هده ايضا من ما كتبت سالفا
خبروها ان انا غبت عن ما كان في الفؤاد من شوق و هيام و كذا عن ما اعتلج الصدر من شجن و سقام
خبروها ان هي عادت عني ..وحملوها مراسيلي فلتسر بها الى اولئك و لتقرا عليهم السلام
اولئك الذين جفوني و اودعوا قلبي قي دهاليز الحرقة والآلام..و اضرموا نار الغدر ايما اضرام ..خبروها..ناشدوها ان تلين الخطاب و ان لا تطيل العتاب و لتنمق الكلام..وكذا تسير اليهم باغصان السلام..اطلعوها على آبار دمعي فلتملأ منها اقداحا ولتعرج على سهول الورق وتاخذ معها حصاد هذا العام . ان هي اقتربت من تلك الديار فلتتخذ من وشاح الغربة لثام و لتصاحب في المسير اليهم الظلام
خبروها ..خبروا اسراب الحمام كم ذا انتظرت رسالة من تلك الديار و كم منيت نفسي عله ضاع الحمام ..ان هي عادت فسلوها كيف هي ضيافة اللئام ..
ديارهم ديار القلوب الغادرة على مشارفها غربان نيام .و شحارير تجوب علياءها علها تخشى ان تنام
فيها اشجار تجهض الاوراق و كذا الق النجوم بنيات يئدهن الظلام.ان ضيفوك فلا تنتظر خبزا ولا ادام
و انما سم دس في طبق الكلام .واعين كالاقواس ترسل السهام ..سهام الغدر كم من مصاب بها من الانام.....هم اقوام غدت مقلهم جدبى.. هم من اسكتوا الدمع و شردوا الابتسام.هم من خانو العهود و الفوا تنميق الكلام
هآنذا غادرت تلك الديار فعليها و على قاطنيها السلام
بالله فسلوها..اسألوا اسراب الحمام..
قالوا في نبرة ملئها اسى و آلام:أي حمام,هاهم ردوا عليك اغصانك و مبادرة السلام.و ذبحوا مرسولك و صنعوا به ادام .و جعلو ورقك حطبا و انبتوا بدمعك اشواكا و غسلوا من اياديهم دم الحمام
اما كفاك منهم تجرع الآلام ها انت نح على الحمام و على اغصان السلام و على اقداح دموعك و على حصاد هذا العام
حتى الرياح تشيع جنازة الرسائل و تحمل رفاتهم رمادا الى حيث ترقد بسلام
تقلهم الى ديار تخضر فيها اغصان السلام ..و تمشي الفضائل نشوى و يعدم الغدر و كذا تمرض السقام و تلين الاشواك و تتزين الشحارير و الغربان بازهار الفل حيث تعلمت الشحارير ان تنام..حيث يصدق الكلام و يتآخى الانام و يشمل السلام الخاصة منهم و العوام