اخطاء الادراك.....بين الشكل و الارضية

ترشه عمار · 2010-05-27, 22:44

ترشة عمار - ثانوية حساني عبد الكريم - الوادي

اخطاء الادراك.....بين الشكل و الارضية

يرى الجشطالتيون أن ادراكنا يتوقف على عوامل اساسية

1: الشكل و الأرضية:

عندما ننظر حولنا نرى أشياء تشد انتباهنا بينما تكون بقية الأشياء بمثابة أرضية لا تشد الانتباه حتى الأشكال الهندسية المجردة، عندما ننظر إليها نراها كأشكال على أرضية، و بذلك نراها كأشياء لها حدود خارجية. و إذا نظرنا إلى الزخارف المرسومة على الخيام، نرى هذه الزخارف كأشكال على أرضية. و يميل النموذج الذي ندركه كشكل إلى أن يبدو بارزا إلى الأمام بالنسبة إلى الأرضية، رغم معرفتنا بأن الشكل والأرضية مطبوعان على نفس الورقة أو القماش. و توصف علاقة الشكل و الأرضية بعدم الثبات إذ يختلف إدراك الشكل في بعض الأحيان كأرضية بينما يختلف إدراك الأرضية كشكل في أحيان أخرى. و الأشكال التالية توضح علاقة الشكل بالأرضية.

2: قوانين التنظيم الإدراكي:

اهتم علماء النفس بمعرفة المبادئ المنظمة للإدراك، و التي تجعلنا ندرك أشكالا و أشياء، بارزة على الأرضية، و لماذا تتكامل العناصر المختلفة و تكون أشكالا. و قد ركز عدد من العلماء معظم جهودهم على دراسة هذه الظاهرة التي أطلقوا عليها اسم: إدراك الجشطلت.
و كلمة "جشطلت" كلمة ألمانية معناها: صيغة أو شكل متكامل. و فيما بعد سمي هؤلاء العلماء بعلماء النفس الجشطلتيين، لأنهم ربطوا مفهوم الجشطلت بكل الظواهر النفسية الأخرى التي درسوها، كالتعليم و الشخصية، و غيرها.
و قد قدم لنا هؤلاء العلماء المبادئ أو القوانين العلمية الخاصة بتنظيم الإدراك التي تجعلنا ندرك ما حولنا كأشكال على أرضية. و هذه الأشكال تبدو أحيانا كأنها مفروضة على إدراكنا فرضا.
نرى ثلاثة أزواج من الخطوط مع وجود خط زائد إلى اليمين.
و لكن يلاحظ أن من الممكن أن نرى ثلاثة أزواج تبدأ من اليمين ، مع وجود خط زائد إلى اليسار.
و هذا يوضح لنا أن التنظيم ألإدراكي يفرض نفسه علينا.

وفقا لقانون الأحكام أو الإتفاق الإدراكي , فقد صاغ الجشطالتيون بعض القوانين نوجزها

1- قانون الاقتراب :
تميل العناصر القريبة من بعضها على أن تجتمع في سياق معين , فإذا نظرنا إلى الشكل التالي نجده عبارة عن مجموعة من الدوائر الصغيرة القريبة من بعضها و التي تدرك على أنها ثلاث خطوط أفقية .

2- قانون التشابه :
تميل العناصر المتشابهة إلى أن تجتمع معا حيث يمكن إدراكها في سياق معين . فالشكل التالي الذي يتضمن أعمدة عمودية فضلا عن صفوف أفقية تتجمع فبه العناصر الأكثر في السواد لإدراكها كوحدة واحدة .

3- قانون الاستمرار:
يميل الفرد إلى إدراك أي موقف معقد على أنه يتضمن خطوطا أو أنماطا متصلة . ففي الشكل التالي نميل إلى أن ندرك خطين متقاطعين فضلا عن خط ذي شكل و خط آخر معكوس ذي شكل .و يرجع ذلك إلى قانون الاستمرار الجيد الذي يقرر أن تلك العناصر البصرية تنتج أقل تعويقات لخطين منحنيين و مجتمعيين .

4- قانون الإغلاق :
إن الأجزاء المفقودة للشكل تملأ لإكماله . ففي الشكل التالي ندرك ثلاثة خطوط غير مغلقة على أنها مثلث . و يرجع ذلك إلى قانون الإغلاق .

ونود أن نشير في هذا الصدد إلى أن القوانين الأربعة التي سبق مناقشتها ما هي إلا عناصر أكثر نوعية للقانون الأساسي الخاص بالتنظيم . وهو قانون الإتقان ألإدراكي .

العوامل المؤثرة في الإدراك :
إن ما ندركه يعتمد أساسا على المثيرات المقدمة لنا . و مع ذلك , فإنه يتضمن عوامل أخرى حيث يعتبر الإدراك عملية فعالة تعتمد على ما يجلبه المدرك للموقف في ضوء التوقعات و المعرفة و التكلم . كما يعتمد كذالك على المكافأة و الدافعية و الحرمان و الانتباه و عوامل أخرى وسوف نناقش بعض هذه العوامل :
1-المكافأة :
قام "بيرنر" و"جودمان" عام 1947 بسؤال الأطفال الأثرياء و الفقراء بأن يقدروا أحجام العملات و قد بالغ الأطفال الفقراء في تقدير حجم كل عملة أكثر مما فعل الأطفال الأثرياء و قد عكست هذه القيمة الأكبر للنقود بالنسبة للأطفال الفقراء ومع ذلك فإن تفسيرا أبسط هو أن الأطفال الأثرياء لديهم ألفة أكثر بالعملات , وبذلك يكونوا أكثر دقة في تقديراتهم للأحجام .
وقد أختبر "أشلي" وزملاؤه عام 1951 هذين التفسيرين السابقين حيث قاموا بتنويم راشدين مغناطيسيا, ثم جعلوهم يظنون أنهم فقراء أو أغنياء .فكانت تقديرات الأحجام للعملات أكبر حينما كان المشاركون في حالة ( الفقر) .ويوحي هذا أن نتائج "بيرنر" و"جودمان" اعتمدت على القيمة المتزايدة للعملات لدى الأطفال الفقراء .
2-الحرمان :
تم فحص أثر الحرمان على الإدراك من خلال مشاركين ظلوا بدون طعام وماء لعدة ساعات . وقد طلب "جيلكرايست" و "نيسبيرج" عام 1952 من مشاركيهم أن يشيروا إلى كمية الضوء الذي بدا أنه يعكس شيـئا ما . وقد زاد اللمعان الظاهر لصور الطعام بزيادة عدد الساعات بدون طعام . و تم الحصول على نفس النتيجة بالنسبة لصور السائل للمشاركين المحرومين من الماء .
3-الدفاع و الحساسية الإدراكية :
إن إحدى طرق دراسة الإدراك هي تقديم كلمة لفترة قصيرة جدا , ثم يطلب من المشاركين أن يرددوها , وإذا لم يمكن تحديدها فتقدم لهم مرة ثانية لمدة أطول . وقد أتضح أن الوقت الذي ينقضي لتحديد كلمات جنسية أو فاحشة يكون أكبر من الوقت الذي ينقضي لتحديد كلمات محايدة و يعرف هذا التأثير بالدفاع ألإدراكي . كما أن أشخاصا قليلين يظهرون التأثير العكسي , محددين الكلمات المحايدة . ويعرف هذا التأثير بالحساسية الإدراكية .

العوامل الذاتية المؤثرة في الإدراك :

تتأثر إدراكاتنا للأشياء بخبراتنا السابقة و حالتنا الراهنة من صحة أو مرض أو تعب , وتهيؤ الذهن لإدراك موضوع معين. و هي جميعا عوامل داخلية لأنها ظروف خاصة بالكائن الحي . وفيما يلي بعض هذه العوامل :

1- التهيؤ الذهني : أي استعداد العقل لإدراك موضوع معين يجعله لا يتوقع سواه . مثال ذلك استعداد المتسابقين لبداية السباق حيث تكون أذهانهم مهيأة لسماع طلقة الرصاص إيذانا ببدء السباق.
2 – تأثير القيم و الميول و الحاجات : فنحن لا نرى عادة إلا ما يتفق مع ميولنا و اتجاهاتنا العقلية (كالتعصب) و القيم و المعتقدات التي نتبناها . فكل هذا يؤدي دورا هاما في تنظيم عملية الإدراك .
3 – الاختيار في الانتباه : فنحن لا نستجيب بدرجة واحدة لكل المنبهات حيث أننا نتأثر بمنبهات معينة دون غيرها وهي التي ستستأثر ببؤرة الشعور و تجذب انتباهنا .
4 – الألفــة : أي إدراك شيء قد سبق أن مر في خبرتنا و ليس غريبا علينا وواضح أن للذاكرة أهميتها في ذلك .
5 – الحالة الصحية :أي حالة الفرد الجسمية أو النفسية من حيث الصحة أو المرض أو التعب والانفعال .
تاسعا: الخداع في الإدراك :
يطلق لفظ الخداع على الخبرة التي تعتري الفرد حينما يكون هناك فرق واضح بين ما يدركه الفرد و الحقائق الفعلية مثال ذلك إذا وضعت قلما في كوب به ماء فسوف يبدو لك القلم مكسورا عن سطح الماء ولكنك تعرف أنه ليس مكسور و بالتالي فإن إدراك القلم بأنه مكسور إدراك مزيف , إنه خداع لأعضاء الحس و خاصة البصر أو الرؤية

في ختام نخلص إلى النتائــج التاليـــة :
- إن الإدراك هو العملية التي تتم بها معرفتنا لما حولنا من الأشياء عن
طريق الحواس.
- للانتباه تأثيره الكبير على الإدراك، فعند اضطراب الانتباه، يضطرب
الإدراك.
- يمر الإدراك بثلاث مراحل:
1- الانطباع الكلي العام.
2- التحليل و التمايز
3-التأليف و التكامل
- للإدراك قوانين تنظمه و من أهمها:
قانون الاقتراب و التشابه و الاستمرار و الإغــلاق.
- هناك عوامل داخلية و خارجية تؤثر في الإدراك مثــل :
المكافأة – الحرمان – التهيؤ الذهني – الحالة الصحية..
- و أن للإدراك تفسيرات غير صحيحة و تدعى بالخداع و منها:
خداع الطول – خداع المنظور – خداع الحركة..
----------------------------------------------------------------
المراجع
1-كام امارات..بحث مطول حول الادراك الحسي
2- كامل محمد محمد عويضة – سلسلة علم النفس "22" – علم نفس النمو – دار الكتب العلمية— بيروت ، لبنان- (ط 1)- سنة 1996
3- حسين فايد – علم النفس العام – رؤية معاصرة – مؤسسة طيبة للنشر – القاهرة مؤسسة حورس الدولية – الإسكندرية – (ط1) - 2004
4- مصطفى غالب – الذاكرة- منشورات مكتبة الهلال – بيروت – (ط3) - 1981

تحياتي للجميع

فلسفة لجبران خليل جبران

ما عييت إلا أمام من سألني : من أنت ؟
أعطني الصمت ،أقتحم غمرات الليل
التذكار شكل من أشكال اللقاء ، النسيان شكل من أشكالالحرية
الإنسانية نهر من النور يسير من أودية الأزل إلى بحرالأبد
ألا تحسد الأرواح القاطنة في الأثير الانسان على كآبته ؟
إجعلني يا الله فريسة الأسد قبل أن تجعل الأرنب فريستي .
ليست حقيقة الإنسان بما يظهره لك ، بل بما لا يستطيع أن يظهره ، لذلك إذا أردت أن تعرفه ، فلا تصغ إلى ما يقوله ، بل إلى ما لا يقوله .
نصف ما أقوله لك لا معنى له ، ولكنني أقوله ليتم معنى النصف الآخر .
تعرف الفكاهة إذا عرفت اغتنام الفرص السانحة
عندما لا تجد الحياة مغنياً يتغنى بقلبها ، تلد فيلسوفاً يتكلم بعقلها .
لا يحسد الثرثار إلا الأصم.