كل شيء سهل

[Elwawy]

كل شيء سهل, عندما تقرأ الجملة يذهب بك الذهن إلى التوقف و القول : لا إنتظر لحظة كيف لكل شيء أن يكون سهل؟
دعني أدردش قليلا لعلك تغير رأيك و تثبت لي العكس من خلال ردك, يعني أن كل شيء سهل حقا.

ما سجلته في ذاكرتي خلال فترة المراهقة لكي أقارنه لاحقا, و ما ألاحظه دائما في مراهقي كل الأعمار (أقصد الكهول أيضا) و الأزمنة, هو أخذ الأمور بسهولة و سطحية, رؤية الأشخاص البالغين متكلفين معقدين (تقنيا و حتى نفسيا) يعقدون الأشياء و يجعلونها أكثر غموض و صعوبة للحل.

كل شيء بالنسبة لهذه الفئة سهل :

تسأله : لم أجد عمل هل من مساعدة, يقول لك : العمل لا يأتي ليطرق الباب إبحث عنه.
يسمعك تقول : عندي مشكل زواج و قد تشابه البقر علي, يقول لك إظفر بذات الدين.
تنتقده بأنه كل شيء عنده سهل يقول لك : سهلها > تسهل.

هذه الفئة سواءا ذكور أو إناث من الذين حظو بنصيبهم في حظ المبتدئ "chance du débutant" -في الحقيقة هي رحمة الله- لا يلحظون عمق الواقع, ولا يمكن أن يلحظوه, فإذا مرض أو أصيب يتعافى بسرعة (جسم في حلة نمو), إذا أراد تعلم شيء أتقنه, إذا ساق دراجة يسرع و يسابق و لا يحدث له شيء, يمكن أن ينجح في بعض الأمور كدراسة أو عمل و ينتهي الأمر هناك ترسخ الفكرة في رأسه, يواصل حياته في تلك الشظية (fragment), و يظن أن الأمر كذلك و يستمر كذلك إلى أن يكتشف العكس أو لا يكتشفه, فيعيش كأنه immortal لا يموت وهو لا يدري أنه بعد الله هناك ترليون شخص مسؤول عن "سهولة حياته"

يؤمن بأنه حقا كل شيء سهل و لابد أن يكون سهل كما هو في الرسوم المتحركة أين ينتصر الخير دائما, يؤمن بكل ما تقوله الأمثال و الحكم (أو شعر) حرفيا و يجعلها مبادئ في حياته, ولكل أحجية عنده الحل على السريع, فإن كانت فتاة حظيت بتسهيلات في حياتها (أقصد التسهيلات المهدات من المجتمع) فهي تستغرب من الشباب "حيطيست" لماذا لا تعملون يا شباب؟ و إن كان شاب أيضا محظوظ بنفس الشيء كأن يكون من عائلة غنية أو لم يأخذ طريحة من الحياة بعد الخ...يستغرب من أمر الناس في كل شيء.

عندما ترى الواقع أو على سبيل المثال تطلع على قسم مشكلتي, تقرأ مشاكل الناس وهي الواقع الحقيقي, فترى في نفس الوقت:

1- من صُدِمَ و إكتشف صعوبة الواقع و أن أي شيء بسيط يمكن أن يصبح كابوس و الخلاصة "لا شيء سهل"

2- الردود, فتصيبك الدهشة, ليس من نوعية الردود أو المستوى (لا حاشى) و إنما من سهولة التعاطي مع ما يعاني منه الأخرون, ما يرغبونه أو حتى ما "يريدون مناقشته"

إذن السؤال الفخ هنا للنقاش الجاد أو الحاد, هل تتعاطى مع الأمور بسهولة؟

[جَمِيلَة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا أخي الواوي
هل أتعاطى مع الامور بسهولة؟ أجيب مباشرة: لا
الحياة ليست بذلك الاستخفاف وليست بتلك البديهية والوضوح، ربما الكبار لا يريدون أن يقدموا لنا الحلول الجاهزة رغبة منهم في دفعنا للتجربة والخطأ،
حتى ندرك بأنها ليست سهلة كما تبدو، حتى سألنا شخص فيما بعد وأردنا أن نجيبه سيكون ذلك من وحي تجربة حقيقية.
أولئك الذين تلقوا الحماية على أصعدة كثيرة وحصلوا على الإجابات دون أن يختبروا عناء البحث عنها، سيكون وقع الصدمة قاسيا عليهم عندما يواجهون مواقف حقيقية مهما كانت درجة صعوبتها في ذلك الوقت سيقولون: " آه يبدو أنني لا أعرف شيئا، يا إلهي ما أصعب العيش"
انا مثلا عندما تعرض علي مشكلة قصد اقتراح حل أو إيجاد مخرج أتردد،
أولا لانني ومهما فعلت لن أستطيع الشعور بصاحب المشكلة كما ينبغي حتى ولو مررت بنفس ظروفه، فما يبدو لي قاسيا أو أقل قسوة قد يكون بالنسبة للآخر أقسى وأصعب وهكذا.
ثانيا مرات أسقط المشكل على شخصيتي وأضع نفسي مكان السائل فلا أجد الإجابة أعلم حينها أن الموقف ليس من اختصاصي، بل إنني مثل السائل أحتاج لمن يقدم لي المساعدة ويعطيني الحل لأضيفها لرصيدي.
التعاطي مع معاناة الآخرين هي مسؤولية كبيرة لا ينبغي أن نتهاون معها فقد لا نكون أهلا للخوض في ذلك وليس أي إنسان مؤهل لتقديم النصيحة.
إذن لا يمكن القول بأن كل شيء سهل ومتاح للجميع هكذا بالمطلق الامر فيه نظر، وقبل أن يتكلم الإنسان يجب أن يكون على بينة بدل الكلام الفضفاض النمطي الجاهز.
شكرا لك على الموضوع القيم أخي الكريم
بارك الله فيك
تحياتي

[Elwawy]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جَمِيلَة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا أخي الواوي
هل أتعاطى مع الامور بسهولة؟ أجيب مباشرة: لا
الحياة ليست بذلك الاستخفاف وليست بتلك البديهية والوضوح، ربما الكبار لا يريدون أن يقدموا لنا الحلول الجاهزة رغبة منهم في دفعنا للتجربة والخطأ،
حتى ندرك بأنها ليست سهلة كما تبدو، حتى سألنا شخص فيما بعد وأردنا أن نجيبه سيكون ذلك من وحي تجربة حقيقية.
أولئك الذين تلقوا الحماية على أصعدة كثيرة وحصلوا على الإجابات دون أن يختبروا عناء البحث عنها، سيكون وقع الصدمة قاسيا عليهم عندما يواجهون مواقف حقيقية مهما كانت درجة صعوبتها في ذلك الوقت سيقولون: " آه يبدو أنني لا أعرف شيئا، يا إلهي ما أصعب العيش"
انا مثلا عندما تعرض علي مشكلة قصد اقتراح حل أو إيجاد مخرج أتردد،
أولا لانني ومهما فعلت لن أستطيع الشعور بصاحب المشكلة كما ينبغي حتى ولو مررت بنفس ظروفه، فما يبدو لي قاسيا أو أقل قسوة قد يكون بالنسبة للآخر أقسى وأصعب وهكذا.
ثانيا مرات أسقط المشكل على شخصيتي وأضع نفسي مكان السائل فلا أجد الإجابة أعلم حينها أن الموقف ليس من اختصاصي، بل إنني مثل السائل أحتاج لمن يقدم لي المساعدة ويعطيني الحل لأضيفها لرصيدي.
التعاطي مع معاناة الآخرين هي مسؤولية كبيرة لا ينبغي أن نتهاون معها فقد لا نكون أهلا للخوض في ذلك وليس أي إنسان مؤهل لتقديم النصيحة.
إذن لا يمكن القول بأن كل شيء سهل ومتاح للجميع هكذا بالمطلق الامر فيه نظر، وقبل أن يتكلم الإنسان يجب أن يكون على بينة بدل الكلام الفضفاض النمطي الجاهز.
شكرا لك على الموضوع القيم أخي الكريم
بارك الله فيك
تحياتي

شكرا الأخت جملية على المشاركة, مشرفة على مقاس الجميع (one size fits all).

نعم هو كذلك, أنا في نفس الوقت مع و ضد فكرة ترك الصغار يتعلمون من أخطائهم, من جهة الإنسان يمكنه توريث العلم و التجربة -ليس كالحيوان إذا تعلم قط فتح الباب لا يمكنه تمرير هذه الفكرة لأحفاده- و من جهة أخرى لا بد أن يترك الصغير يكتشف الجحر.

مشاكل الناس يذكرني بالطبيب, فهو لا يكترث لأمرك إن لم يظهر عليك أي مرض -لأنه بالنسبة له شخص يمكنه الكلام هو في كامل الصحة-, أو إذا كان ما تعاني منه ليس خطير أو حرج.

يبقى أيضا صراع الأجيال, مثال مرة قدم لي مراهق في 22 من العمرلا يقوم بما يطلبه والديه و هو غير متوافق معهم في أي شيء, و طُلِبَ منى أن أعلمه ما أقوم به من عمل (لحست الحظ أخي هيئه و طلب منه القيام بما أطلبه حتى وإن ظهر أنه غير منطقي) الحمد لله ما تعلمته في أعوام تعلمه هو في بضعة شهور, على الرغم أنه يعود من تارة لأخرى للإستفسار. -لكن لا و لن يعترف أن الكون لم يخلق له فقط-

فقط للإضافة المراهق, دماغه في طور النمو, ناصيته في طور النمو أيضا , فخياراته و تصرفاته أغلبها أتية من مراكز أخرى فى الدماغ (ماعدا الجهة الأمامية) فيمكن أن يفكر بمشاعره أو بأي مركز أخر لهذا مهما كان IQ (معدل ذكاء كل جيل أحسن من السابق) فهذا لا يمكنه من إتخاذ قرارت مهمة في حياته أو رؤية الصورة الكبيرة للأشياء.

[جَمِيلَة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elwawy

شكرا الأخت جملية على المشاركة, مشرفة على مقاس الجميع (one size fits all).

نعم هو كذلك, أنا في نفس الوقت مع و ضد فكرة ترك الصغار يتعلمون من أخطائهم, من جهة الإنسان يمكنه توريث العلم و التجربة -ليس كالحيوان إذا تعلم قط فتح الباب لا يمكنه تمرير هذه الفكرة لأحفاده- و من جهة أخرى لا بد أن يترك الصغير يكتشف الجحر.

مشاكل الناس يذكرني بالطبيب, فهو لا يكترث لأمرك إن لم يظهر عليك أي مرض -لأنه بالنسبة له شخص يمكنه الكلام هو في كامل الصحة-, أو إذا كان ما تعاني منه ليس خطير أو حرج.

يبقى أيضا صراع الأجيال, مثال مرة قدم لي مراهق في 22 من العمرلا يقوم بما يطلبه والديه و هو غير متوافق معهم في أي شيء, و طُلِبَ منى أن أعلمه ما أقوم به من عمل (لحست الحظ أخي هيئه و طلب منه القيام بما أطلبه حتى وإن ظهر أنه غير منطقي) الحمد لله ما تعلمته في أعوام تعلمه هو في بضعة شهور, على الرغم أنه يعود من تارة لأخرى للإستفسار. -لكن لا و لن يعترف أن الكون لم يخلق له فقط-

فقط للإضافة المراهق, دماغه في طور النمو, ناصيته في طور النمو أيضا , فخياراته و تصرفاته أغلبها أتية من مراكز أخرى فى الدماغ (ماعدا الجهة الأمامية) فيمكن أن يفكر بمشاعره أو بأي مركز أخر لهذا مهما كان iq (معدل ذكاء كل جيل أحسن من السابق) فهذا لا يمكنه من إتخاذ قرارت مهمة في حياته أو رؤية الصورة الكبيرة للأشياء. نعم في هذه الفترة يحتاج للتعلم أكثر من حاجته للاكتشاف على كل حال هي مسألة توقيت على المربي أن يحسبها جيدا

العفو أخي الواوي
وأنا مثلك ضد المبالغة في انتهاج طريقة ترك الصغار يتعلمون بمفردهم خصوصا في الامور التي تستدعي الشرح المفصل
وخلال فترة النمو مثلما ذكرتَ، فأسلوب التلقين مهم جدا جنبا إلى جنب مع طريقة التجربة والخطأ،
وإلا ما الفائدة من ذلك التراكم المعرفي الذي حصلوا عليه طوال حياتهم إن لم ينقلوه للأجيال الصاعدة!.
الوسطية ضرورية هنا، وعلى المربين أن يوازنوا بين الأمرين،
فترك الطفل لوحده يتخبط ويجرب ويقاسي في كل شيء أمر مبالغ فيه وقد تكون نتائجه عكسية إذا لم يجد المتابعة والإرشاد.
كما أن الإفراط في حمايته ستجعله يجهل حقيقة الحياة وستكون بنيته هشة وتقل قدرته على التحمل عندما يأتي اليوم الذي سيواجه فيه المواقف الحقيقية لوحده.
نستنتج ان: "كل شيء صعب" او "كل شيء سهل"، أمران غير واقعيان كل منهما ناتج عن سوء التدبير.
في المجال المهني أفضل طريقة التلقين:
فأنت بتعليمك لذلك المبتدئ تكون قد فتحت له أفقا جديدا من خلاله يربح الوقت وربما يستثمره في زيادة مهاراته وقد يأتي بالجديد.
شكرا لك وبارك الله فيك
تحياتي

[karim.dz]

الحياة كما تراها انت اذ لاسهل الا ما سهلته على نفسك ولا صعب الا ماصعبته على نفسك والحياة يومان يوم لك ويوم عليك
فاما اليوم اللذي عليك فتتعلم منه امور لا يمكن ان تتعلمها من كتاب او تقراها في مدرسة واما اليوم اللذي لك فياتي بالكفاح والنضال
والمثابرة فلكل شيء ثمن ولكل مجتهد نصيب ومن يزرع الريح يحصد غبارو ..