*كيف ينظر إلى الإسلام؟ وماذا يقول عنه وعن رسوله، صلى الله عليه وسلم؟
**كما قلت لك آنفاً، قل لي من هم قساوسته ورهبانه الذين أخذ عنهم منهجه وطريقته فأقل لك كيف ينظر إلى الإسلام وقد ذكرت لكم محبته الشديدة للراهب "يوحنا الدمشقي" وعضويته القديمة في تنظيم "الجيش المريمي" وتعاليمهم السرية التي تنضح بكل الحقد والبغضاء على الإسلام وأهله وتدعو لاستباحة دمائهم وأعراضهم و"تطهير الأراضي المقدسة" منهم، كما جاء فيها.
وأيضاً فإن للمطران إسهامات فعلية خفية ولدي أدلة كثيرة لا مجال هنا لعرضها ولكن دعني أحيلك إلى مسألة كشفتها مجلة "دير شبيجل" الألمانية في تحقيق موسع منشور لها عن منظمة سرية يمولها الفاتيكان وتعمل بأمرته تحت اسم "مليون ضد محمد" لتشويه صورة النبي الكريم حول العالم وتنفير الناس من دينه واستعداء النصارى وغيرهم علينا، ولم يصدر بيان سابق من "غالب بدر" ضد هذه المنظمة الفاتيكانية ولم ينكر صلته بها ولا أنه عضو بها ولم ينكر وجودها وآثر الصمت كعادته معولا على تناسي الشارع المسلم لهذه الفضحية.
وعلى المستوى العملى فهو قد ساهم في نشر كتيبات ومطويات وأقراص مدمجة تطعن في شرف وأعراض زوجات الرسول الكريم من أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن وجرى توزيعها في العراق تحت مظلة الغزو الأمريكي وقد نشرت عن ذلك الأمر في مطلع مايو من العام الماضي 2007 واتصلت بالمنظمة الأمريكية وتهرب رئيسها من مواجهتي ونشرت في المدونة كل الوثائق من مصادر ومطبوعات المنظمة وفيها صور لنصارى الأردن والعراق المتحالفين مع الغزو التنصيري المسلح. لقد فضح الأمريكان أنفسهم أذنابهم في المنطقة وعروهم وكل ما عملته أنني ترجمت وقلت عنهم ولزم نصارى المنطقة الصمت في خزي وعجزوا عن الرد الا من كيل السباب والشتائم لشخصي.
*ماذا قال عن الجزائر، شعبا وحكومة؟
**استمع معي الآن إلى كلام المهزوم غالب بدر وهو يدلي بحديثه لإخوته من النصارى عبر إذاعة الفاتيكان الناطقة باللغة العربية حيث جاء في التسجيل قوله بالحرف: (( ككاهن كرس حياته لخدمة ملكوت الله وملكوت الله أبضا موجود في الجزائر فأنا في خدمة ملكوت الله … أحمل معي من الأردن…. بالاكثر رسالة المسيح لأن هذه هي مهمتي الأولى ككاهن…. رسالتي هي ستكون بالأكثر مع الآخرين قبل أن تكون مع خرافي… أنا منفتح للحوار… واقع المسيحيين في الجزائر غير واقع المسيحيين في الأردن … هناك حاجة إلى تغيير المفاهيم في الجزائر… اريد أن أقوى المسيحيين لاسيما أنهم في وضع استثنائي كما هو الوضع في الجزائر... ))
سوف نرى اذا كان المطران منفتحاً للحوار مع الآخرين كما يزعم وقد دعوته إلى الحوار الذي يتشدق به ولم يمارسه يوماً بل ويرفض قبول الدعوة أو رفضها للدخول معي في حوار مكشوف وصريح. هل الحوار مع من يتفق معك يا مطران أم أن قيمة الحوار وأهميته بقدر من يخالفك الرأي؟ هل تريده حواراً من طرف واحد يبصم على ما تقول مؤيداً لك أم حوار مكاشفة ومدوالة للرأي ومقارعة للحجة بالحجة؟
*ماذا تتوقعون أن يعمل في الجزائر؟
**إن تصريح "غالب بدر" الاذاعي لم يدع مجالاً للشك في نواياه فقد اتضحت مهمة هذا العميل الصليبي وهي أن يكون شاهد زور عربي بلسان عربي يقدم للغرب ما يحتاجه من موقعه الجديد لكي يشهد به ضد الجزائر في اطار ما وصفه بالوضع الاستثنائي للنصارى في الجزائر وحتى تكون شهادته و((خدمته)) الكهنوية مقدمة لما بعدها من ضجيج فاتيكاني يثار اعلامياً وسياساً من أجل زعزعة استقرار الجزائر وأمنه وسيادته.
حقيقة أتعجب كيف يذهب ممثلون رسميون لدولة الجزائر الأبية لتهنئة هذا المطران بينما الموقع الإعلامي الرسمي التابع لمطرانيته والذي يرأسه تحريره احد أفراد أسرته يغمز ويلمز في الحكومة الجزائرية ويرميها بالكذب في هذه الفقرة بهذا التقرير عن شخص غالب بدر إذ نقرأ التالي:
((لعل ما يبرر صعوبة المهمات التي تنتظر سيادة المطران الجديد، هو ما كنا نسمعه من خلال وسائل الإعلام في السنوات الاخيرة، عن توترات في العلاقة بين قيادة الكنيسة الجزائرية وجهات رسمية وشعبية جزائرية، وما قيل ان سببها حملات تنصير في الجزائر تمارسها جهات غربية، وما رافق ذلك من قوانين اصدرتها الحكومة الجزائرية كرد على هذا التنصير المزعوم.
وقد وضع الأستاذ عصام مدير لصحيفة الشروق "مصدر التقرير التحريضي" مع التحية للخارجية الجزائرية وزودنا بصورة ملتقطة من صفحة التقرير خشية قيام نصارى الأردن بحذفها على هذا الرابط
https://www.abouna.org/details.aspx?tp=
ألم يكلف هؤلاء الدبلوماسيون أنفسهم عناء البحث في موقع الصحافة الكاثوليكي قليلاً لكي يدركوا حقيقة ما يكتب في هذا الموقع وباسم غالب بدر ضد الجزائر الشقيق حكومة وشعباً؟! لو كنت مواطنا جزائريا لدعوت هذا الفريق من الدبلوماسيين الجزائريين إلى الاعتذار لأهلهم أو لتقديم استقالاتهم وفوراً.
والأدهى من ذلك هو سماح وترحيب الجزائر لهذا المطران المعين بدخولها دخول ((الفاتحين)) ضمن وفده المرافق له، بينما أول قصائده في ((حبها)) كفر وغمز ولمز واتهامات مبطنة لحكوماتها وشعبها بالكذب حيال ما وصفه موقعه الكاثوليكي الاخباري بـ ((التنصير المزعوم))!!
إنني أهيب بدولة الجزائر أن تقع باسم ((التسامح)) و((التعايش)) في فخ بابا الفاتيكان الحاقد الذي يرسل لهم بـ حمار طروادة في صورة ((حصان فحل))، وفي داخله جعبة من الأكاذيب والدعاية المضللة، إذ من المقرر أن يردد غالب بدر نفس هذه المزاعم والاتهامات ضد الجزائريين ولكن من موقعه الجديد والحساس، ليقلب الحقائق والطاولة على حكومتهم وشعبهم.
*يَتردّد أن التنصير يشهد "عصره الذهبي" في الجزائر منذ سنوات، هل ترون بأن غالب جاء ليكمل المهمة ويجعل التنصير يعيش عصره "المَاسي"؟ ماهي خططه لذلك؟
**لا أريد ان أقع أسير نقيضين رائجين في تعاطي الأكثرية مع مسألة التنصير في الجزائر او أي مكان آخر. فلا أريد ((التهويل)) فأقول "العصر الذهبي للتنصير" ولا أريد ((التهوين)) كما يفعل بعض المسؤولين الرسميين في المنطقة مع شديد الأسف.
إن التنصير ليس أكثر من حالة استغلال فاحش باسم الدين لحالة عربية وإسلامية من الفوضى والفقر والتهميش والقمع والتردي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي التي تجتاح كافة دول المنطقة، وليس للمنصرين قوة في ذواتهم ولا خطابهم ولكنهم يستمدون قوتهم من ضعفنا العام على أصعدة مختلفة فالتنصير ليس أصل الداء ولا البلاء ولكنه من أعراض نقص مناعة داخلية لدينا، نسأل الله العافية والسلامة وألا يجعل مصيبتنا في ديننا.
لن نستطيع فهم دور "غالب بدر" في الجزائر إلا إذا فهمنا حقيقة التنصير، رؤيته، منطلقاته وأهدافه ووسائله وهذا موضوع يحتاج إلى عمل موسوعي ضخم أسهم فيه أساتذة من قبل بشكل جيد وفصل فيه معلمي وشيخي أحمد ديدات رحمه الله في سلسلة من المحاضرات القيمة التي أنصح القراء بالرجوع إليها وهي متوفرة بالمجان على الإنترنت كاملة.
ويمكنني أن أقول لك باختصار شديد أن التنصير هو نقيض الدعوة الإسلامية تماماً ومخطيء من يظنه دعوة إلى اعتناق النصرانية فقط، لأن الحقيقة التاريخية تقول أن حملات التنصير جاءت نتيجة فشل الحملات العسكرية الصليبية وذلك للتمكين للصليبيين بالأمس، واليوم يعمل التنصير
لصالح قوى الهيمنة الغربية تحت غطاء ديني وباعتراف المنصرين أنفسهم في مراجعهم. في هذا الإطار التاريخي والمعاصر من الصراع الدائر للسيطرة على مقدراتنا وخيراتنا يمكن فهم التنصير ودور أفراده من مثل هذا المطران المتهرب من الحوار.
وبالمناسبة فإنك لو شاهدت علم تنظيم "الجيش المريمي" الأردني المحظور في الأردن لوجدته صليبا ضخماً يرتفع فوق خارطة الوطن العربي وقاعدة الصليب فوق الجزائر. فهل تتعجب أن ينتدب عضو مخلص لهذا الجيش الكاثوليكي لقيادة فلوله في الجزائر؟
- *دعوتموه إلى حوار في مقر الشروق ورفض الرد على دعوة صحفي الشروق له على لسانكم، لماذا لم يجب برأيكم؟
- **الذي يظهر جلياً حتى الآن، بعد مرور كل هذا الوقت على صمت المعين فاتيكانياً رئيساً لأساقفة الجزائر وعجزه الفاضح عن التعليق، أن الحقائق والأدلة الدامغة التي أوردت بعضاً منها في بياناتي السابقة ضد عضو "الجيش المريمي" الإرهابي قد أثخنت جراحه في شخص مطرانهم المرعوب من الرد ناهيك عن المواجهة في ساحات المناظرة والحوار وليته يرد بما شاء لكي يخيب ظني فيه على الأقل.
- أعلم أن صحيفة الشروق الجزائرية مشكورة ظلت تتابع بشكل حثيث اتصالاتها بالمطران الأردني الذي ما زال متردداً دون التعقيب ولا حتى بجملة ((لا تعليق))، أو انكار ما ورد في بياني وكأن مجرد الانكار سيفيده، إلا إذا كان ((جناب)) رئيس الأساقفة الجديد في بلد المليون شهيد يعتقد أن الإنكار سيد الأدلة.
- وأقول له غير آسف ولا معتذر: واصل تجاهلك وسكوتك وتهربك من الرد على اتصالات الإعلام الجزائري لك يا "مهزوم الغدر" ومن ورائك كل الخونة من نصارى الأردن، وسأواصل بدوري الكلام إن شاء الله، فصوت الحق أبلج وصوت الباطل لجلج، والله غالب على أمره ولا غالب لهم والله أكبر ولله الحمد. لقد أقسمت بالله أنك لن تدخل الجزائر بتلك النفخة من التكبر والتفاخر بصليبك وباطلك إلا وأنت تشعر بالخزي والعار والحسرة والهوان، فما كان لمثلك أن يرفع أنفه على المسلمين ليطعن في دينهم أو يفتنهم للردة عنه أو ليتآمر على بلد مسلم مثل الجزائر من بلد مسلم آخر عزيز هو الأردن. {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } 18 سورة الأنبياء
- *ماذا تخبؤون له في ردكم عليه وعلى ما سيقوم به في الجزائر؟
- **سأترك ذلك للميدان إن شاء الله وفي الميدان يكرم "المنصر" أو يهان ولدينا مزيد إن شاء الله مما سوف يصدم لسماعه ورؤيته المسلمون قبل غيرهم من صور وتسجيلات صوتية وأفلام ووثائق مما جاء في مصادر المنصرين ومراجعهم عن "غالب بدر" وفريقه من نصارى الأردن.
- إنني أتمنى زيارة الجزائر في القريب العاجل وآمل السماح لي للتشرف بدخول بلد المليون شهيد، وذلك أولاً لمواجهة المطران في ساحة الحوار، وهذا حق من حقوق خصمي علي قبل أي شيء إذ أن منهجنا هو المواجهة والحوار ولا غير ذلك ولا أحب الغمز واللمز ولا الطعن في الظهر، وهذا حق من حقوق خصمي علي قبل أي شيء ، وثانياً لكي أبرّ والدي الشيخ أحمد ديدات رحمه الله في قبره بنشر كتبه ومحاضراته ومناظراته في المناطق التي ينشط فيها المنصرون وخصوصاً منقطة القبائل، وأريد مناظرتهم بهدوء ومن دون انفعال ولا استفزاز يجيدون مفرداته. أيضا أريد تحقيق أمنية الشيخ ديدات في زيارة الجزائر إذ رافقته في زيارة إلى قنصلية الجزائر في مدينة جدة عام 1993م وتقدم الشيخ رحمه الله بالسماح له بدخولها لالقاء سلسلة محاضرات عن الدعوة والتنصير فيها إلا أن طلبه قوبل بالاعتذار اللبق بسبب ما قيل أن الظروف السياسية لم تسمح آنذاك للأسف الشديد لكن قدّر الله وما شاء فعل.
- *هل من كلمة أخيرة؟
- **بداية أشكر كل من راسلني على عنوان "بيت ديدات للدعوة في جنوب أفريقيا" من أحبتنا من مسلمي ونصارى الجزائر للحصول على كتيب الشيخ ديدات مجاناً وقد تم ارسالها لهم بعناية ابن الشيخ، الاستاذ يوسف بن أحمد ديداتن جزاه الله خيرا وما زلنا نتلقى المزيد من الطلبات ونرحب بها وأبشرهم أن حملة الرد بكتب الشيخ ديدات لم تزل مستمرة رافعين شعار ((بالكتب لا بالقنابل)).
- وختاماً أؤكد أنني أكن كل التقدير والاحترام للشعب الجزائري وللمخلصين من قياداته السياسية والدينية ولا أزايد على أحد فيها، ولكن اذا اتسعت صدور بعض الجزائريين لأفاعي التنصير تسعى كما تشاء فلتتسع صدور من سمح بذلك لمن لا يحب مقولة نسبها النصارى للمسيح عليه السلام والتي أصبحت ركنا من أركان التنصير: "كونوا ودعاء كالحمائم وحكماء كالحيات". فقدوة المنصر هي الأفعى، وقدوتنا في الدعوة هو شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولأجل ذلك قد أعتذر في نهاية حديثي إن وجد فيه المنصرون وخصوم الإسلام حدة أو شدة عليهم في العبارة لأنني لست في وداعة أشباه الحمائم مثلما يصتنعون لنا ويتظاهرون.
- *هل من رسالة أخيرة ولكن لطيفة للمطران الأردني؟
- **إن تجاهلت ما تحت يدي من براهين وأدلة أدليت لكم بنزر يسير منها مما يدين المطران "غالب بدر" ولو أردت تقديم حسن الظن رغم كل ما تقدم، فإنني أقول له: "إن كنت صادقاً حقاً في أنك تريد اطفاء نيران الفتن الطائفية بين المسلمين والأقلية النصرانية فيها والتي ترجع أصولها إلى حقبة الاحتلال الفرنسي الكريه للجزائر، فإنني أمد يدي لك لكي أضعها في يدك ولنتحاور بكل صراحة حول هذا الموضوع فأنت قلت للجزائريين أنك منفتح للحوار!! هيا للحوار!"
- لكني أؤكد لكم أنه لن يقبل ولن يجرؤ على الحوار ولا المناظرة وليته يفعل لأنني ما زلت أردد بكل ثقة وعن تجارب متكررة في التعامل مع هؤلاء بفضل الله علي: "لم يخيب ظني منصر يوماًٍ".... وهذا ظني في مندوب بابا الفاتيكان الذي تهرب هو كذلك من الرد علي قبل سنتين وهو رأس الكنيسة الكاثوليكية... والله أكبر... المستعان على ما يصفون.
- عصام مدير:
- عصام بن أحمد مدير، كاتب وإعلامي مستقل من أبناء مكة المكرمة. من تلاميذ الشيخ أحمد ديدات في مقارنة الأديان. له أبحاث علمية محكمة منشورة ومؤلفات وكتابات وترجمات متخصصة في الشأن التنصيري ودعوة أهل الكتاب إلى الإسلامي. ناشر للكتاب الإسلامي باللغات المختلفة. مشرف أول مدونة إعلامية عربية متخصصة في فضح التنصير ومؤسس رابطة "مدونون ضد التنصير" الالكترونية. https://deedat.wordpress.com/
المصدر / الشروق والمدونة