وقفة تأمل و محاسبة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

وقفة تأمل و محاسبة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-01-14, 18:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة وقفة تأمل و محاسبة


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



يا من تخاف الله عز وجل:


• تذكر قبل أن تعصي:

أن الله سبحانه يراك ويعلم ما تخفي وما تعلن، فانه "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور".

• تذكر قبل أن تعصي:

أن الملائكة تحصي عليك جميع أقوالك وأعمالك وتكتبها في صحيفتك، "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".

• تتذكر قبل أن تعصي:

لحظة الموت وخروج روحك وهي تجذب جذبا شديدا حينها تتمنى أن تتوب إلى الله وتصلي وتقرأ القرآن، "والتفت الساق بالساق* إلى ربك يومئذ المساق".

• تذكر قبل أن تعصي:

القبر وعذابه وظلمته فهو إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حف النار فهناك لا أب شفيق ولا أم ترحم.

• تذكر قبل أن تعصي:

يوم يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة.

• تذكر قبل أن تعصي:

يوم تتطاير الصحف فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله.

• تذكر قبل أن تعصي

: يوم تدنو الشمس من الرؤوس قدر ميل ويعرق الناس على قدر أعمالهم فمنهم من يصل العرق إلى كعبيه ومنهم من يصل إلى ركبتيه ومنهم من يصل إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما والعياذ بالله.

• تذكر قبل أن تعصي:


يوم تشهد عليك أعضائك بما عملت من خير وشر، "حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون".

• تذكر قبل أن تعصي

: يوم يقول المجرمون: "يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا".

• تذكر قبل أن تعصي:

يوم يؤتى بأناس من أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيؤخذ بهم ذات الشمال فيقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: <يارب أصحابي!> فيقال: <إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك>.


• تذكر قبل أن تعصي:

أنك سوف تعبر الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر عملك فإما أن تنجوا وإما أن تخطفك كلاليب جهنم والعياذ بالله. قال تعالى: "وان منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا".

• تذكر قبل أن تعصي:

وقوفك بين يدي الله عز وجل وليس بينك وبينه حجاب أو ترجمان فيذكرك بكل ذنب عملته.

• تذكر قبل أن تعصي:

عندما يقول العاصي يوم القيامة: "ي حسرتى على ما فرطت في جنب الله".

• تذكر قبل أن تعصي:

نار جهنم وبعد قعرها وشدة حرها وعذاب أهلها وهم يسبحون فيها على وجوههم.


• تذكر قبل أن تعصي:

أن الذنوب تؤدي إلى قلة التوفيق وحرمان العلم والرزق وضيق الصدر وقصر العمر وموت الفجأة وذهاب الحياء والغيرة وأعظم عقوباتها أنها تورث القطيعة بين العبد وربه وإذا وقعت القطيعة

انقطعت عنه أسباب الخير واتصلت به أسباب الشر.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين








 


آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-01-15 في 14:10.
رد مع اقتباس
قديم 2019-01-17, 14:48   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
















.

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-19, 14:57   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



ساعة لعلها خير ساعات عمرك

جرّبوا وستدعو لي

كنت أتابع محاضرة قيمة للأستاذ عمرو خالد في التلفاز

كنت مشدودا مع حديثه الشائق عن التوبة والتائبين غير أن قضية محددة وردت في خاتمة الكلام

كانت أشبه بمسك الختام بالنسبة لي

هذه القضية استوقفتني طويلا

بعد أن هزتني كثيرا

طرح الأستاذ عمرو خالد القيام بتجربة وأخذ يؤكد أن لها ما بعدها في استجاشة الرغبة الشديدة في التوبة والإقبال على الله

وقررت أن اقدم على هذه الخطوة وانفردت بنفسي في حجرتي

وأحضرت ورقتين وقلماً


وكتبت في رأس الأولى :

قائمة بنعم الله عليّ ..

وكتبت في راس الثانية :

قائمة بما فعلت من معاصي وزلات وذنوب

وبدأت أكتب ما أتذكره من نعم الله علي في ذات نفسي فيما حولي مما تتعلق به حياتي

وشرعت أكتب وأكتب

وأنا أرى نعم الله تتوالد أمام عيني كلما كتبت نعمة تولدت عنها نعمة تتعلق بها أو تقوم عليها ومما كتبته

نعمة العقل .. والذاكرة ..

والقدرة على التحليل واستخلاص النتائج ..

والبراعة في عرض الأفكار ..

وحسن الكلام والبيان الجيد المؤثر في كثير من الأحيان

.. ومجرد اللسان نعمة كبرى .

ونعمة البصر ..

وعدم الحاجة إلى استخدام نظارة نعمة أخرى ..

