بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أولا الصلاة على الحبيب المصطفى صلوات رب وسلامه عليه عدد ما نرى وعدد الحصى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما يقول له المولى سبحانه كن فيكون.
قلت أيها الأحبة أن هذا الفلاح الصغير بعدأن تزوج وأصبحت له عائلة مؤنسة وفلاحون قادرون على القيام بكل شيء دون عناء منه أو تعب.
ركب جراره وأخذ ألته المسحية التي طورها واتجه نحو الغابة حيث توجد بعض الحجارة المتناثرة والتي منذ أمد بعيد كان يلعب بالقرب منها لما كان والده يحضر الحطب من الغابة .
فلما أخذ ألته ، أول مكان جال بخاطره هو تلك الحجارة التي لم يجد تفسيرا لوجودها بمنطقة كثيفة الأشجار و ينفجر منها منبع ماء عذب وصاف .
و لما خرج من حدود حقله واقترب من الغابة اتجه نحو منبع الماء حيث شرب وملأ قارورة ماء ثم قال الآن أشغل هذه الآلة لعلها تنفع أو أحصل على شيء مفيد ، وبدأت عقارب الآلة بالدوران بسرعة فائقة ولم تتوقف ولم تعطي أي معلومة استشعرتها ، فقال لابد أن هناك خطأ ما أو أن هناك شيء عجيب ولعل هذا مفتاح مقولة أولائك المستكشفين بأن هناك أثار غائرة تحت ركام الطين
سأعود إلى البيت وسأتعمق في البحث و أتصل بهؤلاء العلماء على اشتراط دخولي معهم في البحث والاستكشاف.
بعد تأكد صاحبنا الفلاح بأن الأمر حقيقي بات ليلته بين صفحات الإنترانت لعله يجد ضالته من المعلومات ، وفي الأخير استسلم للأمر الواقع وقال لابد من الاتصال بهؤلاء العلماء ولا خير إلا فيما اختاره الله .
في صباح اليوم التالي اتصل بهم وطلب حضورهم مع إحضار وثيقة تثبت اشتراكه في عملية البحث والاستكشاف، وحتى يكون الأمر قانونيا وذا مصداقية علمية .
وبعد بعض التعديلات في إحداثيات آلته ، عاد إلى منطقة المنبع ومعه معدات التسلق وسيفا حادا و مصباحا لعله ليرجع متأخر ا ليلا وجلس تحت ظل شجرة وبدا يحدق في المكان جيدا وإذا بريح قوية تنبعث من الجهة اليسرى من مكانه فأخذ السيف واتجه نحو جهة هبوب الريح وهي تنبعث من طبقة كثيفة من تحت أغصان الصنوبر فقص الأغصان السميكة المتداخلة ورأى ما لم يكن يتوقع أبدا أنه يوجد بهذا المكان،صخرة كبيرة مجوفة على شكل كهف تتوسطها فتحة ليست بالكبيرة وبالأسفل سلم حجري ، فصعد السلم وأضاء المصباح الذي بيده في مدخل الفتحة الصخرية ،وإذا بمغارة يسير فيها الرجل على طوله فقال هذا اكتشاف جيد واليوم الوقت تأخر وغدا أعود ومعي بعض التجهيزات والألبسة الواقية وربما يكون المستكشفون معي ، وعاد الى البيت والسرور يغمره ولما ولج الباب استقبلته زوجته وقالت له اليوم على غير عادتك آتيت منهكا وأنت تبتسم فما هو الجديد يا ترى؟
فقال لها يا عزيزتي اليوم وجدت ما لم تكتشفه الأقمار الاصطناعية، اليوم ستدخل منطقتنا التاريخ من بابه الواسع، اليوم سيعج المكان بالزائرين، اليوم
ربما أنتقل من فلاح إلى مؤرخ ، غدا سأنتقل إلى اللجنة المكلفة بالبحث العلمي في علم الآثار والتاريخ وأقدم طلبا للموافقة بالبحث والاستكشاف ، فقالت له زوجته إن فلان يطلبك وهو أخ لزوجته وهو رجل يحب الأرض ويعشقها كحالة فلاحنا الصغير فقال لها غدا سأذهب إليه بالمدينة وسيكون كل شيء بخير إن شاء الله، ولما جاء اليوم التالي نهض بطل قصتنا الفلاح الصغير وصلى صلاته ثم شرب قهوته و أخذ بعض أوراقه واتجه إلى المدينة والتقى بنسيبه أخو زوجته وتبادل معه الحديث ثم أوصاه بالمزرعة والحقل والبيت وبأخته طبعا وعلى أن يكون هو الآمر الناهي بالنسبة لفلاحته حتى بعد عودته من العاصمة ، التي ركب القطار لأجل الذهاب إليها وفي القطار حدثت أحداث وأحداث لصاحبنا البطل وهذا ما سوف نراه في الجزء التالي من قصة فلاحنا الصغير.
والسلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2020-12-06, 14:19
*** حياة فلاح صغير (الجزء الرابع) ***
العرض العادي
