السلام عليكم و رحمة الله
صار بديهي اليوم و بشكل واضح أن اليهود هم من يقودون العالم، اسأل من تشاء من المسلمين في جميع بقاع الأرض من يقود العالم اليوم سيجيب بدون تردد اليهود .
يرجع هذا الاجماع الى ما يعرف بالحس المشترك بين الناس و المجتمعات و لكن هذا الأخير لا يعتبر مرجعية تقوم عليه الدراسات العلمية التحليلية و لا نستطيع أن نتبنى نتائج و أحكام بناء عن معرفة شعبية أو ميولات متعلقة بالدين مثلا باعتبارنا مسلمين .
ما يهمنا هنا هو معرفة الدور الخفي لليهود في الحضارة الغربية و ان كان من الناحية المادية معروف فاليهود يسيطرون على أكبر المؤسسات النقدية العالمية مثل صندوق النقد الدولي و المنضمة العالمية للتجارة و الأمثلة لا تعد و لا تحصى و اللوبي اليهودي في الو م أ الذي يسيطر على صناعة السلاح ، و لكن ما يهمنا هو معرفة دور الافكار التي قام اليهود بابتكارها منذ قرون خلت و تغلغلو عن طريقها الى داخل المجتمع الغربي في اوروبا الذي كان وسيلتهم للسيطر على العالم و اقامة دولة اسرائيل ,
اليهود السر الخفي للحضارة الغربية:
يقع الكثير من المثقفون العرب اليوم في غلط منطقي حين يعتبرون أن الحضارة الغربية و تطورها و أفكارها نتاج للتطور العلمي الذي بدأ مع عصر النهضة في القرن 14 وصولا إلى اليوم، سواء في مجال العلوم الإنسانية أو العلوم الطبيعية التجريبية، خاصة هذه الأخيرة التي رسمت الشكل المادي للحضارة الغربية، و الذي صرنا نربط به كل تفكيرنا و تحليلنا للمدنية الغربية.ولم نتساءل عن السر الخفي الذي صنع و ووجه الفكر الأوروبي قبل 1500 عام، و نحن نقصد بكل تأكيد اليهود.قد يعتبرنا البعض أننا ندعي هذا نتيجة كرهنا لليهود، و بالتالي فلندع هذه الأحكام و نتبع معا دور اليهود و السبب الذي دفعنا إلى اعتبار اليهود لهم دور رئيسي و مركزي في الشكل الذي وصلت إليه الحضارة الغربية و إن كنت أعتبرها حضارة يهودية بامتياز.
فأول سؤال يمكن طرحه هو لماذا هاجر اليهود إلى أوروبا بالتحديد خلال فترة الشتات اليهودي؟. فخلال هذه الفترة و إن كان هناك خلاف بين المؤرخين في تحديدها بدقة، هاجر اليهود من بلاد كنعان والبلاد العربية نحو أوروبا، فالتاريخ لم يثبت وجود دولة يهودية و إن ادعى اليهود ذلك، فهم لطالما عاشوا في بلدان كأقلية.المهم لماذا تم اختيار أوروبا بالتحديد، رغم تخلفها في ذلك الوقت و عدم السفر شرقا باتجاه الحضارة و التي كان مركزها آسيا بلاد الصين و الهند، فلنتصور شعبا اليوم يهاجر إلى الصومال أو الموزمبيق و أدغال إفريقيا حيث التخلف و الفقر، و يترك أوروبا المتطورة سيكون الأمر محير بكل تأكيد.فسبب هجرة اليهود إلى أوروبا يعود بالتحديد إلى العقدة التي يعاني منها اليهود باتجاه الشعوب الشرقية و المسلمة فيما بعد، فلطالما عانوا من التهميش و الاضطهاد و النبذ في هذه المجتمعات، و عدم قدرتهم على نشر أفكارهم داخلها، و إن كان لهم تأثير فيكون عن طريق المكر و الخداع، دون قدرتهم المطلقة على صنع أفكار الرجل الشرقي. أما نفسية الأوروبي فكان يعبر عنها بأنه رجل شريف فعال ذو حساسية كبير للجمال ذو عواطف جياشة فحتى صلاته في الكنيسة كانت تتم بالموسيقى، فيهود الشتات وجدوا ضالتهم في هذه الشخصية، التي تأثرت باليهودي باعتباره فرد منبوذ من بلاده طرد و لم يجد موطن يؤويه فآوته أوروبا و هذا التمثيل مقصود لكسب شفقة الأوروبي.فيهودي الشتات كان يعيش في أوروبا متخفيا في ما يعرف بالجيتو،فرغم مظاهر الذل التي كان يبديها إلا أنه كان يمتلك كبرياء عظيم في داخله باعتباره شعب الله المختار.
و لكن هناك إشكال قد تعرض له اليهودي في هذا المجتمع الجديد و هي مشكلة الاندماج داخله ليس رغبة منه في ذلك فاليهودي ثابت لا يتغير مع الزمن، و لكن طبيعة مهمته تفرض عليه الاندماج و الخروج من عزلة الجيتو فتم ابتكار مفهوم المواطنة من أجل هذه الضرورة فاليهودي أصبح مواطنا لا فرق بينه و بين أي فرنسي آو انجليزي له نفس حقوقه و واجباته و لكن ليثبت هذا الحق لا بد من نظام ديمقراطي يقلب المعادلة فالأمير و النظام الإقطاعي كانا من عوائق تغلغل اليهود في المجتمع الأوروبي و حاجزا يمنعهم من الوصول إلى قمة الهرم فتم إسقاطه بما يعرف بالثورة البرجوازية (الثورة الفرنسية في القرن 18 مثالا على ذلك)، و التي غذاها مفكرين بارزين اغلبهم يهود فلا نستغرب اليوم مثلا حين نجد رئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزي ذو أصل يهودي ،أو مادلين أولبرايت وزيرة خارجية سابقة في الحكومة الامريكة و الأمثلة على ذلك كثيرة( و هذا الأمر يصعب على اليهود في البلاد العربية المسلمة و إن تم يكون في الخفاء بدون إبراز الأصل اليهودي) ، و هذه فائدة الفكرة بعد قرون من ابتكارها .
و لكن أخطر الأفكار اليهودية على نفسية الأوروبي هي تلك الأفكار التي تحركه لا شعوريا و نقصد فكرة العنصرية و أسطورة الجنس الأبيض الأوروبي و سموه على بقية الأجناس. فنفسية اليهودي العنصرية بطبيعتها (أسطورة شعب الله المختار)، قد تم غرسها في الرجل الأوروبي و هو عمل مقصود و هذا ما أنتج لنا الاستعمار فالحرب سابقا كانت تقوم من اجل الغزو، أما الغزو إذا أضفنا له العنصرية تحول إلى استعمار و الذي عانت منه أشد معاناة البلاد الإسلامية و الأسيوية بالتحديد و هو رد فعل و تعبير عن العقدة اليهودية اتجاه هذه الشعوب.
و لأن العقول لا تستطيع التحكم في الأفكار التي أنتجتها ففكرة العنصرية انقلبت على اليهود خلال الحرب العالمية الثانية بما يعرف بمعاداة السامية و المتمثلة أساسا في النازية بزعامة هتلر و محاولته إبادة اليهود.
فليس من الصدفة أن يكون انشتايس و كارل ماركس و ميكيافيلي و باروخ سبينوزا و فرويد يهودا و القائمة تطول.
هناك الكثير من المفاهيم التي ابتكرها اليهود تبدو و كأن لها وجوه ايجابية و هذا صحيح لأنهم اقتبسوها من الحضارة الإسلامية نتيجة احتكاكهم بها.هذه الحضارة التي عطلت مسارهم و خطتهم في أوروبا لمدة عشرة قرون من القرن 5 ميلادي إلى القرن 15 و لكنهم استفادوا منها كثيرا على شاكلة ابن ميمون اليهودي الذي ادعى الإسلام و كان إمام في القاهرة لعدة سنوات قبل اكتشاف أمره و قام بترجمة مئات الكتب العربية من علوم و آداب إلى العبرية.
فمعرفة دور اليهود في العالم اليوم ضروري لفهم مجريات العلاقات الدولية و فهم تسلسل الأفكار و إن غابت عنا هذه الحلقة المهمة سيغيب عنا بكل تأكيد الفهم الصحيح.
نقلا عن الباحث السياسي:علي مجالدي منتديات الخبر
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2014-07-23, 04:28
اليهود محرك العالم........ و لكن كيف........اقرأ لتعرف
العرض العادي