ونعمة القراءة والكتابة .. وهكذا

واكتملت الورقة الأولى

ولم يكتمل شريط العرض لاستعراض نعم الله علي

وسحبت ورقة أخرى ، وواصلت تدوين النعم

نعمة الوجود أصلا . نعمة الصحة والسلامة البدنية وكمال الأعضاء نعمة العلم

والقدرة على التعليم نعمة الشم والسمع والحركة

الخ الخ

وإذا بي أقف عاجزاً بعد أن أكملت الورقة الثانية مما أتذكره من نعم الله

ولقد رأيت نفسي أشبه بالغريق في خضم بحر عظيم

واكتفيت بما كتبت

وأنا أردد

وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ

وانتقلت إلى القائمة الثانية وقلبي لحظتها قد بدأ يهتز وهو مملوء بشعور الحياء من الله

وشرعت أكتب ما أتذكره مما عملت من ذنوب ومعاصي وزلات التي اغترفتها ولا أزال متلطخا بكثير منها


وكذلك لم أنس أن أكتب ما ابتليت به من التقصير في الإقبال على الفرائض ، والتكاسل عنها ومما كتبته :


خطايا باللسان كثيرة .

. من غيبة وسخرية بالناس

وكذب وهذر قول في سفساف الأمور .

. وخطايا بالعين من نظر لا يحل إلى أمور لا يرضى عنها الله .

. ومتابعة لساعات لما ضره أكثر من نفعه ...

وخطايا بالأذن من سماع من كرهه الله ولا يحبه كالاستماع إلى الأغاني ..

ومنها : صور كثيرة من عقوق الوالدين .. ونحو هذا كثير

وكتبت وكتبت وكتبت

وإذا بهذه الأخرى تتوالد كأنها الدود

وهالني أني رأيت هذا الزحم من الهفوات والزلات والمخالفات

وشرعت اسحب ورقة أخرى لأواصل رحلة البحث


وإذا بي أمام قائمتين على طرفي نقيض تماماً

أما الأولى

فنعم منهمرة متدفقة تقوم عليها حياتي كلها

نعم تغمرني من مفرق رأسي إلى أخمص قدمي ، ومن فوق ومن تحتي

وفي من حولي مما يتعلق به أمري ومن لحظة ولادتي إلى يوم الناس هذا

أعطاني كل ذلك بلا سؤال مني ، لعلمه هو بما ينفعني


وأما الثانية :

فقائمة يطأطئ لها الرأس حياء

قائمة سوداء حالكة كلها خطايا وذنوب وآثام وزلات وهفوات وقصور وتقصير وجرأة على الله تعالى

ولم اشعر إلا بدمعات تنساب على خدي وأنا أعيد النظر متأملا هذه تارة وهذه تارة

وتذكرت الحديث الشريف الذي يقول فيه الله سبحانه

إني والأنس والجن في نبأ عجيب .. أخلق ويعبد غيري ، وارزق ويُشكر سواي ، خيري إليهم نازل ، وشرهم إلى صاعد ، أتحبب إليهم بالنعم ، وأنا الغني عنهم ، و يتبغضون إليّ بالمعاصي ، وهم أحوج ما يكونون إليّ

عندها شعرت بموجة غامرة من الحياء تغمرني من الله سبحانه

بل شعرت بهيجان مشاعر حب جارف لله جل جلاله


وكيف لا يحبه قلبي وهو يتعامل معي على هذه الشاكلة العجيبة

وأنا أتعامل معه على هذه الشاكلة الغريبة


ودخلت معي نفسي في سلسلة عتاب

ثم كانت القشة التي قصمت ظهر البعير

قفزت إلى ذهني خاطرة جعلتني أجهش بالبكاء

تذكرت كيف أتعامل مع أبنائي

كيف أني أرى بأني قائم بأمرهم كله

ومن ثم فعليهم طاعتي

وعدم مخالفتي

وأني لا أتحمل ما يفرط منهم من مخالفات

فأنزل بأحدهم عقابا يناسبه ..! بل أحيانا بما لا يناسبه !! وإنما هي فورة غضب عارمة

وقلت لنفسي : فكيف لو عاملني الله بما أعامل به أبنائي

كيف لو عاقبني على كل مخالفة أقع فيها ... إذن لأهلكني منذ زمن

وأيقنت أن الله يحب عباده أشد من حب الوالدين لأبنائهما

فكيف لا يحبه العباد سبحانه اشد الحب وأعلاه وأعظمه

حقا ساعة خلوت فيها مع الله لأقوم بهذه التجربة

لكنها كانت خير ساعات عمري


لقد خرجت منها وقلبي يمور بمشاعر متباينة

الخوف والرجاء والحياء والحب


الخوف

من سوء الخاتمة بسبب هذه الأوزار والآثام والهفوات والزلات

والرجاء

لأن من أنعم ابتداء ، سينعم انتهاء .. ومن أعطى بلا سؤال

لن يبخل مع السؤال والإلحاح فيه


والحياء

من رؤية هذا الحشد من المعاصي والذنوب . في مقابل تلك النعم التي لا تزال تتوالى

والحب

لأنه يستحق أن يمتلئ القلب بحبه جل جلاله

يا لها من ثمرات رائعة وجليلة أثمرتها تلك الجلسة مع الله

وقد قال علماؤنا : أن ذرة من أعمال القلوب تعدل أمثال الجبال من أعمال الجوارح

فلله الحمد

رب العالمين

ثم قلت وأنا أبتسم : وهذه وحدها من أعظم نعم الله علي

وعندها خررت ساجدا وأنا أبكي ، وأنا أردد :

املأ قلبي بحبك .. املأ قلبي بحبك .املأ قلبي بحبك .... يا رب..

