اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن المغرب الأوسط
تحياتي لجميع الزملاء، أما بعد
ردا على الأخ ahmedahmedi:
- تحدثت عن "الترسبات الحادة للفرانكفونيين"، قل لي بالله عليك كيف استنتجت أن هناك فرانكفونيين بين المشاركين في هذا النقاش، أم أن العقل
الباطن الذي يغذيه الخطاب الشعبوي الركيك قد أدى إلى تشكيل ترسبات حادة في أذهان البعض حتى صاروا يتوهمون اشياء، و يجزمون بوجود أمور لا مؤشر موضوعيا
عليها.
- تقول "من يركع للغة الفرنسية حبا و عبادة و ذلا و خنوعا": يبدو أنك لا تعلم أن هواة اللغات و الثقافات الأجنبية ظاهرة توجد في كل المجتمعات، و الذي يترك ميونيخ و
مانشستر و ينتقل للعيش في القاهرة لا يفعل ذلك لأنه يحب الديكتاتورية العسكرية الفاسدة في مصر، و لا لأنه يرغب في تحول ألمانيا أو انجلترا غلى دولة تابعة لمصر. بل لأنه
يفضل الحياة البسيطة بدل الانغماس في حياة الاستهلاك و الترف السائدة في الغرب، و لأنه من جهة أخرى يسعى لإشباع فضوله في التعرف على ثقافة مغايرة لما ألفه.
- إذا كان بعضنا يدافع بشدة عن إبقاء الفرنسية في موقعها فذلك لأمرين اثنين لا ثالث لهما، إما أنه مدفوع بمصلحة ذاتية، أي أنه خصص جزءا مهما من حياته للتمكن من اللغة و
التعرف على الثقافة الفرنسية، و بالتالي لا يريد أن تذهب جهوده سدى و لا ان تبقى إمكانياته دون استغلال. الأمر الثاني هو أن بعضنا يرى في تبني اللغة الفرنسية طريقا نحو
التقدم المادي و الثقافي، و هو نفس ما يراه البعض الآخر في التحول نحو اللغة الانجليزية. فالفريقان يشتركان في مبدأ اتباع القوي، أو كما عبر عنه ابن خلدون بقوله أن
المغلوب مولع ابدا بتقليد الغالب، و الغلبة قد تكون مادية اقتصاد و سياسية، أو معنوية هنا علمية تحديدا. و مع ذلك ليس هناك ما هو أكثر صبيانية من القول بأننا نحب الانجليزية
نكاية فيمن يحبون الفرنسية.
- رأيي في النقطة الأخيرة هو أنه يجب تطوير الذات، إن أمتنا شجرة عظيمة و فريدة من نوعها لا تقل نفعا عن الأمم الأخرى، يجب ري الجذور و إزالة ما نما حول الجذع من
طفيليات، و التخلص من الأغصان اليابسة، يجب أن لا ننسى أن الدولة الصهيونية قد أحيت اللغة العبرية بعد أن غابت عن الساحة الثقافية لقرون عديدة. و هو أمر لم تصل إليه
اللغة العربية التي باتت تحتضر في مهدها، أيضا.
- إذا كان البعض يهلل لاستعمال اللغة الانجليزية باعتبارها مصعدا سريعا نحو التقدم العلمي، و هم في ذلك يستحضرون في أذهانهم ما يصدر عن الجامعات البريطانية و
الأمريكية، دعونا نذكرهم بان الانجليزية هي كذلك لغة التعليم العالي في غامبيا و ليبيريا و سيرا ليون، و التحول نحو الانجليزية في الجزائر سيجعلنا أقرب إلى أعضاء في
النادي الثاني منه إلى النادي الأول. بل بالأحرى سندشن ناديا جديدا هو نادي من يضعون سقفا اسمنتيا على بناء من الطين، و ذلك قمة العبث.
- نقطة أخيرة حول لفظ "زواف" التي تحيل فيما أعلم إلى فرقة عسكرية من الجزائريين ممن عملوا مع قوات الاحتلال الفرنسي ضد الثورة التحريرية، اي أنهم خانوا الوطن.
لكن هذه التسمية أخرجت من سياقها التاريخي الأصلي و باتت تهمة يطلقها الرعاع ضد كل من سولت له نفسه الخروج من حظيرة النظام العسكري. إذا كان الدهماء يطلقون
الكلام على عواهنه، و يكيلون الاتهامات دون دليل بل دون أن يشعروا بالحاجة إلى معرفة معنى ما تحصده السنتهم، فإنهم لم يشذو عما هو منتظر منهم. لكن الطامة الكبرى هي
أن يصدر عمن أوكل إليه الدهماء تعليم ابنائهم حتى يكونوا أفضل منهم تفكيرا و عملا، نعم هذه هي مهمة المعلم و إلا لما احتاج الآباء إلى إرسال ابنائهم إلى المدارس و لاكتفوا
إذن بنقل خبراتهم إليهم.
- نقول لمن يصاحب أهل العلم و يقتدي بأهل الجهل إن الخوض في أعراض الناس بالقذف من كبائر الذنوب، و مصطلح "النطاف" لا يمكن أن يستعمل في نقاش سياسي بين
أفراد راشدين. و نقول لهم ايضا أن الخيانة مصطلح قانوني، فهي تهمة تقتضي وجود أدلة و إلا فالصمت خير من تبعات التجني على المسلمين في الدنيا و حساب القضاء الإلهي
في الآخرة.
و السلام عليكم.
|
لو دخل فرنسي في النقاش،لكان أقل حدة و حماسة في الإستماتة في الدفاع عن هذه اللغة غير المفيدة.
يموتون و تحيا فرنسا.