من دروس رمضان: الصدقة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من دروس رمضان: الصدقة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-05-15, 16:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زهرة المسيلة
جَامِـعَـةُ الزُّهُـورْ
 
الصورة الرمزية زهرة المسيلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي من دروس رمضان: الصدقة

عندما يصوم المسلم ويشعر بالجوع والعطش، فإنه يتذكر إخوانه الفقراء المعدَمين الذين لا يجدون قوتَ يومهم، والمساكين الْمُعوزين، فيشعر بما يعانونه طول عامهم من الجوع والعطش، فيتحرك قلبه ويؤنِّبه ضميره على النعم التي يتقلب بها، ولا يحس بعِظَمِها أو قدرها، فينفق من ماله، ويُخرج من مما أعطاه الله صدقة لهم.



إن إحدى ثمرات الصيام هي الشعور بالفقراء، ومد يد العون للمحتاجين، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: فأي الصدقة أفضل؟ قال صدقةٌ في رمضان)[1]، وقد كان صلى الله عليه وسلم كثير الصدقة في رمضان، كثير الجود عند صيامه، بل إنه صلى الله عليه وسلم كان أجودَ من الريح المرسلة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة).



هذا خُلُق النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان، يسارع في الإحسان إلى الآخرين، ويُقدم الخير للناس، لا يخشى فقرًا، أو يَمنعه شحًّا ولسان حاله: ﴿ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾ [الحديد: 18]، فالله سبحانه يخلف لعبادة ما انفقوه، ويضاعف لهم ما أعطوه، وقد أمرنا ربنا بالاقتداء بنبيه والتأسي به في كل شؤونه؛ يقول ابن القيم رحمه الله تعالى بعد أن تكلم على خُلق النبي في رمضان من كثرة الصدقة والمسارعة في الانفاق: إذا فهِمت ما تقدم من أخلاقه، فينبغي على الأمة التأسي والاقتداء به في السخاء والكرم والجُود، والإكثارُ من ذلك في شهر رمضان لحاجة الناس فيه إلى البر والإحسان، ولشرف الزمان ومضاعفة أجر العامل فيه».



فحري بالمسلم أن يكون في هذا الشهر من أكثر وأسرع الناس إنفاقًا، لِما يرى من الأجور العظيمة والثمرات الجليلة في الإنفاق في سبيل الله، فما نقصت صدقة من مالٍ، وما أنفق عبد نفقة إلا زادَه الله بها غنًى، وأخلفَ له منها خيرًا؛ قال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].



والصدقة في رمضان لها وجوه عدة، وصور كثيرة؛ كتفطير الصائمين، فإنه من أفطر صائمًا، كان له مثل أجره لا ينقص من أجر الصائم شيئًا، فمن أراد أن يضاعف له الأجور وينال ثواب الصائمين، فليُكثر من تفطير الصائمين، وإطعام الفقراء البائسين، ومن صور الصدقة إطعام الطعام، وسد جوع الجائعين المعوزين، فوالله لا يكتمل إيمان مسلم بات متخمًا شبعانَ وجارُه جائعٌ لا يجد ما يسد جوعه، أو يُطعم أهله، ومن صورها مد يد العون لإخوانك المسلمين المحتاجين في كل مكان، فهم والله بأمسِّ الحاجة إلى درهمٍ تتصدَّق به، فكم من الأموال ننفقها على أمور لا قيمة لها، وإذا دُعينا إلى الصدقة بالقليل تكاثَرْناها وتثاقلنا عنها، إنه التوفيق والحرمان، فرمضان شهر الجود والإنفاق في سبيل الله بمعناه الواسع الكبير، فهذا يجود بمال وذاك يجود بكلمة طيبة، وهذا بجهد في عمل يخدم الإسلام ويرفع كلمة الدين، فالسعيد مَن وُفِّق للخير وسارع في أبواب البر والصدقة.



وينبغي أن نربي أنفسنا وأبناءنا في هذا الشهر على الصدقة ولو بالقليل؛ يقول عليه الصلاة والسلام: (اتقوا النار ولو بشقِّ تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة)، فالصدقة ليست بكثرتها، فقد تكون من المتصدِّقين بقليل تُخرجه لمسكين أو فقير، أو تضعه في مشروع إسلامي بسيط.



ونسأل الله تعالى أن يَجعلنا من أهل الصدقة، وأن يُعيينا على الإنفاق في سبيل الله في هذا الشهر الفضيل.

[1] رواه الترمذي وقال: حديث غريب، وضعَّفه الألباني.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:27

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc