المولدُ النَّبويُّ بين الاتّباع والابْتداع . - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المولدُ النَّبويُّ بين الاتّباع والابْتداع .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-12-30, 21:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي المولدُ النَّبويُّ بين الاتّباع والابْتداع .

بسم الله الرّحمن الرّحيم


المولدُ النَّبويُّ بين الاتّباع والابْتداع

الكاتب : كمال قالمي



الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيِّئات أعمالنا. من يهدِه الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبدُه ورسوله، صلّى الله عليه، وعلى آله وصحبه، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
أمَّا بعد، فقد ابْتُلِيت الأمَّة الإسلامية منذ دهر طويل بأنواع كثيرة من البدع والمحدثات في الاعتقادات، والأعمال، والأقوال، والمناهج، كانت سببًا في تفرُّقها وضعفها وتشتُّتها أحزابًا وشيعًا، قال الله تعالى: ﴿فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 53].
وقد تضافرتْ نصوصُ الكتاب والسنَّة وآثار سلف الأمَّة في النَّهي عن البدع والتَّحذير منها، من ذلك قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153] فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: خطَّ رسول الله رسول خطًّا بيده، ثمَّ قال: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ مُسْتَقِيمًا»، قال: ثم خطَّ عن يمينه وشماله، ثم قال: «هَذِهِ السُّبُلُ لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إلاَّ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ»، ثم قرأ هذه الآية ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ﴾(1).
قال الإمام ابنُ الماجشون رحمه الله: سمعت مالكًا يقول: «من ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنةً، فقد زعم أنَّ محمَّدًا خان الرِّسالة؛ لأن الله يقول: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ [المائدة:3] فما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا»(2).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»(3).
وفي رواية لمسلم: «مَنْ عَملَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ».
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: «وهذا الحديثُ أصلٌ عظيمٌ من أصول الإسلام، وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها كما أنَّ حديث «الأعمال بالنّيّات» ميزانٌ للأعمال في باطنها، فكما أنّ كلَّ عمل لا يُراد به وجه الله تعالى، فليس لعامله فيه ثواب، فكذلك كلّ عمل لا يكون عليه أمرُ الله ورسوله، فهو مردود على عامله، وكلّ من أحدث في الدِّين ما لم يأذن به الله ورسوله، فليس من الدِّين في شيء»(4).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقول: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»(5).
قال الحافظ ابن حجر العسقلانيُّ رحمه الله: «قوله: «كلَّ بدعة ضلالة» قاعدة شرعيَّة كليَّة بمنطوقها ومفهومها، أمَّا منطوقها فكأن يقال: حكم كذا بدعة، وكلُّ بدعة ضلالة، فلا تكن من الشَّرع؛ لأنّ الشَّرعَ كلَّه هدى، فإن ثبت أنَّ الحكم المذكور بدعة صحَّت المقدِّمتان، وأنتجتا المطلوب» اه(6).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «اتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ، وَكُلُّ بدعة ضلالة»(7).
والأحاديث والآثار في هذا المعنى كثيرة، يطول المقام بذكرها.
واعلم ـ أخي القارئ ـ أنَّ من جملة المحدثات التي افْتُتِنَ بها المسلمون ـ قديمًا وحديثًا ـ الاحتفال بالمولد النبويِّ واتخاذه عيدًا يعود عليهم كلَّ سنة ليلة الثَّاني عشر من شهر ربيع الأوّل.
والأدلة على بدعيَّة هذا العمل كثيرة نُجمل بعضها فيما يلي:
1 ـ أنَّه لم يرد في الكتاب ولا في السُّنَّة.
قال العلَّامة تاج الدِّين الفاكهانيّ المالكيُّ (ت 734هـ) رحمه الله: «فقد تكرَّر سؤالُ جماعة من المباركين عن الاجتماع الذي يعمله بعضُ النَّاس في شهر ربيع الأوَّل، ويسمُّونه المولد، هل له أصل في الشَّرع، أو بدعة وحَدَثٌ في الدِّين؟ وقصدوا الجواب عن ذلك مُبيَّنًا، والإيضاح عنه معيَّنًا.
فقلتُ وبالله التَّوفيق: لا أعلمُ لهذا المولدِ أصلاً في كتابٍ ولا سنَّةٍ، ولا يُنقلُ عملُه عن أحدٍ من علماءِ الأمَّة الَّذين همُ القدوةُ في الدِّين المتمسِّكون بآثار المتقدِّمين، بل هو بدعةٌ أحدثها البطَّالونَ، وشهوةُ نفسٍ اعتنى بها الأكَّالون»(8).
ولا شكَّ أنَّ مولد سيِّد الأنبياء والمرسلين نعمةٌ كبرى ومنَّةٌ عظمى، تفضَّل اللهُ تعالى به على الإنس والجنِّ، ومع ذلك لم ترد الإشارةُ إليه في كتاب الله، وإنَّمَا جاء الامتنان ببعثته صلى الله عليه وسلم لا بمولده كقوله تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ﴾ [آل عمران: 164]، وقوله: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ﴾ [الجمعة:2]، ومنه قوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾ [الرعد: 30]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وأمَّا ما ورد في السُّنَّة في شأنِ يومِ الاثنين ـ وهو يوم ولادته صلى الله عليه وسلم ـ، فإنَّما شُرع فيه الصِّيامُ لا غير، فعن أبي قتادة الأنصاريِّ رضي الله عنه سُئل عن صوم الاثنين؟ فقال: «فِيهِ وُلِدْتُ، وَفِيهِ أُنْزِلَ عَليَّ» وفي رواية: «وَيَوْمٌ بُعثتُ فِيهِ»(9).
فوافقَ يومُ الاثنين يومَ مبعثِه أيضًا، وهو يوم وفاته، كما سبق.
وهنا إشكالٌ يَرِدُ على أصحاب المولد في حالةِ ما إذا وافق يومُ المولدِ يومَ الاثنين، فقد جاء في «مواهب الجليل»: «قال الشَّيخ زرُّوق: في شرح القرطبيَّة: صيامُ يومِ المولدِ كَرِهه بعضُ مَنْ قَرُب عصرُه مِمَّن صحَّ علمُه وورعُه، وقال: إنَّه من أعيادِ المسلمين فينبغي أن لا يُصامَ فيه»(10).
فخالفوا الهديَ النَّبويّ الكريم من وجهين:
الأوّل: أنَّهم شرعوا عيدًا لم يأذن به اللهُ ولا رسولُه، إذْ لا يُعرفُ في الإسلامِ من الأعيادِ السَّنويّةِ إلاَّ عيدَيْن: عيد الأضحى وعيد الفطر، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قَدِمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم المدِينةَ ولهمْ يَومَانِ يَلعَبُونَ فيهما، فقال: «مَا هَذَانِ اليَوْمَانِ؟»، قالوا: كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّة، فقال رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْم الأَضْحَى وَيَوْم الفِطْرِ»(11).
والوجه الثَّاني: أنَّهم كَرهُوا صِيامَ يومِ الاثنين، وقد صامَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ورغَّب في صومِه.
فأينَ صِدقُ محبَّتهم لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم الَّذي ثمرتُه الاتباع والاقتداء؟!
2 ـ وأنَّه لم يعملْ به أحدٌ من الخلفاء الرَّاشدين والصَّحابةِ والتَّابعين لهم بإحسان، المشهودِ لهم بالخيريَّة، على لسانِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في قولِه: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(12).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «إنَّ هذا ـ أي اتخاذ المولد عيدًا ـ لم يفعلْه السَّلفُ مع قيامِ المقتَضِي له، وعَدمِ المانعِ منه»، قال: «ولو كان هذا خيرًا محضًا أو راجحًا لكان السَّلفُ رضي الله عنهم أحقَّ به منَّا، فإنَّهم كانوا أشدَّ محبَّة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمًا له منَّا، وهم على الخير أحرصُ»(13).
ولما أراد الفاروق عمر رضي الله عنه أن يضع للمسلمين تاريخًا استشارَ في ذلك الصَّحابة رضي الله عنهم ، فاتَّفقتْ كلمتُهم على جعلِه من يومِ هجرتِه صلى الله عليه وسلم من مكَّة إلى المدينة.
فعن سَهلِ بن سَعْدٍ رضي الله عنه قال: «ما عَدُّوا من مبعثِ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم ولا من وفاته، ما عَدُّوا إلاَّ من مَقْدَمِه المدينةَ»(14).
وعن سَعيدِ بنِ المسيِّبِ قال: «جمع عُمَرُ النَّاسَ فسألهم من أيِّ يوم يُكتبُ التَّاريخُ؟ فقال عليٌّ: مِنْ يومِ هاجرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وتركَ أرضَ الشِّرك، ففعلَه عمرُ رضي الله عنه »(15).
قال الحافظُ ابن حَجر: «وقد أبدى بعضُهم للبَدَاءة بالهجرةِ مناسبةً، فقال: كانتْ القضايا التي اتَّفقتْ له ويُمكنُ أن يؤرَّخ بها أربعةٌ: مولدُه، ومبعثُه، وهجرتُه، ووفاتُه؛ فرجَحَ عندهُم جعلُها مِنَ الهجرةِ؛ لأنَّ المولدَ والمبعثَ لا يخلُو واحدٌ منهما من النِّزاع في تعيين السَّنةِ، وأمَّا وقتُ الوفاةِ فأعرضُوا عَنه لِمَا تُوُقِّعَ بذكرِه من الأسفِ عَليه، فانحصرَ في الهجرةِ»(16).
فأنت ترى ـ أخي القارئ ـ أنَّ الصَّحابة الكرام ـ رضوانُ الله عليهم ـ اتَّفقوا على وضْعِ التَّاريخ الإسلامي ابتداءً من تاريخِ الهجرة ، ومع ذلك لم يُنقل عنهم ولا عمَّن بعدَهم من أهل القُرون المفضَّلة أنَّهم اتَّخذوا ذلك الحَدَث الجَلَل عيدًا يحتفلُون به على رأسِ كلِّ سنةٍ، وإنَّما ابتدع الاحتفالَ به الرَّوافضُ من الخُلفاءِ الفاطميِّين في أواخرِ القرنِ الرَّابع الهجريِّ ـ بعد انقراضِ القرون الخيريَّة ـ قال العلَّامة المقريزيُّ رحمه الله: «وكان للخلفَاء الفاطميِّين في طول السَّنة أعيادٌ ومواسم، وهي: موسمُ رأس السَّنة، وموسم أوَّل العام، ويومُ عاشوراء، ومولدُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومولدُ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولدُ الحسن، ومولدُ الحسين، ومولدُ فاطمة الزَّهراء، ومولدُ الخليفة الحاضر...» إلخ أعيادهم البدعيَّة(17).
