((♥حوار بين أب وابنته 1♥ ))أعطني حريتي يا أبي

[MOSTAFA17_2012]

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له

و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا

عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم

بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ،

مرحــبــا بـــكــمــ




إبنتي الغاليه..

تسأليني دائما متى سأتركك تعتمدين على نفسك

ومتى سأمنحك الثقه التي تطالبين بها وتواجهين الحياه بمفردك

بحلوها ومرها.. بخيرها وشرها..

وتطالبين أن أثق بك ولا أخاف منك ومن احتمال خطأك

لانك واعيه وتعرفين الصواب من الخطأ




يا ابنتي الغاليه.. من قال أني لا أثق بك

وأنا أعلم أنك من أفضل البنات خٌلقا وإيمانا ووعيا والتزاما..

أنا لا أخاف منك يا ابنتي.. وانما عليك

أنت رقيقة المشاعر عذبة الأحاسيس .. صادقه وطيبه وعفويه

أخاف عليك من تلك الذئاب البشريه

التي تتقنع بقناع الفضيله والأخلاق والدين

ولكنها تنتهز أول فرصه للانقضاض على فريستها البريئه الطاهره

ولا أريدك أن تكوني فريسه لهؤلاء وهم كثيرون حولنا..




لا أخاف منك يا ابنتي وانما أخاف عليك من غدر الزمان

فالحياة تحمل لنا الكثير من الأحزان والمآسي والظلم والمعاناه

وأريد أن أحميك منها بكل قوتي

لأوفر لك حياه مليئه بالفرح والأمل والسعاده




ربما أٌحرجك بوصايتي عليك ومراقبتي لكي ولكن أنا لا أراها كذلك

أنما هي رقابة الأب الهلوع لمصلحة إبنته الغاليه ,العطوف عليها

إن الوالدين يظلون يخافون على أبنائهم حتى لو كبروا وتزوجوا

أنتم أبناء هذا الجيل تروننا بعين التخلف وتنعتوننا بالرجعيه

ولكن العاطفه لاتخضع للتغير حتى لو تغير كل الكون فهي من النواميس

الثابته في هذه الدنيا, ربما تتطور وسائل النقل فتغدو أسرع من ذي قبل

ربما تتطور وسائل الرائحه فيصبح كل شيء بكبسة زر

لكنما عاطفة الوالدين لن يعتريها التغيير مهما طال غيرها.....






ابي الغالي...
أعلم مدى حبك أنت ووالدتي لي

ومدى خوفكما علي ومحاولتكما حمايتي من غدر الناس ومن غدر الزمان

ولكن يا والدي أصبحت أشعر أني مقيّدة في سجن

كل حركاتي وكل كلماتي تحت المراقبه الدائمه

ولا أستطيع أن أقرر أو أتحرك أو أتنفس الا بموافقتك التامه..



لقد تغيرت الحياه كثيرا عن الزمن الماضي يا أبتي

وأصبحت الفتاه اليوم تتعلم وتعمل وتنجح في حياتها

وأثبتت قدرتها على أن تكون مسؤوله عن نفسها مثل الشاب وأكثر

وتتخذ القرارات الصحيحة ما دامت تتحلى بالدين والاخلاق..



أعلم أني سأبقى في عيونك تلك الطفله الصغيره

التي تحتاج الى محبتك وعطفك ورعايتك

ولكني تجاوزت العشرين من عمري وحان وقت انطلاقي في الحياة..

أريد أن أعتمد على نفسي يا والدي وأواجه تحديات الحياة

أريد أن أتغلب على الصعاب وأحل مشاكلي بنفسي

ان لم تسمح لي أن أفعل ذلك الآن وأنت موجود بقربي

لأستطيع أن ألجأ اليك حين تتعقد الأمور

فسأضطر الى ذلك يوما ما وانا وحيده بدون دعمك أنت

ولن أكون اكتسبت الخبره الكافيه لأحمي نفسي بنفسي..



لقد قدمت لي أعظم سلاح سيحميني في هذه الدنيا

وهو اسلامي وقرآني وايماني وأخلاقي ومبادئي وعلمي..

وحتى لو أخطأت في قرار ما وفشلت

فالحياة عباره عن سلسله من نجاحات وفشل

ومن لم يجرب الفشل لن يعرف طعم النجاح..

ثق بي يا والدي واطلق سراحي واعطني حريتي

وسأثبت لك وللجميع أني قادرة على تحمل مسؤولية نفسي بجدارة..

وما أحتاجه هو رضاؤك عني ودعاؤك لي

بأن يهديني الله الى ما فيه الخير والصواب




الاسئله النقاشيه:

1- ما رأيك بمحاولة الاب حماية ابنته بنفسه من غدر الناس والزمان بدل أن يعلمها ذلك ؟

2- هل تقييد الاب لابنته نابع من رجعيته وتخلفه أم من عاطفته؟

3- ما رأيك باصرار الابنه على طلب حريتها واستقلالها ؟

4-هل تسلحها بالدين والاخلاق كافي لحمايتها في أيامنا هذه؟

[baby girl]

انا اقدر خوف الاب لان عاطفته تدفعه لذلك ولكن ليس على البنت ان المطالبة بالحرية فهي حرة في كلامهاوفي بيتها ....ومسؤولة عن اعمالها
الا ان يومنا هدا لا اصبح الخوف على البنت واجب اذ ان شباب عصرنا لايعترفون بالدين والاخلاق لدلك عليها وجود سُبل اخرى لحماية نفسها
والاولياء اعلم بتجارب الحياة