*** وصية لفتى (الجزء الرابع والاخير ) *** - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

*** وصية لفتى (الجزء الرابع والاخير ) ***

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-11-22, 15:13   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المهذب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية المهذب
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 *** وصية لفتى (الجزء الرابع والاخير ) ***

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أولا الصلاة على الحبيب المصطفى صلوات رب وسلامه عليه عدد ما نرى وعدد الحصى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما يقول له المولى سبحانه كن فيكون.
قلت أيها الأحبة أن فتى الأمس الطبيب الشاب اليوم ،ما إن وصل إلى البلدة حتى وجد الشيخ الإمـــــام ينتظـــــــره أمام مدخل العيادة و عندها تفاجئ مما رأى .
البلدة شبه خالية من المارة والعربات قليلة الحركة ومعظم المحلات مغلقة والتي كانت بالأمس القريب مكتظة بالزبائن وعربات الحماية المدنية وقوات الامن والجمعيات الفاعلة في المجتمع والمواطنين الشرفاء والأخلاء من الأصحاب والزملاء يعقمون الأماكن ويرشون مواد التعقيم في كل مكان والكثير من الناس
يضعون مناديل واقية على وجوههم، ، وما أكثر ما أدهشه النساء والفتيات اللواتي كن بالأمس مالئة للأسواق بمختلف ألألبسة المقلدة للأمم الأخرى
أصبحن يخفين الكثير من زينتهن وخاصة الوجه بمختلف قطع القماش الجيد الذي لا تخترقه ذرات الماء ، عندها عرف بفطنته ، وقال للشيخ الإمام الآن عرفت يا شيخ ما عنيته لي بقولك أترك بيني وبينك خطوات ، نعم يا شيخ ، ودخل مسرعا إلى عيادته فوجد مساعديه يعطون بعض الأدوية الى المرضى
فقال لهم هل من خبر من السلطة العليا في البلاد عن هذا الوضع ، فأعطوه ظرفا به العديد من الإجابات للتساؤلات التي كانت قد طرحت بذهنه ، عندما رأى المنظر بأم عينه للوهلة الأولى ، ثم قال له أحد أصدقائه المقربين من الأطباء والذي كان ينوبه أثناء يوم راحته ، أنا لم أريد أن أقلقك خاصة وانك تركت الهاتف بمكتبك ،
واكتفيت بإرسال شيخ البلدة ، حتى تكون على علم و تتأكد بأن الأمر خطير ، وبعد أن قرأ فتى الأمس طبيب اليوم ما كان بالظرف من معلومات ومن أوامر صارمة في تطبيق الإجراءات الصحية ، حتى يتفادى الجميع المصيبة والبلاء الذي حل بالبلاد والعباد ، نادى الشيخ وقال له ، يا شيخ ، أخطب في الناس
وقل لهم الحقيقة ، وأن الأمر صعب ولابد له من إدراك للمسؤولية على كل فرد
لنجاة نفسه وغيره وأخبرهم يا شيخ أن الأمر يتعلق بحب الله والناس وان الإيمان من صفاته أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك ، وقل لهم يا شيخ أعينونا بالطاعة وتنفيذ التعليمات ، ولا تستهينوا بالمرض فإنه وباء مثل غيره من الاويئة التي أصابت الأمم السابقة،ولاندري متى تنجلي ، فعلينا بالصبر والدعاء وإقامة الصلاة
و قل لهم أمكثوا بالبيوت ولا تخرجوا إلا لحاجة ، وإضافة للوضوء اغسلوا بالصابون و لا تكثروا الزحام فإن المكروب ليس له آمان ، ورد عليه الشيخ بوركت يإ ابن الغالي يا ابن أخي في الله الطيب الذي مكث بيننا دهرا موجها وناصحا وكلماته كلها حكمة ومعاني، ثم مضى الشيخ ليخبر الناس بحقيقة
ما جعل الكل يعاني، فاندهش الفتى الشاب الطبيب من قول الشيخ وتأكد من أن هذا الشيخ كان سابقا ملازما لأبيه ، وكانت الموت هي الفرقة بينهم.
جمع الفتى الطبيب الشاب جميع من بالعيادة ثم خطب فيهم قائلا ، إن المسؤولية اليوم علينا وإنها لأمانة بين أيدينا وإني عازم أمري على إجراء بعض التجارب والبحوث حتى أنقض بلدتنا والبشرية من عناء ووباء ما كانوا ليرضوا به لولا أنه كتب عليهم ، فأعينوني بقوة ، وإني قررت أن أجعل بيتي وقاعة علاجي بمنزلي الريفي مستشفى ليتداوى فيه ،فمن شعر بنزلة برد أو اشتدت حرارته فلتحضروه فورا وإني اقتنيت عربة ذات دفع رباعي لتنقلوا بواسطتها المرضى وعلى أن يتم النقل من طرف ممرضي عيادتي هذه وأشرفوا على رعاية جميع المواطنين و الأصدقاء من الأطباء والممرضين وإني أطلب منكم حث الناس ليكونوا متطوعين لتجربة العقار الذي أريده وأمل أن يكون الشفاء به ، ولا تقلقوا يا إخوان فإنني قمت بإتصالات مع بعض الأطباء والباحثين خارج بلادنا وإننا نتعاون كلنا لنجد دواء أو مصلا أولقاحا إن صح التعبير حتى ننجو وتنجوا البشرية ، فهلم يا أحبائي فإن الوقت يمضي والمرض يستفحل والوباء يزداد انتشارا.
وعاد الفتى إلى منزله وأمه ومعه بعض معاونيه ووسع بقاعة علاجه وأعانه عليها بعض أصدقائه وأصبحت مستشفى يكفي كل أهالي المدينة بل قد يستقبل غيرهم من المدن الأخرى .
ومرت الأيام وهذا الفتى يجرب الأعشاب من (عشبه المروبي إلى عشبه الشيح البري،إلى أزهار القرنفل، الى الحبة السوداء، الى العسل ، إلى زيت الصبار ، إلى زيت العلقم ، إلى زيت الزيتون ، إلى علك الصنوبر، إلى اللولبان ، إلى بذور السواك وحبة البركة وحبة لسان مكي، وبذور النعناع،إلى ورق السد ر إلى زيت الكليل، إلى بذور الكالتوس ، إلى البصل والثوم والى غيرها من الأعشاب الطبية والبذور ، النافعة للصحة والتي تساعد على تقوية المناعة ، وتزيد من قوة الرئتين بالتنفس ، ثم استنتج عقارا ،أراد أن يجربه على متطوعين ومن بين هؤلاء المتطوعين كانت أمه العجوز التي أصيبت بنزلة برد وعفيت منها لكنها ذهبت إلى المدينة لاقتناء بذور النعناع لتغرسه بالحقل لحاجة ولدها باستعمال أوراقها في خلطته، وما هي إلا أيام حتى اشتدت حرارتها ولم تنخفض بكل العقاقير والأدوية التي قدمها لها مساعدي ولدها ، فقالت لابنها ، يا ولدي أنت تريد متطوعين والناس معظمهم خوفى ، فأنا لها وأنت فتاي الذي أفتخر به ، فإن نجحت فأنا راضية عليك وإن لم تنجح فكل الرضا بقضاء الله وقدره ،لكنه شفق على أمه والتي لم يبق له بالحياة إلا هي لكنه تذكر وصية والده عند خروج روحه ولما أتاه بالمنام ، فقال في نفسه نعم نعم هذا هو مغزى وصيتك يا والدي وهذا هو التغيير وهذا هو حب العمل والسعي فيه لأنقاض الناس و رضخ للأمر ، وجرب وصفته المذهلة التي زادها رونقا بقراءة سورة الفاتحة لتكون مباركة ، وتداوت الأم وبعض المتطوعين فكانت نتيجة العقار مذهلة وشفيت الأم من مرضها وعادت معينة له كسابق عهدها ، وعمم هذا الفتى والشاب الطبيب تجربته وأراد مشاركتها مع البلدان الشريكة والصديقة ، لكن الموت كان أعجل فذات يوم هو وأمه وبعض معاونيه كانوا بالغابة التي سعى هو وأبوه سابقا لتطفئة نيرانها لجمع علق الصنوبر من أصل الشجرة ،وإذا باللهب يحيط بهم من كل مكان وإذا بأمه تحاصرها النيران من كل جهة فأراد أنقاضها لكن النهاية جاءت واحترق هو وأمه بها و ماهي إلا لحظات حتى جاء الإطفئيون ومعهم الشيخ الإمام فقال الشيخ لا حول ولا قوة إلا بالله إن لله وإن إليه راجعون ، ثم دار إلى مرافقيه وقال أتدرون من هذا الشاب وهذه المرأة فقالوا بلى ، فقال أتعلمون قصة أبيه ، فقالوا لا ، فقال: سأخبركم من البداية ثم قال: (كان أبوه صاحبي ورفيقي وعز عشرتي ، وكان طيبا ، وغيورا على بلاده ووطنه، وكان رءوفا و شفواقا ، مؤمنا صالحا لكن نهايته كانت هنا بمثل هذا الموقف ،وهذا الشاب وأمه بقية عائلته التي كتب الله أن تكون كذلك نهايتهم هنا ، بعدما كبر ولده وأهدى الأمة علاجا أفادها ولم يعمم استعماله )، ثم قال عجبا لكم يا آل الرجل الطيب الصالح كافحتم وانتم أحياء ومتم وانتم شهداء، فهنيئا لكم الجنة.
ثم دمعت عينه ببكاء الرحمة وقال لكل من جاء لإطفاء النار واجبكم أخذ المجرمين الذين حرقوا الغابة أن تأخذوهم أخذ عزيز مقتدر ولا ترأفوا بهم
وهكذا أحبتي أكملت الحكاية التي كتبتها على شكل رواية وأملت فيها شيئا إذا قرأتم جيدا ما جاء فيها فإني متأكد أنكم فهمتم معانيها وما هي إلا تخمينات خمنتها وتخيلتها أملتها ورجوت من المولى أن يكون لنا شباب كالذي ذكرت وأناس كالرجال الذين ذكرت و نساء كالتي أفدت بروحها ومسكت آلام جروحها
فأحبتي هذه الحكاية انتهت لكن المرض لازال فأ رفعوا أيديكم إلى الواحد المتعال ورددوا معي (يا الله ، يا الله، يا الله ، نحن عباد ضعفاء ، وأنت القوي المتعال ألطف بعبادك ، وأنصر أحبائك ، وأحفظ دينك ، وأرفع مقتك وبلائك ، يا الله، يا الله ، يا الله اشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، أنزل الشفاء وحطم الأعداء ، (وصل على محمد عدد الحصى وعدد الثرى وعدد النجوم وعدد ما في الكون وعدد ما تقول له كن فيكون).
ونلتقي إن شاء الله في حكاية أخرى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم المهذب.









 


آخر تعديل المهذب 2020-11-22 في 15:34.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc