لو سألت أحد هؤلاء المتنطعين في الدين عن بعض الأمراض، لأجابك أنه ليس بطبيب، و إن سألته عما تحويه طبقات الأرض و مكوناتها لقال لك أنه ليس جيولوجيا، أما في مسائل الدين و الشرع فتراه يجيب من غير أن يسأل و يحاضر من غير أن يدعى، كأن علوم الدين أمر هين و سهل، و لا يكتفي بذلك، بل يتجاوز ذلك و يطعن في العلماء و يصفهم بأسوء الصفات دون أن يراعي حرمتهم و دون أن يتذكر قول النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ (( العلماء و رثة الأنبياء.... ))، ثم يحاول أن يحمل العلماء فوق طاقتهم، فيطالبهم بإعلان الجهاد، و الثورة على الحكام، كأن ديننا دين قتل و سفك و ليس دين دعوة و هداية و توحيد قال الله تعالى {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }التوبة122
ومما صح في السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في شأن الدعوة وفضلها قوله لما بعث علياً رضي الله عنه إلى خيبر قال:
((ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم))
متفق عليه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.