فأحدث الرَّافضة ـ قبَّحهم الله ـ هذه الأعيادَ التي منها: الاحتفال برأس السَّنة اقتداءً باليهود، والاحتفال بالمولد النَّبويِّ اقتداءً بالنَّصارى، وقد كانت عادتُهم عند الاحتفال بالمولد «أن يُعمل في دار الفطرة عشرون قنطارًا من السُّكر الفائقِ حلوى من طرائفِ الأصنافِ وتُعبَّى في ثلاثمائة صِينِيَّة نُحاس، فإذا كانَ ليلةُ ذلك المولد تُفرَّق في أربابِ الرُّسوم كقاضي القضاة وداعي الدُّعاة وقُرَّاء الحضرة والخطباء والمتصدِّرين بالجوامع بالقاهرة ومصر وقَوَمَةِ المشاهد وغيرهم ممَّن له اسمٌ ثابت بالدِّيوان»(18).
وعنهم تلقَّفها أبو حفص عمر بن محمَّد بن خضر الإِرْبِليّ الموصليّ نزيل دمشق المعروف بالملاّء أحد الصُّوفيَّة (ت570)(19) وبه اقتدى صاحب إِرْبِل (وهي مدينة كبيرة في الموصل بالعراق) الأمير المظفَّر أبو سعيد كُوكُبُريّ بن زين الدِّين علي بن بُكْتِكين التُّركمانيّ (ت630هـ)(20).
وقد كان صاحبُ إرْبِلَ هذا مُسرفًا مبالغًا غاليًا في عمل المولد، حُكي عنه أنَّه كانَ يعملُ المولدَ في خمسة أيَّام من اليومِ الثَّامن إلى اليوم الثَّاني عشرَ من شهر ربيع الأوَّل؛ لأجل الخلافِ في مولدِه صلى الله عليه وسلم!! وقال الحافظ ابن كثير: «قد صنَّف الشَّيخُ أبو الخطَّاب بنُ دِحْية له مجلَّدًا في المولد النَّبويِّ سمَّاه «التَّنْوير في مولد السِّراج المنير»، فأجازه على ذلك بألف دينار»(21).
ويقول سبط ابن الجوزيِّ في «مرآة الزَّمان»: «حكى بعضُ من حضَر سِماط المظَفَّر الموالدَ أنَّه مدَّ في ذلك السِّماط خمسة آلاف رأس شَوِيٍّ! وعشرة آلاف دجاجةٍ! ومائة ألفِ زَبَدِيَّة، وثلاثينَ ألفَ صحنِ حَلْوى، قال: وكان يحضُرُ عنده في المولد أعيانُ العلماء والصُّوفيَّة، فيخلعُ عليهم، ويُطلقُ لهم، ويعمل للصُّوفيَّة سماعًا من الظُّهر إلى الفجر، ويرقُصُ معهم بنفسه!!...»(22).
ولا يزال هذا الاحتفال قائمًا إلى يومنا هذا في كثير من المجتمعات الإسلاميَّة حتَّى آل الأمرُ إلى تعطيلِ الأعمالِ والمدارسِ والدَّوائرِ الحكوميَّةِ باعتبارِه عيدًا شرعيًّا، على اختلافٍ بينهُم في طريقةِ إحيائه، وتنوُّعِ أساليبهم في ذلك، والله المستعان.
3 ـ ومما يؤيِّدُ عدمَ شرعيَّة الاحتفال بيوم المولدِ هو اختلافُ أهلِ السِّيَر والتَّواريخ في تعيين شهرِ وليلةِ ولادتِه صلى الله عليه وسلم على أقوالٍ كثيرةٍ(23).
وعلى القول المشهور أنَّ ولادته صلى الله عليه وسلم كانت في شهر ربيع الأوّل ليلةَ ثِنتي عشرة، يقابلُه أنَّ وفاتَه صلى الله عليه وسلم كانت في ذلك الشَّهر وفي تلكَ اللَّيلة، ولا شكَّ أنَّ وفاتَه صلى الله عليه وسلم كانت أعظمَ المصائب على وجهِ الأرض، فعن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ـ أَوْ مِنَ المُؤْمِنِينَ ـ أُصِيبَ بمُصيبَة فلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي عَنْ المُصِيبَةِ الَّتي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي، فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي»(24).
قال الفاكهانيُّ: «هذا مع أنَّ الشَّهر الذي وُلد فيه صلى الله عليه وسلم ـ وهو ربيع الأوَّل ـ هو بعينِه الشَّهر الذي تُوفي فيه، فليس الفرحُ بأولى من الحزن فيه».
قال ابنُ الحاج: «العجبُ العجيبُ كيفَ يعملون المولدَ بالمغاني والفرح والسّرور ـ كما تقدَّم ـ لأجل مولدِهِ صلى الله عليه وسلم في هذا الشَّهر الكريم، وهو صلى الله عليه وسلم فيه انتقل إلى كرامة ربِّه عزَّ وجلَّ وفُجِعتْ الأمة وأُصيبتْ بمُصابٍ عظيمٍ لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدًا، فعلى هذا كان يتعيَّن البكاءُ والحزنُ الكثيرُ، وانفراد كلّ إنسانٍ بنفسِه لما أصيب به، لقوله صلى الله عليه وسلم: «ليعزَّى المُسْلِمُونَ فِي مَصَائِبِهِمْ المُصِيبَة بِي» اه(25).
4 أنَّ أكثر ما يُقصد من الاحتفال بالمولد هو إحياءُ الذِّكرى ـ كما يقولُون ـ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى في حقّه: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك﴾، فلا يُذكَرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إلاَّ ذُكر معه صلى الله عليه وسلم في التَّشهدِ، والأذانِ، والصَّلواتِ، والخطبِ وغيرِ ذلك، روى ابن جرير الطَّبريُّ عن قتادةَ في تفسير هذه الآية أنَّه قال: «رَفع اللهُ ذكرَه في الدّنيا والآخرة، فليس خطيبٌ ولا متشهِّدٌ، ولا صاحبُ صلاةٍ إلاَّ ينادي بها: أشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وأشهدُ أنَّ محمّدًا رسولُ الله»(26).


وما أجملَ شعرَ حسَّان بن ثابت رضي الله عنه مادحًا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:


أغرُّ عليه للنّبوة خاتَم*** مِنَ الله من نُورٍ يلوحُ ويشهدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النّبيِّ إلى اسْمِه*** إذا قال في الخَمْس المؤذِّنُ: أشهدُ
وشقَّ لهُ من اسمه ليُجلَّه ***فذُو العرْشِ محمودٌ وهذا محمَّدُ



فإذا كان صلى الله عليه وسلم يذكرُ في هذه المواطن الكثيرة على مدار الأيَّامِ والشُّهور، فما فائدةُ تخصيصِ ليلةٍ أو لياليَ معدودةٍ من ثلاثمائةٍ وستِّين يومٍ وليلةٍ بذكرهِ والاحتفالِ به، أليسَ في هذا جفاءٌ في حقِّه وبخلٌ في ذكرِه، فأين دعوى محبَّتِه صلى الله عليه وسلم وتعظيمِه؟!
5 ـ أنَّ في الاحتفالِ بالمولدِ مضاهاةً ومشابهةً لأهل الكتاب في أعيادِهم، كعيدِ ميلادِ المسيحِ عيسى ابن مريم ـ عليه السَّلام ـ عند النَّصارى.
وقد أُمِرْنا بمخالفتهم، ونُهِينا عن تقليدهم والتَّشبهِ بهم ، فعن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»، قُلْنَا: يَا رسولَ الله، اليهود والنَّصارى؟ قَالَ: «فَمَنْ؟!»(27).
وعن ابن عمر رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَشَبَّه بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»(28).
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: «فيه دلالةٌ على النَّهي الشَّديدِ والتَّهديدِ والوعيدِ على التَّشبه بالكفَّار في أقوالهم وأفعالهم ولباسِهم وأعيادِهم وعباداتِهم وغيرِ ذلك من أمورِهم الَّتي لم تُشْرع لنا ولا نُقَرُّ عليها»(29).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وهذا الحديثُ أقلُّ أحوالِه أن يقتضيَ تحريمَ التَّشبهِ بهم، وإن كان ظاهرُه يقتضِي كفرَ المتشبِّه بهم، كما في قوله: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 51]» اه(30).
6 ـ إضافةً إلى ما تقدَّم، ما يحدثُ ليلةَ الاحتفال من المعاصي والمنكراتِ من جانبِ أهلِ اللَّهو والمجونِ، ومن البدعِ والشركيَّاتِ من جانب أهل الزُّرَدِ والصُّحُون.
كإنشادِ القصائدِ والمدائحِ النَّبويَّة، وقراءةِ المؤلَّفاتِ الموضُوعةِ في الموالدِ المشتمِلَة على الغُلوِّ والإطرَاء الَّذي نهى عنه نبيُّنا صلى الله عليه وسلم بقولِه: «لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَم، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه»(31).
بل بلغَ بهم الحدُّ إلى الاستغاثةِ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وادِّعاءِ معرفتِه للغيبِ، إلى غيرِ ذلك ممَّا اشتمَلت عليه قصائدُهم ومصنَّفاتُهم من البدعيَّات والشِّركيَّات، وإلى الله المشتكى.
فهذه ـ أخي القارئ ـ بعضُ الحُجج القاطعةِ والبراهينِ السَّاطعةِ على سبيلِ الإيجازِ والاختصارِ الَّتي تُدينُ أصحابَ الموالدِ بالقولِ ببدعيَّة احتفالهم بيوم المولدِ، وقد عرفتَ منشأَ هذه البدعةِ المنكرةِ، وأنَّها منْ وضْعِ الرَّوافضِ الَّذين أحدثوها مشابهةً لليهودِ ـ ولا عجبَ في ذلك؛ فإنَّ مؤسِّسَ دينِ الرَّافضة هو عبدُ الله بنُ سَبَأ اليَهوديّ ـ ثم أخذها عنهم الصُّوفيَّةُ الَّذين اتَّخذوها عبادةً، واجتهد علماؤهُم في تأييدِها، وبيانِ مشروعيتها، والتماسِ الأدلةِ ـ بل الشُّبه ـ لها، والتَّأليفِ فيها؛ حتَّى صارت عندهُم وكأنَّها شريعةٌ منزَّلة من عندِ الله ربِّ العالمين، وشعيرةٌ شابَ عليها الصَّغيرُ وهَرُم عليها الكبيرُ، ولسانُ حالِهم ـ أو قالهِم ـ يقول كما قال الله تعالى: ﴿وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا﴾ [الأعراف: 28].


واعلمْ ـ وفَّقكَ الله لهداه ـ أنَّ محبَّةَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وتوقيرِه وتعظيمِه تتمثَّلُ في طاعته، وامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نواهيه، والتَّسليمِ لأحكامِه، واقتفاءِ أثرِه، والسَّيرِ على طريقتِه، واتِّباعِ هديِه، والتَّأسِّي به ظاهرًا وباطنًا.
قال تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: «هذه الآيةُ الكريمةُ حاكمةٌ على كُلِّ من ادَّعى محبَّةَ الله، وليس هو على الطَّريقةِ المحمَّديَّةِ؛ فإنَّه كاذبٌ في دعواه في نفسِ الأمرِ، حتَّى يتبَّع الشَّرع المحمَّديَّ والدِّينَ النَّبويَّ في جميعِ أقوالِه وأفعالِه وأحوالِه... وقال الحسنُ البصريُّ وغيرُه من السَّلف: «زعَمَ قومٌ أنَّهم يحبُّون اللهَ فابتلاهم اللهُ بهذه الآيةِ فقال: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ﴾(32).
وقال العلاَّمة ابن قيِّم الجوزيّة: «فجعل سبحانه متابعةَ رسولِه سببًا لمحبَّتهم له، وكونُ العبدِ محبوبًا لله أعلى من كونِه مُحِبًّا لله؛ فليس الشَّأنُ أن تُحِبَّ اللهَ، ولكنَّ الشَّأن أنْ يُحِبَّك اللهُ، فالطَّاعةُ للمحبوب عنوانُ مَحَبَّتِه، كما قيل:


تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تَزعُم حُبَّهُ هَذا مُـحالٌ في القِيـاسِ بَديعُ
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُـحِبُّ مُطيعُ»(33).





فـ «الحبُّ الصَّحيحُ لمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم هو الَّذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداءِ الصَّحيحِ، كما كان السَّلف يحبُّونه، فيُحيُون سُنَنَه، ويَذُودون عن شريعتِه ودينِه، مِنْ غَير أن يُقيموا لهُ الموالدَ وينفقُوا فيها الأموالَ الطَّائلةَ الَّتي تَفتَقِر المصالحُ العامَّةُ إلى القليلِ منها فلا تجدُه»(34).

فالزَمْ ـ رحمني اللهُ وإيّاك ـ ما كانَ عليه الصَّحابةُ والتَّابعونَ منَ السَّلفِ الصَّالحينَ من المحبَّةِ واتِّباعِ سنَّةِ سيِّدِ المُرسَلين، وإيَّاك أن تغترَّ بكثرة الهالكين، فليسوا على شيءٍ حتى يتَّبعوا ما أُنزل إليهم من ربِّ العالمين.
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(1) رواه أحمد (1/465)، وابن أبي عاصم في «السنَّة» (17)، والحاكم (2/239) وصحّح إسناده، وحسّن إسناده الألبانيّ في «ظلال الجنَّة في تخريج السُّنَّة».
(2) نقله الشَّاطبي في «الاعتصام» (1/49).
(3) البخاري (2697)، ومسلم (1718).
(4) «جامع العلوم والحكم» (1/176).
(5) مسلم (867).
(6) «فتح الباري» (13/254).
(7) رواه الدَّارمي (205)، والمروزيّ في «السُّنَّة» (78)، والطبرانيُّ (9/154 (8770))، قال الحافظ الهيثميُّ في «مجمع الزوائد» (1/181): «ورجاله رجال الصّحيح».
(8) «المورد في عمل المولد» (ص4) تأليفه.
(9) «صحيح مسلم» (1162).
(10) «مواهب الجليل في شح مختصر خليل» للحطّاب (2/405)، وينظر أيضًا: «حاشية الخُرشيّ على مختصر خليل» (3/18).
(11) رواه أبو داود (1134)، والنَّسائيُّ (1556)، والحاكم (1/294) وصحَّحه على شرط مسلم.
(12) رواه البخاري (2652)، ومسلم (2533).
(13) «اقتضاءُ الصِّراط المستقيم مخالفةَ أصحابِ الجحيم» (2/619).
(14) رواه البخاريُّ (3934).
(15) رواه الحاكم في «المستدرك» (3/14) وصحَّحه.
(16) «فتح الباري» (7/269)، وللمزيد يراجع «البداية والنهاية» (4/510 ـ 513).
(17) «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار» (1/490).
(18) «صبح الأعشى» للقلقشنديّ (3/576).
(19) له ترجمة في «هدية العارفين» (1/784)، و«الأعلام» للزّركلي (5/60).
(20) كما في «الباعث على إنكار البدع والحوادث» لأبي شامة المقدسيّ (ص95 ـ 96).
(21) «البداية والنهاية» (17/205 ـ ط/ التركيّ).
(22) المرجع السَّابق.
(23) انظرها في «لطائف المعارف» لابن رجب (ص 109 111).
(24) رواه ابن ماجه (1599)، وفي سنده موسى بن عُبيدة الرَّبَذِيّ وهو ضعيف، ورواه الدَّارميُّ (84) بإسناد صحيح؛ لكنَّه مرسل، وله شواهد أخرى؛ ولذلك صحَّحه العلَّامة المحدِّث الشَّيخ محمَّد ناصر الدِّين الألباني ـ رحمه الله ـ في «السّلسلة الصّحيحة» برقم (1106).
(25) «المدخل» (2/16 ـ 17).
(26) «تفسير الطبري»: (24/494 ـ ط/التركي).
(27) رواه البخاري (3456)، ومسلم (2669).
(28) رواه أبو داود (4031)، وأحمد (2/50) وغيرهما، وإسناده حسن، كما في «الإرواء» (5/109).
(29) «تفسيره» (1/129).
(30) «اقتضاءُ الصِّراط المستقيم» (1/241).
(31) رواه البخاري (3445)، والإطراء: مجاوزة الحدِّ في المدح والكذب فيه «النهاية في غريب الحديث» (3/123).
(32) «تفسير ابن كثير» (3/46).
(33) «روضة ا لمحبّين» (ص266).
(34) من كلام العلاَّمة محمَّد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ في «آثاره» (2/341).
------------------------------------


منقول من: راية الإصلاح

https://www.rayatalislah.com/index.ph...d/item/12-1429















 


رد مع اقتباس
قديم 2014-12-30, 21:46   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1
































رد مع اقتباس
قديم 2014-12-30, 21:53   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ام عبيدة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ام عبيدة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أختي










رد مع اقتباس
قديم 2014-12-30, 22:03   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عبيدة مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أختي


وفيكِ بارك الله أختي .وفّقكِ الله









رد مع اقتباس
قديم 2014-12-31, 00:26   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سميحة 2014
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

سيدتي هل يدخل الامام جلال الدين السيوطي صاحب كتاب حسن المقصد في طبقة البطالون ام الآكالون ؟
ثم من اراد النقل فله ذلك فما عليه الا نقل الرابط مباشرة من ذكر ما في المقال بطوله
بارك الله فيك و في امثالك










رد مع اقتباس
قديم 2014-12-31, 19:13   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميحة 2014 مشاهدة المشاركة
سيدتي هل يدخل الامام جلال الدين السيوطي صاحب كتاب حسن المقصد في طبقة البطالون ام الآكالون ؟
ثم من اراد النقل فله ذلك فما عليه الا نقل الرابط مباشرة من ذكر ما في المقال بطوله
بارك الله فيك و في امثالك

فيكِ بارك الرحمن يااسميحة ،.

انا لاأدخل في نقد مَن هو بحر في المستوى مثل الإمام جلال الدّين السّيوطي ، لكنّ ومع هذا أقول كما عرفت من علماء السّنّة أنّ له مؤاخذات في العقيدة .

وعلى هذا لايقرأ كتبه ويدارسها ويأخذ منها العلم إلاّ مَن له باع في العلم بالشّريعة وهم العلماء الكبار وطلبة العلم الشّرعي النّجباء المتفوّقين .فهم الّذين يستطيعون تمييز الحق من الباطل والخطأ والصّواب عند نقد المصنّفات والكتب أو نقل الفوائد منها.

ثمّ إنّ كتابه المُسمّى ( حسن المقصد ، في عمل المولد ) فقد نقلتُ كلامًا من أهل العلم ينتقده على اعتقاد تحريم الإحتفال بالمولد النبوي الشّريف .

فالّذي يدّعي جوازه يأتي بالدّليل من كلام الرسول صلى الله عليه وسلّم وفعله أو ممّن تبعه من الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين .

فالنّبي صلى الله عليه وسلّم تكلّم عمّا يقوم به مَن ازدان فراشه بمولود في حكم العقيقة ،

وولادة صبي في الإسلام لاتمثّل قيمة ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وهو المصطفى المختار من ربّ العالمين .


اقتباس:

في حديث أمّ كرز الكعبية رضي الله عنها أنّها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة فقال: «عن الغلام شاتان وعن الأنثى واحدة، لا يضركم ذكراناً كُنَّ أم إناثاً»(1)، وكذلك حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعُقَّ عن الجارية شاةً وعن الغلام شاتين»(2)
(منقول من موقع الشيخ فركوس حفظه الله )
-----------------------------------------------------------------
(1) أخرجه أبو داود (٢٨٣٥) والترمذي (١٥١٦) والنسائي (٤٢١٨) وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (٤١٠٦) وفي المشكاة (٢/ ٤١٥٢)
اقتباس:
(2) رواه أحمد في المسند (٢٤٧٢٢) والترمذي في الأضاحي (١٥١٣) وابن ماجه في الذبائح (٣١٦٣) وصححه الألباني في الإرواء (١١٦٦) والسلسلة الصحيحة (٦/ ٢٧٢٠).








