الى الباحثين عن السعادة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الى الباحثين عن السعادة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-09-04, 09:10   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
yasserhani
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي الى الباحثين عن السعادة

[


كل إنسان يتطلع للسعادة ويبحث عنها، لكن السعادة في الحقيقة ليست هدفًا في ذاتها، بل هي نتاج عملك وإخلاصك وتواصلك مع الآخرين بصدق .

إن السعادة تكمن في أن تصنع قراراتك بذاتك وبنفسك، أن تعمل ما تريد؛ لأنك تريده، لا لأنهم يريدون، أن تعيش حياتك مستمتعًا بكل لحظة فيها، أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفيمن حولك .

إن السعادة الحقيقية لا توجد إلا بالإيمان بالله عز وجل والتزود من الأعمال الصالحة، قال الله تعالى : " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " .

وإذا نظرنا حولنا، رأينا كثيرًا من الناس يبحثون عن السعادة دون أن يجدوها؛ وذلك لأن مفهوم السعادة قد اختلط لديهم، وتشابك مع غيره من المفاهيم، فهناك من يعتقد أن السعادة بالمال وحده .

وهناك من يعتقد أن السعادة تكمن بوجود النفوذ والمكانة الاجتماعية .

وهناك من يعتقد أن السعادة تكمن بالطموح وتحقيق الذات .

ومن الناس من ينظر للجمال على أنه قمة السعادة .

وبعضهم يرى أن الصحة هي مصدر السعادة .

وأخيرًا، نجد فريقًا من الناس وهم قلة يرون أن الأعمال الخيرية والتطوعية التي يقومون بها هي غاية سعادتهم؛ لأنهم يرون أن سعادتهم تنبع من سعادة الآخرين؛ فابتسامة من طفل صغير، أو نظرة امتنان من شيخ كبير، أو دعوة صادقة من قلب امرأة ضعيفة تساوي لديهم الدنيا وما فيها من النعيم والخيرات .

وهذا النموذج يعتبر أحد النماذج التي ترى أن السعادة الحقيقية هي السعادة الأخروية، فهم على قناعة تامة ويقين جازم أن الدنيا فانية، ولن يبقى للإنسان سوى عمله الصالح الذي عمله .

أما النماذج السابقة فإنها تعتبر من النماذج التي ترى أن السعادة الحقيقية هي السعادة الدنيوية بحيث يعيش هؤلاء ليستمتعوا بالدنيا وما فيها، متناسين أن هناك حياة أخروية وهناك جزاء وحساب على أعمالهم التي عملوها في الدنيا .

باعتقاد أن السعادة الحقة تكمن في ثلاثة أمور هي : طاعة الله، وراحة البال، والقناعة .

فنحن حينما نستشعر رقابة الله تعالى لنا في كل لحظة، ونحاول بشتى جهودنا أن نطيعه في كل ما يصدر عنا من أقوال أو أعمال، حينها سنشعر بالراحة والسكينة تملأ نفوسنا، فنسعد بحياتنا ونهنأ بعيشنا؛ لأن الله تعالى سيكون معنا في كل لحظة وفي كل خطوة نخطوها .

وراحة البال تجعل الإنسان يشعر بالاستقرار والهدوء النفسي، ويعيش بعيدًا عن التوتر والقلق الذي يصاحب الحياة الآن بإيقاعها المتسارع الذي يسرق الوقت والراحة من البشر بسبب سعيهم المحموم وراء المادة، أو لافتقادهم الإحساس بالأمان .

أما قديمًا كان الإنسان ينعم بالنوم الهانئ، فينام مرتاح البال؛ لأنه لم يظلم فلان، أو يسرق جهد فلان، أو.... أو .... كما يحدث في زماننا هذا .

أما القناعة وهي أن يؤمن الإنسان بما قسمه الله له من الرزق، بحيث يكتفي بما عنده دون أن يكون بحاجة إلى النظر لما في أيدي الآخرين، ولكن هذا لا يعني أن يكون الإنسان زاهدًا في دنياه فيتجرد من كل شيء، ولا يعمل من أجل حياة أفضل، بل إن عليه أن يسعى ويتوكل على الله تعالى حتى يحقق أحلامه في الدنيا وسعادته في الآخرة .

قال الله تعالى: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " [النحل: 97].

قال تعالى : " وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا " [الإسراء: 19] .

حقيقة السعادة :

إذا أصبح العبد وليس همه إلا رضا الله وحده، تحمل الله سبحانه وتعالى عنه حوائجه كلها، وفرج له كل ما أهمه، وفرغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته. وحقيقة السعادة ومدارها في طاعة الله تعالى، والإيمان به، وإتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم .

الطريق إلى السعادة :

عن أبي ذر رضى الله عنه أنه قال : «أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع : أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت، وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئًا، وأمرني أن أقول الحق وإن كان مرًا، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من كنز تحت العرش» [رواه الإمام أحمد] .

مقومات السعادة :

ذكر الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – أن لسعادة العبد ثلاثة مقومات : «إذا أُنعم عليه شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر...» .

ثلاث من السعادة :

قال سفيان الثوري (رحمه الله) : «ما بقي لي من نعيم الدنيا إلا ثلاث : أخ ثقة في الله أكتسب من صحبته خيرًا، إن رآني زائغًا قومني أو مستقيمًا رغبني، ورزق واسع حلال ليست لله علي فيه تبعة، ولا لمخلوق علي فيه منة، وصلاة في جماعة أكفى سهوها وأُرزق أجرها» .

أسباب السعادة :

إن الأسباب التي تحصل بها الحياة الطيبة، ويتم بها السرور والابتهاج، ويزول عنها الهم والغم كثيرة، ومن أهمها :

1- الإيمان والعمل الصالح :

قال تعالى : " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " [النحل: 97] .

فأهل الإيمان يتلقون ما يسرهم بالقبول لها وشكر الله عليها، واستعمالها فيما ينفع، وبالتالي يحصل لهم الابتهاج بها والسرور، ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالصبر الجميل، واحتساب الأجر والثواب , قال صلى الله عليه وسلم : «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» [رواه مسلم] .

2- الإحسان إلى الخلق بالقول والعمل وأنواع المعروف :

فإن ذلك يدفع الله به عن البر والفاجر الهموم والغموم، لكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب، إذ يتميز إحسانه بأنه صادر عن إخلاص واحتساب، فيهون الله عليه بذلك المعروف لما يرجوه من الخير، ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه، قال تعالى: " لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا " [النساء: 114] .

3- الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة مما تأنس به النفس وتشتاقه؛ فإن ذلك يلهي القلب عن اشتغاله بالقلق الناشئ عن توتر الأعصاب، وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم، ففرحت نفسه وازداد نشاطه .

4- اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وترك الخوف من المستقبل أو الحزن على الماضي، فيصلح يومه ووقته الحاضر، ويجد ويجتهد في ذلك ، قال صلى الله عليه وسلم : «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» [رواه مسلم] .

5- الإكثار من ذكر الله، فإن ذلك من أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينة القلب، وزوال همه وغمه، قال تعالى : " أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " [سورة الرعد: 28] .

6- النظر إلى من هو أسفل منه، كما قال صلى الله عليه وسلم : «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم» [رواه البخاري ومسلم] .

فبهذه النظرة يرى أنه يفوق كثيرًا من الخلق في العافية وتوابعها، وفي الرزق وتوابعه، فيزول قلقه وهمه وغمه، ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله .

7- السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم، وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور، وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال، فيجاهد قلبه عن التفكير فيها .

8- تقوية القلب وعدم التفاته للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة؛ لأن الإنسان متى استسلم للخيالات، وانفعل قلبه للمؤثرات من الخوف والأمراض وغيرها، أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية والانهيار العصبي .

9- الاعتماد والتوكل على الله، والوثوق به والطمع في فضله، فإن ذلك يدفع الهموم والغموم، ويحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور الشيء الكثير .

10- أنه إذا أصابه مكروه أو خاف منه، فليقارن بينه وبين بقية النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية، فإنه سيظهر له كثرة ما هو فيه من النعم، وتستريح نفسه وتطمئن .


فعلى مر الزمان والسنين احتار الناس فى الحصول على السعادة واختلف الكثير في فهم معناها؛ منهم من قال السعادة هي فى الصحة والأمن في الحياة، ومنهم من قال إنها في جمع الأموال، والبعض الآخر قال إنها في الحصول على العلم والمكانة الرفيعة.. كل ذلك حسناً ما دام يقع تحت بند الدين والإيمان السليم، ولكن على الوجه الأخر يوجد من يعتبر السعادة هي في الخروج عن أي رادع أو تعاليم دين أو أي حائل يمنعه من الحصول على لذته أو ما يريده هواه وحده.
وفي هذا تشتت وتناقض في أعماق الإنسان قد يدفعه إلى الجنون أحياناً أو إلى الانغلاق على النفس وفهم الدين خطأ.. ومــن هــنا يتضــح أن للسعــادة وجهــان:-
الوجه الأول: السعادة الدنيوية محددة المدة.
الوجه الثاني: السعادة الأبدية الخالدة وليس لها مدة.

ولعلم الله الخالق بطبيعة مخلوقه فقد أهدى له ديناً قيماً يجمع بين أمر الدنيا والآخرة فيحيا حياة هنيئة هادئة وسعيدة في الدنيا والآخرة. وقال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وهنا الإجابة على السؤال الذي حير البشر منذ سيدنا آدم وحتى الآن وإلى يوم القيامة وهو أن السعادة في (الإيمان)، ولا شك أن الراحة النفسية وراحة القلب والطمأنينة والحياة الطيبة غاية كل إنسان وهذا كله لا يتحقق إلا للمؤمن وحده فقط. ويقترن الإيمان دائماً بالعمل الصالح وأداء التكاليف التي أمره بها الله الواحد الأحد. وحينما يتبع الإنسان المنهج الرباني والهدي النبوي الشريف فإنه سينعم بنعمة الحياة الطيبة وراحة النفس؛ قال تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ).. وأما من اتبع هواه ويتهاون بجنب الله وأوامره ونواهيه فإنه يحيا حياة غير طيبة وغير سعيدة ولا ينعم بأي راحة أو طمأنينة في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)

فإلى كل الباحثين عن السعادة: ها هي بين أيديكم فهلموا إلى الله الواحد الأحد وإلى كتابه وكلماته والعمل بما أمر به واجتناب نواهيه.. وقتها فقط سوف تكون السعادة الحقيقية الخالدة.

اللهم أسعدنا بطاعتك، وارزقنا القناعة برزقك وعطائك، وأدم علينا نعمك الظاهرة والباطنة، واجعلها عونًا لنا على طاعتك









 


رد مع اقتباس
قديم 2019-09-04, 14:35   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

روى ابن حبان في صحيحه (4032) وأحمد في مسنده (1448)

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( أربع من السعادة :

المرأة الصالحة

والمسكن الواسع

والجار الصالح

والمركب الهنيء

وأربع من الشقاوة :

الجار السوء

والمرأة السوء

والمسكن الضيق

والمركب السوء )

وصححه الألباني في "الصحيحة" (282) .


اخي الفاضل

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:11

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc