المناهج اللسانية. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المناهج اللسانية.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-12-28, 18:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
kadamtm
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية kadamtm
 

 

 
إحصائية العضو










Mh51 المناهج اللسانية.

المناهجاللسانية:
اللسانيات علم يدرس اللغة، ويحاول جعل البحث اللغوي معتمداً على التجريب تماماً كالبحث التطبيقي في العلوم الحسيّة البحتة، وهو على كل حال نشأ في ظروف تمدد المنهجية الوضعية الغربية وبسط نفوذها على العلوم الإنسانية لإخضاعها لمنطق الحس، (بالرغم من مفارقتها له)، ولذلك فإن هذا العلم (اللسانيات) علم يقوم على أرضية فلسفية وابستمولوجية (أصول معرفية) وضعية، وهو بذلك ليس علماً حيادياً، مما يجعل استعماله محفوفًا بالمخاطر خصوصاً إذا كان موضوع تطبيقه القرآن الكريم.

في كل الأحوال فإن اللسانيات علم يهدف إلى اكتشاف القوانين التي تحكم اللغة واستعمالاتها، وينزع إلى البحث عن القوانين التي تحكم لغات العالم جميعها في وقت واحد، وهو من هذه الجهة جديد كل الجدة.

الغايةالتي يسير إليها هذا العلم باختصار:
فهم المنطق الذي يحكم اللغات من أجل ضبط "المعنى" أو الدلالة. وهو هنا يتقاطع مع كل العلوم الإنسانية والعلوم التي تدرس النص، وبالخصوص علم "أصول الفقه" الإسلامي، العلم المتخصص بدراسة النص اللغوي، والعربي منه على وجه الخصوص.

قلنا قبل قليل: إن أول دراسة كانت للمستشرق الياباني "توشهيكو ايزوتسو" Toshihecko Izots، في كتابه "بنية المصطلحات الأخلاقية في القرآن" عام 1950م، وكان (باللغة الإنكليزية) وما يزال، ثم كتب عدد من المستشرقين الفرنسيين (آلارد وآخرين) دراسة طبق فيها علم الدلالة اللساني في كتاب "تحليل مفهومي للقرآن... عام 1963م:
"Analyse conceptuelle du Coran"
وفي عام 1964م نشر معهد كيوتو للثقافة والدراسات اللسانية في طوكيو دراسة باللغة الإنكليزية للمستشرق الياباني المذكور آنفاً، بعنوان: "الله والإنسان في القرآن: علم دلالة التصور القرآني للعالم"…:
"God and Man In The Koran: Semantic Of The Koranic Weltanschaung".

في هذه الفترة كان علم اللسانيات ما زال في طور تبلوره، وخصوصاً علم الدلالة وعلم العلامات السيميائية كانا في البداية. وقد حاول ايزوتسوا في دراسته أن يلحظ خصوصية القرآن ولغته التي تشير إلى المصدر الإلهي، والطابع الوضعي للسانيات، ولذلك حاول أن يطوّع النظريات اللسانية لتحليل القرآن الكريم؛ بهدف الكشف عن نظرته الكلية للكون والحياة والإنسان، وبذلك انتبه ايزوتسو إلى أخطر مشكلة تواجه تطبيق البحث اللساني على النصوص الدينية. ولذلك (وبالرغم من أن ايزوتسو كان مستشرقاً) خلص إلى تصور لأكثر من 103 مفاهيم عقدية في القرآن تكاد تطابق ما عليه جمهور المسلمين، حتى ليبدو أن كاتب هذه الدراسة هو واحد من المسلمين، وعلينا أن نؤكد على أن ذلك يرجع إلى أن ايزوتسو (ياباني) وليس مسيحيًّا أوروبيًّا أو أمريكيًّا، فهو لذلك لا يحمل عقدة نفسية تجاه المسلمين، وبالتالي استطاع في دراسته أن يكون موضوعياً حيادياً، ومن جهة ثانية درس ايزوتسو اللغة العربية لمدة عامين كاملين في البلاد العربية لهذه الغاية، وحاول تفهم وجهة نظر المسلمين؛ ما سمح له أن يقترب أكثر من الموضوعية.

إن الشيء الأكثر أهمية في دراسة ايزوتسو أنها تثبت أن الدراسة اللسانية للقرآن ليست دوماً ضد القرآن على النحو الذي سنشهده في التطبيقات العربية للسانيات على القرآن!

لم يترجم هذا الكتاب إلى العربية، شأن الكتب التي سبقته في هذا المجال وهي ما تزال اليوم على هذا الوضع نفسه، ما يجعلنا نؤكد أن تطبيقات اللسانيات على القرآن المتأخرة التي جاءت بعد عشرين عاماً في العالم العربي كانت تجري دون اطلاع على ما يُكتب في الغرب.

وتعتبر دراسة المفكر السوداني محمد أبو القاسم حاج حمد "العالمية الإسلامية الثانية عام 1979م" أول هذه التطبيقات، حيث كانت تلك الفترة بداية لتسرب اللسانيات إلى كل حقول المعرفة الإنسانية، ودخولها العالم العربي. ودشنت دراسة المهندس السوري محمد شحرور "الكتاب والقرآن" عام 1990م مرحلة مهمة لهذا النوع من الدراسات، حيث تحولت "القراءة المعاصرة" للقرآن منذ ذلك الوقت إلى ظاهرة واضحة ومتكررة.

ولنا أن نسأل: إنه إذا كان من المفهوم لنا أن يطبق المستشرقون والباحثون الغربيون المناهج اللسانية الحديثة لكي يفهموا القرآن بدوافع معرفية وضعية وبدوافع "استعمارية"، أو بدوافع معرفية "موضوعية"، لأنهم يعتقدون أن في هذه العلوم تكمن القدرة السحرية لفهم الحقيقة على نحو لا يفهمها غيرهم فهي سقف المعرفة عندهم، فما الذي يدفع بالباحث العربي والمسلم للاعتماد على تلك المناهج رغم إشكاليتها وصبغتها الوضعية، وتوفر بديل تراثي غاية في الأهمية، أعني (أصول الفقه)؟

إن الجواب بأن ذلك يندرج تحت التقليد العام للغرب فيه نصف الجواب، خصوصاً ونحن نجد مسافة زمنية تفصل بين بداية التجربة العربية والتجربة الغربية تزيد عن عشرين عاماً!.

الجواب الكامل نجده في الباعث الأيديولوجي (العقيدة) الذي يسوغ هذه الدراسات، والذي غالباً ما يكون ماركسياً أو علمانياً، ويمثل القاسم المشترك بين كل الدراسات التي طبقت البحث اللساني على القرآن الكريم.

لقد كانت المناهج التراثية في التفسير تحول دوماً دون إقامة تأويل مذهبي علماني يستغرق كامل النص، ما جعل التأويلات المذهبية من النوع العلماني التي مورست عليه تبدو نشازاً فاقعاً في النسق القرآني، بحيث قلّما تحرر هذه المذهبية دون تعسُّف في التأويل، وتحميل النص ما لا يحتمل. وهذا ما عزز الطريقة التجزيئية المعروفة، ما جعل أصحاب هذه الاتجاهات العلمانية يجهدون للبحث عن مناهج تسهِّل لهم تجيير القرآن لاعتقاداتهم، وقد وجدوا في الدراسات اللسانيات إمكانات كبيرة تسمح لهم بالقيام بتوليف لكامل النص القرآني بشكل منظم ومتكامل. ولكن ذلك لم يتم أيضاً إلاّ بنوع من التعسف والتجاوز لإشكاليات عديدة ، لكنه في كل الأحوال ليس مفضوحاً بسهولة.

ومن هنا بدت بعض التطبيقات وكأنها قد حولت القرآن الكريم إلى ما يشبه "حواشٍ ماركسية" كما نشهده في كتاب شحرور.
وهكذا اكتسبت اللسانيات سمعة سيئة جداً في الأوساط العلمية الإسلامية؛ إذ اقترنت مع التوجهات العلمانية والتوليفات الأيديولوجية لدلالات القرآن الكريم. وهنا تبدو المفارقة، فبينما كان الاستشراق ينحو نحو الموضوعية والحيادية باستخدامه للبحث اللساني، كان الدارسون العرب يستخدمونه لتأكيد صحة اعتقاداتهم العلمانية لا لغاية البحث العلمي!.

وعلينا أن نؤكد هنا، أن سوء استعمال البعض لهذا العلم لا يعني أن هذا العلم برمته سيء، لا يمكننا الاستفادة منه، فالمسلمون يعتقدون -على خلاف المسيحية- أن العلم والقرآن كلاهما من الله تعالى، وبالتالي فهما لا يتصادمان، وسوء الاستخدام وحده هو الذي يجب استنكاره.

المنهجالتاريخاني:
المنهج التاريخاني الذي يعتبر أن تفسير النص يجب أن يكون مرهوناً بتاريخه، ويجب أن يكون ساكناً هناك لحظة ميلاده، فلا يمكن فصل أي نص عن تاريخه. هذا المنهج يصدر عن نزعة مادية وضعية لا تؤمن بأن الأديان هي من صنع الله تعالى، ويعتبرها إنشاء إنسانيًّا، وذلك لأن الإنسان يتحكم به التاريخ بشكل كامل، والله مطلق منزه عن ذلك.

حاول البعض بناءً على مقولة "المنهج التاريخاني" إلصاق النص بالتاريخ لتسويغ التخلي عنه الآن، وبالرغم من أن محمد أركون المفكر الجزائري كان سباقاً منذ الثمانينيات إلى هذا المنهج، فقد اشتهر به نصر حامد أبو زيد بسبب قضية طلاق زوجته في المحاكم المصرية بتهمة الارتداد عن الدين، بسبب اعتناقه لهذه الفكرة في منتصف التسعينيات. وبينما كان محمد أركون يصدر عن عقيدة علمانية ليبرالية، كان نصر حامد أبو زيد يصدر عن عقيدة ماركسية. وفي كلا الحالتين كان يراد من المنهج التاريخي تأمين انسلاخ جماعي للمسلمين من كتابهم الكريم، من أجل تسليمهم للوضعيَّة، والدخول في الحداثة الغربية المادية بحسن نيّة وبسوئها.

لم يُنجز في هذا الإطار كثير، لكننا نشير إلى آخر دراسة عام 1998م بالفرنسية لتلميذة محمد أركون جاكلين الشابي في أطروحتها للدكتوراه في جامعة السوربون وكتابها ما يزال بالفرنسية.

ويبقى أن تجربة المناهج الغربية في تأويل القرآن الكريم كانت غالباً فاشلة؛ لكن فشلها لا ينبع دوماً من الإمكانات المعرفية لتلك المناهج، بل بسبب الخلفيات الاعتقادية التي جعلت من تلك المناهج مجرّد أدوات للدعوة إليها، فأساءت كثيراً لها، وحجبت المسلمين عن الاستفادة منها، ومن الطبيعي ألا يهمها حجم الخسائر العلمية، فهي مهووسة بعقائدها العلمانية المتطرفة.

وفي المقابل كان تقييم "المناهج الغربية" وجدواها في دراسة القرآن الكريم دائماً غير موضوعي، لأنه كان يرتبط بالنتائج الكارثية لتلك الدراسات، وهذا ما يبرر الحساسـية -الخوف الدائم والمستمر من استخدام تلك المناهج في دراسة القرآن الكريم؛ إذ يُنظر إليها تلقائياً بأنها رغبة علمانية وليست علمية!









 


قديم 2009-01-01, 20:47   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
بلقيس الهدى
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بلقيس الهدى
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مقال قيّم ، أفادني كثيرا
غير أنّي أتسائل : لماذا يُخضَع القرآن لعلم اللّسانيات هذا؟
أوَ نحن بحاجة إلى ذلك؟










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc