تفسير بن كثير
يقول تعالى: { وممن خلقنا} أي بعض الأمم { أمة} قائمة بالحق قولاً وعملاً { يهدون بالحق} يقولونه ويدعون إليه، { وبه يعدلون} يعملون ويقضون، وقد جاء في الآثار أن المراد في الآية هذه الأمة المحمدية، قال قتادة: بلغني أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقول إذا قرأ هذه الآية: (هذه لكم، وقد أعطي القوم بين أيديكم مثلها، { ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} . وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إن من أمتي قوماً على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم متى ما نزل)، وفي الصحيحين عن معاوية بن أبي سفيان قال، قال رسول الّه صلى اللّه عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة) وفي رواية: (حتى يأتي أمر اللّه وهم على ذلك)
تفسير الجلالين
{ وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يَعدِلون } هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما في حديث .
تفسير الطبري
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ الْخَلْق الَّذِينَ خَلَقْنَا أُمَّة , يَعْنِي جَمَاعَة يَهْدُونَ , يَقُول : يَهْتَدُونَ بِالْحَقِّ { وَبِهِ يَعْدِلُونَ } يَقُول : وَبِالْحَقِّ يَقْضُونَ وَيُنْصِفُونَ النَّاس , كَمَا قَالَ اِبْن جُرَيْج . 11994 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَوْله : { أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } قَالَ اِبْن جُرَيْج : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " هَذِهِ أُمَّتِي " قَالَ : وَبِالْحَقِّ يَأْخُذُونَ وَيُعْطُونَ وَيَقْضُونَ " . 11995 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة : { وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } 11996 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِذَا قَرَأَهَا : " هَذِهِ لَكُمْ , وَقَدْ أُعْطِيَ الْقَوْم بَيْن أَيْدِيكُمْ مِثْلهَا , { وَمِنْ قَوْم مُوسَى أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } 159 الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ الْخَلْق الَّذِينَ خَلَقْنَا أُمَّة , يَعْنِي جَمَاعَة يَهْدُونَ , يَقُول : يَهْتَدُونَ بِالْحَقِّ { وَبِهِ يَعْدِلُونَ } يَقُول : وَبِالْحَقِّ يَقْضُونَ وَيُنْصِفُونَ النَّاس , كَمَا قَالَ اِبْن جُرَيْج . 11994 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَوْله : { أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } قَالَ اِبْن جُرَيْج : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " هَذِهِ أُمَّتِي " قَالَ : وَبِالْحَقِّ يَأْخُذُونَ وَيُعْطُونَ وَيَقْضُونَ " . 11995 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة : { وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } 11996 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِذَا قَرَأَهَا : " هَذِهِ لَكُمْ , وَقَدْ أُعْطِيَ الْقَوْم بَيْن أَيْدِيكُمْ مِثْلهَا , { وَمِنْ قَوْم مُوسَى أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } 7 159 '
تفسير القرطبي
في الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (هم هذه الأمة) وروي أنه قال:
(هذه لكم وقد أعطى الله قوم موسى مثلها) وقرأ هذه الآية وقال : (إن من أمتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى ابن مريم). فدلت الآية على أن الله عز وجل لا يخلي الدنيا في وقت من الأوقات من داع يدعو إلى الحق.