سقط السد

[عثمان الجزائري.]

لحظات و كلمات لن تنسى و بسمتها من مخيلتي لن تمحى، معانقة خفق لها قلبي و قبلة سال لها دمعي ، " ربي يفرحك كيما فرحتيني " كلمات لن أنساها يوم تكريمي، لحظة أفتخر و أعتز بها ما حييت، فرحة الوالدة هي كل مبتغاي كيف لا و قد قرأت تحت ضوء عينيها، كيف لا و قد إنحنى ظهرها لأكون رجلا، كيف لا و هي التي دائما تقول لي " لن تنجب إمرأة مثلك" ، هي من زرعت في تلك الثقة،لست أدري لكن كلماتها صنعت مني من أكون، إليك يا من كنت لي درجا لأرتقي...لا تحزني فقد كنت كما أردت...تخونني كلماتي و تسبقني عبراتي، فلم أرد البكاء يوما لكن فراق الأم أبكاني، سنوات تمر و يوم وفاتها كأنه أمس...هادم اللذات هدمت سدا لطالما حماني و حرمتني من حضن أم لطالما دفاني...رأيتها في المنام فسألتها " هل أنت راضية عني، فقالت مبتسمة " رضيت عليك دنيا و آخرة فقبلتها بحرقة و إستيقظت و ليتني لم أفق من منامي" فلم أدري أأبكي أم أضحك من البشرى...تمسك لحيتي و تداعبها في آخر ليلة بلسان متثاقل تقول لي لقد أصبحت وفيرة و أصبحت أجمل، كل لحظة مرت معي لن أنساها...فقل لي بربك كيف لمن له أم بعد هذا يهملها، يراها كل يوم و لا يعانقها، قل لي بربك كيف لا تسعى لترسم بسمة على وجهها...و الله ستندم يوم لا ينفع الندم.