اليكم مقالة التجريب في العلوم الانسانسية

[asma roza]

التجريب في العلوم الانسانية....

يعتبر المنهج التجريبي منهج العلم و لقد وضع فرانسيس بيكون أسس على المادة الجامدة موضوع العلوم الفيزيائية هذه الإخيرة تقدمت تقدما كبيرا بفضل استخدامها لهذا المنهج الأمر الذي دفع بعلماء البيولوجيا إلى طلب إستخدام نفس المنهج على العلوم البولوجية و لقد تمكنت من ذلك و لو نسبيا هذا النجاح الثاني للمنهج التجريبي رغّب العلماء في إستخدام هذا المنهج على الظواهر الإنسانية لكن هذه الفكرة لم تلق الترحيب الكامل فانقسم المفكرون و اختلفوا بل و تجادلو بين مؤيد ومعارض و عليه هل يمكن دراسة الظواهر الإنسانية دراسة علمية موضوعية ؟
يرى أنصار الأطروحة الاولى بان المنهج الذي وضع على مقاس المادة الجامدة المتميزة بخصائص معينة يصعب تطبيقه على الظواهر الإنسانية إذ هناك صعوبات كثيرة تعرف بالعوائق الإبستمولوجية تقف حاجزا امام امكانية الدراسة العلمية التي نجدها في علمي الفيزياء و الكيمياء أولا و البيولوجيا ثانيا
تتمثل هذه العوائق في طبيعة الظاهرة الإنسانية التي تختلف بشكل جوهري سواء على المادة الجامدة او الحية إذا انها (الظاهرة الإنسانية) ذاتية و قصدية عكس المادة الجامدة المتصفة بالموضوعية و هذا يعني ان الظاهرة الإنسانية تخضع إلى جملة من القواعد و القيم التي تتحكم التجريب في العلوم الإنسانسة
فيها و هذا ما يجعلها تختلف من مجتمع إلى آخر باعتبار القيم الدينية و الخلقية و الإجتماعية تختلف بإختلاف المجتمعات و بالتالي فهي ليس واحدة و لا ثابتة كما ترتبط الظاهرة الإنسانية ببيئة الإنسان و مبادئه و أخلاقة و بالتالي لا يمكن التنبؤ بها كما هو الحال في علوم المادة الجامدة, هذه العوائق و غيرها تشكل عقبات أمام تطبيق خطوات المنهج التجريبي المطبق في علوم المادة الجامدة فإذا نظرنا إلى هذه العوائق على مستوى علم التاريخ و العلم النفس و علم الإجتماع ندرك حجم الصعوبات المتعلقة أساسا بطبيعة كل علم فالمشكل الذي يعترض الدراسة العلمية في علم التاريخ هو كون الحادثة التاريخية فريدة من نوعها لا تتكرر لانها مرتبطة بالزمان و المكان و ظروف الاشخاص و عليه تتعذر ملاحظتها و التجريب عليها و بالتالي فهي غير قابلة للتكرار من جديد بطرق إصطناعية كما يحدث في علوم الفيزياء و الكيمياء و البيولوجيا كما ان المؤرخ لا يستطيع التجرد من ذاتيته أثناء دراسته للحادثة التاريخية لأنه جزء منها و بالتالي فقد تغيب النزاهة و الموضوعية و هما غحدى خصائص الدراسة التجريبية اما في علم النفس فيمكن القول بأن عائق التجريب يكمن في الظواهر النفسية ذاتها و التي هي ظواهر شعورية إي لا يمكن معرفتها إلا من الداخل أي بواسطة الشعور و المنهج المناس لذلك هو منهج الإستبطان و الذي يسمى أيضا بالمنهج الذاتي ام المنهج التجريبي فلا يمكن تطبيقه على ظواهر لا يمكن ملاحظتها من الخارج إذ كيف يمكن معرفة ما يدور في نفس الإنسان من أحوال ذاتية ؟ لان الأحوال النفسية شخصية و لا يمكن تعميمها على الغير و هذا مخالف للعلم القائم على التعميم , اما الظواهر الإجتماعية فهي الأخرى لا تخلو من العوائق التي لا تسمح بتطبيق خطوات المنهج التجريبي و ذلك راجع غلى خصائص الظاهرة الإجتماعية أيضا و المتميزة بالتعقيد و التشابك فهي و إن كانت ظاهرة إجتماعية فهي ليست إجتماعية خالصة بل تتدخل في تركيبها عناصر بيولوجية و نفسية و بالتالي يصعب معرفة أسباب حدوثها نتيجة التعقيد و التشابك
-و لكن بالرغم من العوائق و العيوب بمعنى بالرغم من العوائق الإبستمولوجية إلا انها لم تقف حاجزا امام إرادة علماء النفس و التاريخ و الإجتماع من تجاوز هذه العقبات من خلال محاولة تكييف هذه الموضوعات حتى تنسجم مع الدراسة الموضوعية التي تمكننا من فهم الظواهر الإنسانية كما يحصل في العلوم الكيميائية و الفيزيائية و البيولوجية
-وعليه يرى أنصار الاطروح الثانية أن التجريب على الظواهر الإنسانية ممكن بمعنى ان الدراسة العلمية في الظواهر الإنسانية لا تختلف من حيث المبدأ عن الدراسة في علوم المادة الجامدة و هو موقف أنصار النرعة العلمية في علم التاريخ مع إبن خلدون و النزعة النفسية مع واطسن و النزعة الإجتماعية مع دوركايم
يعتقد إبن خلدون ان الحادثة التاريخية ظاهرة إنسانية لها أسبابها و نفس الأسباب إذا توفرت لاحقا ستؤدي حتما إلى نفس النتائج و قد قيل "التاريخ يعيد نفسه دائما"و تتمثل الدراسة العلمية في التاريخ في جمع المصادر التاريخية سواء كانت إرادية مثل الكتبو المعاهدات او غير إرادية كالأبنية و النصب التذكارية ... ثم القيام بتحليل تلك المصادر من طرف المؤرخ الذي يستخدم النقد البناء للوصول إلى حقيقة الحادثة التاريخية مستخدما النقد الخارجي للتأكد من صحتها و النقد الداخلي للتخلص من الزيف الناتج عن الذاتية اما دوركايم فيدعو إلى إستخدام المنهج التجريبي في دراسة الظواهر الإجتماعية و اعتبار ان الظواهر الإجتماعية اشياء لا تختلف على المادة الجامدة حيث يقول "ان افعال الافراد مرتبطة بالعادات و التقاليد التي يجدها الفرد في مجتمعه بصورة قبلية" و عليه فانها تمارس عليه اكراها اي ان افعال الافراد حتمية بالتالي فهي قابلة للتنبؤ اما واطسن -مؤسس المدرسة السلوكية- فيعتقد ان السلوك الانساني يمكن دراسته من الخارج مع استبعاد الشعور و يرجع سلوك الفرد الى المثيرات الخارجية و نفس المثير يؤدي حتما الى نفس الاستجابة اذن فسلوكنا خاضع لحتمية المثيرات و بالتالي فانه بمكن التنبؤ برد الفعل
-لقد بالغ انصار النزعة العلمية في العلوم الانسانية في اعتبار الظواهر التاريخة اشياء مثل موضوعات العلوم الفيزياء و الكيمياء كما بالغ خصوم العلوم الانسانية في تعديد العوائق اما امكانية التجريب في الظواهر الانسانية بسبب خصوصية موضوعات هذه العلوم و المرتبط بالابعاد النفسية و البيولوجية و الدينية...
-و مما سبق نستنتج ان التجريب في الظواهر الانسانية و اذ لاقى صعوبات تتعلق بطبيعة موضوعاتها المعقدة و المتشابكة إلا أن ذلك لم يمنع من دراسة الظواهر الإنسانية دراسة موضوعية علمية سواء في العلوم البيولوجية او النفسية او الاجتماعية و لو نسبيا و هذا ما يفسر تطور هذه العلوم اليوم

[crazy miracle]

ثاانكيووو ♥ سيستر ☻

[amel miral]

شكرررررررررررا جزييييييييييييييييييلا كنت بحاجة له