في بيان موقف السلفية مِنَ الرواية عن مُسْلِمةِ أهل الكتاب - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

في بيان موقف السلفية مِنَ الرواية عن مُسْلِمةِ أهل الكتاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-12-02, 20:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالرحيم الميلي
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم الميلي
 

 

 
إحصائية العضو










B1 في بيان موقف السلفية مِنَ الرواية عن مُسْلِمةِ أهل الكتاب

قال الشيخ فركوس _حفظه الله_ :

ادَّعى المُحاضِرُ أنَّ السلفية يعتمدون في إثباتِ عقائدهم لا سيَّما في باب الأسماء والصفات على رواياتِ مُسْلِمةِ أهل الكتاب ككعب الأحبار ـ وهو طعنٌ ضمنيٌّ فيهم ـ وادِّعاءٌ بالبهتان أنَّ السلفيِّين لا يميِّزون بين كلامه صلَّى الله عليه وسلَّم وكلامِ مُسْلِمةِ أهل الكتاب، وهذا جهلٌ فاضحٌ بطُرُقِ الرواية؛ إذ مجرَّدُ ورودِ رواياتٍ لبعضِ مَنْ يروي عن أهل الكتاب في مصنَّفاتِ أهلِ السنَّة لا يَلْزَمُ منها ـ بالضرورة ـ إقرارُهم بها وتصحيحُهم لها، حيث قد وَرَد النكيرُ مِنَ العلماء ـ سلفًا وخلفًا ـ لروايات الآخِذين عن أهل الكتاب. قال الحافظ ابنُ كثيرٍ ـ رحمه الله ـ بعدما أَوْرَد طائفةً مِنَ الأخبار في قصَّةِ ملكةِ سبإٍ مع نبيِّ الله سليمان عليه السلام: «والأقربُ في مثلِ هذه السياقاتِ أنها مُتلقَّاةٌ عن أهل الكتاب، ممَّا يُوجَدُ في صُحُفِهم، كروايات كعبٍ ووهبٍ ـ سامحهما اللهُ تعالى ـ فيما نَقَلا إلى هذه الأمَّةِ مِنْ أخبار بني إسرائيل، مِنَ الأوابد والغرائب والعجائب، ممَّا كان وما لم يكن، وممَّا حُرِّف وبُدِّل ونُسِخ، وقد أغنى اللهُ سبحانه عن ذلك بما هو أصحُّ منه وأنفعُ وأوضحُ وأبلغُ، ولله الحمدُ والمِنَّةُ».
وقال الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ: «وإذا عَرَف المسلمُ أنَّ كعبَ الأحبارِ ـ وهو أفضلُ مُسْلِمةِ أهل الكتاب ـ قد بثَّ كثيرًا مِنَ الإسرائيليات العجيبةِ والمُنْكَرةِ والغريبة، ولا يَبْعُدُ أَنْ يكون الحديثُ المنسوبُ إلى قتادةَ بنِ النعمان مِنْ هذه الإسرائيلياتِ المأخوذةِ عن كعبٍ، فيجب الحذرُ أشدَّ الحذرِ مِنْ رواياته، ولا سيَّما ما يرويه فيما يتعلَّق بصفات الله ـ جلَّ وعلا ـ وأفعالِه المقدَّسة، وكذلك يجب الحذرُ مِنْ مرويَّاتِ أهلِ الكتاب المُنْكَرةِ والغريبةِ والمحرَّفة».
والجدير بالملاحظة: أنَّ صنيعَ أهلِ الحديث برواية الأخبار المُنْكَرة والغريبة إنما دافعه للحذر منها، لا للعمل بها يُعَدُّ مِنْ أعظمِ مناقبهم ومِنْ أرقى صُوَرِ نُصْحِهم للأمَّةِ المحمدية؛ حفاظًا على سنَّتِه صلَّى الله عليه وسلَّم أَنْ يدخلها ما ليس منها، قال أبو حاتمٍ الرازيُّ ـ رحمه الله ـ: «لم يكن في أمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ منذ خَلَق اللهُ آدَمَ أُمَناءُ يحفظون آثارَ الرُّسُل إلَّا في هذه الأمَّة»، فقال له رجلٌ: «يا أبا حاتمٍ، ربَّما رَوَوْا حديثًا لا أصلَ له ولا يصحُّ؟» فقال: «علماؤهم يعرفون الصحيحَ مِنَ السقيم، فروايتُهم ذلك للمعرفة ليَتبيَّنَ لمَنْ بعدهم أنهم ميَّزوا الآثارَ وحَفِظوها».
وفي سياقِ المنافحة عن أهل الحديث والأثر يقول ابنُ قُتَيبَة ـ رحمه الله ـ: «الْتَمَسُوا الحقَّ مِنْ وجهته، وتتبَّعوه مِنْ مَظانِّه، وتَقرَّبوا إلى الله باتِّباعهم سُنَنَ رسول الله وطلبِهم لأخباره بَرًّا وبحرًا وشرقًا وغربًا... وقد يَعيبهم الطاعنون بحملهم الضعيفَ وطلبِهم الغريبَ، وفي الغرائبِ الدَّاءُ، ولم يحملوا الضعيفَ والغريبَ لأَنهم رأَوْهما حقًّا، بل جمعوا الغثَّ والسمين والصحيحَ والسقيم ليُميِّزوا بينهما ويدلُّوا عليهما».
فما أحسنَ أَثَرَهم على الناس! وأقبحَ أثرَ الناسِ عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريفَ الغالين، وانتحالَ المُبْطِلين، وتأويلَ الجاهلين، الذين عَقَدوا ألويةَ البِدَع، وأطلقوا عِقالَ الفتنة؛ فهُمْ مختلفون في الكتاب، مُخالِفون للكتاب، مُجْمِعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علمٍ، يتكلَّمون بالمتشابه مِنَ الكلام، ويخدعون جُهَّالَ الناس بما يشبِّهون عليهم، فنعوذ بالله مِنْ فِتَنِ الضالِّين.
هذا، وقد أبان المحاضر عن نَفَسِه البدعيِّ حين طَعَن في الرواة الذين أخذوا عن خيارِ هذه الأمَّةِ وهُمْ صحابةُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ومنهم الصحابيُّ الجليل المبشَّرُ بالجنَّة عبد الله بنُ سلامٍ رضي الله عنه، متَّهِمًا إيَّاهم بعدم التمييز بين الحق المسموع من مشكاة النبوة وبين الإسرائيليات المأخوذة عن أحبار اليهود، مُتقمِّصًا بذلك رِداءَ الرافضة نافخًا بُوقَهم بعد أَنْ كان مُنافِحًا عن المتصوِّفة، وإِنْ تَبجَّح ـ في مطلع محاضرته ـ بأنه يعظِّم السلفَ ويبجِّلهم؛ فقَدْ أظهر أنَّ حاله ـ في ذلك ـ حالُ كُلِّ حقودٍ على الدعوة السلفية المبارَكة، يحتقر السلفَ وينتقصهم، وهذا دليلٌ مِنَ الأدلَّة المستفيضة على عِظَمِ الارتباط بين التصوُّف والرفض إلى أَنْ غَدَا بعضُهم يغذِّي بعضًا بالشُّبُهات للحدِّ مِنَ الشُّهُب السلفية الراجمات لبِدَعهم وضلالاتهم.
وفي مَعْرِضِ التحذير مِنْ دسائس الجهمية وأضرابهم مِنَ المعطِّلة يقول ابنُ القيِّم ـ رحمه الله ـ: «فتأمَّلْ ما في هذا الوجهِ مِنَ الأمر العظيم: أَنْ يشتبه ـ على أعلم الناس بالله وصِفَاته وكلامِه وكلامِ رسولِه ـ كلامُ الرسول الحقِّ الذي قاله مدحًا وثناءً على الله بكلام الكُفَّار المشركين الذي هو تنقُّصٌ وعيبٌ، فلا تميِّزَ بين هذا وهذا، ويقول: «قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم» لِمَا يكون مِنْ كلام ذلك المشرك الكافر!! فأيُّ نسبةِ جهلٍ واستجهالٍ لأصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فوق هذا؟! أنه لا يميِّز أحَدُهم بين كلام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وكلامِ الكُفَّار والمشركين، ويميِّز بينهما أفراخُ الجهمية والمعطِّلة!! وكيف يستجيزُ مَنْ للصحابة في قلبه وقارٌ وحرمةٌ أَنْ ينسب إليهم مثلَ ذلك؟! ويا لله العجب هل بَلَغ بهم الجهلُ المُفْرِط إلى أَنْ لا يفرِّقوا بين الكلام الذي يقوله رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم حاكيًا عن المشركين والكُفَّار، والذي يقوله حاكيًا له عن جبريل عن ربِّ العالمين، ولا بين الوصف بما هو مدحٌ وثناءٌ وتمجيدٌ لله ووصفِه بما هو ضِدُّ ذلك؟! فتأمَّلْ جنايةَ هذه المعرفةِ على النصوص!! ومَنْ تأمَّلَ أحاديثَ الصفاتِ وطُرُقَها وتعدُّدَ مخارجِها ومَنْ رواها مِنَ الصحابة عَلِم ـ بالضرورة ـ بطلانَ هذا الاحتمال، وأنه مِنْ أبين الكذب والمُحال، واللهِ لو قاله صاحبُ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم مِنْ عند نفسه لَكان أَوْلى بقَبوله واعتقادِه مِنْ قول الجهميِّ المعطِّل النافي، فكيف إذا نَسَبه إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟!».
والعلم عند الله تعالى، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ.


لمن أراد أن يستزيد : من هنا








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-12-03, 14:21   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صـالـح
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية صـالـح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ملاحظة :
الجواب لإدارة الموقع وليس للشيخ فركوس حفظه الله










رد مع اقتباس
قديم 2017-01-28, 13:53   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
harounlak
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أهل الكتاب, اليهود, السلفية, الصحابة, الصوفية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc