درس في محو الأميّة.

[الهاملي الشريف]

هل يأذنُ عفوُ الآبـــــــاءْ *** أن أقْلِبَ بعض الأشياءْ؟

وَلَكَم قالت أمّي عـــــنّي: *** (هوَ عفريتٌ في الأبناءْ

لا تسكت عن عبثِ يـدُهُ) *** صَدَقََتْ، لكن لم تســتاءْ

إنّي أخرج من تجربـتي *** كلّي نضجٌ لا إعيـــــــــاءْ

عفوًا عن فلسفتي فيكم *** هي تَيَّارٌ منكم جـــــــــاءْ

منـكم جئــنا وتعـلَّـــمنا *** بأبٍ بدَأُْت أَلِفٌ بـــــــــاءْ

لكن من يمــنع ذاكـرة *** أن تنسى بعض الأسماءْ؟!

ولـذلك فانـتـبهوا إنّّي *** لن أُثقلكم بالأعــــــــــــباءْ

سأغيّر تـرتيب الدنيا *** لكن-عفوًا-في استحــــياءْ

أتمنّى ألاّ يُغـضـــبكم *** أن أشرحَ درسَ الإمــــلاءْ

في الدنيا جوهرةٌ ضاعـــــــت *** منّا، وليبحث من شاءْ

هي أهونُ موجــــودِ، بــل أَثْْـ *** مَنُ مفقودٍ، هي كالماءْ

لن نسأل عمّن ضيَّــــــــــعها *** ونُعالجَ بالتّهم الــــــداءْ

فعوامِلُها وعوالِمُـــــــــــــهَا *** متفرّقةُ في الأنحـــــــاءْ

هيَ في عيني، هيَ في قلبي *** هي لؤلؤةٌ في الأحشاءْ

لكن فلنكتب أحرُفَــــــــــــها *** ولنجمع-قبلُ- الأجزاءْ

أبـــتاه أكـــتـب: ألـفٌ.. لامٌ.. *** حاءٌ.. راءٌ.. ياءٌ.. تاءْ.