ، شائع في اللغة العربية ، وأمثلته في القرآن كثيرة ، كقوله تعالى ( يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ) والمعنى : يا يوسف أعرض عن هذا ، ومنه قوله تعالى ( رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ ) فـ "ياء النداء" قبل "رب" محذوفة ، وهذا كثير في القرآن .

ومعنى " لبيك ثأر الله " : استجبت ، أو سأستجيب لك ، يا ثأر الله .

والتلفظ بالاستجابة لثأر الله أو ثأر رسوله أو ثأر فلان أو علان ؛ كل هذا لا حرج فيه ؛ إذا كان قائله يريد به أن يستنهض الهمم ، للغيرة والثأر لدين الله ، فهو كقول القائل : وا إسلاماه ، أو يا خيل الله اثأري ، أو نحو هذه الألفاظ ، فهذه ألفاظ حق ، ولا حرج فيها .

غير أن استعمال هذه الكلمة صار شائعا عند الرافضة الحاقدين ، ويقصدون بها الأخذ بثأر الحسين بن علي رضي الله عنه وعن أبيه ، ويرمون أهل السنة – ظلما وبهتانا - بعداوته وقتله ، مع أن أهل السنة أولى بالحسين وبجميع آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم منهم .

وهؤلاء لو كان عندهم عقل وعدل وإنصاف ، فممن يريدون الأخذ بثأر الحسين ؟!

وقد مات قتلة الحسين منذ نحو ألف وأربعمائة سنة !!

ولكنهم يطلقون مثل هذه العبارة لحمل سفهائهم وجهالهم على قتل أهل السنة .

والله تعالى يقول : (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الأنعام/164 .

ولكنه الحقد على أهل الإسلام ، من أهل السنة خصوصا ، تبديه مثل هذه العبارات .. لما كانوا يتسترون بالتقية زمانا ....

وأما اليوم : فلا يحتاج الأمر إلى بيان .. والله المستعان .

وقد عرف عن الرافضة توزيع الهدايا والأطعمة في ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه ، ويكتبون فيها هذه العبارة وما يشابهها ؛ ليستميلوا الناس إلى باطلهم ، ويغووهم بذلك .

فإذا كان الأمر كذلك ، فاحذر كل الحذر من هذا الصديق ، وما يهديك من كتب القوم ، وضلالاتهم ؛ فبين له ذلك ، وحذره من ضلال الرافضة ، وفساد طريقتهم ولا يجوز لك أن تقبل منه شيئا جاء على هذا النحو ؛ حفاظا على سلامة دينك ، وإضعافا لباطلهم ، وبعدا عن إقرارهم عليه .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-16, 04:23   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم قول "خرج النبي من مكة مذموما مدحورا"

السؤال :

قال أحد الأئمة في خطبة جمعة متحدثا عن فتح مكة: "خرج النبي من مكة مذموما مدحورا". ولقد نُصح بأن يمتنع عن وصف النبي بمثل هذه العبارات، لكنه عاد في خطبة عن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ليبرر هذه العبارة في حق النبي صلى الله عليه وسلم بتبريرات غير مقنعة. فأرجو من سماحتكم توضيح هذه المسألة.


لجواب:


الحمد لله

هذا القول منكر عظيم، وكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخشى على صاحبه إن أصر عليه، وبيان ذلك كما يلي:

أولا:

المدحور هو المطرود، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج من مكة مطرودا، وإنما خرج بنفسه مهاجرا ، منصورا من الله تعالى .

وكانت قريش حريصة عند خروجه ألا يخرج، ووضعت لمن يرده ويأتي به الجوائز، بعد أن كانت تفكر أولا في إخراجه صلى الله عليه وسلم ، ثم عدلت عن ذلك خشية انتشار دعوته، فهاجر صلى الله عليه وسلم رغما عنها، ولم يكن حال خروجه مطرودا، صلوات الله وسلامه عليه.

وإنما نسب الله إخراجه من مكة للكفار، باعتبار أنهم ضيقوا عليه، وآذوه، ولم يمكنوه من تبليغ دعوة ربه فيهم ، حتى اضطر للهجرة، كما قال تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة/40

وقوله: (إِذْ أَخْرَجَهُ) متعلق بـ (نَصَرَهُ) فقد نصره الله تعالى وقت خروجه، فكان خروجه نصرا عظيما له، وغمّا لأعدائه.

قال ابن عطية رحمه الله في تفسيره

: " وقوله " إذ أخرجه الذين كفروا " يريد فعلوا من الأفاعيل ما أدى إلى خروجه ، وأسند الإخراج إليهم ؛ إذ المقصود تذنيبهم .

ولما كان مقصد أبي سفيان بن الحارث الفخر في قوله : ( من طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّدِ ) ؛ لم يقرره النبي صلى الله عليه وسلم"

انتهى من المحرر الوجيز (3/ 39).

وقال الطاهر بن عاشور رحمه الله: " ويتعلق (إذ أخرجه) بـ (نصره) ؛ أي زمن إخراج الكفار إياه، أي من مكة، والمراد خروجه مهاجرا.

وأسند الإخراج إلى الذين كفروا ، لأنهم تسببوا فيه ، بأن دبروا لخروجه غير مرة ، كما قال تعالى: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك) [الأنفال:30] ، وبأن آذوه وضايقوه في الدعوة إلى الدين، وضايقوا المسلمين بالأذى والمقاطعة، فتوفرت أسباب خروجه .

ولكنهم كانوا مع ذلك يترددون في تمكينه من الخروج ، خشية أن يظهر أمر الإسلام بين ظهراني قوم آخرين، فلذلك كانوا في آخر الأمر مصممين على منعه من الخروج، وأقاموا عليه من يرقبه ، وحاولوا الإرسال وراءه ليردوه إليهم، وجعلوا لمن يظفر به جزاء جزلا، كما جاء في حديث سراقة بن جعشم" .

إلى أن قال:

" (فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم).

التفريع مؤذن بأن السكينة أنزلت عقب الحلول في الغار، وأنها من النصر، إذ هي نصر نفساني، وإنما كان التأييد بجنود لم يروها ، نصرا جثمانيا.

وليس يلزم أن يكون نزول السكينة عقب قوله: (لا تحزن إن الله معنا) ؛ بل إن قوله ذلك هو من آثار سكينة الله التي أنزلت عليه، وتلك السكينة هي مظهر من مظاهر نصر الله إياه، فيكون تقدير الكلام: فقد نصره الله فأنزل السكينة عليه ، وأيده بجنود حين أخرجه الذين كفروا، وحين كان في الغار، وحين قال لصاحبه: لا تحزن إن الله معنا. فتلك الظروف الثلاثة متعلقة بفعل (نصره) على الترتيب المتقدم . وهي كالاعتراض بين المفرع عنه والتفريع .

وجاء نظم الكلام على هذا السبك البديع ، للمبادأة بالدلالة على أن النصر حصل في أزمان وأحوال، ما كان النصر ليحصل في أمثالها لغيره ، لولا عناية الله به، وأن نصره كان معجزة خارقا للعادة"

انتهى من التحرير والتنوير (10/ 201).

وبهذا يُعلَم أنه لا يجوز أن يقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج طريدا من مكة؛ لأنه من الكذب، وباطل القول.

ويشبه هذا ما قاله العز بن عبد السلام رحمه الله جوابا لمن سأله: " هل يتوجه إنكار على من قال: إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه آوى النبي صلى الله عليه وسلم طريداً، وآنسه وحيداً، أم لا؟

فأجاب:

" من زعم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه آوى النبي صلى الله عليه وسلم طريداً : فقد كذب .

ومن زعم أنه آنسه وحيداً : فلا بأس بقوله"

انتهى من "فتاوى العز بن عبد السلام" (رقم/114).

وما أشار إليه ابن عطية من إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على أبي سفيان بن الحارث قوله: ومن طردتُ كل مطرد، جاء مبينا في الطبقات الكبرى لابن سعد (4/ 52):

" ... كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يهجو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أسلم قال ...

لَعَمْرُكَ إِنِّي يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً * لِتَغْلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ

لَكَالْمُدْلِجِ الْحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ * فَهَذَا أَوَانِي حِينَ أُهْدَى وَأَهْتَدِي

هَدَانِيَ هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي ودلَّني ... على اللَّهِ مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّدِ

فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (بل نحن طردناكم)...

وَأَتَى أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَابْنُهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مُعْتَمَّيْنِ، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَيْهِ، قَالَا: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَسْفِرُوا تَعَرَّفُوا» ، قَالَ: فَانْتَسَبُوا لَهُ وَكَشَفُوا عَنْ وجُوهِهِمْ، وَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَيُّ مُطَّرِدٍ طَرَدْتَنِي يَا أَبَا سُفْيَانَ، أَوْ مَتَى طَرَدْتَنِي يَا أَبَا سُفْيَانَ؟» قَالَ: لَا تَثْرِيبَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «لَا تَثْرِيبَ يَا أَبَا سُفْيَانَ» " انتهى.

على أن الوصف بـ:"الدحر" : أقبح ، وأشنع من الوصف بالطرد ؛ لأمرين:

الأول: أنه ارتبط بوصف إبليس وأهل النار كما سيأتي.

الثاني: أنه يفيد الإبعاد مع الإهانة.

قال ابن جزي رحمه الله: " { مَّدْحُوراً } أي مُبعداً ، أو مُهاناً" انتهى من التسهيل، ص887

ثانيا:

أن قوله: خرج مذموما مدحورا. بالجمع بين هذين الوصفين، أمر في غاية القبح، والبطلان .

وذلك أن هذا الوصف إنما جاء في كتاب الله تعالى لإبليس ولأهل النار، وارتبط في أذهان الناس بذلك، فلا ريب في تحريم استعارته لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الله تعالى في حق إبليس: (اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا) الأعراف/18، وقال: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا) الإسراء/18

والمذءوم هو المذموم.

فلو سلمنا صحة الوصف بالطرد ، باعتبار المفهوم العام للإخراج ، وأن الكفار ضيقوا عليه صلى الله عليه وسلم حتى خرج، فإن الجمع بين هذه الوصفين ، اللذين وصف الله بهما إبليس ، وأهل النار: أمر غاية في القبح والشناعة ، ولا ندري : ما مسوغه عنده ، وما الذي ألجأه إليه أصلا ، وأورده ذلك المورد ؟!

ثالثا:

أن الفقهاء منعوا من كل ما يُشعر بهضم جنابه صلى الله عليه وسلم، أو التنقص من حقه، أو منافاة التوقير والتعظيم له.

قال القاضي عياض رحمه الله: " وأفتى أبو عبد الله بن عتاب ، في عَشّار ، قال لرجل : أدِّ ، واشك إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وقال: إن سألت أو جهلت، فقد جهل وسأل النبي صلى الله عليه وسلم = [ أفتى ] : بالقتل.

وأفتى فقهاء الأندلس بقتل ابن حاتم ، المتفقه الطليطلى ، وصلبه ، بما شُهد عليه به من استخفافه بحق النبي صلى الله عليه وسلم ، وتسميته إياه أثناء مناظرته ، باليتيم ، وختن حيدرة ، وزعمه أن زهده لم يكن قصدا، ولو قدر على الطيبات أكلها ، إلى أشباه لهذا...

وقال القاضي أبو عبد الله ابن المرابط: من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم هُزم : يستتاب ؛ فإن تاب ، وإلا قتل ؛ لأنه تنقص ، إذ لا يجوز ذلك عليه في خاصته ، إذ هو على بصيرة من أمره ، ويقين من عصمته.

وقال حبيب بن ربيع القروى: مذهب مالك وأصحابه : أن من قال فيه صلى الله عليه وسلم ما فيه نقص : قتل دون استتابة.

وقال ابن عتاب: الكتاب والسنة : موجِبان أن من قصد النبي صلى الله عليه وسلم بأذى ، أو نقص ، معرّضا ، أو مصرحا ، وإن قل : فقتله واجب.

فهذا الباب كله مما عده العلماء سبا ، أو تنقصا : يجب قتل قائله ، لم يختلف في ذلك متقدمهم ولا متأخرهم ، وإن اختلفوا في حكم قتله على ما أشرنا إليه ونبينه بعد .

وكذلك أقول: حكم من غمصه ، أو عيّره برعاية الغنم ، أو السهو أو النسيان أو السحر أو ما أصابه من جرح أو هزيمة لبعض جيوشه أو أذى من عدوه أو شدة من زمنه أو بالميل إلى نسائه فحكم هذا كله لمن قصد به نقصه: القتل، وقد مضى من مذاهب العلماء في ذلك ويأتي ما يدل عليه"

انتهى من "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" (2/ 217).

وقال الدسوقي رحمه الله في ردة وقتل من قال: "هُزم أو هزمت جيوشه": " وإنما قتل قائل ذلك; لأن غاية ما هناك أن بعض الأفراد فر يوم أحد، وهذا نادر والنبي صلى الله عليه وسلم وغالب الجيش لم يفر".

وقال: "الذي عليه مالك وعامة أصحابه أن من قال : إن النبي هزم يقتل ولا تقبل توبته وهو المذهب. وظاهر الإطلاق: أي قَصَد القائل بذلك التنقيص أم لا. وإنما قتل; لأن الله عصمه من الهزيمة فنسبة الهزيمة إليه فيه إلحاق نقص به"

انتهى من حاشية الدسوقي (4/ 310).

ولهذا فالواجب على هذا الخطيب أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يعتذر عن خطئه، وأن يحذر الإصرار والمكابرة ، ومحاولة توجيه قوله.

نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى وأن يقينا مضلات الفتن.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-16, 04:27   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أثر ابن مسعود أنذرتكم صعاب المنطق
لا يفسر بالمنطق الأرسطي


السؤال :

قرأت في مقالات روايةً عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "أنذرتكم صعاب المنطق". هل الرواية صحيحة ؟

وهل هناك ذكر لـ "المنطق" في الصدر الأول في الإسلام ؟ وهل القول بأن المنطق هو : ما يقبله النطق الصحيح. فما أصل هذه الكلمة؟


الجواب


الحمد لله

إذا كنت تقصد بسؤالك عن "المنطق" هو "المنطق الصوري الأرسطي" المشهور تعريفه بأنه آلة تعصم الفكر عن الزلل، فهذا لم يستعمل في الصدر الأول من الإسلام، ولم يرد على لسان أحد من الصحابة والتابعين، ولم تكن العرب تعرفه حتى ترجم في العصر العباسي عن الكتب اليونانية والسريانية، وانتقل إلى العرب وذاع صيته وانتشر بين العلماء بين القبول والرفض.

ولذلك ؛ فما روي في أثر ابن مسعود رضي الله عنه من قوله: (أنذرتكم صعاب المنطق) : لم يُرِد به المنطق الأرسطي الذي لم يكن قد بلغه أصلا، ولا تعرفه العرب، وتأخر انتقاله إلى العلوم الإسلامية كثيرا .

وإنما يريد به المعنى اللغوي لكلمة "المنطق"، كما فسرها العلماء رحمهم الله، أي أنه رضي الله عنه ينهى عوام الناس عن المسائل الصعاب الدقاق، وهي ما تسمى في الفقه بـ "الأغلوطات"، نعني: المسائل الفقهية الدقيقة التي يراد بالتنقيب عنها ضرب الفقه بعضه ببعض، ومغالطة الفقيه بإيهامه وقوع الغلط والتناقض في الفروع ، محل السؤال.

يقول أبو عبيد الهروي رحمه الله (ت401هـ):

"الأغلوطات...أراد المسائل التي يُغالَط بها العلماء، فيُستَزلوا، فيهيج بذلك شر وفتنة...

قال القتيبي: هو مثل حديث عبد الله بن مسعود (أنذرتكم صعاب المنطق) ؛ يريد : المسائل الدقاق والغوامض .

وإنما نهى عنها ، لأنها غير نافعة في الدين، ولا تكاد تكون إلا فيما [لا] يقع أبدا.

ألا ترى قول عبد الله: (وبحسب المؤمن من العلم أن يخشى الله)" انتهى من "الغريبين في القرآن والحديث" (ص1382)

ويقول الإمام البغوي رحمه الله:

"روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: (أنذرتكم صعاب المنطق)، يريد المسائل الدقاق والغوامض، وإنما نهى عنها لأنها غير نافعة في الدين، ولا يكاد يكون إلا فيما لا يقع أبدا.

يُكرَه للرجل أن يتكلف لسؤال ما لا حاجة به إليه، وإن دعت الحاجة إليه، فلا بأس" انتهى من "شرح السنة" (1/308)

ويقول ابن الأثير رحمه الله:

"أراد المسائل التي يغالَط بها العلماء ليَزِلُّوا فيها، فيهيج بذلك شر وفتنة.

وإنما نهى عنها لأنها غير نافعة في الدين، ولا تكاد تكون إلا فيما لا يقع.

ومثله قول ابن مسعود: (أنذرتكم صعاب المنطق) يريد المسائل الدقيقة الغامضة.

فأما الأُغلوطات : فهي جمع أُغلوطة، أُفعولة، من الغلط، كالأحدوثة والأعجوبة" انتهى من "النهاية في غريب الحديث والأثر" (3/ 378)، ونحوه في "العباب الزاخر" (1/292)، وفي "لسان العرب" (7/364)

هذا وقد فسر بعض العلماء ما يحكى من كلام ابن مسعود رضي الله عنه في سياق الأخلاق والآداب التي تحث على صيانة اللسان عن الآفات، وحفظ الكلام عن اللغو والعبث.

يقول الإمام الماوردي رحمه الله:

"قال بعض الحكماء: من كثر كلامه كثرت آثامه.

وقال ابن مسعود: (أُنذِرُكم فضول المنطق).

وقال بعض البلغاء: كلام المرء بيان فضله، وترجمان عقله، فاقصره على الجميل، واقتصر منه على القليل، وإياك ما يسخط سلطانك، ويوحش إخوانك، فمن أسخط سلطانه تعرض للمنيَّة، ومَن أوحش إخوانه تبرأ مِن الحرية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وهل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم)

وقال بعض الحكماء: مقتل الرجل بين فكيه.

وقال بعض البلغاء: الحَصَر [ = هو حبس اللسان عن الكلام] خير من الهَذَر؛ لأن الحصر يُضعٍف الحجة، والهذر يتلف المحجة.

وقال بعض الأدباء: يا رب ألسنة كالسيوف تقطع أعناق أصحابها" انتهى من "أدب الدنيا والدين" (ص: 278)

والحاصل : أننا لم نقف على أي إسنادٍ لكلام ابن مسعود في كتب الآثار، وإنما نقله بعض شراح الحديث من المتقدمين والمتأخرين، ومعناه عندهم لا يتصل بالحديث عن "المنطق الصوري"، وإنما عن "المنطق" بمعنى التحدث والسؤال والكلام.

والله أعلم.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-17, 02:19   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




حكم إطلاق لفظ ( مسؤول ) على الله عز وجل

السؤال:

لاحظت في كلام بعض الدعاة عند التحدث عن مسألة الرزق مثلا، أنهم يقولون: الله هو "المسؤول" عن الرزق ، والواضح من كلامهم أن القصد هو أن الله تكفل بالرزق فلا ينبغي أن نحمل هذا الهم

وليس القصد أن الله يُسأَل ، وسؤالي هو: هل يصح أن ننسب هذا اللفظ إلى الله عز وجل ، بغض النظر عن نية قائله ، وهو سبحانه وتعالى يقول: ( لاً يُسْأًلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُون ) ؟


الجواب :

الحمد لله

المقرر عند أهل العلم - رحمهم الله تعالى - أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية ، أي لا يثبت منها شيء إلا بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة .

فإذا لم يثبت الاسم ، وكان معناه صحيحا فإنه يجوز الإخبار به عن الله تعالى ، لأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات ، لكن لا يعبّد بهذا الاسم ، فلا يقال مثلا : عبد المسئول ، وقد سبق بيان هذا في جواب السؤال رقم : (84270).

واسم "المسؤول" لم يثبت دليل يدل على أنه من أسماء الله تعالى ، فلا يجوز أن يسمى الله تعالى بهذا الاسم ، ولكن هل يجوز إطلاقه من باب الإخبار ؟ هذا فيه تفصيل:

أولا :

إن كان المقصود به أنه يخبر به عن الله تعالى أنه المسؤول بمعنى أن الخلق يسألونه من فضله ورحمته ورزقه ، ويلجؤون إليه في قضاء مصالحهم وتفريج كروبهم ، فهذا معنى صحيح ، وقد أخبر تعالى بما يدل عليه في كتابه العزيز في مثل قوله تعالى : ( يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن )الرحمن/ 29.

قال ابن كثير في تفسيره (7 / 494) :

" وقوله : ( يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) وَهَذَا إِخْبَارٌ عَنْ غِنَاهُ عَمَّا سِوَاهُ ، وَافْتِقَارِ الْخَلَائِقِ إِلَيْهِ فِي جَمِيعِ الْآنَاتِ، وَأَنَّهُمْ يَسْأَلُونَهُ بِلِسَانِ حَالِهِمْ وَقَالِهِمْ، وَأَنَّهُ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شأن" انتهى.

وقال القرطبي في تفسيره (17 / 166):

" قوله تعالى: (يسأله من في السماوات والأرض) قيل: المعنى : يسأله من في السموات الرحمة، ومن في الأرض الرزق
.
وقال ابن عباس وأبو صالح: أهل السموات يسألونه المغفرة ولا يسألونه الرزق، وأهل الأرض يسألونهما جميعا.

وقال ابن جريج: وتسأل الملائكة الرزق لأهل الأرض، فكانت المسألتان جميعا من أهل السماء وأهل الأرض لأهل الأرض" انتهى.

وقد دأب أهل العلم على استعمال هذا اللفظ في مثل هذه السياقات .

قال ابن كثير في " البداية والنهاية" (14 / 234): " فالله هو المسؤول أَنْ يُحْسِنَ الْعَاقِبَةَ" انتهى.

وقال الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها" (6 / 276): " والله هو المسؤول أن يحفظ علينا إيماننا، ويطهر قلوبنا من الحسد والغل والكبر، إنه خير مسؤول" انتهى.

ثانيا:

أن يكون المقصود أن الله سبحانه وتعالى هو صاحب السلطة والتدبير للأمور ، فهنا أيضا يصح الإخبار به عنه سبحانه ، في لغة من يستعملونه في مثل هذا المعنى ، ولا يوهم عندهم نقصا ، ولا معنى فاسدا . فإنه سبحانه من يدبر الأمر ، قال تعالى : ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِه ) يونس/ 3

وقال تعالى : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ . لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) الزمر/ 62، 63 ، قال البغوي في تفسيره (7 / 130): " ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل) أي: الأشياء كلها موكولة إليه ، فهو القائم بحفظها. ( له مقاليد السموات والأرض ) مفاتيح خزائن السموات والأرض" انتهى.

وقال ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية :

" يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ خَالِقُ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، وَرَبُّهَا وَمَلِيكُهَا وَالْمُتَصَرِّفُ فِيهَا، وَكُلٌّ تَحْتَ تَدْبِيرِهِ وَقَهْرِهِ وكلاءته"

انتهى من "تفسير ابن كثير" (7 / 111).

فإن أوهم في عرف الناس : أنه مسؤول ، كالمسؤولين في الدنيا ، وأن هناك ، ولو من حيث الصورة ، والبروتوكول الشكلي ، من "يسألهم" : يعني : يحاسبهم ، ويقتضيهم الحقوق والواجبات ، ويحاسبهم على التقصير ، سواء كان السائل والمحاسب : هو "المسؤول" الأعلى منه رتبة ، أو كان هو الشعب ، في زعمهم وقولهم .

نقول : متى أوهم الاستعمال في حق الله جل جلاله ، شيئا من هذه المعاني الفاسدة ، أو غيرها من وجوه النقص ، والجرأة على مقام رب العالمين : لم يحل استعماله في حق الله جل جلاله ، ولا الإخبار به عنه ، ويجب الاقتصار على ما ورد ، وصح معناه من غير شك ، ولا تطرق وهم أو ظن .

وبهذا يتبين أنه متى كان المقصود باستعمال لفظ "المسؤول" : أن الله تعالى يُسْأل عن شيء من أفعاله أو أقداره ، أو ما يحكم به على خلقه على سبيل المؤاخذة أو المحاسبة : فهذا معنى باطل ، بلا شك ، ولا يجوز استعمال ذلك اللفظ في حقه سبحانه ، على هذا الوجه الباطل ؛ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا جل شأنه ، قال تعالى : ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)الأنبياء/ 23 .

قال ابن كثير في تفسيره (5 / 337)

: " وَقَوْلُهُ: ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) أَيْ: هُوَ الْحَاكِمُ الَّذِي لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ، وَلَا يَعْتَرِضُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، لِعَظَمَتِهِ وَجَلَالِهِ وَكِبْرِيَائِهِ، وَعُلُوِّهِ وَحِكْمَتِهِ وَعَدْلِهِ وَلُطْفِهِ ، ( وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) أَيْ: وَهُوَ سَائِلٌ خَلْقَهُ عَمَّا يَعْمَلُونَ، كَقَوْلِهِ: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ( وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ) " انتهى.

وقال السمعاني في تفسيره (3 / 374):

" قوله تعالى: ( لا يسأل عما يفعل وهم يُسْألون ) يعني: لا يسأل عما يحكم على خلقه ، والخلق يسألون عن أفعالهم وأعمالهم ، وقيل: لا يسأل عما يفعل؛ لأنه كله حكمة وصواب، وهم يسألون عما يفعلون ، لجواز الخطأ عليهم، وقيل: معنى لا يسأل عما يفعل: لا يقال له: لم؟ ، ولماذا؟ بخلاف الخلق" انتهى.

وقال الطحاوي في "متن الطحاوية بتعليق الألباني" (1 / 50):

" قال الله تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الْأَنْبِيَاءِ: 23] . فَمَنْ سَأَلَ لِمَ فَعَلَ؟ فَقَدْ رَدَّ حُكْمَ الْكِتَابِ ، وَمَنْ رَدَّ حُكْمَ الكتاب كان من الكافرين" انتهى.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-17, 02:21   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

ما حكم قول : الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه؟

الجواب:


الحمد لله


عرضت هذا السؤال على شيخنا عبد الرحمن البراك حفظه الله تعالى ، فأفاد :

" لا أصل لهذه الكلمة ، وهي فاسدة من حيث المعنى ، فلا منتهى لحمد الله". انتهى

والله أعلم

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-17, 02:23   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يجوز إطلاق " الربّ " - معرَّفا -
على الله تعالى ؟


السؤال :


هل يجوز للمسلم أن يقول كلمة '' الربّ '' بدلاً من '' الله '' مثلا : بارك الربّ فيك / أعانك الربّ.. أم أنّ كلمة '' الربّ '' مقتصرة على المسيحيين فقط ؟؟


الجواب :


الحمد لله


إطلاق اسم " الربّ " على الله تعالى إطلاق صحيح لا محذور فيه ، وقد جاء ذلك في النصوص الشرعية وكلام أهل العلم .

فروى البخاري (4849) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يُقَالُ لِجَهَنَّمَ: هَلِ امْتَلَأْتِ، وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، فَيَضَعُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدَمَهُ عَلَيْهَا، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ)

وروى مسلم (479) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ)

وغير هذا من الأحاديث .

وقال البخاري رحمه الله في "صحيحه" (9/ 134):

" بَابُ مَا جَاءَ فِي تَخْلِيقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَغَيْرِهَا مِنَ الخَلاَئِقِ ، وَهُوَ فِعْلُ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَأَمْرُهُ، فَالرَّبُّ بِصِفَاتِهِ وَفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ وَكَلاَمِهِ، وَهُوَ الخَالِقُ المُكَوِّنُ، غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَمَا كَانَ بِفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ وَتَخْلِيقِهِ وَتَكْوِينِهِ، فَهُوَ مَفْعُولٌ مَخْلُوقٌ مُكَوَّنٌ " انتهى .

وقال أيضا (9/ 142):

" بَابُ كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ جِبْرِيلَ، وَنِدَاءِ اللَّهِ المَلاَئِكَةَ " انتهى .

وقال الترمذي رحمه الله في "سننه" (2/ 307):

" بَابُ مَا جَاءَ فِي نُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ " انتهى .

و"الرب " من أسماء الله الحسنى الجامعة ، ومعناه : ذو الربوبية على خلقه أجمعين ، خلقا وملكا وتصرفا وتدبيرا .

قال ابن القيم رحمه الله :

" الرب هو القادر الخالق البارئ المصور الحي القيوم العليم السميع البصير المحسن المنعم الجواد المعطي المانع الضار النافع المقدم المؤخر الذي يضل من يشاء ويهدي من يشاء ويسعد من يشاء ويشقي ويعز من يشاء ويذل من يشاء، إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه من الأسماء الحسنى " انتهى من "بدائع الفوائد" (2/ 249)

وقال النووي رحمه الله: " قال العلماء: لا يطلق الرب بالألف واللام، إلا على الله تعالى خاصة " انتهى من "الأذكار للنووي" (ص363) .

فإطلاق " الربّ " على الله تعالى لا محذور فيه ، بل هو من أسماء الله الحسنى .

ولكن اعتياد استعمال هذا الاسم ، والاستعاضة به عن " الله " أو " الرحمن " أو " رب العالمين " كأن يقول القائل : بارك الرب فيك أو : باركك الرب ، أو : أعانك الرب ، أو نسأل الرب لك المغفرة ، ونحو ذلك : لا يجوز

لما فيه من الشبه بالنصارى ، الذين يعتادون ذلك ، ويتحدثون عن "الإله" باسم "الرب" ، حتى إنهم لا يكادون يذكرون اسم "الله" ، ونحن المسلمين نخالفهم في هذا ، فاسم "الله" هو الاسم العلم على رب العالمين ، الذي تفرد به عمن سواه .

فالذي ينبغي للمسلم ويحسن به أن يكون أكثر استعماله هو لاسم الله تعالى "الله" ، وإذا استعمل اسم "الرب" أحيانا ، وكان السياق مناسبا لذلك فلا بأس بذلك .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-17, 02:26   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم قول : " دخيل الله " و " دخيل النبي "

السؤال:


أود أن أستفسر عن حكم التلفظ ببعض الكلمات المنتشرة على ألسن الناس عندنا في سوريا ، من أمثلة : ( دخيل الله ) أو ( دخيل النبي ) أو : لعن السماء ؟


الجواب :

الحمد لله


أولا :

الأولى بالمسلم تجنب الألفاظ التي لا يُدرَى معناها والمقصود منها بشكل واضح ، أو تحتمل معنى قبيحاً ، حتى لا يزلَّ لسانه بكلمة لا يدري أين تذهب به ؛ وفي الحديث الصحيح : ( إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ ) ، رواه الترمذي (2319) وصححه.

ثانياً :

كلمة ( دخيل الله ) الأصل في معناها : أنه مستجير بالله لاجئ إليه ، وفي حمايته وحفظه .

وهذا معنى صحيح ، لا لبس ولا إشكال فيه .

وقد يستعملها البعض بمعنى آخر غير الاستجارة بالله ، وهذا لا حرج فيه كذلك .

ثالثاً :

أما كلمة ( دخيل النبي ) فهي تعني في أصلها : الاستجارة بالنبي والاستغاثة به ، وهذا معنى باطل لا يجوز لمسلم أن يقصده .

إلا أن كثيراً من الناس في بلاد الشام يطلق هذه اللفظة ، ولا يقصد بها الاستغاثة ولا المعنى الحرفي للكلمة ، بل هي تستعمل في سياقات مختلفة ، عند التعجب ، وعند الطلب ، أو بمعنى ( من أجل النبي ) ، وليس منها الاستغاثة في غالب الأحوال .

فهي ـ في مثل ذلك ـ تشبه الكلمات التي كانت تجري على ألسنة العرب ولا يقصد بها معناها ، كـ ( ثكلتك أمك ، عقرى حلقى ، تربت يداك ...) .

والواجب تجنب استعمال هذا اللفظ ، ونحوه من المشتبهات ، لما يتضمنه من إيهام المعنى المنكر ، إلا أنه لا يقال في حق قائله : إنه استغاث بغير الله .

ثالثاً : أما قول بعضهم " يلعن سَمَاك " ، فهي كلمة تطلق للسب والشتم ، وأكثر الناس لا يدري معناها الدقيق ، لكنها تدور حول لعن السماء ، أو ما هو فوقك ، وأحيانا يستخدمها الساب تهرباً من سب الذات الإلهية ، فيلجأ لهذا اللفظ توريةً ، وبعضهم يطلقها ولا يقصد منها شيئاً محدداً.

وعلى كل الأحوال : فالمسلم مطالب بتجنب مثل هذه الكلمات الموهمة .

ومن قصد بهذا اللفظ لعن السماء ، فقد وقع في الحرام وارتكب محظوراً ؛ لأن من لعن شيئاً بغير حق : ردت عليه اللعنة ؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَلْعَنِ الرِّيحَ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ ، وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ ) رواه الترمذي (1978) وصححه الألباني.

ولا شك أن السماء أولى ألا تُلعن ، لأنها ليست أهلا للعن والعياذ بالله .

وكذلك فإن اللعن منهي عنه ، وليس هو من أخلاق أهل الإيمان ؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ ) رواه الترمذي (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-17, 02:29   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم ما يقال في بعض الأعراس :
الورد كان شوك من عرق النبي فتح


السؤال :

هناك كلمة أود معرفة هل لها أصل من حديث أو حقيقة ، وهل يجوز قولها وإنشادها ، كما يحدث في الأعراس ، فهي تقال للعريس من أصحابه ورفاقه : " الورد كان شوك ، من عرق النبي فتح... " جزاكم الله خيرا


الجواب :


الحمد لله


عبارة : " الورد كان شوك من عرق النبي فتَّح " .

هذه العبارة يقصد بها مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن عرقه ، من طيبه بلغ درجة أن الورد منه تفتح ، بعد أن كان شوكا .

فأما كون عرق النبي صلى الله عليه وسلم كان ذا رائحة طيبة : فهذا أمر ثابت كما في حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ( مَا مَسِسْتُ حَرِيرًا وَلاَ دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلاَ شَمِمْتُ رِيحًا قَطُّ ، أَوْ عَرْفًا قَطُّ : أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ أَوْ عَرْفِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) . رواه البخاري (3561) ومسلم (2330) .

ورواه الترمذي (2015) بلفظ : ( ... وَلَا شَمَمْتُ مِسْكًا قَطُّ وَلَا عِطْرًا كَانَ أَطْيَبَ مِنْ عَرَقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .

أما مدح النبي صلى الله عليه وسلم بهذه العبارة ، فالذي يظهر تركه ، لما فيه من الغلو ، والقول المخالف للواقع ؛ فالورد لم يتفتح من عَرَق النبي صلى الله عليه وسلم ، رغم أنه أطيب من الطيب ؛ وشأنه أطيب من ذلك ، ومقامه أجل من ذلك ، لكن هذا ليس واقعا ، ولم يحدث ، وإنما هو من باب المغالاة ، والغلو في المدح ؛ وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن المبالغة في مدحه بما ليس بصحيح .

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنه سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى المِنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ ) رواه البخاري (3445) .

قال ابن الأثير رحمه الله تعالى :

" الإطراء: مجاوزة الحد في المدح، والكذب فيه " انتهى . "النهاية في غريب الحديث" (3 / 123).

ولعل بعض من ألف مثل هذا المديح ، أو الغناء ، إنما أخذه من حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه :

( خلق الورد الأحمر من عرق جبريل ليلة المعراج، وخلق الورد الأبيض من عرقي، وخلق الورد الأصفر من عرق البراق ) .

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : موضوع.

رواه ابن عساكر (4 / 236 / 1) عن الحسن بن عبد الواحد القزويني: أخبرنا هشام بن عمار: أخبرنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا حديث موضوع آفته القزويني هذا قال الذهبي:

" روى في خلق الورد الأحمر خبرا كذبا، وهو غير معروف ".

وقال ابن عساكر عقب الحديث:

" قرأت بخط عبد العزيز الكتاني: قال لي أبو النجيب الأرموي: " هذا حديث موضوع، وضعه من لا علم له، وركبه على هذا الإسناد الصحيح ".

وأقره الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان ". "

انتهى . "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (2 / 187) .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-18, 05:01   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




ما حكم قول البعض ؛ في مزبلة التاريخ .

السؤال :

ما حكم قول البعض: " مزبلة التاريخ " أليست من سب الدهر ؟

أليس من الأفضل القول مثلاً: مزبلة البشرية ؟ وشكراً


الجواب :

الحمد لله

أولا :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِي الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ )

رواه البخاري (4826) ومسلم (2246) .

والحديث له تفسيران مشهوران :

التفسير الأول :

نهي عن سب الدهر ؛ لأن الله تعالى هو خالق الدهر ومقدر أحداثه فسب أيامه ولياليه وما يقع فيه من مصائب وبلاء هو في حقيقته سب لمن قدّرها وخلقها وهو الله تعالى .

قال البيهقي رحمه الله تعالى :

" قال الشافعي في رواية حرملة: وإنما تأويله ، والله أعلم ، أن العرب كان شأنها أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم من موت ، أو هرم ، أو تلف أو غير ذلك ، فيقولون: إنما يهلكنا الدهر ، وهو الليل والنهار .. فيقولون: أصابتهم قوارع الدهر ، وأبادهم الدهر ؛ فيجعلون الليل والنهار اللذين يفعلان ذلك

فيذمون الدهر ، فإنه الذي يفنينا ويفعل بنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا الدهر ) على أنه الذي يفنيكم ، والذي يفعل بكم هذه الأشياء ، فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء فإنما تسبوا الله تبارك وتعالى ، فإن الله فاعل هذه الأشياء .

قال الشيخ: وطرق هذا الحديث وما حفظ بعض رواته من الزيادة فيه دليل على صحة هذا التأويل "

انتهى من " السنن الكبرى" (7 / 131) .

التفسير الثاني :

أنه نهي عن سبّ الدهر لأنه اسم من اسماء الله تعالى ومعناه القديم الأزلي .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

" والقول الثاني: قول نعيم بن حماد ، وطائفة معه من أهل الحديث والصوفية: إن الدهر من أسماء الله تعالى ، ومعناه القديم الأزلي .

ورووا في بعض الأدعية: يا دهر ! يا ديهور ! يا ديهار ! وهذا المعنى صحيح ؛ لأن الله سبحانه هو الأول ليس قبله شيء ، وهو الآخر ليس بعده شيء ؛ فهذا المعنى صحيح إنما النزاع في كونه يسمى دهرا بكل حال .

فقد أجمع المسلمون وهو مما علم بالعقل الصريح أن الله سبحانه وتعالى ليس هو الدهر الذي هو الزمان ، أو ما يجري مجرى الزمان ...

" انتهى . "مجموع الفتاوى" (2 / 494) .

ثانيا :

وعلى أي تفسير حمل الحديث السابق ؛ فإن مقولة " مزبلة التاريخ " لا تدخل في معنى الحديث ونهيه ؛ ولا يراد بها لا سب الزمان ، ولا سب الحياة ، ولا سب التاريخ أو عيبه ، إنما يراد بها سب الشخص المعين ، أو الطائفة المعينة ، أو من يقال عنه : إلى "مزبلة التاريخ" ؛ ومراد قائل ذلك :

أن التاريخ ، إن ذكر هذا الشخص المعين : فلن يذكر بخير ، وأعماله شر وسوء .

وإن وضعه في مكان : فسوف يضعه في أسوأ مكان يوضع فيه "شيء" ، وأرذله ، وهو "المزبلة" .

وهذا كله إنما هو من باب : مجاز القول ، وكناياته ، ويراد به : عيب الشخص المعين ، أو الطائفة ، كما سبق ، ولا علاقة لهذا أصلا : بذم التاريخ ، أو الزمان .

والحاصل ؛ أن مقولة " مزبلة التاريخ " لا يتناولها حديث النهي عن سب الدهر ؛ لأنها موجهة فقط لوصف أفعال البشر الدنيئة التي تقع تحت مسؤوليتهم وتصدر باختيارهم وارادتهم .

لكن يجب على قائل ذلك : أن يتنبه ، فلا يوقعها إلا على من يستحقها من الكفار ، وعتاة أهل الشر والبغي والطغيان ، ويحذر من التساهل فيها ، فيقع هو في البغي والعدوان ، أو الغيبة والبهتان.

والله أعلم .

الخلاصة ؛ أن مقولة في "مزبلة التاريخ" لا تحمل المعنى الذي من أجله جاء النهي عن "سبّ الدهر " .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-18, 05:05   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم مقولة غضب الطبيعة التي
تذكر في بعض الأفلام الوثائقية

السؤال:

ما حكم مشاهدة الأفلام الوثائقية فى أوقات الفراغ التى لا تحتوى على محاذير شرعية ، ولكن المتحدث فيها أحيانا يقول : (غضب الطبيعة) ، أو ( أن الطبيعة قالت عكس ذلك) ، وبالتأكيد هو لم يقصد المعنى الكفري ، ولكن يقولها على سبيل المجاز ، فما حكم مشاهدتها ؟ مع بيان حرمة هذه العبارات .


الجواب :

الحمد لله

لا حرج في مشاهدة الأفلام الوثائقية الخالية من المحاذير الشرعية، إذا لم تشغل عن واجب.

ولا يجوز نسبة شيء للطبيعة كالغضب والقول والهبة ، ولو على سبيل المجاز؛ لما في ذلك من مشابهة الملاحدة والإيهام بصحة قولهم ، فإن الملاحدة ينسبون الأفعال للطبيعة على أنها الخالقة والموجدة ، وذلك كفر لا شك فيه، فوجب الحذر من قولهم ، والبعد عن مشابهتهم .

ومعلوم أن الطبيعة خلق من خلق الله تعالى لا تصرّف لها من ذاتها ، إلا بما أمرها الله به من إغراق أو هدم أو غيره ، كما قال: (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) الزخرف/55، وآسفونا: أغضبونا.

وقال سبحانه: (وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ * فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) العنكبوت/39، 40 .

وقد أدب الله عباده المؤمنين بترك موافقة أهل الباطل في كلماتهم، فقال: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) البقرة/104 .

قال ابن كثير رحمه الله:

"نهى الله تعالى المؤمنين أن يتشبهوا بالكافرين في مقالهم وفعالهم ، وذلك أن اليهود كانوا يعانون من الكلام ما فيه تورية لما يقصدونه من التنقيص -عليهم لعائن الله-فإذا أرادوا أن يقولوا: اسمع لنا، يقولون: راعنا. يورّون بالرعونة، كما قال تعالى: (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم

وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا) [النساء: 46] وكذلك جاءت الأحاديث بالإخبار عنهم، بأنهم كانوا إذا سلموا إنما يقولون: السام عليكم. والسام هو: الموت. ولهذا أمرنا أن نرد عليهم بـ "وعليكم". وإنما يستجاب لنا فيهم ، ولا يستجاب لهم فينا.

والغرض: أن الله تعالى نهى المؤمنين عن مشابهة الكافرين قولا وفعلا. فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم) .

وروى الإمام أحمد: ... عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "... من تشبه بقوم فهو منهم".

ففيه دلالة على النهي الشديد والتهديد والوعيد ، على التشبه بالكفار في أقوالهم وأفعالهم ، ولباسهم وأعيادهم ، وعباداتهم وغير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا ولا نُقرّ عليها" .

انتهى ، مختصرا ، من "تفسير ابن كثير" (1/373).

وفي "فتاوى اللجنة الدائمة " : " لا يجوز أن يقال ولا أن يكتب : " لا زال في عالمنا بعض هبات الطبيعة " ولو ادعَى في ذلك أنه مجاز ؛ لأن فيه تلبيسا على الناس ، وإيناسا للقلوب بما عليه أهل الإلحاد ، إذ لا يزال كثير من الكفرة ينكر الرب ، ويسند إحداث الخير والشر إلى غير الله حقيقة

فينبغي للمسلم أن يصون لسانه وقلمه عن مثل هذه العبارات ؛ صيانة لنفسه عن مشاركة أهل الإلحاد في شعارهم ومظاهرهم ، وبعدا عما يلهجون به في حديثهم ، حتى يكون طاهرا من شوائب الشرك في سيرته الظاهرة ، وعقيدته الباطنة ، ويجب عليه قبول النصيحة ، وألا يتمحل لتصحيح خطئه ، وينتحل الأعذار لتبرير موقفه ، فالحق أحق أن يتبع ، وقد قال الأول : إياك وما يعتذر منه "

انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 162).

والمشاهد لهذه الأفلام إذا أنكر هذه العبارات ولم يرضها، فلا شيء عليه.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-18, 05:08   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما حكم قول الإنسان والنبي ؟

السؤال:


قرات فى فتوى عن حكم قول " والنبى " التى انتشرت بشكل كبير جدا فى بلدي ، فقال : " فإن كان قصد القائل الحلف بالنبي فلا يجوز ، وأما إن قصد القائل التوسل إلى الغير لقضاء حاجته

فهذا جائز، وهو جارٍ على عادة العرب ، من قولهم : سألتك بالله والرحم ، وأنشدك بالله والرحم ، وهو أحد القولين في تفسير قوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ) فما صحة هذا القول ؟

الجواب

الحمد لله


"عرضت هذا السؤال على شيخنا عبد الرحمن البراك حفظه الله تعالى ، فأفاد :

" هذا التفصيل له وجه ، ولكن لا ينبغي التعويل عليه ، لأنه :

-سيكون سبيلا لإشاعة الحلف بغير الله .

-أن التفريق بينهما عسير ، وألفاظ العامة متشابهة ، ولا يتأتَّى التمييز بينها لكل أحد ".
انتهى .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-18, 05:15   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل تجوز نسبة الظن لله ؟

السؤال:


هل تجوز نسبة الظن لله ؛ كأن يقول أحدهم : كن عند ظن الله بك ، أو عند حسن ظن الله بك ؟

الجواب :


الحمد لله

عرضت هذا السؤال على شيخنا عبد الرحمن البراك حفظه الله تعالى ، فأفاد : " أن التعبير بهذا اللفظ باطل ومنكر ، فلا تجوز إضافة الظن لله ، ولا يقال إن الله ظن كذا أو حسن ظن الله بفلان كذا ، ونحو ذلك " انتهى .

والله أعلم .

محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-18, 05:20   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عزم على المعصية مقترنة بقوله
بإذن الله أو إن شاء الله


السؤال:


ما حكم من ربط مشيئة الله وإذنه مع معصيته ، مثل : بإذن الله عندما أعود سوف أسمع أغاني ، وهكذا ؟


الجواب :

الحمد لله

الغالب في تعليق بعض العامة معاصيهم على إذن الله ومشيئته ، أنهم يريدون بذلك تأكيد العزم على المعصية ، والتصريح بالنية الحاضرة للوقوع فيها، فهو تعليق يقصد به عند قائله العزم على المعصية .

ولا يخفى على المسلمين أن العزم على المعصية ، ورجاء الوقوع فيها في قابل الأيام، معصية سابقة على الفعل نفسه ، ونية آثمة يحاسب المرء عليها إذا انعقد عزمه على ذلك وركنت نفسه إليه ، أو تكلم بها، أو بدأ بالبحث عن أسبابها فعلا، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا ، أَوْ يَعمَلُوا بِهِ)

رواه البخاري (2528) ، ومسلم (127)

يقول ابن حجر رحمه الله:

" اقتران الفعل بالهم أو بالعزم لا نزاع في المؤاخذة به"

انتهى من "فتح الباري" (13/34) .

ومثاله في السنة ذاك الذي صرح بنيته وعزمه على إنفاق المال في المعصية ، فقال: ( لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ) رواه الترمذي في "السنن" (رقم/2325) وقال: حسن صحيح .

ومثاله أيضا ما ذكره العلماء عن نذر المعصية ، فمن نذر الوقوع في المعصية فقد عقد عزمه عليها، ولم يكتف بذلك ، حتى تلفظ بلسانه بها، بل وربطها بألفاظ الإلزام والالتزام التي هي عبارات شديدة وأكيدة ، ولها حرمتها في الشريعة الإسلامية ، ومع ذلك بقي الأمر في دائرة "نذر المعصية"، ولم يخرجه العلماء إلى دائرة التكفير ، أو استحلال الحرام المعلوم تحريمه من الدين بالضرورة.

وذكر مشيئة الله في سياق العزم على المعصية يدل على ضعف الوازع الديني ، والوازع الأدبي مع الله سبحانه ؛ فذكر الله ومشيئته إنما شرعت طلبا للاستعانة بالله تعالى ، وتبركا بذكر اسمه ، ورجاء وقوع المطلوب ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم للمريض: (لاَ بَأْسَ ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ)

رواه البخاري في "صحيحه" (3616)

وذلك لا يليق إلا بالطاعات أو المباحات ، أما المعاصي والآثام فحقها التوبة منها ، والاستغفار لها ، وليس التهاون بها بذكر اسم الله معها .

نسأل الله تعالى أن يعفو عنا وعن جميع المسلمين.

والله أعلم.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله الاداب الاسلاميه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc