هذا الشرك السياسي ـ كما يقولون ـ نبه إليه المودودي ودندن حوله وفسر القرآن تفسيرا سياسيا ، ورد عليه وحيد الدين خان وكان معه في الجماعة الاسلامية فرد عليه ردا محكما فتم فصله من الجماعة الاسلامية ، وأعلن الرجل بعد ذلك رأيه في كتب منشورة.
(التفسير السياسي للقرآن العظيم)
تلقف الفكرة بعد أن عُرّب كلام المودودي سيد قطب ، فبدأت تتلصص في كتاباته حتى جعلها عمدة فكرة في (الظلال) وفي (المعالم) من قبل ، الحاكمية الحاكمية ، السلطة ،،، لأنهم ـ يعني ملوك وحكامها ـ ينازعون الله في السلطة ، فإذا هم كفار ، وكل من قبل ذلك ورضي به ولم ينازعهم فيه فهو كافر ، فحكم بكفر الأرض كلها ، هو اكبر من غالى في التكفير ـ ربما في القرون كلها ـ لأن سيد كفر المجتمعات الانسانية ـ لا الاسلامية ـ كلها ، وجعل أعظم الناس كفرا الذين يصيحون على المنائر بلا إله إلا الله ،،، قال : هؤلاء أعظم الناس كفرا لأنه كان ينبغي أن يكونوا عارفين بمدلول (لا إله إلا الله) وهو لم يعرفه وجهله ، لم يعلم أن لا إله إلا الله (يعني لا معبود بحق إلا الله) ،، وإنما (لا حاكم إلا الله).
هذا جزء من توحيد الربوبية ، ولا عجب فهو يخلط بين توحيد الالوهية وتوحيد الربوبية خلطا بينا عظيما ، وكثير من الناس يتعصب له بغير حق ، وأنا أقول نقبل ممن تعصب له أن يأتي هاهنا عندنا لكي نسأله : ما اسم أمك ؟
فإذا أخبرنا ، قلنا له : إنه ـ أي سيد ـ قال ومعاوية بعد هو ابن هند التي جاءت كاللبؤة ـ وهي كلمة تعرفها العامية المصرية سبا وقذفا بحد في ظهر قائلها ـ فجاءت كاللبؤة تلغ في دم الحمزة.
فنقول لمن تعصب ، تعال ، نقبل إذا أخبرتنا باسم أمك أن نعرض عليك ، فإن قلبت فلك ما شئت ، فنقول : فلان بن فلانة هو بعد الذي جاءت أمة فلانة كاللبؤة ، وإن شئت فسهل الهمزة ، غاضبة تضرب أخاه الأكبر لأنه ضرب واعتدى على أخيه الأصغر ،،،
تقبل أن يقال هذا في أمك وفيك !! لا يقبل . ولكنه يقبل أن يُسب هذا السب القبيح خال المؤمنين معاوية وكاتب من كُتاب الوحي وأمير المؤمنين رضي الله عنه ، يقبل هذا في حقه وفي حق أمه وهي من الصحابيات ـ رضي الله تبارك وتعالى عنها وعنهن ـ وأيضا يسب الأنبياء ، فسب سليمان وداود ، (وسليمان بعد هو ابن داود الذي كانت فتنته في امرأة ، من شابه أباه فما ظلم)
من يقبل أن يقال هذا في أبيه وفيه !
هذا عبث بالعرض ، عرض الأنبياء ، من يقبل هذا ؟ مع تكفير المجتمعات كلها وتكفير المسلمين قاطبة ، كما في الظلال وفي المعالم ، وأيضا القول بالحلول وأيضا بالاتحاد وأيضا تأويل الصفات ، وتفسير القرآن تفسيرا موسيقيا من أوله إلى آخره مع عرض قواعد الموسيقي المستعملة على (الشجاعي) وكان مديرا لدار الأوبرا ورفيقا للعقاد ، فعرض عليه الموجات ؛ موجه عالية وهذه النغمة منخفضة ، وهذه النغمة منبسطة ، والآن هذه الموسيقى النحاسية لأن طبول جهنم تدق !!!
أي عبث هذا !!!
وتفسير القرآن تفسيرا مسرحيا ، إلى غير ذلك من تعليم الشباب كما في سورة يونس وغيرها في مواضع كيف يشكلون وينظمون الجماعات ،،، منبع التكفير وحمأته ومصدر التحزب وفصله.
فاتقوا الله ، تعلموا توحيد الله ،إنما أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ليُعبَد وحده ، اعبدوه ووحدوه وادعوا إلى ذلك واثبتوا عليه والله يحفظكم ويرعاكم وهو مولانا ومولاكم يتولانا ويتولاكم والله المستعان وعليه التكلان .
الشيخ محمد سعيد المصري