أَفَرَأَى مَن أجاز المولد النبوي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد غفل عن تنبيه المسلمين بالإحتفال بمولده أم أنّه سنّ لهم سُنَنًا تنفعهم في دينهم ودنياهم ، وتقرّبهم من الله وتجلب لهم محبّته لهم؟ .
قال الله تعالى : " قُلْ إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم "

-----------------------------------------------------

هاهو الكلام حول كتاب (حسن المقصد من عمل المولد )للإمام جلال الدّين السّيوطي رحمه الله .


حكم المولد :

قسم العلماءُ الاجتماعَ الذي يعمل في ربيع الأول ويسمى باسم المولد إلى قسمين :
أحدهما : ما خلا من المحرمات . فهو بدعة لها حكم غيرها من البدع ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "
الفتاوى الكبرى " : أما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي قال إنها ليلة المولد ، أو بعض ليالي رجب ، أو ثامن عشر ذي الحجة ، أو أول جمعة من رجب ، أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال " عيد الأبرار " فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف الصالح ولم يفعلوها .
وقال في " الاقتضاء " : إن هذا - أي اتخاذ المولد عيدا - لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه . قال : ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا ، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله وسلم وتعظيما له منا وهم على الخير أحرص .
وقال ابن الحاج في " المدخل " : فإن خلا - أي المولد النبوي - منه - أي من السماع وتوابعه - وعمل طعاما فقط ونوى به المولد ودعا إليه الإخوان وسلم من كل ما تقدم ذكره فهو بدعة بنفس نيته فقط ، إذ إن ذلك زيادة في الدين ، وليس من عمل السلف الماضين ، واتباع السلف أولى وأوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه ؛ لأنهم أشد الناس اتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعظيما له ولسنته صلى الله عليه وسلم ، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك ، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد ، ونحن لهم تبع فيسعنا ما وسعهم ، وقد علم أن اتباعهم في المصادر والموارد كما قال الشيخ أبو طالب المكي - رحمه الله - في كتابه : وقـد جـاء في الخبر لا تقوم الساعة حتى يصير المعروف منكرا والمنكر معروفا .
وقد وقع ما قاله عليه الصلاة والسلام بسبب ما تقدم ذكره وما يأتي بعد ؛ لأنهم يعتقدون أنهم في طاعة ، ومن لا يعمل عملهم يرون أنه مقصر ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وقال العلامة تاج الدين علي بن عمر اللخمي السكندري المشهور بالفاكهاني في رسالته في المولد المسماة بـ " المورد في الكلام على المولد "
قال في النوع الخالي من المحرمات من الموالد : لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سُنّة ، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين ، المتمسكون بآثار المتقدمين ؛ بل هو بدعة أحدثها الباطلون ، وشهوة نفس اعتنى بها الأكالون ، بدليل أنا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا : إما أن يكون واجبا ، أو مندوبا ، أو مباحا ، أو مكروها ، أو محرما . وليس بواجب إجماعا ، ولا مندوبا ؛ لأن حقيقة المندوب : ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه ، وهذا لم يأذن فيه الشرع ، ولا فعله الصحابة ، ولا التابعون ، ولا العلماء المتدينون فيما علمت ، وهذا جوابي عنه بين يدي الله إن عنه سئلت . ولا جائز أن يكون مباحا ؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحا بإجماع المسلمين ، فلم يبق إلا أن يكون مكروها أو محرما .
ثم صور الفاكهاني نوع المولد الذي تكلم فيه بما ذكرنا بأنه هو أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله لا يجاوزون في ذلك الاجتماع على أكل الطعام ولا يقترفون شيئا من الآثام . قال : فهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة وشناعة ، إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة ، الذين هم فقهاء الإسلام ، وعلماء الأنام ، وسرج الأزمنة ، وزين الأمكنة .
ويرى ابن الحاج في " المدخل " : أن نية المولد بدعة ، ولو كان الاشتغال في ذلك اليوم بقراءة صحيح البخاري . وعبارته : وبعضهم أي المشتغلين بعمل المولد يتورع عن هذا - أي سماع الغناء وتوابعه - بقراءة البخاري وغيره عوضا عن ذلك ، وهذا وإن كانت قراءة الحديث في نفسها من أكـبر القرب والعبادات ، وفيها البركة العظيمة وافي الكثير ؛ لكن إذا فعل ذلك بشرطه اللائق به على الوجه الشرعي لا بنية المولد . ألا ترى أن الصلاة من أعظم القرب إلى الله تعالى ومع ذلك فلو فعلها إنسان في غير الوقت المشروع لها لكان مذموما مخالفا ، فإذا كانت الصلاة بهذه المثابة فما بالك بغيرها . هذا ما بينه المحققون في هذا النوع من المولد .

وقد حاول السيوطي في رسالته " حسن المقصد ، في عمل المولد " الرد على ما نقلناه على الفاكهاني ؛ لكنه لم يأت بشيء يقوى على معارضة ما ذكره الفاكهاني ؛ فإنه عارضه بأن الاحتفال بالمولد النبوي إنما أحدثه ملك عادل عالم قصد به التقرب إلى الله ، وارتضاه ابن دحية ، وصنف له من أجله كتابا . وهذا ليس بحجة ؛ فإن البدعة في الدين لا تقبل من أي أحد كان بنصوص الأحاديث ، فلا يمكننا أن نعارض الأحاديث المحذرة من الابتداع في الدين بعمل أبي سعيد " كوكبوري " بن أبي الحسن علي بن +بكتكتين الذي أحدث الاحتفال بالمولد في القرن السادس . وعدالته لا توجب عصمته . وقد ذكر ابن خلكان : أنه يحب السماع . وأما " ابن دحية " فلا يخفى كلام العلماء فيه ، وقد اتهموه بوضع حديث في قصر صلاة المغرب كما في تاريخ ابن كثير .
وأما " القسم الثاني " من عمل المولد ، وهو المحتوي على المحرمات . فهذا قد منعه العلماء ، وبسطوا القول فيه ، وإليك بعض عباراتهم في ذلك :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في فتوى له : فأما الاجتماع في عمل المولد على غناء ورقص ونحو ذلك واتخاذه عبادة فلا يرتاب أحد من أهل العلم والإيمان في أن هذا من المنكرات التي ينهى عنها ولا يستحب ذلك إلا جاهل أو زنديق .
وقال الفاكهاني في رسالته في المولد : " الثاني " - أي من نوعي عمل المولد - أن تدخله الجناية ، وتقوى به العناية ، حتى يعطي أحدهم الشيء ونفسه تتبعه ، وقلبه يؤلمه ويوجعه ؛ لما يجد من ألم الحيف ، وقد قال العلماء : أخذ المال بالحياء كأخذه بالسيف . لا سيما إن انضاف إلى ذلك شيء من الغناء مع البطون المليء بآلات الباطل من الدفوف والشبابات ، واجتماع الرجال مع الشباب المرد والنساء الفاتنات ، إما مختلطات بهم أو مشرفات ، ويرقصن بالتثني والانعطاف ، والاستغراق في اللهو ونسيان يوم المخاوف ، وكذلك النساء إذا اجتمعن على انفرادهن رافعات أصواتهن بالتهنيك والتطريب في الإنشاد ، والخروج في التلاوة والذكر عن المشروع والأمر المعتاد ، غافلات عن قوله تعالى : إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ وهذا لا
يختلف في تحريمه اثنان ، ولا يستحسنه ذو المروءة من الفتيان ، وإنما يحلو ذلك لنفوس موتى القلوب ، وغير المستقلين من الآثام والذنوب ، وأزيدك أنهم يرونه من العبادات لا من الأمور المنكرات ، فإنا لله وإنا إليه راجعون " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ " .
ولله در شيخنا القشيري حيث يقول فيما أجازناه :

قد عرف المنكر واستنكر ال--- معـروف فـي أيامنا +الصعبة
وصـار أهل العلم في وحدة--- وصـار أهل الجهل في رتبه
حـادوا عـن الحق فما للذي--- ساروا به فيما مضى نسبه
فقلــت للأبـرار أهـل التقـى--- والـدين لمـا اشـتدت الكربـه
لا تنكـروا أحـوالكم قـد أتـت--- نــوبتكم فــي زمـن الغربـة


قال الفاكهاني : ولقد أحسن أبو عمرو بن العلاء حيث يقول :
لا يزال الناس بخير ما تعجب من العجب .
هذا مع أن الشهر الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو ربيع الأول هو بعينه الذي توفي فيه ، فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه : وهذا ما علينا أن نقول . ومن الله تعالى نرجو حسن القبول .

وقال الشيخ أبو الحسن ابن عبد الله بن الحسن النباهي المألقي الأندلسي في كتابه " المرقبة العليا ، فيمن يستحق القضاء والفتيا " في ترجمة القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد السلام المنستيري : إن الأمير أبا يحيى استحضره مع الجملة من صدور الفقهاء للمبيت بدار الخلافة والمثول بين يديه " ليلة الميلاد " الشريف النبوي ، إذ كان قد أراد إقامة رسمه على العادة المغربية من الاحتفال في الأطعمة ، وتزين المحل بحضور الأشراف ، وتخيير القوالين للأشعار المقرونة بالأصوات المطربة ، فحين كمل المقصود من المطلوب ، وقعد السلطان على أريكة ملكه ينظر في ترتيبه ، والناس على منازلهم بين قاعد وقائم ، هز المسمع طاره ، وأخذ يهنؤهم بألحانه ، وتبعه صاحب يراعه كعادته من مساعدته ، تزحزح القاضي أبو عبد الله عن مكانه ، وأشار بالسلام على الأمير ، وخرج من المجلس ، وتبعه الفقهاء بجملتهم إلى مسجد القصر فناموا به ، فظن السلطان أنهم خرجوا لقضاء حاجتهم ، فأمر وزراءه بتفقدهم ، والقيام بخدمتهم إلى عودتهم ، وأعلم الوزير الموجه لما ذكر القاضي بالغرض المأمور به فقال له : أصلحك الله ، هذه الليلة المباركة التي وجب شكر الله عليها ، وجمعنا السلطان - أبقاه الله - من أجلها ، لو شهدها نبينا المولود فيها صلوات الله وسلامه عليه لم يأذن لنا في الاجتماع على ما نحن فيه من مسامحة بعضنا لبعض في اللهو ورفع قناع الحياء ، بمحضر القاضي والفقهاء ، وقد وقع الاتفاق من العلماء على أن المجاهرة بالذنب محظورة ، إلا أن تمس إليها حاجة كالإقرار . مما يوجـب الحد أو الكفارة ، فليسلم لنا الأمير - أصلحه الله - في القعود بمسجده هذا إلى الصباح ، وإن كنا في مطالب أخر من تبعات رياء ودسائس أنفس وضروب غرور ، لكنا كما شاء الله في مقام الاقتداء ، لطف الله بنا أجمعين بفضله . فعاد عند ذلك الوزير المرسل للخدمة الموصوفة إلى الأمير أبي يحيى ، وأعلمه بالقصة ، فأقام يسيرا وقام من مجلسه ، وأرسل إلى القاضي من ناب عنه في شكره وشكر أصحابه ، ولم يعد إلى مثل ذلك العمل بعد ، وصار في كل ليلة يأمر في صبيحة الليلة المباركة بتفريق طعام على الضعفاء ، وإرفاق الفقراء شكرا لله . انتهى كلام النباهي .

المصدر :

مجلة البحوث الإسلامية

(الجزء رقم : 75، الصفحة رقم: 51)/(الجزء رقم : 75، الصفحة رقم: 52)/(الجزء رقم : 75، الصفحة رقم: 53)/(الجزء رقم : 75، الصفحة رقم: 54)/(الجزء رقم : 75، الصفحة رقم: 55)/(الجزء رقم : 75، الصفحة رقم: 56)/(الجزء رقم : 75، الصفحة رقم: 57)


فتاوى ربيع الأول / إنكار الاحتفال بالمولد النبوي



https://www.alifta.net/Fatawa/fatawaD...&********name=











رد مع اقتباس
قديم 2014-12-31, 19:28   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فتاوى ربيع الأول


أريد التعرف على حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، متى ولد ؟ وكم عاش ؟ ومتى توفي ؟
حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول تعظيما له
الصحابة أكثر الناس حبا واتباعا للنبي ولم يحتفلوا بمولده
تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم والمسابقات وذبح الخرفان وإلقاء المحاضرات لمولده
حكم حضور المولد لمن يعتقد بطلانه
أكل اللحم الذي يذبح لمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الموالد
القول بأن السماوات والأرض خلقت من أجل الرسول صلى الله عليه وسلم وحكم التبرك بتراب قبره
هل يحضر النبي عليه الصلاة والسلام المولد ؟
الرد على قول : إن المولد بدعة حسنة
احتفال بعض المؤسسات الإسلامية بمولد الرسول
حكم إقامة المولد
حكم إلقاء القصائد التي فيها غلو وإطراء في حفلات الموالد
إنكار الاحتفال بالمولد النبوي
بعض المحدثات عند إقامة المولد
الختان يوم المولد النبوي
شعر فيه غلو وإطراء للنبي
حكم تعطيل المعامل والمدارس بمناسبة المولد
قراءة ما ألف في مولده في ربيع الأول وفي مناسبة الزواج وغيره
الاجتماع لمولد الرسول عليه الصلاة والسلام
الوعظ في مولد الرسول عليه الصلاة والسلام









رد مع اقتباس
قديم 2015-12-18, 15:30   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



المولد النّبوي والبدعة الحسنة



الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله






كنّا في لقاء ماض قد استعرضنا رسالة وردتنا من المستمع فلاح السيد قرية الكوز، محافظة الحسكة، منطقة الماليكة، وبقي له بعض الاستفسارات والأسئلة التي يمكن أن تغطي حلقة كاملة، يقول يا شيخ عبد العزيز في الاستفسار الأول: نسألكم عن مولد النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم- هل هو بدعة؟ وإنّي قد سمعت في بعض البلدان ومن بعض العلماء يقولون: إنّها بدعة حسنة

الجواب:


الإحتفال بالموالد إنّما حدث في القرون المتأخّرة بعد القرون المفضّلة، بعد القرن الأوّل والثاني والثالث، وهو من البدع التي أحدثها بعض الناس، استحساناً وظناً منه أنّها طيبة،

والصحيح والحق الذي عليه المحقّقون من أهل العلم أنّها بدعة.

الإحتفالات بالموالد كلّها بدعة، ومن جملة ذلك الاحتفال بالمولد النبوي، ولماذا؟ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يفعله ولا أصحابه ولا خلفاؤه الراشدون ولا القرون المفضلة، كلها لم تفعل هذا الشيء، والخير في اتباعهم لا فيما أحدثه الناس بعدهم، وقد ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (إيّاكم ومحدثات الأمور). وقال -عليه الصلاة والسلام-: (وشرّ الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة).

وقال -عليه الصلاة والسلام-: (مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد). أي مردود.

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- وضّح الأمر، وبيّن أنّ الحوادث في الدّين منكرة، وأنّه ليس لأحد أن يشرع في هذا الدّين ما لم يأذن به الله، وقد ذم الله –تعالى- أهل البدع بقوله: ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ )[(21) سورة الشورى].

والاحتفال أمر محدث لم يأذن به الله ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، والصحابة أفضل الناس بعد الأنبياء وأحب الناس للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأسرع الناس إلى كل خير، ولم يفعلوا هذا، لا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا بقية العشرة ولا بقية الصحابة، وهكذا التابعون وأتباع التابعين ما فعلوا هذا، وإنما حدث من بعض الشيعة الفاطميين في مصر في المائة الرابعة كما ذكر هذا بعض المؤرخين، ثم حدث في المائة السادسة في آخرها وفي أول السابعة .... ظن أن هذا طيب، ففعل ذلك. والحق أنه بدعة لأنها عبادة لم يشرعها الله -سبحانه وتعالى-، والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ولم يكتم شيئاً مما شرعه الله، بل بلغ كل ما شرع الله وأمر به؛ فقال الله - سبحانه وتعالى-: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [(3) سورة المائدة].

فالله قد أكمل الدين وأتمه، وليس في ذلك الدين الذي أكمله الله الاحتفال بالموالد، فعلم بهذا أنها بدعة منكرة لا حسنة؛ وليس في الدين بدعة حسنة، بل كل بدعة ضلالة، كلها منكرة والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (كل بدعة ضلالة). فلا يجوز لأحد من المسلمين أن يقول إن في البدع شيئا حسنا والرسول يقول: (كل بدعة ضلالة)؛ لأن هذه مناقضة ومحادة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد ثبت عنه أنه قال: (كل بدعة ضلالة).

فلا يجوز لنا أن يقول خلاف قوله -عليه الصلاة والسلام-. وما يظنه بعض الناس أنه بدعة وهو مما جاء به الشرع فليس ببدعة مثل كتابة المصاحف، ومثل صلاة التروايح ليست بدعة، كل هذه مشروعة فتسميتها بدعة لا أصل لذلك. وأما ما يروى عن عمر أنه قال في التروايح : [نعمت البدعة].

فالمراد بهذا من جهة اللغة وليس من جهة الدين. ثم قول عمر لا يناقض ما قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا يخالفه، فقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- مقدم؛ لأنه قال : (كل بدعة ضلالة). وقال: (وإيّاكم ومحدثات الأمور).

وقال -صلى الله عليه وسلم- في خطبة الجمعة : (أما بعد: فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة).

هذا حكمه -عليه الصلاة والسلام-. رواه مسلم في الصحيح.

فلا يجوز لمسلم أن يخالف ما شرعه الله، ولا أن يعاند ما جاء به نبي الله -عليه الصلاة والسلام-، بل يجب عليه الخضوع لشرع الله، والكف عما نهى الله عنه من البدع والمعاصي- رزق الله الجميع للهداية-

منقول من الموقع الرّسمي للشيخ رحمه الله










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-20, 22:16   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
taleb2011
بائع مسجل (ج)
 
الصورة الرمزية taleb2011
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل الاحتفال بعيد الميلاد يجوز










رد مع اقتباس
قديم 2020-04-04, 21:01   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
mecivialar
عضو جديد
 
الصورة الرمزية mecivialar
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المولدُ, الاتّباع, النَّبويُّ, والابْتداع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc