لا أرى أنّ اختلافنا في أمور السّياسة يصل بنا الى القطيعة ، و لعلّ اتّفاقنا الجوهري في ذلك هو دراسة حال الأمّة و محاولة تشخيص ما يحدث و البحث عن أسباب ما آلت اليه الأوضاع و استنتاج الحلول وفق تصوّر و وجهة نظر كل واحد .
و بمرور الزّمن و ما يحمل في طيّاته من تغيّرات ، قد يقتنع أحد بوجهة نظر مخالفه لما رأى منه من احاطة و المام بالأحداث و وصلها بالتّاريخ الغابر و المعاصر و نظرته الثّاقبة لما قد يحدث في المستقبل ، فلا خصام و لا قطيعة ، ما دمنا نعالج قضيّة واحدة الهدف منها اظهار الحق لا التعنّت و الاصرار على أمر تجلّى لنا أنّه باطل ، و من بلغ به أن يصارع من أجل فرض رأيه ، فلينظرنا حتّى نجد له مقعدا عند جلالتهم و فخامتهم و سعادتهم و معاليهم .