كيف خطف علمانيو القبائل " حزب العزوف " ولماذا ؟؟؟
"المقاطعون من متطرفي القبائل يخطفون "حزب العزوف" ويتحدثون بإسمه ويشككون في الرئاسيات من خلال كتلته البشرية التي فاقت 60 بالمئة ممن لم ينتخب .
هل 60 بالمئة ممن لم يقترع في رئاسيات 2019 قبائلي ، ينتمي للبديل الديمقراطي ، توجهه علماني ، إستئصالي ... فرانكو بربريست ؟ "
إنتخب الشعب الجزائري يوم 12 .12 . 2019 وقاربت نسبة المشاركة 40 بالمئة ، ما يقارب 9 ملايين مُصوت ، منهم مليون ورقة صوت مُلغاة ، ورغم أنها مُلغاة إلا أن أصحابها كانوا مع العملية الإنتخابية ومع المسار الإنتخابي ومع الحلول الدستورية لحل الأزمة التي تمر بها الجزائر . فهذه الفئة حتى وإن كانت أوراقها التصويتية مُلغاة فقد إنتخبت في نهاية المطاف ، يبقى 60 بالمئة من الشعب التي لم تذهب إلى الإنتخابات والسؤال هو :
* هل 60 بالمئة التي لم تقترع كلها مقاطعة ورافضة للإنتخابات وفق رؤية البديل الديمقراطي ومتطرفي القبائل ؟
* هل 60 بالمئة التي لم تقترع قبائل ؟ وهل هي تابعة للبديل الديمقراطي التي تقف عليه أحزاب مُنحدرة من منطقة القبائل ومن الفرانكو بربريست ؟
* هل هذه الظاهرة التي أفرزت هذه النسبة والتي تؤكد عدم مبالاة الناس بالإنتخابات (لأسباب إقتصادية وإجتماعية وثقافية وفكرية ) هي ظاهرة خاصة بالجزائر أم هي ثقافة عالمية ؟
* هل من لم يقترع في هذه الإنتخابات كانوا كُلهم شباب أم من كُل الفئات العمرية ؟ وهل كُل من لم يقترع كان يملك بطاقة إنتخاب أم أن الأغلبية كانت لا تملك بطاقة إنتخاب ؟
الملاحظة الأولى: هي أن عزوف المواطن عن الإنتخابات ظاهرة عالمية بدليل أن فرنسا وفي إنتخابات "ايمانويل ماكرون" كانت النسبة ما يُقارب ألــــ 40 بالمئة .
وأن نسبة 25 بالمئة فقط هي التي تحصل عليها "ايمانويل ماكرون" من جملة الأصوات الصحيحة المعبر عليها .
الملاحظة الثانية: وهي أن نسبة مُشاركة ضعيفة جدا سجلت في منطقة القبائل : "بجاية" و"تيزي وزو" وإلى حد ما في "بومرداس" و"البويرة" و"الجزائر العاصمة" .... على أنغام السمفونية : " القصبة + باب الواد إيمازيغن " .
لكن هذا لا يعني أن العاصمة لم تنتخب بالمطلق ، وأن النسبة الضئلة المسجلة في العاصمة لم تبدأ من اليوم والعزوف في المدن الكبرى وفي العالم بصورة عامة كما يعلم الجميع وفي الجزائر بخاصة تقف وراءه أسباب سوسيولوجية ما تعلق بغياب أصحاب المهن الحرة عن الإنتخابات والإستحقاقات الإنتخابية في كل مرة مثل : الأطباء والإطارات السامية ... ومن هو ليس بموظف وله دخل مستقل عن الدولة .
الملاحظة الثالثة: أن نسبة 60 بالمئة التي إمتنعت عن الإنتخاب 90 بالمئة منها شباب وهي لا تملك بطاقة ناخب وإهتمامها وإنشغالها بالسياسة ظرفي يعود إلى عوامل عديدة ، حتى لو أصبحت الجزائر أرقى ديمقراطية في العالم فإن العزوف عن الممارسة السياسية والمشاركة في المواعيد الإنتخابية سيظل ضعيفا دون المستوى المأمول بدليل ما يجري في أمريكا وأوروبا واليابان وفي أرقى ديمقراطيات العالم من عزوف عن هذه العملية بسبب حالة التيه والضياع التي يعيشها العالم نتيجة فشل الأنظمة الوضعية وما ترتب عن ذلك من أزمات إقتصادية وأخلاقية وتفكك مجتمعي (الإنسان المعاصر والتوهان)... إلخ .
الملاحظة الرابعة: هي أن نسبة 60 بالمئة من الشعب التي لم تنتخب 80 بالمئة منها من الفئة الصامتة ولا يمكن بأي حال من الأحوال القول أنها من الفئة الرافضة للإنتخابات أو المقاطعة فهناك فرق بين الفئة الصامتة التي تتخذ العزوف سبيلا حتى في أوقات ماضية شاركت فيها أحزاب البديل الديمقراطي لكنها (الفئة الصامتة) بقيت على العهد لا تنتخب وبين الفئة المقاطعة (جزء من المعارضة) التي ظهرت في 2014 وبرزت بشكل أكبر 2019 وهي مع الإنتخابات وليست مع العزوف ولكنها تريد إنتخابات وفقا لشروطها وعلى مقاسها .
لأن القول بأن 15 مليون التي لم تنتخب هي ممن قاطعت الإنتخابات الرئاسية تلبية لأحزاب البديل الديمقراطي يعني هذا أن الجزائر بها 15 مليون قبائلي ونحن لا ندري .. وهذا كذب وإفتراء .
أو أن 15 مليون جزائري التي لم تنتخب هي كلها ذات توجه فرانكو بربريست إستئصالي ونحن لا نعلم .. وهذا كذب وإفتراء أيضا .
من المؤكد للجميع أن 60 بالمئة نسبة من لم ينتخب 80 بالمئة منها أي من هذه الفئة والوعاء الإنتخابي الكبير هي من الفئة الصامتة " حزب العزوف " فئة إختارت العزوف عن الممارسة السياسية وحق الإنتخاب منذ فترة طويلة ماضية (عقود من الزمن)لأسباب سوسيولوجية بحتة ولا يعود بأي حال من الأحوال عزوفها هذا إلي نداء البديل الديمقراطي ودعاة المقاطعة ولا إلى مخطط الفرانكو بربريست الإستئصالي " العلمانية والفدرلة " ولا إلى مقاطعة متطرفي منطقة القبائل لهذا الإستحقاق .
المستهجن في الأمر هاهنا هي محاولة متطرفي منطقة القبائل والفرانكو بربريست الذين يحاولون ضم نسبة هؤلاء أي الفئة الصامتة " حزب العزوف " (60 بالمئة ممن لم ينتخب) إلى نسبة المقاطعين الــــ 20 بالمئة من منطقة القبائل والبديل الديمقراطي والفرانكو بربريست والقول أن نسبة 60 بالمئة مقاطعة ورافضة للإنتخابات الرئاسية وهذا كذب وإفتراء كذلك....
لأن نسبة المقاطعين لا تتجاوز 20 بالمئة وإذا إستثنينا مواطني "بجاية" و"تيزي وزو" الذين كانوا يريدون المشاركة في الإنتخابات لكن تم عزلهم بالقوة من طرفي المتطرفين من منطقة القبائل ومنعهم بالقوة من التصويت كما بينت الصور والفيديوهات والأخبار الواردة من هناك وصلت حد الضرب والتكسير والتخريب للممتلكات العمومية والرسمية فإن النسبة تكون أقل بكثير جدا ..وإذا إستثنينا 80 بالمئة من النسبة الإجمالية لمن لم يشارك في الإنتخابات الرئاسية وهي 60 بالمئة ...هذه الــ 80 بالمئة التي لم تذهب كما كل مرة منذ عقود للإقتراع دون أن يكون ذلك الإمتناع سببه نداء المقاطعة التي أطلقته أحزاب البديل الديمقراطي والفرانكو بربريست المنحدرة من منطقة القبائل فإن نسبة المقاطعة المستجدة 5 بالمئة كممارسة جديدة (لم تكن موجودة من قبل) لمعارضة سياسة ما ونسبة العزوف 55 بالمئة كممارسة تقليدية (كانت ولا زالت وستظل موجودة مهما كان نوع النظام هنا أو في أي مكان آخر من العالم)تختلف بإختلاف حالة الطبقات الإجتماعية في داخل المجتمع جزء يبديه كشكل من الإحتجاج والتذمر من النظام وجزء آخر كشكل من أشكال الإستقلالية وعدم المبالاة علما أن المقاطعة ليست العزوف فهي فعل ظرفي يريد انتخابات بشروط على مقاسه " انتخابات التعيين والكوطة والمنفعة والمصالح " بينما العزوف جزء كبير منه لا علاقة له بالصراع على السلطة وأسبابه سوسيولوجية مرتبطة أساسا بالظروف الإقتصادية والإجتماعية وطبيعة تكوين الطبقة الاجتماعية التي ينتميى إليها هذا النوع من الشعب ممن هو من هذا الشعب لكنه لم يسجل نفسه في القوائم الإنتخابية ويرفض أي مشاركة له في المواعيد والإستحقاقات الإنتخابية .