يااااااااااااارب ... ياااااااااااارب


المصدر احد وسائل الدعوة

شبكة أنا المسلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 14:49   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



أخي الحبيّب تَذَكّـر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:


أخي الحبيب:

كلنا ذوو ذنب وكلنا ذوو خطيئة

وكلنا ذوو معصية، قال صلى الله عليه وسلم: " كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"

والإنسان بطبعه ضعيف الإرادة، وقد تغلبه نفسه، ويضعف أمام الشهوات والمغريات، ويميل إلى المعصية فتذكر قبل ارتكاب المعصية أن الله يراك ومطلع عليك؛ فهو العليم الخبير، وهو السميع البصير

قال ـ تعالى ـ: {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}[البقرة:77]

ويسمع كلامك، ويرى مكانك، ويعلم سرك ونجواك،فهو ـ سبحانه ـ معك بعلمه وإطلاعه،

فاحذر كل الحذر أن تجعل الله أهون الناظرين إليك.

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل
*** خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحـسبـن الله يغــفل ســـاعـة
*** ولا أن مـا تخفي عليه يغيب

واحــذر أيضاً أن تـكون ممن يراقبون العـباد، وينـسون رب العباد، يخشون الناس، وينسون رب الناس

قال ـ تعالى ـ:{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ} [النساء:108]

يستعظمون نظر المخلوق على هوانه، ويستخفون بنظر الخالق مع علو شأنه.

فيا من تعصي الله ، أي أرض تقلك وأي سماء تظلك إلا أرض الله وسماؤه، وأي مكان يحميك من أن يراك الله ويطلع عليك وينظر إليك فـهو ـ تعالى

يراك، فـاجعل لـه في قـلبك وقاراً، وإذا حدثتك نفسك بالمعصية أيا كانت هذه المعصية فقل لها: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق:14]


أخي الحبيب:


قبل أن تعصي الله تذكر من أنت. من أنت أيها المسكين حتى تعصي إله الأولين والآخرين ورب العالمين ؟ من أنت أيها الضعيف الذي لا تملك لنفسك نفعاً، ولا ضراً، ولا حولاً

ولا طولاً حتى تعصي القوي العـزيز الذي خـضع لـه كل شيء

وملأت كل شيء عظمته، وقهر كل شيء ملكه، وأحاطت بكل شي

قدرته، تذكر من أنت ومن هو العظيم الذي تعصيه، وأنت فقير محتاج إليه؟

وبقدر ما يعظم قدر الله في قلبك يعظم مكانك عنده قال ـ تعالى ـ: {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}[الحج:30]


أخي الحبيب:

قبل أن تعصي الله تذكر نعمه الكثيرة عليك {يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ*الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ} [الانفطار:7،6]

خلقك الله من عدم، وشفاك من سقم، وأسبغ عليك وافر النعم، أطعمك من جوع وكساك من عري، وأرواك من ظمأ قال ـ تعالى ـ: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}[ابراهيم:34]

فكيف يا عبد الله تبدل نعمة الله كفراً؟! وفضله وجوده عليك جحوداً ونكراً ؟!

كيف تقابل الإحسان بالنكران؟!

والعطايا بالخطايا؟!

كيف تعصي الله وأنت تتقلب في نعمه؟

وهل تعصيه إلا بنعمه؟

فبأي وجه تلقى الله وقد أعطاك ومنحك وأكرمك ووهبك هذه النعم ثم تأتي وتعصيه بها؟!

أما تخاف من عقابه؟

وتجزع من عذابه وهو القادر على أن يسلبها منك كيفما شاء ومتى شاء، فكم من نعمة أسبغها الله صاحبها فبدلها كفراً وأعقبها نكراً فكانت نهاية صاحبها خسراً: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}[سـبأ:17].


أخي الحبيب:


يا من تعصي الله تذكر أنك تعصي الله في ملكه، وفوق أرضه، وتحت سمائه، فهل ترضى أنت أن تعصي في بيتك وملكك وسلطانك؟! أما تخاف أن يطردك الله من رحمته ويحرمك من مغفرته بعد أن بارزته

في ملكه بمخالفة أوامره وارتكاب محارمه؟ أما تخاف أن يكون الرب المنتقم قد غضب عليك عندما تطاولت على حدوده، وقدمت مرادك على مراده، وقال: اذهب فبعزتي وجلالي

لا أغفر لك أبداً. تأكل وتشرب، وتضحك، وتفرح، وتمرح، والله من فوق سمواته وعرشه غاضب منك ساخط عليك؛ فويل لمن كان له الويل وهو لا يشعر!!


أخي الحبيب:

تذكر أن الله شديد العقاب، وأنه عزيز ذو انتقام، ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين، وأنه يغار إذا انتهكت محارمه، وما أهلك الأمم السابقة إلا أنهم تعدوا حدود الله

وانتهكوا حرماته، وبارزوه بالمعاصي، وما من مصيبة تلم بالعبد ولا عقوبة تقع عليه إلا بسبب بعض ذنوبه ومعاصيه، ولو يؤاخذ الله العبد بكل سيئاته {مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ}[النحل:61] ولكنه

سبحانه ـ أهل التقوى وأهل المغفرة.. وما أكثر أولئك الذين اعتمدوا على رحمة الله ـ تعالى ـ وعفوه وكرمه وجوده فضيعوا أوامره، وارتكبوا نواهيه

ونسوا أنه أيضاً شديد العقاب، ومن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب، فهو كالمعاند

لأن حسن الظن بالله ورجاء العفو والمغفرة تنفع من تاب، وندم، وأقلع عن الذنب، وبدل السيئة بالحسنة، أما من يرجو رحمة الله وهو لا يطيعه ولا يتمثل أمره فهذا من الخذلان والحمق.

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
*** إن السفينة لا تجري على اليبس

وإن من أعظم الاغترار طلب دار المتقين المطيعين بالمعاصي، وانتظار الجزاء بغير عمل، ويستحيل في حق الله العادل أن يساوي بين البر والفاجر وبين المحسن والمسي

قال ـ تعالى ـ {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}[الجاثـية:21] وقال ـ تعالى ـ {أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}[صّ: 28].


أخي الحبيب:

تذكر يوم تشهد عليك الشهود وتفضحك فيه الجوارح والجلود! فأين يكون مهربك؟

وإلى أين يكون الملتجأ؟

والشهود منك والشهادة عليك، فتأمل يا مسكين!! تعصي الله بها ومن أجلها، وتذود عنها، ثم تأتي يوم القيامة تشهد عليك! وتذكر أيضاً المكان الذي عصيت الله فيه يأتي يوم القيامة شاهداً عليك، وتذكر أن الزمان شاهد عليك!

وتذكر أن الله أرصد لك وبك ملائكة كراماً يرونك من حيث لا تراهم، ويعلمون ما تقول وما تفعل:{يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}[الانفطار:12] ويوم القيامة يشهدون عليك،فأين المهرب من كل هؤلاء الشهود؟!

أخي الحبيب: تذكر الإحصاء والكتابة عندما يذوب قلبك كمـداً وحـزناً، وينحـرق أسفـاً ولوعـةً عندمـا تـنشر صحفك المطوية بأعمالك المخزية، أنت نسيتها، ولكن الدين لا ينسى قال ـ تعالى ـ: {أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوه} [المجادلة: 6].

لم ينسه الملكان حــــين نسيته
*** بل ســــجـــــلاه وأنت لاه تلعب

سترى هذه الأعمال حين تأتي ساعة الندم، حينما تذهب اللذات وتبقى الحسرات! حينما تذهب الشهوات وتبقى التبعات!
فتذكر كتاباً يبسط وينشر بين يديك، وكل ما فيه لك أو عليك، وتذكر أن كل لفظ تقوله

ولك فعل تفعله، ولك حركة تصدرها مسجلة عليك، وستراها يوم القيمة أمام ناضريك، فاعمل وقل ما يسرك أن تراه يوم أن تلقى الله يـــــــوم القيامـــــــــة.


أخي الحبيب:

تذكر الاستدراج من الله وأنه ـ سبحانه ـ يمهل ولا يهمل،فاحذر أن تكون من أولئك الذين أمدهم الله بالصحة والنعم وهم مقيمون على المعاصي والزلل ويحسبون أن لهم كرامة ومنزلة عنده

وهم سقطوا من عينه، وهانوا عليه، قال ـ تعالى ـ: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ} [المؤمنون:56،55] فلا يغررك من الله طول حلمه عليك

وستره إياك، فربما كان إمهاله لك مكراً بك واستدراجاً لك حتى تزداد بالإمهال إثماً فيزداد عذابك،واحذر أن يكون الله قد مكر بك في إحسانه لك فتناسيت، وأمهلك في غيك فتماديت، وسقطت من عينه فما دريت، ولا باليت.

تذكر الموت وسكرته ، والقبر وظلمته، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأهواله، تذكر يوم القيامة يوم الحسرة والندامة الذي تكون دعوى الأنبياء ـ وهم الأنبياء ـ في ذلك اليوم ((نفسي نفسي،لا أسألك إلا نفسي

اللهم سلم سلم)) فأي حال يكون حالك أنت؟ وأي مقال يكون مقالك في تلك اللحظات الرهيبة التي تأتي فيها تحمل وزرك الذي بارزت الله به ليلاً ونهاراً، سراً وجهارا،ً إنه موقف الذل والخزي

فبأي وجه تلقى الله، وأنت قد خالفت أوامره، وانتهكت حدوده، فهل أعددت الحجة، وجهزت الجواب للسؤال.


أخي الحبيب:

يا من تعصي الله، أن الله خلقك لغاية عظيمة ومهمة جسيمة، ولم يخلقك عبثاً، ولن يتركك سدى قال ـ تعالى ـ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون:115]

وقال ـ تعالى ـ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذريات:56] وقد منحك الله الوقت، وأمهلك؛ حتى تتزود فيها من الطاعات، فإذا بك ويا للأسف تنقلب على وجهك، وتنكص على عقبيك

فتبارزه بالذنوب والمعاصي، وكلما طالت أيامك زادت آثامك، وعظمت ذنوبك، والديان لا ينسى، فاحذر أخي من أن تستمر في غيك ولهوك وإعراضك إلى أن ينقضي زمن المهلة، ويأتي زمن النقلة

ولا تصحوا إلا على صائح الموت يحدو، وهناك في موضع الندم ومكان الحسرة والألم عندما يهجم عليك الموت فينكشف عنك الغطاء، وتقبل على الآخرة بما فيها من الأهوال العظيمة وتكسب العبرات ترجو الرجوع ولا رجوع

قال ـ تعالى ـ: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون:99] ، فيا قبح الحال ويا بئس المآل.


أخي الحبيب:

تذكر أنك عندما عصيت الله كأنك قد انهزمت في المعركة، وخسرت الجولة مع أعدى أعاديك، ذلك العدو الذي لا يألو جهداً في أن يرديك في الهاوية

قال ـ تعالى ـ: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [صّ:83،82]

فهل تريد أن تكون من عباد الرحمن المخلصين، فتنعم ببرد الطاعة ورضا الرب، وتقاد إلى دار الجنان والسعادة والأمان ؟

أم ترغب في أن تكون من أتباع الشيطان، فتعيش في ظلمة المعصية، وتساق إلى دار العذاب والهوان والنيران؟


أخي الحبيب:

إن طريق الجنة محفوف بالمكاره، وهو عقبه كؤود ومرتقى صعب لا يتجاوزه إلا كل مخف من الذنوب والسيئات

فهل تريد الجنة وما فيها من النعيم وأنت على المعاصي مقيم؟!

وهل تريد سعادة الدنيا والآخرة وأنت متنقل من معصية إلى معصية؟

تصل الذنوب إلى الذنوب وترجى
*** درج الجنان بها وفوز العابد

ونـســيــت أن الله أخــــــــرج آدم
*** منها إلى الــدنيا بذنب واحـد


أخي الحبيب:

قد آن لك أن تقلع وتتوب من كل الذنوب، وأن تلتزم بالطاعة التي يعزك الله بها والتي فيها سعادتك في الدنيا والآخرة: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}[الحديد: 16]...

بلى والله قد آن.. قد آن.. قد آن.


عبداللطيف الغامدي


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 17:44   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ERTHCEROKO
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم و جزاكم الله كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2019-01-29, 11:32   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الحضني28
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
ايها الاخ الكريم لاحظت ان ماتكتب لايعدو أن يكون تخويفا
وتهويلا كأن الله خلقنا ليعذبنا وفقط
اليس الحساب عن الاعمال؟!
كلمونا عن خطط عن خرائط للقيام بأعمال ناجحة
حدثونا عن مشروعات رائدة نؤديها لفائدة مجتمعاتنا
ولكم جزيل الشكر.










رد مع اقتباس
قديم 2019-01-29, 14:51   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة erthceroko مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكم و جزاكم الله كل خير
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-29, 15:05   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحضني28 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ايها الاخ الكريم لاحظت ان ماتكتب لايعدو أن يكون تخويفا
وتهويلا كأن الله خلقنا ليعذبنا وفقط
اليس الحساب عن الاعمال؟!
كلمونا عن خطط عن خرائط للقيام بأعمال ناجحة
حدثونا عن مشروعات رائدة نؤديها لفائدة مجتمعاتنا
ولكم جزيل الشكر.

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

عليكم السلام و رحمه الله و بركاته

الخوف والرَّجاء للمؤمن كالجناحيْن بالنِّسبة للطائر

لكنَّه يطير بهما في سماء التعبُّد لربِّه - عزَّ وجلَّ -


ولابدَّ من تَحقيق التَّكافؤ والتَّوازُن بين الخوْف والرَّجاء


حتَّى تستقيمَ حياة المؤمن في الدُّنيا، ويفوز بالنَّعيم في الآخرة

إذ إنَّ تغليب الخوف دون حاجةٍ إليْه يُفضي إلى القنوط


كما أنَّ تغليب الرَّجاء دون حاجة إليه يُفضي إلى الأمن المؤدِّي إلى التفريط.

وحدُّ الاعتدال في ذلك أن تُغلِّب جانبَ الخوْف عند الحاجة إليْه

وتغلِّب جانب الرَّجاء عند الحاجة إليه


فالمرء

عند كثْرة العصيان مع شدَّة الخوف يَحتاج إلى تغليب الرَّجاء على الخوْف

أمَّا العصيان مع الأمْن فصحابُه بِحاجةٍ إلى تغليب جانب الخوف على جانب الرَّجاء.

قال ابن القيِّم:

"ينبغي للقلْب أن يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب الرجاء فَسَدَ".









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-30, 14:35   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



العبادة بين الخوف والرجاء والمحبة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الخوف والرَّجاء للمؤمن كالجناحيْن بالنِّسبة للطائر، لكنَّه يطير بهما في سماء التعبُّد لربِّه - عزَّ وجلَّ - ولابدَّ من تَحقيق التَّكافؤ والتَّوازُن بين الخوْف والرَّجاء؛ حتَّى تستقيمَ حياة المؤمن في الدُّنيا

ويفوز بالنَّعيم في الآخرة؛ إذ إنَّ تغليب الخوف دون حاجةٍ إليْه يُفضي إلى القنوط، كما أنَّ تغليب الرَّجاء دون حاجة إليه يُفضي إلى الأمن المؤدِّي إلى التفريط.

وحدُّ الاعتدال في ذلك أن تُغلِّب جانبَ الخوْف عند الحاجة إليْه، وتغلِّب جانب الرَّجاء عند الحاجة إليه

فالمرءُ عند كثْرة العصيان مع شدَّة الخوف يَحتاج إلى تغليب الرَّجاء على الخوْف، أمَّا العصيان مع الأمْن، فصحابُه بِحاجةٍ إلى تغليب جانب الخوف على جانب الرَّجاء.

قال ابن القيِّم: "السَّلف استحبُّوا أن يُقَوِّي في الصِّحَّة جناح الخوْف على جناح الرَّجاء، وعند الخروج من الدُّنيا يقوِّي جناح الرَّجاء على جناح الخوْف، هذه طريقة أبي سليمان وغيره".

وقال: "ينبغي للقلْب أن يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب الرجاء فَسَدَ".

وقال غيره: "أكمل الأحْوال اعْتدال الرَّجاء والخوف، وغلبةُ الحب؛ فالمحبَّة هي المرْكَبُ، والرَّجاء حادٍ، والخوف سائق، والله الموصل بمنِّه وكرمه". اهـ.

قال حافظ الحكمي في "المنظومة الميميَّة في الوصايا والآداب العلمية":

وَاقْنُتْ وَبَيْنَ الرَّجَا وَالخَوْفِ قُمْ أَبَدًا
تَخْشَى الذُّنُوبَ وَتَرْجُو عَفْوَ ذِي الكَرَمِ

فَالخَوْفُ مَا أَوْرَثَ التَّقْوَى وَحَثَّ عَلَى
مَرْضَاةِ رَبِّي وَهَجْرِ الإِثْمِ وَالأَثِمِ

كَذَا الرَّجَا مَا عَلَى هَذَا يَحُثُّ لِتَصْ
دِيقٍ بِمَوْعُودِ رَبِّي بِالجَزَا العَظِمِ

وَالخَوْفُ إِنْ زَادَ أَفْضَى لِلقُنُوطِ كَمَا
يُفْضِي الرَّجَاءُ لأَمْنِ المَكْرِ وَالنِّقَمِ

فَلا تُفَرِّطْ وَلا تُفْرِطْ وَكُنْ وَسَطًا
وَمِثْلَ مَا أَمَرَ الرَّحْمَنُ فَاسْتَقِمِ

سَدِّدْ وَقَارِبْ وَأَبْشِرْ وَاسْتَعِنْ بِغُدُوْ
وٍ وَالرَّوَاحِ وَأَدْلِجْ قَاصِدًا وَدُمِ

فَمِثْلَمَا خَانَتِ الكَسْلانَ هِمَّتُهُ
فَطَالَمَا حُرِمَ المُنْبَتُّ بِالسَّأَمِ


وقد ذكر الله - تعالى - الخوف مقرونًا بالرجاء في كتابه الكريم في مواضع كثيرة


منها قول الله - جلَّ جلاله -: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء ٱلَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو ٱلألْبَابِ} [الزمر: 9]

وقوله تعالى: {ٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 98]، وقوله تعالى: {نَبّىء عِبَادِى أَنّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ*وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلألِيمُ} [الحجر: 49، 50].

وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} [الإسراء: 57]

وقوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90]، وكما في قوله - سبحانه -: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة: 16].

وعن أنَسِ بنِ مالكٍ - رضي الله عنه -: أن النبي - صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم - دخل على شابٍّ وهو في المَوْتِ، فقَالَ: ((كيف تَجِدُكَ؟)) قالَ: واللهِ يا رسولَ اللهِ، إنِّي أَرْجُو اللهَ، وإنِّي أخَافُ ذُنُوبِي

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم -: ((لا يَجْتَمِعَانِ في قَلْبِ عَبْدٍ في مِثْلِ هَذا الْمَوْطِنِ؛ إلاَّ أعْطَاهُ اللهُ ما يَرْجُو

وآمَنَهُ ممَّا يَخَافُ))؛ أخرجه التِّرمذي وقال: حسن غريب، والنسائي في "الكبرى"، وابن ماجه، وقال الألباني: حسنٌ صحيح "صحيح الترغيب والترهيب" (رقم 3383).

وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((يقول الله - عزَّ وجلَّ -

: وعزَّتي، لا أجمع على عبدي خوفَين، ولا أجْمع له أمنَين، إذا أمِنَني في الدُّنيا، أخفتُه يوم القيامة، وإذا خافني في الدُّنيا، أمنته يوم القيامة))؛ رواه البيْهقي في "شعب الإيمان"، وصحَّحه الألباني.

عن أبي جحيفة - رضي الله عنْه - قال: قالوا: يا رسول الله، قد شِبت! قال: ((شيَّبتني هود وأخواتها))؛ رواه الطبراني وأبو يعلى، وقال الألباني: سندُه جيِّد (الصحيحة 955).

ولهذا قال السَّلف - رحِمهم الله - كلِمةً مشهورةً، وهي: "مَنْ عبدَ الله بالحبِّ وحده، فهو زنديق، ومَن عبدَه بالخوف وحْده، فهو حروريٌّ - أي: خارجي - ومَن عبدَه بالرَّجاء وحْده،

فهو مرجئ، ومن عبدَه بالخوف والحب والرَّجاء، فهو مؤمن موحِّد".

قال ابن القيم:

"القلب في سيره إلى الله - عزَّ وجلَّ - بمنزلة الطَّائر؛ فالمحبَّة رأسه، والخوف والرَّجاء جناحاه، فمتى سلِم الرَّأس والجناحان، فالطائر جيِّدُ الطيران، ومتى قطع الرأس، مات الطائر

ومتى فقد الجناحان، فهو عرضة لكل صائدٍ وكاسر".

وعلى التفصيل الذي ذكرنا يُحمل حال مَن غلَّب الخوف على الرَّجاء من سلفِنا الصَّالح، وكذلك من غلَّب الرجاء على الخوف.


وقد اختلفت عباراتُ العلماء في تعريف الخوف والرجاء:

• فقيل: الخوف توقُّع العقوبة على مجاري الأنفاس.

• وقيل: الخوف قوَّة العلم بِمجاري الأحكام.

• وقيل: الخوف هَرَبُ القلب من حلول المكْروه عند استشعاره.

• وقيل: الخوف غمٌّ يلحق النفس؛ لتوقُّع مكروه.


أمَّا الرجاء فقد قال العلماء في حدِّه:

• الرجاء حادٍ يحدو القُلوب إلى بلاد المحبوب، وهو الله والدَّار الآخرة، ويُطَيِّب لها السير.

• وقيل: هو الاستِبْشار بِجود فضل الربِّ - تبارك وتعالى - والارتياح لمطالعة كرمه - سبحانه.

• وقيل: هو الثِّقة بجود الرب تعالى.

• وقيل: هو النَّظر إلى سعة رحمة الله.

وتفصيل ذلك في "مدارج السَّالكين" لابن القيم (1/507-513).

• قال أبو حفص عمر بن مسلمة الحدَّاد النيسابوري:

"الخوْف سِراجٌ في القلب، به يُبْصر ما فيه من الخيْر والشَّرِّ، وكل أحد إذا خفتَه هربْت منه، إلا الله - عزَّ وجلَّ - فإنَّك إذا خِفْتَه هربت إليه، فالخائف من ربِّه هارب إليه".

• وقال إبراهيم بن سفيان:

"إذا سكن الخوفُ القلوب، أحرق مواضع الشَّهوات منها، وطرد الدنيا عنها".

والآثار في ذلك عن السلف أكثرُ من أن تُحصى.

وليعلم أنَّ الخوف المحمود الصادق: هو ما حالَ بين صاحبه وبين مَحارم الله - عزَّ وجلَّ - فإذا تَجاوز ذلك، خِيفَ منْه اليأْس والقنوط.

قال أبو عثمان الحِيري:

"صِدْق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهرًا وباطنًا".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

"الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله".

هذا في جانب الخوف، أمَّا في جانب الرجاء، فالأخبار فيه كثيرة أيضًا، ومنها:

• قال البيهقي في "الشعب":

"قال بعضُ الحكماء في مناجاته: إلهي، لو أتانِي خبرٌ أنَّك غيرُ قابل دعائي، ولا سامع شكْواي

ما تركت دعاءَك ما بلَّ ريقٌ لساني، أين يذهب الفقيرُ إلا إلى الغني؟

وأين يذهب الذَّليل إلا إلى العزيز؟

وأنت أغنى الأغنياء، وأعزُّ الأعزاء يا رب".

• وقال بعض العبَّاد: "لمَّا علِمْتُ أنَّ ربِّي - عزَّ وجلَّ - يلي مُحاسبتي، زال عني حزني؛ لأنَّ الكريم إذا حاسب عبدَه تفضَّل".

• وقال ابن المبارك: جئتُ إلى سفيان الثَّوري عشيَّة عرفة، وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تهملان، فقلتُ له: مَن أسوأ هذا الجمْع حالاً؟ قال: الذي يظنُّ أنَّ الله لا يغفِر لهم.

وقد أجْمع العلماءُ على أنَّ الرَّجاء لا يصحُّ إلا مع العمل.

أمَّا ترْك العمل، والتمادي في الذنوب، اعتمادًا على رحمة الله، وحسْنِ الظنِّ به - عزَّ وجلَّ - فليس من الرَّجاء في شيء، بل هو جهل، وسفه، وغرور؛ فرحمة الله قريبٌ من المحسنين لا من المفرِّطين، المعاندين، المُصِرِّين.

قال ابن القيِّم في "الجواب الكافي" بشأن المتمادين في الذُّنوب؛ اتِّكالاً على رحمة الله: "وهذا الضَّرب في النَّاس قد تعلَّق بنصوص الرَّجاء، واتَّكل عليها، وتعلَّق بكلتا يديه

وإذا عوتب على الخطايا والانْهماك فيها، سرد لك ما يحفظه من سعة رحْمة الله، ومغفرته، ونصوص الرجاء، وللجُهَّال من هذا الضَّرب من النَّاس في هذا الباب غرائب وعجائب". اهـ.

وقال أيضًا: "فحُسْن الظَّنِّ إنَّما يكون مع انعِقاد أسباب النَّجاة، وأمَّا على انعقاد أسباب الهلاك، فلا يتأتَّى إحسان الظَّنِّ.

فإن قيل: بل يتأتَّى ذلك، ويكون مستندُ حسنِ الظنِّ سعةَ مغفرةِ الله، ورحمته، وعفوه، وجوده، وأنَّ رحمَتَه سبقت غضبَه، وأنه لا تنفعه العقوبة، ولا يضرُّه العفو.

قيل: الأمر هكذا، والله فوق ذلك أجلُّ وأكرم، وأجود وأرحم، وإنَّما يضع ذلك في محلِّه اللائق به؛ فإنَّه -

سبحانه - موصوف بالحكمة، والعزة، والانتقام، وشدَّة البطش، وعقوبة مَن يستحقُّ؛ فلو كان مُعَوَّلُ حسْنِ الظَّنِّ على صِفاته وأسمائِه، لاشتَرَك في ذلك البرُّ والفاجر

والمؤمن والكافر، ووليُّه وعدوُّه؛ فما ينفع المجرمَ أسماؤه وصفاته

وقد باء بسخطه وغضبه، وتعرَّض للعْنته، ووقع في محارمه، وانتهك حرماته.

بل حسن الظن ينفع مَنْ تاب، وندم، وأقلع، وبدَّل السيِّئة بالحسنة، واستقبل بقيَّة عمره بالخير والطاعة، ثم حسَّن الظَّنَّ بعدها؛ فهذا هو حسن الظَّنِّ، والأوَّل غرور، والله المستعان". اهـ.


أما المحبة، فهي

كما قال ابن القيم -:

"لا تُحَدُّ المحبةُ بحدٍّ أوضحَ منها؛ فالحدود لا تزيدها إلا خفاءً وجفاءً، فحدُّها وُجُودُها، ولا توصف المحبة بوصفٍ أظهرَ من المحبة.

وإنما يتكلم الناس في أسبابها، وموجباتها، وعلاماتها، وشواهدها، وثمراتها

وأحكامها؛ فحدودهم، ورسومهم دارت على هذه الستة، وتنوعت بهم العبارات، وكثرت الإشارات بحسب إدراك الشخص، ومقامه، وحاله، ومِلْكِهِ للعبارة ". اهـ.


ومما قيل في حد المحبة وتعريفها أنها:

• إيثار المحبوب على جميع المصحوب.

• موافقة الحبيب في المشهد والمغِيب.

• مواطأة القلب لمرادات المحبوب.

• سقوط كل محبة من القلب إلا محبة الحبيب.

• ميلك للشيء بكُلِّيَّتك، ثم إيثارك له على نفسك وروحك ومالك، ثم موافقتك له سرًّا وجهرًا، ثم علمك بتقصيرك في حبه.

وقيل غير ذلك، وراجعه في "مدارج السالكين"، و"روضة المحبين"، وكلاهما لابن القيم - رحمه الله.


واللهَ نسأل أن يوفِّقَكم لما يحب ويرضى

وأن يهيِّئَ لكم من أمْرِكم رشدًا

ويهدِيَنا وإيَّاكم سواء السَّبيل.


لشيخ د. علي ونيس









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-01-30 في 14:40.
رد مع اقتباس
قديم 2019-01-31, 02:31   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
BAWSALA
عضو جديد
 
الصورة الرمزية BAWSALA
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

Merci pour ces magnifiques conseils ^^










رد مع اقتباس
قديم 2019-01-31, 23:21   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
PowerOn
عضو جديد
 
الصورة الرمزية PowerOn
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2019-02-01, 07:01   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
alabakira
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك يالغالي










رد مع اقتباس
قديم 2019-02-03, 18:18   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BAWSALA مشاهدة المشاركة
Merci pour ces magnifiques conseils ^^
[COLOR="Navy"]الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

Thanks for your good attendance like you
Always waiting for your perfume

God bless you
Praise God from us all the best[/COLOR
]









رد مع اقتباس
قديم 2019-02-03, 18:20   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة poweron مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-02-03 في 18:20.
رد مع اقتباس
قديم 2019-02-03, 18:21   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alabakira مشاهدة المشاركة
شكرا لك يالغالي

[color="navy"ا]لحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

الشكر موصول لحضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير [/color]









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:59

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc