الشركات الوطنية الفاشلة، اتصالات الجزائر كنموذج

[حمزةالحر]

في وقت يشهد فيه قطاع الاتصالات تسابقا محموما بين الشركات العاملة بهذا المجال لكسب نسبة أكبر في السوق يبدو أن شركة اتصالات الجزائر لا يعنيها الأمر ولا يهمها لا حجم انتشارها ولا قوة تموقعها في سوق يدر على العاملين به الملايير مكتفية بما تحتكره من خدمات لا تستجيب لأدنى المعايير التي تقدمها شركات مماثلة بدون أي قدرة على الإبداع أو الابتكار لتقديم خدمات أفضل لزبائنها .

فالأنترنت مثلا مازال تدفقه ضعيفا جدا و كثير الانقطاع وسعره لا يتناسب مع ميزانية الكثير من المواطنين إضافة إلى أن عطلا صغيرا قد يستغرق تصليحه أكثر من 10 أيام كما حدث مع أحد أصدقائي، و قد تقدمت أنا بطلب للحصول على خطين إضافيين للهاتف الثابت منذ أكثر من 8 أشهر ولم أتلقى لحد الآن أي رد رغم إعادة الطلب أكثر من أربع مرات ورغم أن الخطين للاستعمال التجاري و فوائده على الشركة مضمونة إلا أن اللامبالاة وعدم وجود أي طرف يتحمل المسؤولية حالت دون تحقيق الغرض.

مازالت نفس السياسات التي كنا نظن أن عهدها قد مضى قائمة واختلاق أعذار ومبررات مضحكة من باب شر البلية ما يضحك موجودة و مازال الزبون يعامل كمتسول وفي أحسن الأحوال يعامل كشخص مزعج يحمل عملا إضافيا لموظف كسول لا ينتظر إلا وقت انتهاء العمل و ووقت قبض الراتب بدون أن يوجد من يراقبه أو يحاسبه لأن مسؤوله للأسف أسوأ منه حالا.

نفس العذر سمعته كل مرة : العلبة متشبعة وغير قابلة على استيعاب خطوط جديدة، في الحقيقة المشكل ليس في كون العلبة متشبعة لأنه يمكن إيجاد المئات من الحلول لهذا المشكل هذا إن صح تسميته مشكلا لأنه في الواقع ليس كذلك لكن المشكل في تشبع رؤوس القائمين على مثل هذه الشركات وعدم قدرتها على مواكبة التطورات و إيجاد حلول وبدائل لما يعترضهم من عقبات و اكتفائهم بما ورثوه من طرق تسيير بائدة من زمن الرداءة و الانحطاط.