الفقيه المعلم و الداعية المصلح الشيخ محمد السعيد السحنوني - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر > قسم شخصيات و أعلام جزائرية

قسم شخصيات و أعلام جزائرية يهتم بالشخصيات و الأعلام الجزائرية التاريخية التي تركت بصماتها على مرّ العصور

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الفقيه المعلم و الداعية المصلح الشيخ محمد السعيد السحنوني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-03-29, 17:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي الفقيه المعلم و الداعية المصلح الشيخ محمد السعيد السحنوني

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


الشيخ محمد السعيد السحنوني : الفقيه المعلم و الداعية المصلح

نسبه و تربيته:
هو محمد بن السعيد امقران السحنوني ، استشهد والده في معركة افليسن ضد الاستعمار الفرنسي و ترك ابنه محمد جنينا في بطن أمه ،
بعدها بشهرين ولد مترجمنا سنة 1839 م ، و قد تكفلت بتربيته والدته الفاضلة في قرية " اسحنونا " التي كانت تزخر بالعلماء و المشايخ و منهم ابن عمه المجاهد الشيخ محمد وعلي السحنوني الذي تكفل بتحفيظه القرآن الكريم و تعليمه اللغة العربية و علومها من نحو و صرف و أدب ، و كذلك الشيخ الحسن آيت أوفلا دفين منطقة الماين في تربة شيخه أبو راشد ، و كذلك تلاميذة الشيخ الحداد قائد ثورة 1871م ، انتقل بعدها مع شيخه و ابن عمه و مربيه الشيخ بلقاسم آيت عمر السحنوني بعد تعيين هذا الاخير شيخا في مدرسة عين الرواء بمدينة سطيف ، و من هناك اتصل بشيوخ اجلاء اخذ ما عندهم من علوم كالشيخ الحداد و الشيخ محمد بن ابي القاسم البوجليلي.
نشاطاته العلمية :
بعد تمكنه من العلوم الشرعية و تضلعه في علوم اللغة نجده يبصدر للتدريس و الفتوى في المناطق التالية:
- في معهد اولاد بومرداس بتعيين من شيخه و ابن عمه محمد وعلي السحنوني حيث درس الفقه و اللغة و الحساب.
- في معهد سيدي الحاج احساين بسمعون ( المدينة التي ينتمي اليها المحدث السمعوني طاهر الجزائري) بالقبائل الصغرى.
- في معهد سيدي احمد زروق ببني وغليس.
- في معهد سيدي عمر ولحاج قرب عزازقة بالقبائل الكبرى.
- في معهد سيدي موسى قرب سيدي بالقبائل الصغرى.

تأسيسه لمعهد خاص به و موقف الاستعمار منه :هذا الرجل الذي وهب حياته لنشر العلم و احياء و إعلاء دين الله الاسلام الحنييف وخدمة بلده و بني وطنه مل من الرحيل و الترحل فقرر تأسيس معهد باسمه في قرية تاغراست سماه معهد الشيخ محمد السعيد السحنوني و ذلك في اواخر سنة 1892 م ، فكان يدرس فيه القرآن الكريم و استظهاره ، الى جانب الفقه و النحو و يدرس معه مشايخ آخرين القراءات و الحديث الشريف و الفلك و الحساب ، و بهذا فتح امام ابناء المنطقة نافذة لتعلم دينهم و المحافظة على اصالتهم ، و قد أثارت مواقفه الجريئة في مواجهة الاستعمار - الاستدمار الفرنسي على رأي الاستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم رحمه الله - قلت أثارت إعجاب و التفاف جميع سكان مدينته ، فكان ينشط للتعليم و التربية ، و يعمر الزوايا بالطلبة ، فقد سمع الناس بفعلته و تأسيسه لأول مدرسة - المعهد في هذه القرية الطيبة بمنطقة القبائل الصغرى ( بجاية التاريخية )، و قد بذل الناس من اجل هذا المعهد و غيره كل ما في وسعهم لجعلها تواصل سيرها ، و تحتضن المتعطشين الى العلم و المعرفة من كل ما هو جديد ، و لكنه لفت أنظار السلطات المحلية الاستعمارية و اذنابها الخائنين ، و لم تكن غافله عنه و عن امثاله.
و من هؤلاء الأذناب الذين باعوا ذمتهم للمحتلين الغاصبين في قرية " لغلاوي " قرب سيدي عيش من عرش بني وغليس ، قائد يدعى " أوجعفر " حركته نوازع الشر ، فقصد الشيخ محمد السعيد يطلب منه يد ابنته حفيدة ايزروقن ، الا ان الشيخ رفضه بحجة ان ابنته لا تزال صغيرة ، فتحرش به هذا القائد ، و انتهز فرصة اقامة حفلة " الختمة " ختمة دراسة سيدي خليل في الفقه التي تقام سنويا ( و تقام لذلك حفلة رائعة ينتظرها الناس في جميع الافاق بفارغ الصبر ) ، انتهز هذه الفرصة ، واوحى الى السلطات الاستعمارية الفرنسية بان محمد السعيد يريد من وراء اقامة هذه الحفلات عقد تحالفات من اجل الثورة ، خاصة و ان قاصدوا هذه الحفلات كانوا من جميع الجهات و باعداد هائلة ، الى جانب ان محمد السعيد ينتمى الى عائلة سحنون المعروفة بمواقفها الوطنية ، و بواقفها البطولية ضد المحتلين في ثورة 1871 م المعروفة التي قادها الشيخ المقراني و الشيخ الحداد و غيرهم من العلماء.
محنته و مواقفه العظيمة :
تم إثرها إلقاء القبض عليه و سيق إلى سجن سيدي عيش ، حيث حقق معه زبانية الاستعمار و لكن المواطنين تداعت جموعهم و ذهبوا وفودا متتالية مطالبين باطلاق سراحه ، و نظرا لوجود الكثير من زعماء القبائل و الاعراش ، و الملاك من بين هؤلاء المواطنين فقد اضطرت السلطات الاستعمارية الى اطلاق سراحه، مع قرارها بنفيه الى آيت ايراثن لمدة سنة مع الاقامة الجبرية ، حيث لم يزر مدينته تاغراست خلالها .
- كان محمد السعيد من القلة التي بقيت على الوفاء الشديد لمشايخهم في محنتهم بعد هزيمة ثورة 1871 م ، فكما كان يزور شيخه ابن الحداد في معهده بصدوق ، كذلك زاره في سجنه بقسنطينة يوم القي عليه القبض و نقل الى هناك .
و كذلك زار ابن عمه و مربيه و شيخه محمد وعلي السحنوني لما سجن بالجزائر ، و روي انه كان يزور مشايخه و هو متنكر في زي احد العمال المرخص لهم بالدخول الى السجن ، و يروي انه زار الشيخ محمد وعلي بهذه الصفة في اليوم السابق لمحاكمته ، و قد بقي على هذا الوفاء لشيخه حتى بعد نفيه من الجزائر و استقراره بالحجاز .
و قد كانت له صداقات و اتصالات و مراسلات بعلماء الجزائر ، و خاصة الشيخ حمدان لونيسي شيخ عبد الحميد بن باديس ، الذي كان يزوره بين الفينة و الاخرى بمدينة قسنطينة ، و قد كان معه ظمن الجماعة المحافضة التي عارضت تجنيد الجزائريين في الجيش الفرنسي ، و التي قادت حملة المقاطعة الاقتصادية للسلع الفرنسية ، و استغلت في ذلك الجانب الديني للجزائريين ، فقد شرحوا للشعب مثلا ان الشمع ممزوج بشحم الخنزير، و كذلك السكر الذي اشيع انه مصنوع من عظام البشر الاموات ، و الزيوت المختلة بالخمور و غيرها من الفتاوي التي كان الهدف الرئيس من ورائها هي رفض و مقاطعة كل ما هو فرنسي.
و قد بلغت بهما الصداقة ان الشيخ حمدان لونيسي لما قرر الهجرة استشار الشيخ محمد السحنوني كتابة ( توجد هذه الرسالة ضمن وثائق المعهد السحنوني ) و قد بعث هذه الرسالة مع تلميذهما المشترك الشيخ ابي القاسم طعيوج ، و قد طلب منه ان يهاجر معه ، و قد اجابه الشيخ مباركا له هذه الخطوة ، معتذرا له بانه لا يستطيع التخلي عن تسيير معهده ، و القيام بشؤون عائلته و عائلة ابن عمه و مربيه و شيخه محمد السعيد الذي كان الاستعمار الفرنسي قد القي عليه القبض بعد نهاية ثورة 1871 م ، مع قادة هذه الثورة ، و تم نفيهم الى مدينة " كايان " بجزيرة قيانا الفرنسية الموجودة في المحيط الاطلسي بامريكا الجنوتية ، و بعد ان اطلق سراحه اختار الحجاز منفى له ، حيث عاش بقية حياته بالمدينة المنورة ، و فيها توفي ، و دفن بالبقيع كما كان يتمنى ، و قد حقق الله امنيته.
و قد قام الشيخ السحنوني على شؤون عائلة شيخه احسن قيام ، و كانا يتراسلان منذ افتراقهما بعد رجوهما من منفاهما ببني عباس و بني وغليس ، ز بين ايدينا تسع رسائل للشيخ محمد السعيد ، و كلها بيتدئ هكذا : '' الى ابن قلبنا ، و غاية ودنا الشيخ سيد محمد السعيد السحنوني....... ، سلام الله عليك مع الرحمة و البركة ''.
نذر الشيخ محمد السعيد نفسه لمهنة التعليم ، و الوعظ و الارشاد منذ انس من نفسه القدرة على الافادة و تبليغ العلم الى من يريده منه ، و رغم ما يتصف به من ذكاء حاد ، و حسن استخراج المسائل ، و معالجة المشاكل العويصة التي تعرض له او تعرض عليه ، فاننا نجد ثقافته لا تخرج عن الاطار التقليدي العام لثقافة ذلك العهد ، وخاصة و قد اقتصر في التلقي على قلة من المشايخ هنا و هناك ، الا ان همته العالية اكثر من ثقافته .
و كانت له في امر يتصل بالتعليم بسبب ، و هو نسخ المصاحف و الكتب ، و خط واضح مقروء ، و هذه عادة دارجة عند مثقفي ذلك العهد . و يقول عارفوه ان له قوة الاقناع ، و التفهيم و التحليل و التعليل ، و اجتذاب انتباه السامع ، و هذا من صفات الدعاة . كما ان قيامه بالعمل في تبك الاماكن وقتا طويلا ، و مرانه و تمرسه الطويل بالمشاكل اليومية العارضة جعله يتعمق بمعرفته اسرار الشعب و اماله و آلامه ، و لذا كان لكلامه وقعه المطلوب في نفوس السامعين.
و فاته :
بعد حياة مليئة بالجهاد في سبيل اعلاء كلمة الاسلام و نشر العلم و الوعي توفي الشيخ رحمه الله سنة 1914 م بعد اندلاع الحرب الكونية الاولى بشهور .

أخذت معظم مادة هذه الترجمة من مقال للأستاذ علي أمقران السحنوني بعنوان " الشيخ محمد السعيد السحنوني " منشور بجريدة العقيدة عدد 76 - الأربعاء 1 شعبان 1412 ه / الموافق ل 8 فيفري 1992 م .









 


رد مع اقتباس
قديم 2008-03-31, 18:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
le vagabond
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية le vagabond
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:27

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc