فضائل القرآن - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فضائل القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-01-22, 15:20   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ورد أن من لم يقرأ القرآن في أقل من شهر كتب من المنافقين ؟

السؤال

سمعت أن هناك حديثاً عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول في ثناياه : إن مَن لا يقرأ القرآن في شهر فإنه منافق .

فعلى الرغم من أنني بحثت عن هذا الحديث لكنني لم أجده . فهل هناك حديث بهذا النص أو يفيد هذا المعنى ، وإذا كان كذلك فما مصدره ، وما قول العلماء فيه ؟

الجواب

الحمد لله

أولاً :

ما زال أهل العلم يحثون المسلم على الإكثار من ختم القرآن الكريم ، والإكثار من قراءته وتدبره ، فهو كلام الله المتعبد بتلاوته ، الذي يحب عز وجل أن يُتقرب به إليه .

وقد كانت همم السلف رحمهم الله على أنواع شتى :

فمنهم من كان يختم في كل يوم مرة ، ومنهم في ثلاث ، ومنهم في أسبوع ، ومنهم من كان يختم في كل شهر مرة ، ولعل الختم في كل شهر مرة هو أدنى الهمم التي لا ينبغي للمؤمن أن يضعف عنها

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص : ( اقرأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ ) رواه البخاري (5052) تحت باب : " في كم يقرأ القرآن " ، ومسلم (1159) .

قال ابن حزم رحمه الله :

" يستحب للمسلم الذي يطلب النجاة أن يأتي بما لعله أن يوازي ذنوبه ويوازن سيئاته ، وأن يواظب على قراءة القرآن فيختمه في كل شهر مرة ، فإن ختمه في أقل فحسن " انتهى.

" رسائل ابن حزم " (3/150)

بل نص فقهاء الحنابلة على أنه " ( يكره تأخير الختم فوق أربعين بلا عذر ) قال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين ، ولأنه يفضي إلى نسيانه والتهاون به " انتهى.

" كشاف القناع " (1/430) .

وإذا حرص المسلم على ألا يمر عليه شهر ، أو أربعون يوما على الأكثر ، إلا وقد ختم القرآن قراءة ، فبإمكانه أن يزيد في قراءته اليومية ، لتقل المدة التي يختم فيها القرآن ، كل حسب حاله واستطاعته .

قال الإمام النووي رحمه الله :

" الاختيار : أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص ، فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائفُ ومعارف فليقتصر على قدرٍ يحصل له كمال فهم ما يقرؤه

وكذا من كان مشغولا بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ، ومصالح المسلمين العامة ، فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له .

وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه ، من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة" انتهى .

"التبيان" (ص76) .

ثانيا :

ما ورد في السؤال من أن لم يختم القرآن في كل شهر مرة هو من المنافقين ، لم يرد به دلي

ولا أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو أحد من أصحابه ، فيما نعلم ، ولم نعثر على الكلام المشار إليه في السؤال منسوبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لا بإسناد صحيح ولا ضعيف .

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 15:24   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم قراءة القرآن في غير الصلاة

السؤال

هل قراءة القرآن فرض ، بمعنى أنه إذا لم أقرأ القرآن طوال حياتي إلا في الصلاة والأذكار فقط لن أعاقب

وهل هناك دليل من القرآن أو من السنة على معاقبة تارك قراءة القرآن بانتظام. أرجو الإفادة . وجزاكم الله عنا خيرا .


الجواب


الحمد لله


ترك قراءة القرآن بالكلية من صور هجر القرآن التي ذمها الله تعالى في كتابه الكريم

وذلك في قوله عز وجل : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا . وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ) الفرقان/30-31

والآية وإن كانت واردة في سياق الحديث عن الكفار أعداء الرسل والرسالات

إلا أنها أيضا تدل على أن هجر القرآن هو من أعمال الكفار وشأنهم ؛ فمن هجره هجرا تاما ؛ فلم يؤمن به ولم يتله ، ولم يعمل به : فهو كافر ، قد حقت فيه الآية ، وفي مثله تكون شكاة النبي يوم القيامة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" من هجر القرآن فهو من أعداء الرسول "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (4/106) .

ومن فرط في تلاوته ، أو تدبره ، أو العمل به : فقد وقع في شعبة من شعب الهجر ، بحسب ما ترك وفرط ، ويخشى عليه ، إن تمادى في ذلك ، أن تنزع حلاوة القرآن من قلبه ، فلا يستريح له

ولا يتغنى به ، ولا ينشرح صدره به .

قال ابن القيم رحمه الله :

" هجر القرآن أنواع :

أحدها : هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه .

والثاني : هجر العمل به ، والوقوف عند حلاله وحرامه ، وإن قرأه وآمن به .

والثالث : هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه ، واعتقاد أنه لا يفيد اليقين ، وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم .

والرابع : هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه .

والخامس : هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها ، فيطلب شفاء دائه من غيره ، ويهجر التداوي به .

وكل هذا داخل في قوله : ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) الفرقان/30، وإن كان بعض الهجر أهون من بعض " انتهى.

" الفوائد " (ص/82)

وسئلت اللجنة الدائمة السؤال الآتي :

ما حكم قراءة القرآن ، أهي واجبة أم مستحبة ؟ حيث سألنا عن حكمه فمنهم من قال : ليس بواجب ، إن قرأ فلا بأس وإن لم يقرأ فلا شيء عليه ، فإذا كان كذلك فقد يهجره الكثير ، فما حكم هجره وما حكم تلاوته ؟

فأجابت :

المشروع في حق المسلم أن يحافظ على تلاوة القرآن ، ويكثر من ذلك حسب استطاعته ؛ امتثالا لعموم قول الله سبحانه وتعالى : ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ )

وقوله : ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ) ، وقوله عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ . وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ )

ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اقرءوا القرآن، فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة ) أخرجه مسلم في صحيحه .

وأن يبتعد عن هجره والانقطاع عنه ، بأي معنى من معاني الهجر التي ذكرها العلماء في تفسير هجر القرآن ..

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره

: يقول تعالى مخبرا عن رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) ، وذلك أن المشركين كانوا لا يصغون للقرآن ولا يستمعونه

كما قال تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ ) ، فكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره حتى لا يسمعوه

فهذا من هجرانه ، وترك الإيمان به وترك تصديقه من هجرانه ، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه

وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه ، والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه " انتهى.

عبد العزيز بن باز – عبد الرزاق عفيفي – عبد الله بن قعود – عبد الله بن غديان .

" فتاوى اللجنة الدائمة " (4/100-102)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 15:27   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل من قرأ أواخر آل عمران في ليلة يكون كأنه قامها؟

السؤال


أعطاني أحد أصدقائي كتابا وجدت فيه أن كل من يقرأ آخر عشرة آيات من سورة آل عمران فإنه يثاب ثواب من عبد الله طوال الليل. فهل هناك حديث صحيح يدل علي ذلك؟


الجواب

الحمد لله


أولاً :

لا نعلم حديثاً صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن من قرأ آخر عشر آيات من سورة آل عمران يكتب له ثواب عبادة ليلة ، وإنما ورد هذا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه

روى الدرامي (3396) عنه رضي الله عنه أنه قال : (من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة) غير أن سنده ضعيف ، فيه ابن لهيعة .

وذكره القرطبي في كتابه "التذكار" (صـ 235) ، وقال الأرناؤوط في تحقيقه : إسناده ضعيف .

وإنما ورد في فضل هذه الآيات ما رواه البخاري (183) ومسلم (763) عن ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ خَالَتُهُ

قال : (فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ

بِيَدِهِ ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي) .

قال النووي رحمه الله :

" فيه استحباب قراءة هذه الآيات عند القيام من النوم " انتهى .

أما ما رواه الطبراني في "الأوسط" (6777) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (687) والعقيلي في "الضعفاء" (713) وابن عدي في "الكامل" (6/449) والخطيب في "المتفق والمفترق" (617)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/393) من طريق مظاهر بن أسلم قال : حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة

عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه كان يقرأ عشر آيات من أول سورة آل عمران كل ليلة) فإسناده ضعيف جدا ، مظاهر بن أسلم متروك الحديث

قال يحيى بن معين : ليس بشيء ، وقال البخاري وأبو حاتم : منكر الحديث .

"الجرح والتعديل " (8/439)

"الضعفاء" للعقيلي (2/141)

ثانيا :

ورد الفضل الذي ذكره السائل فيمن قرأ في ليلة بمائة آية ، فروى الإمام أحمد (16510)

عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ قَرَأَ بِمِائَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ) وصححه الألباني في "الصحيحة" (644) .

قال المناوي في "فيض القدير" (6/261) :

"قنوت ليلة" أي : عبادتها .

وقال علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (4/1495) : أي : طاعتها أو قيامها .

ويحتمل أن المراد بهذا الحديث : قراءة مائة آية في صلاة الليل ، ويحتمل أن المراد قراءتها مطلقاً في الصلاة أو غيرها

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 15:31   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أيهما أفضل : التهجد بالليل ، أم قراءة القرآن بعد صلاة الفجر ؟

السؤال

أيهما أفضل أن أصلي صلاة التهجد وصلاة الفجر ثم أنام قليلاً لأخذ قسطاً من الراحة؟

أم أصلي الفجر فقط ثم أقرأ ورداً من القرآن؟

لا بد لي أن أنام إما قبل الفجر على حساب التهجد أو بعد الفجر على حساب قراءة القرآن

لأن لي أطفالا صغاراً يحتاجون إلى الرعاية. وقد اخبرني شخص ما أن قراءة القرآن أفضل من التهجد والنوم ( وقران الفجر أن قرأن الفجر كان مشهودا). أرجوا التوجيه وجزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله


أولا :

ينبغي أن يعلم أن الأفضل في حق المكلف من عبادة التطوع ما كان أنفع له ولقلبه ، ولو كان هذا التطوع مفضولا في نفسه .

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " أَيُّمَا أَفْضَلُ إذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ : الصَّلَاةُ أَمْ الْقِرَاءَةُ ؟ .

فَأَجَابَ :

" بَلْ الصَّلَاةُ أَفْضَلُ مِنْ الْقِرَاءَةِ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْعُلَمَاءِ ... ، لَكِنْ مَنْ حَصَلَ لَهُ نَشَاطٌ وَتَدَبُّرٌ وَفَهْمٌ لِلْقِرَاءَةِ دُونَ الصَّلَاةِ فَالْأَفْضَلُ فِي حَقِّهِ مَا كَانَ أَنْفَعَ لَهُ .

"مجموع الفتاوى" (23/62) .

ثانيا :

الجمع بين فضائل الأعمال من قيام الليل وقراءة القرآن والأذكار أفضل عند التمكن منه .

قال علماء اللجنة الدائمة :

" الجلوس بعد صلاة الصبح للاشتغال بأذكار الصباح وقراءة القرآن من السنن التي يستحب

للمسلم أن يحرص عليها " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (24 / 177)

وسئل ابن عثيمين رحمه الله :

استشكل على البعض حفظ كتاب الله وقيام الليل ، فيصعب عليهم القيام ويصعب عليهم الحفظ ، فما النصيحة ؟

فأجاب الشيخ :

" قيام الليل من أفضل الأعمال ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ، وأما القرآن فلا شك أنه أفضل ما ينطق به ، وهو أفضل الذكر ، وهو كلام الله عز وجل ، فنصيحتي لهم : أن يعتنوا بالقرآن

وأن يعتنوا بالتهجد وصلاة الليل بقدر المستطاع ، يعني : لو قام الإنسان قبل الفجر بنصف ساعة وتوضأ وصلى ولو ثلاث ركعات الوتر فيداوم عليها فهو خير ، ( وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ) " انتهى باختصار .

"الباب المفتوح" (89 / 17)

ثالثا :

قيام الليل أفضل نوافل العبادات ، فيقدَّم على قراءة القرآن من غير صلاة ، إذا تعذر الجمع ، لا سيما وقيام الليل عبادة مؤقتة بوقت ، تفوت بفواته ، فالمشروع أداؤها في وقتها ، بخلاف قراءة القرآن

فإنه يقرأ في كل وقت ، بالليل أو النهار ، فيمكن استداركه في وقت آخر . ثم إن قيام الليل يتضمن قراءة القرآن

وزيادة أعمال أخرى ، فهو أزيد في عمل الطاعة من القراءة المجرد ، وما كان أكثر عملا من الطاعات ، كان أعظم أجرا .

قال تعالى : ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ) آل عمران / 113

وقال تعالى: ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) الإسراء/79

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" قِرَاءَة الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ أَفْضَلُ مِنْهَا خَارِجَ الصَّلَاةِ ، وَمَا وَرَدَ مِنْ الْفَضْلِ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ يَتَنَاوَلُ الْمُصَلِّيَ أَعْظَمَ مِمَّا يَتَنَاوَلُ غَيْرَهُ " انتهى .

"مجموع الفتاوى" (23 / 282)

ولمعرفة شرف قيام الليل وبيان ثوابه وفضله ، ينظر إجابة السؤال رقم : (50070) .


رابعا :

ينبغي البدء بأذكار الصباح الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت ، قبل قراءة القرآن ، لمن أراد القراءة ، وقبل الانشغال بالأعمال ، أو النوم ، لمن كان له شغل أو نوم في هذا الوقت

وذلك لأن الأذكار في هذا الوقت : عبادة مؤقتة تفوت بفوات الوقت ؛ والعبادة المؤقتة تقدم في وقتها على غيرها ، وإن كان غيرها ـ من حيث الأصل ـ أفضل منها .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الشَّيْءَ إذَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ لَمْ يَجِبْ أَنْ يَكُونَ أَفْضَلَ فِي كُلِّ حَالٍ ، وَلَا لِكُلِّ أَحَدٍ ، بَلْ الْمَفْضُولُ فِي مَوْضِعِهِ الَّذِي شُرِعَ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ الْفَاضِلِ الْمُطْلَقِ

كَمَا أَنَّ التَّسْبِيحَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَمِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ ، وَالتَّشَهُّدِ فِي آخِرِ الصَّلَاةِ وَالدُّعَاءُ بَعْدَهُ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ " انتهى .

"مجموع الفتاوى" (24 / 236-237)

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" الأوراد الشرعية من الأذكار والدعوات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم

فالأفضل أن يؤتى بها في طرفي النهار بعد صلاة الفجر وصلاة العصر ، وذلك أفضل من قراءة القرآن ؛ لأنها عبادة مؤقتة تفوت بفوات وقتها ، أما قراءة القرآن فوقتها واسع " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (8 / 312) ، وينظر أيضا : (26 / 72) .

خامسا :

المقصود بقوله تعالى : ( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) الإسراء / 78 : صلاة الفجر ، كما قال ابن عباس ومجاهد والضحاك وابن زيد وغيرهم ، وليس مجرد القراءة عند الفجر .

راجع : "تفسير الطبري" (17/521-523)

قال ابن كثير رحمه الله :

" المراد صلاة الفجر ، كما جاء مصرحا به في الصحيحين : من أنه يشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار " انتهى .

"تفسير ابن كثير" (1 / 108)

وقد روى البخاري (649) ومسلم (649) عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( تَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ

) ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : ( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) .

وروى الترمذي (3135) وصححه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ : ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) قَالَ : ( تَشْهَدُهُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ ) .

والخلاصة :

أنه عند تعذر الجمع بين قيام الليل ، والجلوس لذكر الله تعالى بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس : يقدم قيام الليل على تلاوة القرآن بعد صلاة الفجر ؛ كما تقدم أذكار الصباح على التلاوة بعد الفجر ؛ وحينئذ

: فالأكمل في حقك أن تجمعي بين التهجد ، والجلوس للذكر والقراءة بعد الفجر حتى تطلع الشمس

فإن لم تتمكني من ذلك : فحافظي على التهجد بالليل ، وعلى وردك من الصلاة والقراءة قبل الفجر ، وخذي قسطك من الراحة والنوم بعد صلاة الفجر ، لكن عليك أن تنتهي من أذكار الصباح قبل أن تنامي

وهي يسيرة إن شاء الله ، يمكنك الانتهاء منها في وقت يسير .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 15:32   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم قراءة آية الكرسي على الشيء الجديد لحفظه

السؤال

هل تقرأ أية الكرسي على كل شيء اشتريته جديد حتى ولو كان حذاء ، أو أن أقول اللهم إني استودعك هذا الحذاء ؟

الجواب

الحمد لله


ليس من السنة قراءة آية الكرسي ولا غيرها من القرآن على الشيء الجديد يشتريه الإنسان

وإنما السنة أن يتعرف على نعمة الله عليه السابغة والمتجددة ، ويشكره سبحانه عليها ، ولا يستعملها في مساخطه ومعصيته ، ويجتهد في استعمالها في مراضيه وطاعته .

وإن كان هناك دعاء ثابت في السنة مخصوص بهذه النعمة قاله ، كما روى أبو داود (4023) عن مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَكَلَ طَعَامًا ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي

هَذَا الطَّعَامَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .

قَالَ : وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) . حسنه الألباني في "صحيح أبي داود" .

وعَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ ، إِمَّا قَمِيصًا أَوْ عِمَامَةً ، ثُمَّ يَقُولُ : ( اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ

أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ ) .

قَالَ أَبُو نَضْرَةَ : فَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لَبِسَ أَحَدُهُمْ ثَوْبًا جَدِيدًا قِيلَ لَهُ : تُبْلَى وَيُخْلِفُ اللَّهُ تَعَالَى .

رواه أبو داود (1689) وغيره ، وصححه الألباني .

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :

" ومن البدع التخصيص بلا دليل ، بقراءة آية ، أو سورة في زمان أو مكان أو لحاجة من الحاجات ، وهكذا قصد التخصيص بلا دليل .

ومنها :

- قراءة الفاتحة بنية قضاء الحوائج وتفريج الكربات.

‌- قراءة سورة الكهف يوم الجمعة على المصلين قبل الخطبة بصوت مرتفع.

- قراءة سورة يس أربعين مرة بنية قضاء الحاجات " انتهى باختصار.

" بدع القراءة " (ص/14-15) .


والله أعلم









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-01-22 في 15:34.
رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 15:36   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الاجتهاد في أكثر من ختمة للقرآن الكريم

السؤال

هل يجوز أن أبدأ بأكثر من ختمة في وقت واحد دون الانتهاء من الختمة الأولى

يعني أن أبدأ بالثانية والأولى معا ، وأختمهما معا ؟؟ وجزاكم الله ألف خير.


الجواب

الحمد لله

القرآن الكريم كلام الله عز وجل ، وتلاوته من أفضل العبادات وأحب القربات ، وكلما أكثر المسلم من تلاوته وقراءته ناله من الأجر العظيم ، والثواب الجزيل .

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ ، وَلَامٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ )

رواه الترمذي (2910) وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ".

وهذا الأجر يحصل لمن قرأ أي سورة من القرآن ، سواء كان ذلك أثناء ختمة مرتبة ، أو في صلاته ، أو في قراءة عارضة له ، لم يراع فيها ختمة معينة .

غير أن الأفضل للتالي أن يتابع ختمته من أول القرآن إلى آخره

وبترتيب السور في المصحف ، وألا يبدأ في ختمة حتى ينتهي من التي شرع فيها قبل ذلك ، وهذا هو هدي السلف في ذلك ، وهو الذي جاء فيه التوقيت في ختم القرآن في شهر أو أقل من ذلك .

ولا ينبغي له أن يخالف ذلك فيشرع في ختمة أخرى إلا لسبب يدعو إلى ذلك ؛ كأن تكون له ختمة في صلاته وختمة أخرى خارج الصلاة ، أو تكون له ختمة نظرا من المصحف وأخرى عن ظهر قلب

أو تكون له ختمة حدرا ، يراعي فيها الإكثار من التلاوة ، وأخرى للتدبر والتفقه لا يبالي أن يكون ما قرأ فيها قليلا أو كثيرا ، أو نحو ذلك من الوجوه المعتبرة .

ولقد يُخشى على من يشرع في ختمة أخرى ، بلا مسوغ مقبول ، أن يكون ذلك من استعجاله ، وعدم صبره حتى يتم المحصف إلى نهايته ، إضافة لما فيه من المخالفة لما هو معروف من هدي السلف في ذلك .

ويراجع لمعرفة هدي السلف في ختم القرآن :

" التبيان في آداب حملة القرآن"

للإمام النووي رحمه الله (75-82) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 15:39   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أيهما أفضل قراءة سورة من القرآن بتدبر وفهم أم قراءة القرآن كله من غير تدبر

السؤال

هل هناك حديث يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن من يقرأ سورة العصر بانتباه وفهم أفضل ممن يقرأ القرآن كاملا دون فهم ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

لم يصح في فضائل سورة " العصر " شيء سوى أنها من المفصل .

جاء في " موسوعة فضائل سور وآيات القرآن " (القسم الصحيح 2/319)

" لم يصح فيها شيء سوى أنها من المفصل " انتهى.

وتقول الباحثة آمال سعدي :

" لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل سورة العصر شيء

بل وردت في فضلها روايات ضعيفة وموضوعة ، منها : ( من قرأ سورة العصر غفر الله له ، وكان ممن تواصى بالحق وتواصى بالصبر ) " انتهى.

" الصحيح والسقيم في فضائل القرآن الكريم " (ص/96)

ثانيا :

ننقل ههنا كلاما نفيسا للعلامة ابن القيم رحمه الله ، يبين فيه أقوال العلماء في المفاضلة بين قراءة القدر اليسير من القرآن بتدبر وفهم ، وبين قراءة القدر الكثير من القرآن من غير تدبر ولا تفكر .

يقول ابن القيم رحمه الله :

" اختلف الناس في الأفضل من الترتيل وقلة القراءة ، أو السرعة مع كثرة القراءة : أيهما أفضل ؟ على قولين :

فذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها .

واحتج أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه ، وتدبره ، والفقه فيه ، والعمل به ، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه ، كما قال بعض السلف : نزل القرآن ليعمل به ، فاتخذوا تلاوته عملا

ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به ، والعاملون بما فيه ، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب ، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله ، وإن أقام حروفه إقامة السهم .

قالوا : ولأن الإيمان أفضل الأعمال ، وفهم القرآن وتدبره هو الذي يثمر الإيمان

وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر فيفعلها البر والفاجر والمؤمن والمنافق ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ومثل المنافق الذي يقرأ القران كمثل الريحانة : ريحها طيب ، وطعمها مر ).

والناس في هذا أربع طبقات : أهل القرآن والإيمان ، وهم أفضل الناس

. والثانية : من عدم القرآن والإيمان

. الثالثة : من أوتي قرآنا ولم يؤت إيمانا

. الرابعة : من أوتي إيمانا ولم يؤت قرآنا .

قالوا : فكما أن من أوتي إيمانا بلا قرآن أفضل ممن أوتي قرآنا بلا إيمان ، فكذلك من أوتي تدبرا وفهما في التلاوة أفضل ممن أوتي كثرة قراءة وسرعتها بلا تدبر .

قالوا : وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها ، وقام بآية حتى الصباح .

وقال أصحاب الشافعي رحمه الله : كثرة القراءة أفضل ، واحتجوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال

: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ) رواه الترمذي وصححه .

قالوا : ولأن عثمان بن عفان قرأ القرآن في ركعة ، وذكروا آثارا عن كثير من السلف في كثرة القراءة .

والصواب في المسألة أن يقال :

إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا ، وثواب كثرة القراءة أكثر عددا :

فالأول : كمن تصدق بجوهرة عظيمة ، أو أعتق عبدا قيمته نفيسة جدا .

والثاني : كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم ، أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة .

وفي " صحيح البخاري " عن قتادة قال : سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( كان يمد مدا ) .

وقال شعبة : حدثنا أبو جمرة ، قال : قلت لابن عباس : إني رجل سريع القراءة

وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين ، فقال ابن عباس : لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل ، فإن كنت فاعلا ولا بد فاقرأ قراءة تسمع أذنيك ، ويعيها قلبك .

وقال إبراهيم : قرأ علقمة على ابن مسعود - وكان حسن الصوت – فقال : رتل فداك أبي وأمي ، فإنه زين القرآن .

وقال ابن مسعود : لا تهذُّوا القرآن هذَّ الشعر ، ولا تنثروه نثر الدقل ، وقفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة .

- والهذّ : سرعة القراءة ، والدَّقَل : رديء التمر -.

وقال عبد الله أيضا : إذا سمعت الله يقول : ( يأيها الذين آمنوا ) فأصغ لها سمعك ، فإنه خير تؤمر به ، أو شر تصرف عنه . " انتهى.

" زاد المعاد " (1/337-340)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 15:44   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

أهمية سورة الفاتحة ، وذكر بعض فضائلها

السؤال

ما أهمية سورة الفاتحة ؟

الجواب

الحمد لله

لسورة الفاتحة أهمية عظيمة ، وفضائلها كثيرة ، فمن ذلك :

- أنها ركن من أركان الصلاة ، لا تصح الصلاة إلا بها ؛ فروى البخاري (756) ومسلم (394) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ) .

قال النووي :

"فِيهِ وُجُوب قِرَاءَة الْفَاتِحَة وَأَنَّهَا مُتَعَيِّنَة لَا يُجْزِي غَيْرهَا إِلَّا لِعَاجِزٍ عَنْهَا , وَهَذَا مَذْهَب مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَجُمْهُور الْعُلَمَاء مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدهمْ" انتهى .

- أنها أفضل سورة في القرآن ؛ فروى الترمذي (2875) وصححه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : أَتُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي

الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا ؟

قَالَ : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ تَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ ؟

قَالَ : فَقَرَأَ أُمَّ الْقُرْآنِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا) صححه الألباني في صحيح الترمذي .

- أنها السبع المثاني التي قال الله فيها : (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) الحجر/87

وروى البخاري (4474) عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى رضي الله عنه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ قَالَ له : (لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ) ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ

: أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ ؟ قَالَ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي ، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ) .

قال الحافظ :

" اخْتُلِفَ فِي تَسْمِيَتهَا " مَثَانِي " فَقِيلَ لِأَنَّهَا تُثَنَّى كُلّ رَكْعَة أَيْ تُعَاد , وَقِيلَ لِأَنَّهَا يُثْنَى بِهَا عَلَى اللَّه تَعَالَى , وَقِيلَ لِأَنَّهَا اُسْتُثْنِيَتْ لِهَذِهِ الْأُمَّة لَمْ تَنْزِل عَلَى مَنْ قَبْلهَا , " انتهى .

- أنها جمعت بين التوسل إلى الله تعالى بالحمد والثناء على الله تعالى وتمجيده ، والتوسل إليه بعبوديته وتوحيده ، ثم جاء سؤال أهم المطالب وأنجح الرغائب وهو الهداية بعد الوسيلتين ، فالداعي به حقيق بالإجابة .

انظر : "مدارج السالكين" (1/24) .

- أنها ـ مع قصرها ـ تشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة ، توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات .

انظر : "مدارج السالكين" (1/24-27) .

- أنها تشتمل على شفاء القلوب وشفاء الأبدان .

قال ابن القيم رحمه الله :

"فأما اشتمالها على شفاء القلوب : فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال ، فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين : فساد العلم ، وفساد القصد ، ويترتب عليهما داءان قاتلان وهما الضلال والغضب

فالضلال نتيجة فساد العلم ، والغضب نتيجة فساد القصد ، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها

فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال ، ولذلك كان سؤال هذه الهداية أفرض دعاء على كل عبد وأوجبه عليه كل يوم وليلة في كل صلاة

لشدة ضرورته وفاقته إلى الهداية المطلوبة ، ولا يقوم غير هذا السؤال مقامه .

والتحقيق بـ ( إياك نعبد وإياك نستعين ) علماً ومعرفة وعملاً وحالاً يتضمن الشفاء من مرض فساد القلب والقصد .

وأما تضمنها لشفاء الأبدان فنذكر منه ما جاءت به السنة ، وما شهدت به قواعد الطب ودلت عليه التجربة .

فأما ما دلت عليه السنة : ففي الصحيح من حديث أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من العرب ... " فذكر حديث الرقية بالفاتحة " ثم قال :

"فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه فأغنته عن الدواء وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء .

هذا مع كون المحل غير قابل ، إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين ، أو أهل بخل ولؤم ، فكيف إذا كان المحل قابلاً ؟ انتهى .

"مدارج السالكين" (1/52-55) .

ثم قال :

"كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني ، وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط ، جربت ذلك مراراً عديدة

وكنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء" انتهى .

"مدارج السالكين" (1/ 58) .

- أنها تشتمل على الرد على جميع المبطلين من أهل الملل والنحل ، والرد على أهل البدع والضلال من هذه الأمة .

وهذا يعلم بطريقين : مجمل ومفصل :

وبيان ذلك : أن الصراط المستقيم متضمن معرفة الحق وإيثاره وتقديمه على غيره ومحبته والانقياد له والدعوة إليه وجهاد أعدائه بحسب الإمكان .

والحق هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وما جاء به علماً وعملاً في باب صفات الرب سبحانه وأسمائه وتوحيده وأمره ونهيه ووعده ووعيده

وفي حقائق الإيمان التي هي منازل السائرين إلى الله تعالى ، وكل ذلك مسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون آراء الرجال وأوضاعهم وأفكارهم واصطلاحاتهم .

"مدارج السالكين" (1/58) .

- أن سورة الفاتحة قد تضمنت جميع معاني الكتب المنزلة.

"مدارج السالكين" (1/74) .

- أنها متضمنة لأنفع الدعاء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "تأملت أنفع الدعاء ، فإذا هو سؤال العون على مرضاته ، ثم رأيته في الفاتحة في : (إياك نعبد وإياك نستعين)" انتهى .

"مدارج السالكين" (1/78) .

وبالجملة : فسورة الفاتحة مفتاح كل خير وسعادة في الدارين .

قال ابن القيم رحمه الله :

" فاتحة الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الغنى والفلاح

وحافظة القوة ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها وأحسن تنزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسر الذي لأجله كانت كذلك .

ولما وقع بعض الصحابة على ذلك رقى بها اللديغ فبرأ لوقته ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( وما أدراك أنها رقية ) .

ومن ساعده التوفيق وأُعِين بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه السورة وما اشتملت عليه من التوحيد ، ومعرفة الذات والأسماء والصفات والأفعال ، وإثبات الشرع والقدر والمعاد ، وتجريد توحيد الربوبية والإلهية

وكمال التوكل والتفويض إلى من له الأمر كله وله الحمد كله وبيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله ، والافتقار إليه في طلب الهداية التي هي أصل سعادة الدارين

وعلم ارتباط معانيها بجلب مصالحهما ودفع مفاسدهما ، وأن العاقبة المطلقة التامة والنعمة الكاملة منوطة بها موقوفة على التحقق بها ؛ أغنته عن كثير من الأدوية والرقى

واستفتح بها من الخير أبوابه ، ودفع بها من الشر أسبابه " انتهى .

"زاد المعاد" (4/318) .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 17:58   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
ERTHCEROKO
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

يجب ان نتدبر القران










رد مع اقتباس
قديم 2019-01-24, 17:59   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة erthceroko مشاهدة المشاركة
يجب ان نتدبر القران

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-24, 18:04   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



قراءة سورة يس في الصباح والمساء ؟

السؤال


أود أن أسأل عن صحة حديث : ( من قرأ " يس " إذا أصبح لم يزل في فرح حتى يمسي ، ومن قرأها إذا أمسى لم يزل في فرح حتى يصبح ) انتهى .

وعن ما ورد عن مداومة الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءتها فجراً .


الجواب

الحمد لله

هذا الأثر المذكور في السؤال روي من قول التابعي الجليل يحيى بن أبي كثير رحمه الله أنه قال :

( من قرأ " يس " إذا أصبح لم يزل في فرح حتى يمسي ، ومن قرأها إذا أمسى لم يزل في فرح حتى يصبح . قال : وأنبأنا مَن جرَّبَ ذلك )

رواه ابن الضريس في " فضائل القرآن " (رقم/218، ص/101) قال : أخبرنا عباس بن الوليد ، ثنا عامر بن يساف ، عن يحيى بن أبي كثير قال ... فذكره .

ثم قال في (حديث رقم/220) :

أخبرنا علي بن الحسن ، ثنا عامر بن يساف ، عن يحيى بن أبي كثير قال : من قرأ... مثل حديث عباس .

فمدار هذا الأثر على عامر بن يساف ، وقد اختلف فيه أهل الجرح والتعديل ، قال ابن عدي : منكر الحديث عن الثقات ، ومع ضعفه يكتب حديثه . وقال أبو داود : ليس به بأس ، رجل صالح .

وقال العجلي : يكتب حديثه وفيه ضعف . وذكره بن حبان في الثقات .

انظر " لسان الميزان " (3/224)،

وقال أبو حاتم : هو صالح . " الجرح والتعديل " (6/329) وجاء في "تعجيل المنفعة " (1/207):

واختلف فيه قول يحيى بن معين، فقال ابن البرقي عنه : ثقة . وقال عباس الدوري عنه : ليس بشيء .

وانظر: " تهذيب التهذيب " (5/66) ورواية الدوري عن ابن معين أرجح من رواية ابن البرقي .

فتحصل من كلام الأئمة أن تفرد عامر بن يساف غير مقبول لوجود المناكير في حديثه . ولذلك قال الذهبي : له مناكير . وقال الحافظ في " تقريب التهذيب ": لين الحديث .

وبهذا يتبين ضعف روايته لهذا الأثر عن يحيى بن أبي كثير .

على أنَّه ، لو قدر صحته ، فليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، بل ولا كلام أحد من أصحابه ، وإنما هو من كلام يحيى ، وهو من صغار التابعين ، توفي سنة (132هـ) .

قال الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله :

" العمدة في دين الله عز وجل : صحة النقل ، وثبوت العرش ، وهذا أثر منكر لا يصح " انتهى.

" أحاديث ومرويات في الميزان " (ص/75) طبعة ملتقى أهل الحديث.

كما لم نقف على حديث يدل على مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة " يس " فجراً

وقد بيان أن جميع الأحاديث المروية في فضل هذه السورة ضعيفة

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-24, 18:08   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فضل سورة ( يس )

السؤال

هل هناك أحاديث صحيحة في فضل قراءة سورة ( يس ) ؟

البعض يقول : إنها لِمَا قُرِأت له ؟\


الجواب


الحمد لله

أولا :

سورة ( يس ) من سور القرآن المكية العظيمة ، عدد آياتها ثلاث وثمانون آية ، فواصلها القصيرة لها وقع قوي في النفوس المؤمنة

موضوعاتها الرئيسية هي موضوعات السور المكية ، تحدثت عن توحيد الألوهية والربوبية وعاقبة المكذبين بهما ، والقضية التي يشتد عليها التركيز في السورة هي قضية البعث والنشور
.
ثانياً :

قد وردت عدة أحاديث في فضائل هذه السورة ، أكثرها مكذوبة موضوعة ، وبعضها ضعيف ضعفا يسيرا ، ولم نقف على حديث صحيح مخصوص في فضل سورة ( يس ) .

فمما ورد من فضائلها ويضعفه أهل العلم بالحديث – وإنما نسوقه هنا للتنبيه عليه - :

( إن لكل شيء قلبا ، وقلب القرآن ( يس ) ، من قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر مرات )

( من قرأ سورة ( يس ) في ليلة أصبح مغفورا له )

( من داوم على قراءتها كل ليلة ثم مات مات شهيدا )

( من دخل المقابر فقرأ سورة ( يس ) ، خفف عنهم يومئذ ، وكان له بعدد من فيها حسنات )

انظر "الموضوعات" لابن الجوزي (2/313) ، "الفوائد المجموعة" للشوكاني (942،979)

وانظر للأهمية رسالة : " حديث قلب القرآن يس في الميزان ، وجملة مما روي في فضائلها " لفضيلة الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف ، حفظه الله .

ثالثا :

ومما يرويه الناس حديث ( يس لما قرئت له ) ، ويعنون به أن قراءة سورة ( يس ) يحصل معها قضاء الحوائج وتسهيل الأمور التي ينويها القارئ بقراءته .

والواجب التنبيه على بطلان نسبة هذا الكلام إلى السنة النبوية ، أو إلى أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة ، فلم يأت عن أحد منهم مثل هذا التقرير ، بل ينبهون على بطلان ذلك .

يقول السخاوي رحمه الله عن هذا الحديث :

" لا أصل له بهذا اللفظ " انتهى . "المقاصد الحسنة" (741) ، وقال القاضي زكريا في حاشية البيضاوي : موضوع . كما في "كشف الخفاء" (2/2215)

ومثله في كتاب "الشذرة في الأحاديث المشتهرة" لابن طولون الصالحي (2/1158) وفي "الأسرار المرفوعة" للقاري (619) وغيرها . وانظر رسالة الشيخ محمد عمرو المشار إليها : " حديث قلب القرآن يس .. " ص 80 هـ 1 .

ولا يجوز لأحد أن ينسب هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أن يتحدث به في مجالس الناس

ومن يزعم أن التجربة تدل على صحة هذا الحديث ، يقال له : والتجربة وقعت من كثير ممن قرأ ( يس ) لقضاء حاجته فلم يقضها الله له ، فلماذا نأخذ بتجربتك ولا نأخذ بتجربة غيرك !؟

وما ينقله الإمام ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (3/742) عن بعض أهل العلم : " أنَّ مِن خصائص هذه السورة أنها لا تُقرَأ عند أمر عسير إلا يسره الله تعالى " انتهى .

فهو اجتهاد منهم ليس عليه دليل من الكتاب أو السنة أو أقوال الصحابة والتابعين ، ومثل هذا الاجتهاد لا يجوز نسبته إلى الله تعالى ورسوله ، إنما ينسب مثل هذا إلى قائله ؛ بحيث يكون صوابه له وخطؤه عليه

ولا يجوز أن ينسب إلى كتاب الله تعالى أو سنة رسوله ما نتيقن أنه منه .

قال الله تعالى : قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ

على أننا ننبه هنا إلى أن كثيرا ممن تقضى له الحاجات عند دعائه

أو قراءته لمثل ذلك ، إنما تقضى له لأجل ما قام بقلبه من الاضطرار والفقر إلى ربه ، وصدق اللجوء إليه ، لا لأجل ما قرأه من دعاء ، أو دعا عنده من قبر أو نحو ذلك .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة أن الرجل منهم قد يكون مضطرا اضطرارا لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له ، لصدق توجهه إلى الله

وإن كان تحري الدعاء عند الوثن شركا ، ولو استجيب له على يد المتوسل به ، صاحب القبر أو غيره لاستغاثته ، فإنه يعاقب على ذلك ويهوي في النار ، إذا لم يعف الله عنه ...

ثم يقول : " ومن هنا يغلط كثير من الناس ؛ فإنهم يبلغهم أن بعض الأعيان من الصالحين عبدوا عبادة أو دعوا دعاء ، ووجدوا أثر تلك العبادة وذلك الدعاء ، فيجعلون ذلك دليلا على استحسان تلك العبادة والدعاء

ويجعلون ذلك العمل سُنّة ، كأنه قد فعله نبي ؛ وهذا غلط لما ذكرناه ، خصوصا إذا كان ذلك العمل إنما كان أثره بصدق قام بقلب فاعله حين الفعل

ثم تفعله الأتباع صورة لا صدقا ، فيُضَرون به ؛ لأنه ليس العمل مشروعا فيكونَ لهم ثواب المتبعين ، ولا قام بهم صدق ذلك الفاعل ، الذي لعله بصدق الطلب وصحة القصد يكفر عن الفاعل " .

انتهى من اقتضاء الصراط المستقيم (2/698، 700)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-24, 18:11   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الاجتماع على قراءة يس عدة مرات ثم الدعاء

السؤال

يوجد بعض الأشخاص يجتمعون ويقرءون سورة يس ، ثم يتقدم أحدهم ويدعو ، والباقي يرفعون أيديهم ويؤمنون على دعائه ، وتكون القراءة بعدد معين مرة أو أكثر .

فهل جاء في القرآن أو السُنة ما يؤيد هذا؟


الجواب

الحمد لله

"كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتمع بأصحابه ويقرأ القرآن في مجالسه عليه الصلاة والسلام ، ويذكر أصحابه ويعلمهم ويوجههم إلى الخير ، عليه الصلاة والسلام

وربما مر بالسجدة في القرآن فيسجد ويسجدون معه ، وربما أمر بعض أصحابه أن يقرأ وهو يستمع ، كما ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ذات يوم

: (يا عبد الله اقرأ علي القرآن) ، فقال : يا رسول الله ، كيف أقرأ عليك وعليك أًُنزل؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (إني أحب أن أسمعه من غيري) عليه الصلاة والسلام

قال : عبد الله ، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت قوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) النساء/41 ، قال : (حسبك) قال عبد الله : فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان

. عليه الصلاة والسلام ، يعني : يبكي لما تذكر هذا الموقف العظيم يوم القيامة ، عليه الصلاة والسلام .

فإذا اجتمع الإخوان في مجلس ، أو في أي مكان ، وقرؤوا ما تيسر من القرآن وتدبروا وتعقلوا وتذكروا فهذا خير عظيم ، وفيه فضل كبير ، ويستحب لمن يسمع القرآن أن ينصت

حتى يستفيد ويتدبر ، وإذا دعوا بعد القراءة بما شاءوا من الدعاء فلا حرج في ذلك .

لكن كونهم يعتادون تكرار يس أو غيرها عدداً معيناً فهذا ما لا نعلم له أصلاً ، ولكن يقرءون ما تيسر من يس أو من البقرة أو من غير ذلك ، أو يتدارسون من أول القرآن إلى آخره ، وهذا يقرأ ثم يقرأ الآخر وهكذا

أو يقرأ هذا ثم يعيد القراءة هذا ، حتى يستفيدوا جميعاً ويتدبروا .

أما تخصيص عدد معين من السور فهذا ما لا أعلم له أصلاً ، وكذلك رفع الأيدي لا أعلم أنه وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في اجتماعاته مع الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم

فالأولى أن يكون الدعاء بما تيسر من غير رفع أيد ، ومن غير دعاء جماعي ، بل كل يدعو لنفسه بينه وبين نفسه ، هذا هو الذي نعلمه من السُنة

ولكن ينبغي على كل جالس التدبر والتعقل ، وأن تكون القراءة مقصودة ليس لمجرد القراءة فقط .

ولكن يعتني المؤمن بما يقرأ وبما يسمع ويتدبر ؛ لقوله عز وجل : (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) ص/29 ، فالمقصود من القراءة : التدبر والتعقل والعمل والفائدة ، نسأل الله التوفيق والهداية" انتهى .

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .

"فتاوى نور على الدرب" *لابن باز (1/66 ، 67) .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-24, 18:13   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فضل سورة " الجمعة "

السؤال


هل لسورة الجمعة أهمية خاصة ؟

وهل يستحب قراءتها يوم الجمعة كسورة الكهف ؟


الجواب

الحمد لله

لم يصح في فضائل سورة الجمعة شيء مخصوص ، إنما ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بها في صلاة الجمعة في الركعة الأولى

فعن ابن عباس رضي الله عنهما ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ سُورَةَ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ ) رواه مسلم (879) .

جاء في كتاب " الصحيح والسقيم من فضائل القرآن الكريم " لآمال سعدي (ص/81)

: " لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل سورة الجمعة شيء ، وقد وردت في فضلها روايات ضعيفة وموضوعة

منها : ( من قرأ سورة الجمعة أعطي من الأجر حسنات بعدد من أتى الجمعة ومن لم يأتها من أمصار المسلمين ) –

رواه الثعلبي في "الكشف والبيان" (9/305) من طريق أبي عصمة نوح بن أبي مريم الكذاب الوضاع المشهور

ولذلك قال المناوي في "الفتح السماوي" : موضوع - " انتهى .

ولكن سورة الجمعة من سور " المفصل " التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه فضل بها على سائر الكتب والأنبياء ، فعنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( فُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ ) رواه أحمد (4/107) ، صححه الألباني في "بداية السول" (ص/59) ، وقال محققو المسند بإشراف الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .

والله أعلم
.









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-24, 18:16   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إنهن من العتاق الأول ، وهن من تلادي

السؤال


ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في سور الإسراء والكهف ومريم : ( إنهن من العتاق الأول ، وهن من تلادي ) ؟


الجواب


الحمد لله

هذا الحديث ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو من كلام الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، فقد روى البخاري في صحيحه (4994) بسنده عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ

قال : سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ فِي " بَنِى إِسْرَائِيلَ " و " الْكَهْفِ " وَ " مَرْيَمَ " وَ " طَهَ " وَ " الأَنْبِيَاءِ " : ( إِنَّهُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ الأُوَلِ ، وَهُنَّ مِنْ تِلاَدِي ) .

ولعل أقدم ما وردنا من تفسيره ما قاله الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه " فضائل القرآن " (حديث رقم/385) ، حيث قال بعد روايته له
:
" قوله : " من تلادي " : يعني : من قديم ما أخذت من القرآن ، وذلك أن هذه السور نزلت بمكة " انتهى .

ويستدل العلماء بهذا الأثر عن ابن مسعود على أن ترتيب السور في مصحف عثمان رضي الله عنه ترتيب توقيفي كان على زمن النبي صلى الله عليه وسلم .

يقول الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (1/49) :

" انفرد البخاري بإخراجه ، والمراد منه ذكر ترتيب هذه السور في مصحف ابن مسعود كالمصاحف العثمانية .

وقوله : ( من العتاق الأول ) أي : من قديم ما نزل .

وقوله : ( وهن من تلادى ) أي : من قديم ما قنيت وحفظت .

والتالد في لغتهم : قديم المال والمتاع ، والطارف : حديثه وجديده " انتهى

وانظر "البرهان في علوم القرآن" (1/257) .

وسئلت "اللجنة الدائمة " (المجموعة الثانية 3/128) السؤال الآتي :

" ما صحة هذا الحديث ، قال صلى الله عليه وسلم في بني إسرائيل ، والكهف ، وطه ، ومريم ، والأنبياء : ( هن من العتاق الأول ، وهن من تلادي ) .

فأجابت : " الحديث المذكور رواه الإمام البخاري موقوفا على ابن مسعود رضي الله عنه ، يعني : أنهن من السور المتقدمات في النزول . وقوله : ( من تلادي ) أي : أنهن مما أحفظه من قديم " انتهى باختصار .

وانظر جواب السؤال القادم

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc