احكام التهنئة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > منتدى الترحيب، التعارف و التهاني

منتدى الترحيب، التعارف و التهاني منتدى الترحيب بالأعضاء الجدد، التعارف، المحبة، الصداقة، التهنئة، التبريكات... بروح أخوية وعائلة واحدة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

احكام التهنئة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-11-15, 10:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
خالدصوا
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية خالدصوا
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي احكام التهنئة

أحكـــام التهنئــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
التَّهْنِئَةُ : خلافُ التَّعْزِيَةِ تقول : هَنَّأَهُ بالأَمرِ والوِلايَةِ تَهْنِئَةً وتَهْنيئاً وهَنَأَهُ هَنْأً إِذا قال له ليَهْنِئْكَ
والعربُ تقول : ليَهْنِئْكَ الفارِسُ بجزم الهمزة وليَهْنيك الفارِسُ بياء ساكنةٍ ولا يجوز ليَهْنِك كما تقول العامَّة أَي لأنَّ الياء بدل من الهمزة .
وهَنَأَه يَهْنَؤُه هَنْأً وهَنَأَهُ يَهْنِئُهُ ويَهْنُؤُه هَنْأً أَي أَطعمه وأَعطاهُ .
وهَنَأَ الطَّعَامَ هَنْأً وهِنْأً وهَنَاءةً كسحابةٍ أَي أَصلحهُ
والهنيء والمهنأ ما أتاك بلا مشقة ولا تنغيص ولا كدر, والهنيء من الطعام السائغ, واستهنأت الطعام أي: استمرأته. وقد تدخل التهنئة في التبشير، ولها مرادفات أخرى تشترك معها في بعض المعنى مثل: التبريك, والترفئة, ونحو ذلك.......
راجع تاج العروس [ جزء 1 - صفحة 267 ]،ومختار الصحاح [ جزء 1 - صفحة 705 ]


قاعدة :الأصل في التهنئة أنها من العادات .
التهاني من حيث الأصل من باب العادات ، والتي الأصل فيها الإباحة ،حتى يأتي دليل يخصها ، فينقل حكمها من الإباحة إلى حكم آخر .
قال الشيخ العلامة (عبد الرحمن ابن سعدي) (رحمه الله تعالى) في منظومة القواعد .
والأصلُ في عاداتنا الإباحةْ حتى يجيءَ صارفُ الإباحةْ
وليس مشروعاً من الأمور غير الذي في شرعنا مذكور
ثم قال (رحمه الله) معلقاً على ذلك :
(وهذان الأصلان العظيمان ذكرهما شيخ الإسلام (رحمه الله) في كتبه ، وذكر أن الأصل الذي بنى عليه الإمام أحمد مذهبه : أن العادات الأصل فيها الإباحة ، فلا يحرم منها إلاّ ما ورد تحريمه ... إلى أن قال : فالعادات هي ما اعتاد الناس من المآكل والمشارب ، وأصناف الملابس والذهاب والمجيء ، وسائر التصرفات المعتادة ، فلا يحرم منها إلاّ ما حرّمه الله ورسوله ، إما نصّاً صريحاً ، أو يدخل في عموم ، أو قياسٍ صحيح ، وإلاّ فسائر العادات حلال ، والدليل على حلها قوله (تعالى) : ] هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً [ [البقرة : 29] ، فهذا يدل على أنه خلق لنا ما في الأرض جميعه لننتفع به على أيّ وجهٍ من وجوه الانتفاع) .
انظر المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي ، 1/143 ، انظر (الموافقات) للإمام الشاطبي ، 2/212 246 ، ففيه بحوث موسعة حول العادات وحكمها في الشريعة .

وإذا كانت التهاني من باب العادات ، فلا ينكر منها إلاّ ما أنكره الشرع ، ولذا مرّر الإسلام جملة من العادات التي كانت عند العرب ، بل رغب في بعضها ،وحرّم بعضها ، كالسجود للتحية .

قال العثيمين في شرحه لحديث عائشة رضي الله عنها قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
.....قال : فأولاً: ينبغي معرفة هل هذا عبادة أم عادة.
فمثلاً لو أن رجلاً قال لصاحبه الذي نجا من هلكة: ما شاء الله، هنيئاً لك. فقال له رجل: هذه بدعة. فهذا القول غير صحيح، لأن هذا من أمور العادة وليس من أمور العبادة. وفي الشرع ما يشهد لهذا حيث جعل الناس يهنئون كعب بن مالك بتوبة الله عليه في حديثه الطويل. وكثير من التهاني التي تحدث بين الناس لا يزعم أحد أنها بدعة إلا بدليل، لأنها أمور عادات لا عبادات، وكمن قابل رجلاً نجح في امتحان فقال له: مبارك. فمن يقول : هذه بدعة غير محق في ذلك.وإذا تردد الأمر بين كونه عبادة أو عادة فالأصل أنه عادة ولا ينهى عنه حتى يقوم دليل على أنه عبادة. المجلد الخامس مجموع فتاوى ورسائل بن عثيمين


التهنئة لأهل الجنة
قال تعالى :" {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } الأعراف46"
قال النسفي في تفسيره :" ونادوا أى أصحاب الأعراف أصحاب الجنة أن سلام عليكم أنه سلام أو أى سلام وهو تهنئة منهم لأهل الجنة لم يدخلوها أى أصحاب الأعراف .[ جزء 2 - صفحة 14 ]

قال السعدي في تفسيره:" { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ } أي: قربت بحيث تشاهد وينظر ما فيها، من النعيم المقيم، والحبرة والسرور، وإنما أزلفت وقربت، لأجل المتقين لربهم، التاركين للشرك، صغيره وكبيره ، الممتثلين لأوامر ربهم، المنقادين له، ويقال لهم على وجه التهنئة: { هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } أي: هذه الجنة وما فيها، مما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين " . سورة ق { 31-32 } ص 806

التهنئة بالتوبة
قال كعب بن مالك لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك ……………..ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله عز وجل منا قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على سلع يقول بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء فرج قال فآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا فذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجل إلي فرسا وسعى ساع من أسلم قبلي وأوفى الجبل فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني فنزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته والله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت أتأمم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بالتوبة ويقولون لتهنئك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحوله الناس فقام طلحة بن عبيدالله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام رجل من المهاجرين غيره قال فكان كعب لا ينساها لطلحة ،قال كعب فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السرور ويقول أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك قال فقلت أمن عندك ؟ يا رسول الله أم من عند الله ؟ فقال لا بل من عند الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه كأن وجهه قطعة قمر …. الحديث رواه مسلم في صحيحه [ جزء 4 - صفحة 2120 ] ( 2769 )

قال النووي في شرحه لصحيح مسلم :" الرابعة والعشرون استحباب التبشير بالخير الخامسة والعشرون استحباب تهنئة من رزقه الله خيراً ظاهراً أو صرف عنه شراً ظاهراً ". [ جزء 17 - صفحة 101 ]

قال الحافظ :" وإنما انفرد طلحة لقوة المودة بينهما على ما جرت به العادة أن التهنئة والبشارة ونحو ذلك تكون على قدر المودة والخلطة بخلاف السلام فإنه مشروع على من عرفت ومن لم تعرف والتفاوت في المودة يقع بسبب التفاوت في الحقوق وهو أمر معهود ". فتح الباري [ جزء 11 - صفحة 52 ]

قال ابن القيم :" وفيه دليل على استحباب تهنئة من تجددت له نعمة دينية والقيام إليه إذا أقبل ومصافحته فهذه سنة مستحبة وهو جائز لمن تجددت له نعمة دنيوية وأن الأولى أن يقال له : ليهنك ما أعطاك الله وما من الله به عليك ونحو هذا الكلام فإن فيه تولية النعمة ربها والدعاء لمن نالها بالتهني بها". زاد المعاد [ جزء 3 - صفحة 511 ]

التهنئة بالفضائل العلية والمناقب الدينية
عن أنس قال : لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية نزلت هذه الآية { إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً } قال المسلمون يا رسول الله هنيئاً لك ما أعطاك الله فما لنا فنزلت { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً } . رواه أحمد في المسند [ جزء 3 - صفحة 122 ]12248 ،قال شعيب الأرنؤوط في التعليق : إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت الله ورسوله أعلم قال :"يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال :" والله ليهنك العلم أبا المنذر. " . رواه مسلم في صحيحه [ جزء 1 - صفحة 556 ] 258 - ( 810 ) ( ليهنك العلم ) أي ليكن العلم هنيئاً لك
وزاد أحمد في المسند[ جزء 5 - صفحة 141 ] 21315 :" والذي نفسي بيده ان لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش " . قال شعيب الأرنؤوط في تعليقه : إسناده صحيح على شرط مسلم .
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم [ جزء 6 - صفحة 93 ] :" فيه منقبة عظيمة لأُبي ودليل على كثرة علمه وفيه تبجيل العالم فضلاء أصحابه وتكنيتهم وجواز مدح الإنسان في وجهه إذا كان فيه مصلحة ولم يخف عليه إعجاب ونحوه لكمال نفسه ورسوخه في التقوى".

تهنئة العروسين
فعن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفأ إنسانا قال بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما على خير .
رواه أحمد في المسند [ جزء 2 - صفحة 381 ] 8943 ,والترمذي في سننه[ جزء 3 - صفحة 400 ] 1091،قال الألباني في آداب الزفاف صفحة 102 قال : "رواه سعيد بن منصور وكذا أبو داود والترمذي وكذا أبو علي الطوسي وصححاه والدارمي وأحمد والحاكم والبيهقي . وقال الحاكم :" صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي وهو كما قالا ". اهـ

وعن عبد الله بن محمد بن عقيل قال تزوج عقيل بن أبي طالب فخرج علينا فقلنا بالرفاء والبنين فقال مه لا تقولوا ذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم قدنهانا عن ذلك وقال قولوا بارك الله لها فيك وبارك لك فيها .
رواه أحمدفي المسند [ جزء 1 - صفحة 201 ] 1738 ،قال شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره ،ورواه النسائي في سننه[ جزء 6 - صفحة 128 ] 3371 ،وقال الألباني صحيح في صحيح ابن ماجة [ جزء 1 - صفحة 322 ] 1547 .

قال الحافظ:"وأما الرفاء فمعناه الالتئام من رفأت الثوب ورفوته رفوا ورفاء وهو دعاء للزوج بالالتئام والائتلاف فلا كراهة فيه قال بن المنير الذي يظهر أنه صلى الله عليه وسلم كره اللفظ لما فيه من موافقة الجاهلية لأنهم كانوا يقولونه تفاؤلاً لا دعاءً فيظهر أنه لو قيل للمتزوج بصورة الدعاء لم يكره كأن يقول اللهم ألف بينهما وارزقهما بنين صالحين مثلا أو ألف الله بينكما ورزقكما ولدا ذكرا ونحو ذلك .
......ودل صنيع المؤلف على أن الدعاء للمتزوج بالبركة هو المشروع ولا شك أنها لفظة جامعة يدخل فيها كل مقصود من ولد وغيره ". فتح الباري[ جزء 9 - صفحة 222 ]

وعن عائشة رضي الله عنها قالت :تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم فأتتني أمي فأدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن :" على الخير والبركة وعلى خير طائر". رواه البخاري[ جزء 5 - صفحة 1979 ]4861 ومسلم[ جزء 2 - صفحة 1038 ] 69 - ( 1422 ) . أي : على أفضل حظ ونصيب وطائر الإنسان : نصيبه .

التهنئة في العيد
عن جبير بن نفير قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك .
قال الألباني في تمام المنة[ جزء 1 - صفحة 354و355 ] : قال الحافظ : إسناده حسن " ، قلت : المراد ب ( الحافظ ) عند الإطلاق ابن حجر العسقلاني ولم أقف على هذا التحسين في شئ من كتبه وإنما وجدته للحافظ السيوطي في رسالته : " للفتاوي " وقد عزاه لزاهر بن طاهر في " كتاب تحفة عيد الفطر " وأبي أحمد الفرضي ورواه المحاملي في " كتاب صلاة العيدين " ( 2 / 129 / 2 ) بإسناد رجاله كلهم ثقات رجال " التهذيب "....
وبخاصة أن عبد الله بن بسر هذا - وهو المازني - صحابي صغير ولأبيه صحبة فيبعد أن يقول هو والتابعون المذكورون معه شيئا دون أن يتلقوه عن الصحابة فتكون الروايتان صحيحتين فالصحابة فعلوا ذلك فاتبعهم عليه التابعون المذكورون. والله سبحانه وتعالى أعلم . اهـ
قلت : قال الحافظ في فتح الباري [ جزء 2 - صفحة 446 ] : وروينا في المحامليات بإسناد حسن ..وذكره . (( رأفت ))

وعن محمد بن زياد قال: [ كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم] .
قال أحمد رحمه الله: إسناد حديث أبي أمامة جيد ،كما في المغني [ جزء 2 - صفحة 250 ]
وكذلك ذكره ابن حجر رحمه الله تعالى, واحتج على مشروعية ذلك بهذه الرواية التي رواها البيهقي رحمه الله, وقال البيهقي: باب ما روي في قول الناس بعضهم لبعض في يوم العيد: تقبل الله منا ومنك . ((سنن البيهقي الكبرى[ جزء 3 - صفحة 319 ]))،وساق ما ذكره من أخبار وآثار بمجموعها ترتقي إلى درجة الحسن ، وحسنه الألباني في تمام المنة [ جزء 1 - صفحة 354و355 ] .

مذاهب الفقهاء في حكم التهنئة في العيدين :
المذهب الحنفي
قال الطحطاوي :" والتهنئة بقوله تقبل الله منا ومنكن ولا تنكر بل مستحبة لورود الأثر بها .... والمتعامل به في للبلاد الشامية والمصرية قول الرجل لصاحبه عيد مبارك عليك ونحوه ويمكن أن يلحق هذا اللفظ بذلك في الجواز الحسن واستحبابة لما بينهما من التلازم اهـ وكذا تطلب المصافحة فهي سنة عقب الصلاة كلها وعند كل لقي" . اهـ حاشيته على المراقي [ جزء 2 - صفحة 527 ]

المذهب المالكي
قال ابن حبيب : "سئل مالك من قول الرجل للرجل في العبد تقبل الله منا ومنك وغفر لنا و لك فقال : ما أعرفه ولا أنكره . قال ابن حبيب : أي لا يعرفه سنة ولا ينكره لأنه قول حسن ورأيت من أدركت من أصحابنا لا يبدأون به ولا ينكرونه على ما قاله لهم ويردون عليه مثله ولا بأس عندي أن يبدأ به .اهـ كذا في شرح زروق على الرسالة وفي شرح الباجي على الموطأ سئل مالك أيكره للرجل أن يقول لأخيه في العيد تقبل الله منا ومنك وغفر لنا و لك ويرد عليه أخوه مثل ذلك ؟ قال لا يكره ". اهـ أشرف المسالك [ جزء 1 - صفحة 67 ]

المذهب الحنبلي
قال ابن قدامة :" فصل : ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد تقبل الله ، قال أحمد رحمه الله : ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد : تقبل الله منا ومنك وقال حرب : سئل أحمد عن قول الناس في العيدين : تقبل الله منا ومنكم قال : لا بأس به يرويه أهل الشام عن أبي أمامة قيل : و واثلة بن الأسقع قال : نعم قيل : فلا تكره أن يقال هذا يوم العيد قال : لا .... وقال علي بن ثابت سألت مالك بن أنس منذ خمسين وثلاثين سنة وقال : لم يزل يعرف هذا بالمدينة وروي عن أحمد أنه قال : لا ابتدئ به أحدا وإن قاله رددته عليه ". اهـ
انظر المغني[ جزء 2 - صفحة 250 ] ، والإنصاف[ جزء 2 - صفحة 441 ]

قال شيخ الإسلام : "أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد تقبل الله منا ومنكم وأحاله الله عليك ونحو ذلك فهذا قد روى عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره لكن قال أحمد أنا لا أبتدىء أحدا فإن ابتدأني أحد أجبته وذلك لأن جواب التحية واجب وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمورا بها ولا هو أيضا مما نهى عنه فمن فعله فله قدوة ومن تركه فله قدوة والله أعلم" . اهـ مجموع الفتاوى [ جزء 24 - صفحة 253 ]

قال الشيخ العثيمين : " لا بأس أن يقول لغيره: تقبّل الله منّا ومنك، أو عيد مبارك، أو تقبّل الله صيامك وقيامك، أو ما أشبه ذلك؛ لأن هذا ورد من فعل بعض الصحابة وليس فيه محذور". اهـ الشرح الممتع ( 5/226 )

المذهب الشافعي
قال الشربيني :" قال القمولي لم أر لأحد من أصحابنا كلاما في التهنئة بالعيد والأعوام والأشهر كما يفعله الناس لكن نقل الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي أنه أجاب عن ذلك بأن الناس لم يزالوا مختلفين فيه والذي أراه أنه مباح لا سنة فيه ولا بدعة" . اهـ انظر مغني المحتاج [ جزء 1 - صفحة 314 و316]

وفي حاشية الجمل ( 3/70 ) :" ويجوز أن تطلب التهنئة في أيام التشريق وما بعد الفطر لعدم المانع ولأن المقصود منها التودد وإظهار السرور ... ويدخل وقت التهنئة بدخول الفجر لا بليلة العيد "... اهـ

سئـل فضيلة الشيخ العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ: هل هناك صيغة محفوظة عن السلف في التهنئة بالعيد؟ وما هو الثابت في خطبة العيد الجلوس بعد الخطبة الأولى ثم خطبة ثانية أو عدم الجلوس؟
فأجاب فضيلته بقوله: "التهنئة بالعيد قد وقعت من بعض الصحابة رضي الله عنهم، وعلى فرض أنها لم تقع فإنها الاۤن من الأمور العادية التي اعتادها الناس، يهنىء بعضهم بعضاً ببلوغ العيد واستكمال الصوم والقيام.
لكن الذي قد يؤذي ولا داعي له هو مسألة التقبيل، فإن بعض الناس إذا هنأ بالعيد يقبل، وهذا لا وجه له، ولا حاجة إليه فتكفي المصافحة والتهنئة". اهـ مجموع فتاوى ورسائل بن عثيمين9131

و سئـل فضيلـة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما حكـم المصافحة، والمعانقة والتهنئة بعد صلاة العيد؟
فأجاب فضيلته بقوله: "هذه الأشياء لا بأس بها؛ لأن الناس لا يتخذونها على سبيل التعبد والتقرب إلى الله عز وجل، وإنما يتخذونها على سبيل العادة، والإكرام والاحترام، ومادامت عادة لم يرد الشرع بالنهي عنها فإن الأصل فيها الإباحة كما قيل:والأصل في الأشياء حل ومنع عبادة إلا بإذن الشارع ". اهـ مجموع فتاوى ورسائل بن عثيمين 0231]16/208-210[

التهنئة بالقدوم من السفر
فإنه قد ثبت في القدوم من السفر المعانقة والسلام، والقيام والاستقبال وصنع الوليمة وهي تسمى: النقيعة . المصباح المنير [ جزء 2 - صفحة 622 ]
فعن أنس أبن مالك رضي الله عنه قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا . رواه الطبراني في المعجم الأوسط [ جزء 1 - صفحة 37 ] 97ورواته محتج بهم في الصحيح ،وهو ( حسن ) كما في صحيح الترغيب والترهيب[ جزء 3 - صفحة 22 ] 2719

قال صاحب الإنصاف [ جزء 4 - صفحة 120 ]:" وقال في الفنون : وتحسن التهنئة بالقدوم للمسافر".

سئل العثيمين: فضيلة الشيخ: متى تكون المعانقة وما صفتها؟ وهل تكون عند توديع المسافر؟ وهل هي مشروعة؟
الجواب: المعانقة معناها في الأصل: التقاء العنقين؛ فهي مأخوذة من العنق، وهو أن يختلف عنق هذا وهذا، وهي من الأمور التي يتبع فيها العرف، إذا كان فيها جلب مودة فلتفعل وإلا فلا، وقد اعتاد الناس اليوم أنهم يتعانقون عند اللقاء بعد الأسفار، ويتعانقون أيضاً عند الوداع في الأسفار، فهي من الأمور التي تكون حسب العادة.
( اللقاء الشهري [13] ) ليلة الأحد السابع عشر من شهر ربيع الثاني، أربعة عشر وأربعمائة وألف

وسئل: انتشرت بين المسلمين في هذه الأزمنة بعض العادات مثل المعانقة والتقبيل عند الملاقاة، فما حكم ذلك؟
الجواب: لا أصل للمعانقة أو التقبيل عند الملاقاة، إلا إذا كان لها سبب كقدوم من سفر ونحوه، وكلنا نعلم أن أشد الناس محبة هم الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وإن أحق الناس بالاحترام هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا لاقوه لا يقبلونه، لا يقبلون رأسه ولا يديه ولا شيئاً من جسده -كالأكتاف مثلاً- إنما كانوا يصافحونه، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم: (سئل عن الرجل يلقى أخاه أينحني له؟ قال: لا. قالوا: أيعانقه ويلتزمه؟ قال: لا. قالوا: أيصافحه؟ قال: نعم) هذا هو المشروع.
وما ذكره السائل من أنه في عصرنا هذا أصبح الناس يتخذون التقبيل بدلاً عن المصافحة فهو حق، وما أكثر الناس الذين يقابلوننا فيأخذون برءوسنا لتقبيلها، ثم قد يصافحون وقد لا يصافحون، والسنة أن تصافح، وأما تقبيل الرأس فإن كان لسبب كما أشرنا آنفاً فهذا مما جاء في السنة كقدوم الغائب، وإن كان بغير سبب فإنه من الأمور المباحة، إذا كان الذي تقبل رأسه أهلاً لذلك؛ لكونه نافعاً للمسلمين بماله أو بعلمه فلا بأس أن تقبل رأسه، وكذلك الأب والأخ الكبير ونحو ذلك. ( لقاء الباب المفتوح [55] ) (3/199) اليوم العاشر من شهر ذي القعدة عام (1414هـ).

التهنئة بالثوب الجديد
أخرج البخاري في صحيحه[ جزء 5 - صفحة 2198 ]31 باب ما يدعى لمن لبس ثوبا جديداً برقم 5507
عن أم خالد بنت خالد قالت:" أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء قال ( من ترون نكسوها هذه الخميصة ) . فأسكت القوم قال ( ائتوني بأم خالد ) . فأتي بي النبي صلى الله عليه وسلم فألبسنيها بيده وقال ( أبلي وأخلقي ) . مرتين فجعل ينظر إلى علم الخميصة ويشير بيده إلي ويقول ( يا أم خالد هذا سنا )". والسنا بلسان الحبشة الحسن.قال إسحق حدثتني امرأة من أهلي أنها رأته على أم خالد .

قال الحافظ :" وقوله أبلى : أمر بالابلاء وكذا قوله أخلقي : أمر بالإخلاق وهما بمعنى والعرب تطلق ذلك وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك أي أنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق قال الخليل أبل وأخلق معناه عش وخرق ثيابك وأرقعها وأخلقت الثوب أخرجت باليه ولفقته ".. اهـ فتح الباري [ جزء 10 - صفحة 280 ]

قال الشوكاني :" قوله ( أبلي وأخلقي ) هذا من باب التفاؤل والدعاء لللابس بأن يعمر ويلبس ذلك الثوب حتى يبلى ويصير خلقا وفيه أنه يستحب أن يقال لمن لبس ثوبا جديدا ". نيل الأوطار [ جزء 2 - صفحة 96 ]

وعن عبد الله بن عمر عن أبيه قال : رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر رضي الله عنه ثوبا أبيض فقال : أجديد ثوبك هذا أم غسيل ؟ فقال : بل غسيل ( وفي رواية : جديداً ) . فقال :[ البس جديداً وعش حميداً ومت شهيداً ] . زاد الدبري : ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة . قال : وإياك يا رسول الله .
رواه أحمد في المسند[ جزء 2 - صفحة 88 ] 5620 ،والنسائي في الكبرى[ جزء 6 - صفحة 85 ] 10143،و ابن حبان في صحيحه[ جزء 15 - صفحة 320 ] 6897، ابن ماجه في السنن[ جزء 2 - صفحة 1178 ]3558 ، قال في الزوائد إسناده صحيح . والحسين بن مهدي الأبلي ذكره ابن حبان في الثقات ،وروى عنه ابن خزيمه في صحيحه، وباقي رجال الإسناد لهم في الصحيحين .
وقال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة[ جزء 1 - صفحة 687 ] 352 : ( صحيح ).
ورجاله ثقات رجال الشيخين لكن أعله الأئمة الحفاظ ... ومع ذلك فقد صححه ابن حبان [ جزء 15 - صفحة 320 ]
6897 وحسنه الحافظ في تخريج الإذكار لأن له شاهداً .
وقوله( البس جديداً ) صيغة أمر أريد به الدعاء بأن يرزقه الله الجديد .

وعن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه إما قميصا أو عمامة ثم يقول " اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له " قال أبو نضرة فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوبا جديدا قيل له تبلي ويخلف الله تعالى .
رواه أحمدفي المسند[ جزء 3 - صفحة 50 ] 11487،وأبي داود في السنن [ جزء 2 - صفحة 439 ] 4020،و الترمذي في السنن[ جزء 4 - صفحة 239 ] 1767 ، قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4664 في صحيح الجامع

التهنئة بقدوم شهر رمضان
عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبشر أصحابه قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه يفتح فيه أبواب الجنة ويغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم .
رواه الإمام أحمد في المسند [ جزء 2 - صفحة 385 ]8979 ،و النسائي[ جزء 4 - صفحة 129 ] 2106
قال الشيخ الألباني : صحيح 4/129 ، وهو في صحيح الترغيب 1/490 .

قال ابن رجب الحنبلي :" قال بعض العلماء : هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين من أين يشبه هذا الزمان زمان " . اهـ لطائف المعارف[ جزء 1 - صفحة 158 ]

قال صاحب مرقاة المفاتيح :"هو أصل في التهنئة المتعارفة في أول الشهور بالمباركة" .( 2/ 648 )

ويجوز التهنئة بإتمام الشهر

قيل لفضيلة الشيخ العثيمين رحمه الله: بما أن هذا أول لقاء بعد شهر الصيام فإن الإخوة بـبريدة يهدونك السلام جميعاً ويهنئونك وأنفسهم بإتمام شهر الصيام، ويدعون الله لك بأن تكون ممن طال عمره وحسن عمله.
فقال الشيخ: أقول جزاهم الله خيراً، وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته، ولهم التهنئة بما من الله به على الجميع من إكمال شهر الصيام بصيامه وقيامه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبله منا وأن يجعله شاهداً لنا يوم نلقاه، وأن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية بالإيمان والعمل الصالح والانتصار والظهور على الأعداء إنه على كل شيء قدير.
( اللقاء الشهري [72] ) ليلة الأحد الثالث والعشرون من شوال حسب التقويم، أو الرابع والعشرون منه حسب رؤية الهلال عام (1420هـ)

تهنئة إبليس
عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الشيطان إذا ثوب بالصلاة ولَّى وله ضراط "فذكر نحوه وزاد "فهناه ومناه وذكره من حاجاته ما لم يكن يذكر ". رواه مسلم[ جزء 1 - صفحة 397 ] 84 - ( 389 )
( فهناه ومناه ) الأول من التهنئة خفف لأجل قرينه وهو من التمنية أي فذكره المهانئ والأماني قال ابن الأثير المراد به ما يعرض للإنسان في صلاته من أحاديث النفس وتسويل الشيطان ]

--------------------------------------------------------------------------------









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-11-15, 12:21   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
dodo80
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على ألأفادة أخي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التهنئة, احكام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc