بعد إفتعال "العفن ياهو" للذرائع بغرض التراجع عن
الموافقة المبدئية للوفد الإسرائيلي المفاوض بالدوحة،
ها هو المجلس الأمني والسياسي يوافق على إتفاق وقف
إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وينتظر أن يعرف مصادقة
الحكومة الإسرائيلية عليه هذه الأثناء، ويبدأ تنفيذ بنوده
يوم الأحد المقبل.
وبدخول إتفاق الدوحة حيز التنفيذ فإن أهداف الحرب المجنونة
التي شنتها إسرائيل على غزة العزة لم يتحقق منها شيء، قيادات
حماس هي من فاوضت إسرائيل، وبذلك فحماس من تدير القطاع
ولم يقضى عليها، ولم ينزع حتى سلاحها.
إذن، فالصبر الإستراتيجي الذي تحلت بها حماس بقيادتها وكتائبها،
والخسائر التي أوقعتها كتائب القسام في صفوف الجيش الإسرائيلي
الذي تكبد خسائر فادحة، ما جعل قواه منهكة وصفوفه مرتهلة
ومعنوياته منحطة وقد إفتك الإحباط واليأس والهيستيريا وحتى
الجنون بعساكره، ما جعلهم يفرون هرعا وبكيانا وعويلا من ساحات
المعارك، ما أدى إلى حالات إنتحار أو محاولات الإنتحار.
ولإنقاذ الموقف، كانت قيادات الجيش الإسرائيلي بشباكه وموساده،
في البداية توصي الحكومة برئاسة "النتن ياهو" بإيجاد صيغة
لإيقاف الحرب، إلا أن تعنت اليمين الإسرائيلي الحاكم حالا دون ذلك، حتى
أن إستقالة وزير الحرب السابق يوآف غالانت فأسبابها كانت لخلافه مع نتنياهو
حول هذه المسألة، وبوصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم بالبيت الأبيض
إستقوت قيادات الجيش وأصبحت تضغط أكثر لإنهاء الحرب وهو ما حدث،
فالوفد المفوض الأسرائيلي يتمثل في قيادات الشباك والموساد.
بقلم الأستاذ محند زكريني