الشيخ بوعمامــــة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر > قسم شخصيات و أعلام جزائرية

قسم شخصيات و أعلام جزائرية يهتم بالشخصيات و الأعلام الجزائرية التاريخية التي تركت بصماتها على مرّ العصور

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الشيخ بوعمامــــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-09-05, 12:20   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد
مُديـر المنتدى
 
الصورة الرمزية محمد
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي الشيخ بوعمامــــة


مسيرته :
هو محمد بن العربي بن ابراهيم الملقب بالشيخ بوعمامة ,وهي التسمية التي لازمته طول حياته ,لكونه كان يضع عمامة على رأسه شأنه في ذلك شأن كل العرب . ينتمي عائليا إلى أولاد سيدي التاج الإبن الثالث عشر لجد الأسرة الأول من زوجته الفقيقية ,وما عرف عنه أنه سليل فرع أولاد سيدي الشيخ الغرابة .ولد بوعمامة على الأرجح مابين 1838و1840 بقصر الحمام الفوقاني في منطقة فقيق المغربية ,وفي هذه الفترة الصعبة من تاريخ الجزائر أجبرت عائلته على الهجرة ومغادرة الأرض والاستقرار في الأراضي المغربية ,وواكب ذلك إبرام معاهدة لالة مغنية عام1845 بين السلطات الاستعمارية الفرنسية و السلطان المغربي عبد الرحمن .أبوه هو الشيخ العربي بن الحرمة الذي كان يزاول مهنة بيع البرانس و الحلي مابين منطقة فقيق و المقرار التحتانبي وقد وافته المنية في هذه المنطقة عام 1879 . ينتمي الشيخ بوعمامة عقائديا إلى الطريقة الطيبية التي حلت من المغرب الأقصى, وعن طريق الحدود وصلت الى الغرب الجزائري حيث انتشرت انتشارا واسعا ,كماأن انتماءه إلى الطريقة الطيبية لم يمنعه من التأثر بالطريقة السنوسية كذلك ومرد ذلك القرابة التي كانت بين الطريقة السنوسية وبين أولاد سيدي الشيخ ,على اعتبار أن هذه الطريقة كان منبعها الغرب الجزائري .

استطاع الشيخ بوعمامة تأسيس زاوية له في منطقة المقرار التحتاني مما زاد في شعبيته وكثر بذلك أتباعه ومريدوه في العديد من المناطق الصحراوية . دامت مقاومة الشيخ بوعمامة أكثر من ثلاثة وعشرين عاما,حتى أطلق عليه لقب الأمير عبد القادر الثاني ,وقد اشتهر بقدرته الفائقة في مواجهة قوات الاحتلال التي لم تنجح في القضاء عليه رغم محاولاتها سياسيا وعسكريا ,إلىأن وافته المنية في 17 أكتوبر 1908 بمنطقة وجدة المغربية

مقاومة الشيخ بوعمامة :
الاوضاع الممهدة للثورة :
إن المتتبع لتاريخ منطقة الجنوب الوهراني منذ مقاومة أولاد سيدي الشيخ يجد أن المنطقة كانت تعيش إستقلالية في تسييرها لشؤونها الداخلية ومرد ذلك هو التمركز الضئيل جدا للمستوطنين في المنطقة ,وحتى الجيش الفرنسي لم يكن يملك إلا مركزا واحدا في لبيض سيدي الشيخ فرع الشراقة , لكنه استطاع بعد معارك ضارية خاضتها ضده عائلة أولاد سيدي الشيخ من تشتيت هذه العائلة , فمن أفرادها من اضطر مكرها إلى الهجرة إلى المغرب الأقصى ,ومنهم من نزح إلى ضواحي الجنوب الأقصى وتمركز في منطقة المنيعة .
و الملفت للانتباه أن عزوف سكان المنطقة عن المقاومة التي كانوا قد أعلنوها عام 1864لم يدم طويلا ,حيث ظهر على مسرح الأحداث فرع أولاد سيدي الشيخ الغرابة من خلال الصمود الذي أثبته الشيخ سي معمر بن الشيخ الطيب رئيس فرع الغرابة في مقارعته للعدو الفرنسي في المنطقة بداية من شهر أفريل 1873 , لكن هذا الأخير اضطر إلى الانسحاب ووضعه تحت الإقامة الجبرية , ولكن ما أن انتهت فترة 1878 -1880 حتى ظهرت شخصية مجاهدة أخرى من نفس الفرع وهي الشيخ بوعمامة الذي حمل لواء الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي ووقف في وجه التوسع في المناطق الصحراوية.

أسباب المقاومة:
يكفي القول بأن رفض الشعب الجزائري للاحتلال الفرنسي يعد من أهم العوامل التي دفعت بالشيخ بوعمامة إلى الإعداد والتنظيم للعمل الثوري ضد العدو بالجنوب الوهراني ومما لاشك فيه أن هناك جملة من الأسباب ساهمت بشكل كبير في التعجيل بإشعال الثورة ومن أهمها مايلي:
1- الأسباب المباشرة:
يعتبر مقتل الضابط الفرنسي واين برونر وهو برتبة ملازم أول وكان يشغل رئيس المكتب العربي لمنطقة البيض وذلك في 22أفريل 1881 ,مع أربعة من حراسه من فرسان الصبايحية عندما حاول جاهدا إيقاف نشاط الشيخ بوعمامة السبب المباشر في اندلاع المواجهة بين الشيخ بوعمامة والإدارة الاستعمارية الفرنسية .
2- الأسباب غير المباشرة :
لقد تأثر الشيخ بوعمامة بفكرة الجهاد ضد الصليبيين الغزاة المحتلين لكونه رجل دين وصاحب زاوية , هذا إلى جانب الأفكار الإصلاحية التي وصلت إلى المناطق المجاورة وأثرت تأثيرا مباشرا على الشيخ , وكان من أبرزها دعوة جمال الدين الأفغاني و السلطان عبد الحميد الثاني إلى بناء تحالف إسلامي في إ طار الخلافة الاسلامية كأساس لتغيير أوضاع المسلمين وطرد المستعمرين و هي الأفكار التي وصلت إلى المغرب العربي كذلك عن طريق الوافدين من المشرق العربي ,يضاف إلى هذا كله دور دعاة الطريقة السنوسية في إثارة سكان المناطق الصحراوية ضد تغلغل الاستعمار ومواجهته وقد كان لهذا الدور مفعوله على نفسية الشيخ بوعمامة ,وهي عوامل كافية ليقوم الشيخ بوعمامة بحركته الجهادية ضد الإستعمار الفرنسي في منطقته.
ب- السبب الإقتصادي:
إن تردي الأوضاع الإقتصادية في منطقة الجنوب الوهراني في تفجير الأوضاع واندلاع الثورة , خاصة بعد انتشار المجاعة التي أهلكت سكان المنطقة وفقدوا جرائها كل ممتلكاتهم ناهيك عن الغبن الذي تسببت فيه السياسة الجائرة للإدارة الاستعمارية ,ومنها منع بعض القبائل من التنقل ما بين 1879 و1881,خاصة قبائل آفلو والبيض و قبائل جبال القصور الرحالة وقد تولد عن ذلك نوع من التذمر و الاستياء الشديدين ,وقد نجم عن .موت أعداد كبيرة من المواشي وقد وصلت نسبة الخسائر التي لحقت بمنطقة آفلو وحدها بثلاثمائة رأس أي 80/. منهانسبة 37/. في سنة 1879-1880 و نسبة 43/. سنة 1880-1881 .
وكذلك عزم السلطات الفرنسية على إقامة مركز عسكري للمراقبة في قصر تيوت ,بعد فشل البعثة الرسمية لدراسة مشروع مد الخط الحديدي عبر الصحراء في الجنوب الغربي لإقليم وهران عام 1879









 


رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 12:39   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد
مُديـر المنتدى
 
الصورة الرمزية محمد
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

مراحل المقاومة:
ا-المرحلة الأولى
لم يعلن الشيخ بوعمامة الثورة على الاستعمار الفرنسي بمنطقة الجنوب الوهرابي إلا بعد أن هيأ جميع القبائل الصحراوية عن طريق مريدي الطريقة الشيخية المنتشرين عبر كل المنطقة, ومنها قبائل الطرافي و رزاينة والأحرار و فرندة و تيارت ,وقد وجدت هذه الدعوة صداها لدى قبائل عمور و حميان و الشعامبة ,وقد استطاع الشيخ بوعمامة في وقت قصير أن يجمع حوالي ألفان وثلاثمائة جندي بين فرسان و مشاة .لقد وقعت أول مواجهة عسكرية بين الشيخ بوعمامة و القوات الفرنسية في 27 أفريل 1881 بالمكان المسمى سفيسيفة جنوب عين الصفراء ,أسفرت عن انهزام الجيش الفرنسي واستشهاد بعض رجال الشيخ بوعمامة منهم وقائد المعاليف قائد الرزاينة.وأمام خطورة الوضع سارعت السلطات الاستعمارية إلى إرسال قوات إضافية إلى المنطقة لقمع الثورة والقضاء عليها وتمثل المدد الذي وصل إلى المنطقة فيما يلي:
- ثلاث فيالق من المشاة تحت قيادة العقيد إينوسانتي .
- فرقتين يقودهما القايد قدور ولد عدة .
- فرقة تيارت يقودها الحاج قدور الصحراوي.
- قافلة من ألفين وخمسمائة جمل ومعها ستمائة جزائري .
- قائد الشعبة العسكرية لمعسكر الجنرال كولينو دانسي هو الذي تولى القيادة العامة لهذه القوة العسكرية.
أما المواجهة العسكرية الثانية بين الطرفين الجزائري والفرنسي كانت في 19 ماي 1881 بالمكان المسمى المويلك وتقع قرب قصور الشلالة بجبال القصور ,وكانت معارك عنيفة جدا اشتد فيها القتال بين الطرفين وكان النصر فيها حليف الشيخ بوعمامة رغم تفوق العدو في العتاد والعدة .وحسب تقارير الفرنسيين أنفسهم فإن هذه المعركة خلفت خسائر لكلا الطرفين ,وقد قدرت خسائر الفرنسيين فيها ستون قتيل واثنان وعشرون جريحا.وبعد هذه المعركة ظل الشيخ بوعمامة سيد الموقف ,حيث توجه إلى الأبيض سيدي الشيخ مما ساعد الثوار في هذه الفترة على قطع خطوط التلغراف الرابط بين فرندة والبيض ومهاجمة مراكز الشركة الفرنسية الجزائرية للحلفاء,وقد قتل العديد من عمالها الإسبان مما دفع بالسلطات الفرنسية إلى اتخاذ اجراءات لحماية مصالحها منها تجميع أربعة طوابير قويةفي النقاط التالية:
- فرقة راس الماء أسندت مهمتها إلى العقيد جانين.
- فرقة بخيثر بقيادة العقيد زويني .
- فرقة تيارت وأسندت مهمتها إلى العقيد برونوسيار.
- فرقة البيض وكانت بقيادة العقيد تاديو ثم العقيد نيغريي.
ولمواجهة انتصارات الشيخ بوعمامة المتتالية قامت السلطات الفرنسية بتحركات سريعة تمثلت في إرسال قواتها نحو الجنوب الغربي من أجل تطويق الثورة والقضاء عليها وبالتالي تتوسع في المنطقة وتبسط نفوذها على كل قصور الجنوب الوهراني. لقد تم تكليف العقيد نيغريي بمهمة معاقبة القبائل التي شاركت مع الشيخ بوعمامة في الثورة وكانت البداية بنسف زاوية سيدي الشيخ الكبير المتواجدة بالبيض سيدي الشيخ,تلتها المجازر الرهيبة التي قام بها جيش الاحتلال في حق السكان العزل من أهالي الطرافي والربوات بمنطقة البيض انتقاما لمشاركتهم في الثورة ,ونفس الجرائم ارتكبت ضد سكان الشلالة الظهرانية ,و في الأبيض سيدي الشيخ ارتكبت أعمال شنيعة على يد السفاح نيغريي في 15أوت 1881 الذي قام بتفجير قبة سيدي الشيخ ونبش قبره وهو استهزاء بالجوانب الروحية للشعب الجزائري وعاداته وتقاليده.ومابين سبتمبر وأكتوبر عام1881 تعرضت القوات الفرنسية بقيادة كل من الجنرال كولونيو والجنرال لويس إلى هجومات المجاهدين قرب عين الصفراء نتج عنها سقوط العديد من القتلى والجرحى بين الطرفين ,كذلك قام السفاح لويس بتحطيم القصرين اللذين كان يمتلكهما الشيخ بوعمامة وهما قصر مغرار الفوقاني وقصر مغرار التحتاني,كما دمرت زاوية الشيخ بوعمامة أيضا وقتل العديد من السكان العزل.










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 12:41   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد
مُديـر المنتدى
 
الصورة الرمزية محمد
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

ومن التطورات الهامة التي حصلت خلال هذه الفترة كذلك هو التحاق الشيخ سي سليمان بن حمزة زعيم أولاد سيدي الشيخ الغرابة إلى ثورة بوعمامة على رأس ثلاثمائة فارس ,واتجه مع قوته إلى جنوب غرب عين الصفراء ومنها إلى منطقة البكاكرة للضغط على القبائل الموالية للاستعمار الفرنسي.
أمام تزايد القوات الاستعمارية وتوافد الدعم لها من كل منطقة ازداد الضغط علىالشيخ بوعمامة فاضطر إلى الانسحاب متجها إلى منطقة فقيق بالمغرب الأقصى ,حيث قل نشاطه وتفرق أتباعه وأنصاره ,وقد انضم البعض منهم إلى السي قدور بن حمزة زعيم أولاد سيدي الشيخ الشراقة ,أما البعض الآخر فقد انضم إلى صفوف الشيخ سي سليمان بن حمزة قائد أولاد سيدي الشيخ الغرابة ,وباقي المجاهدين فقد مكثوا بمنطقة فقيق وضواحيها. وفي 16 أفريل 1882 لاحقت قوات الاحتلال الشيخ بوعمامة في الأراضي المغربية ,لكنه رد عليها بهجوم عنيف في شط تيغري كبد العدو خسائر فادحة في الأرواح وأجبره على الانسحاب .لقد كان لهذه الهزيمة وقع كبير في الأوساط العسكرية الفرنسية ,وزادت من جهة أخرى الثورة صمودا وتحديا وأثبتت تفوقها مرة أخرى على القوات الفرنسية .
ب-المرحلة الثانية:
عرفت مقاومة الشيخ بوعمامة خلال هذه المرحلة فتورا ملحوظا بعد استقرار في مسقط رأسه الحمام الفوقاني بفقيق التي وصلها في جويلية 1883, حتى يتمكن من تنظيم صفوفه للمستقبل ,وهذا ماجعل السلطات الاستعمارية تتخوف من تحركاته الكثيفة لذا سارعت في إرسال برقية موقعة من طرف الجنرال سوسيي قائد الفيلق التاسع عشر إلى حكومته في باريس يدعوها إلى الضغط على السلطان المغربي لطرد الشيخ بوعمامة من الأراضي المغربية لأنه يشكل خطرا على المصالح الفرنسية في المنطقة .هذا التحرك دفع الشيخ بوعمامة إلى مغادرة المنطقة ,ولجوئه إلى إقليم توات واحتمى بسكان واحة دلدول مع نهاية عام1883 ,واستقر هناك إلى غاية عام 1894 حيث أسس زاوية له وشرع في تنظيم الدروس الدينية لمواصلة الجهاد ووقف زحف التوسع الاستعماري في الجنوب الغربي ,حيث قام بمراسلة مختلف شيوخ القبائل الصحراوية لإعلان الجهاد ضد الكفار ومقاومتهم .كماكان لهذا النشاط صدى واسعا بين القبائل الصحراوية ,خاصة قبائل التوارق الذين اقترحوا عليه الانتقال إليهم ليتعاونوا في الجهاد ضد العدو الفرنسي ,كما آزرته وانضمت إليه بعض القبائل المقيمة على الحدود الجزائرية- المغربية .لقد حاول الاستعمار الفرنسي خنق الثورة من كل الجهات وبكل الوسائل والتوسع في الجنوب وذلك عن طريق إقامة المؤسسات الاقتصادية وإنشاء المراكز التجارية في كل من إقليم توات وتاديكالت .
ج-المرحلة الثالثة:
تعتبر هذه المرحلة بداية النهاية ,ففي خضم هذه الأحداث استطاع الشيخ بوعمامة أن يكسب العديد من الأنصار ويحضى بثقة سكان المناطق الصحراوية ,وهذا ما جعل السلطات الاستعمارية تفكر في استمالته بكل الوسائل فقامت بالاتصال عن طريق المفوضية الفرنسية بمدينة طنجة المغربية عام 1892 للتفاوض حول قضية الأمان التي انتهت بدون نتيجة .
إن الصلات الودية والطيبة التي كانت بين الشيخ بوعمامة والسلطات المغربية أثارت قلق وتخوف السلطات الاستعمارية الفرنسية ,خاصة بعد الاعتراف به زعيما لقبائل أولاد سيدي الشيخ ومشرفا على كل المناطق الصحراوية مما دفعها مرة أخرى إلى محاولة كسب وده لتسهيل مهمتها في التوسع وبسط نفوذها على المناطق الصحراوية ,لذلك قرر الوالي العام لافريار في 16 أكتوبر 1899 منح الشيخ بوعمامة الأمان التام دون قيد أو شرط.ومع مطلع القرن العشرين دخل الشيخ بوعمامة المغرب الأقصى واستقر في منطقة وجدة , الأمر الذي جعل السلطات الفرنسية في الجزائر تتنفس الصعداء بتخلصها من أحد أشد أعدائها مقاومة .إن السنوات التي خاضها الشيخ بوعمامة في الجهاد عرقلت بشكل كبير التوسع الاستعماري في أقصى الصحراء خاصة الناحية الغربية منها ,رغم الحصار الكبير الذي حاولت السلطات الاستعمارية فرضه على المقاومة بقيادة الجنرال ليوتي .










آخر تعديل محمد 2007-09-05 في 12:52.
رد مع اقتباس
قديم 2007-09-05, 12:54   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد
مُديـر المنتدى
 
الصورة الرمزية محمد
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

نتائج المقاومة :
تمثلت هذه النتائج فيما يلي:
1- كانت ثورة الشيخ بوعمامة تحديا كبيرا لسياسة الجمهورية الثالثة ,والتي كانت ترمي إلى إتمام عمليات الاحتلال الشامل للجزائر ,واستطاعت أن تعطل وتعرقل المشاريع الفرنسية في الجنوب الغربي.
2- تمثل ثورة الشيخ بوعمامة المرحلة النهائية من استراتيجية الزعامات الوطنية في مواجهة الاستعمار الفرنسي عن طريق المقاومات الشعبية التي تعتمد أساسا على العامل الديني في تعبئة الجزائريين لمقاومة الاحتلال.
3- تعتبر ثورة الشيخ بوعمامة من أعنف المقاومات الشعبية خلال القرن التاسع عشر بعد مقاومة الأمير عبد القادر.
4- كشفت ثورة بوعمامة ضعف الفرنسيين في مواجهة المقاومة مما جعلها تبحث عن
الحلول السياسية لإخماد نار الثورة خصوصا مع المرحلة الثانية 1883 -1892
حين ظهرت قضية الأمان الذي كانت تبحث عنه السلطات الفرنسية من بوعمامة
الذي رفضه من خلال المراسلات و المفاوضات التي كانت تسعى إليها فرنسا.
5- الخسائر البشرية والمادية هي الأخرى كانت من أبرز النتائج التي تمخضت عن الثورة
6- عجلت الثورة بإتمام مشاريع السكك الحديدية في المنطقة وربط الشمال بالجنوب.
7- إن مقاومة الشيخ بوعمامة حتى وإن لم تحقق أهدافها في طرد الاستعمار من المنطقة
بسبب العقبات التي اعترضتها منها على وجه التحديد عدم التمكن من توحيد فرعي
أولاد سيدي الشيخ وكذلك ضغوط السلطان المغربي عبد العزيز على الثورة وحصرها في الحدود ,إلا أنها أثبتت قدرتها على المقاومة وطول النفس وعرقلة التوسع في المنطقة .










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-14, 18:22   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
sabrou.47
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية sabrou.47
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكوووووور
وصح فطوركم
ورمضان كريم










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-26, 18:28   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فقير
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي الشيخ أبوعمامة رحمه الله .

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .

السلام عليكم سيدي أخي مسؤول الموقع
موضوع مهم بالنسبة للشيخ سيدي أبوعمامة رحمه الله .

أخوكم الفقير يريد المشاركة معكم لإعطاء الضوء حول الطريقة الصوفية التي كان ينتمي إليها الشيخ أبوعمامة رحمه الله " ثابتة عن الثقات من أحفاده وأتباعه" .

والدافع أنني وجدت أعلاه مكتوبا : " ينتمي الشيخ بوعمامة عقائديا إلى الطريقة الطيبية التي حلت من المغرب الأقصى, وعن طريق الحدود وصلت الى الغرب الجزائري حيث انتشرت انتشارا واسعا ,كماأن انتماءه إلى الطريقة الطيبية لم يمنعه من التأثر بالطريقة السنوسية كذلك ومرد ذلك القرابة التي كانت بين الطريقة السنوسية وبين أولاد سيدي الشيخ ,على اعتبار أن هذه الطريقة كان منبعها الغرب الجزائري" .

وهذا غير صحيح مع إحترامي للطريقة الطيبية والسنوسية .


بل الشيخ أبوعمامة كان من أتباع " الطريقة الشيخية " طريقة جده القطب الرباني الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد المكنى " بسيدي الشيخ " رضي الله عنه دفين بلدية الأبيض " الجزائر" .

تخرج على يد شيخه الشيخ الفقيه، سيدي محمد بن عبد الرحمان شيخ زاوية بني ونيف .

والله ولي التوفيق . سوف ان شاء الله نكتب لكم ترجمة الشيخ أبوعمامة مفصلة يتبع بحول الله
صح فطوركم جميعا
والسلام عليكم










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-26, 20:50   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فقير
محظور
 
إحصائية العضو










Hot News1 الشيخ المجاهد أبوعمامة

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وصحبه وسلم .
ترجمة الشيخ سيدي أبوعمامة بالتفصيل تحقيق أحد أحفاده مصطفى البوشيخي
نسألكم الدعاء .

عاش الشيخ بوعمامة في وقت خاص ودقيق جدا. خاص لكونه تزامن مع الحملة الشرسة الشعواء التي شنها الاستعمار
الفرنسي الغاشم على البلاد الإسلامية عموما وعلى أقطار المغرب العربي على وجه الخصوص. وكانت تلك الظروف القاسية تحتم على جميع من عاش في تلك الفترة من المسلمين أن يواجه الاستعمار، بجميع ما يستطيع، وعلى أي مستوى كان، رئيسا أو مرؤوسا، حاكما أو محكوما، لأن بلاد الإسلام احتلت وحرمات المسلمين انتهكت وخيراتهم اغتصبت وكرامتهم أهينت وأعراضهم انتهكت، بل ودينهم بدل وشخصيتهم مزقت وهويتهم طمست. فالجهاد لا شك صار فرض عين على الجميع، كما هو من المعلوم من الدين بالضرورة. وهذا ما أفتى به جملة من علماء وفقهاء ذلك العصر. إلا أن السؤال ظل قائما، من يملك حق إعلان الجهاد ويتزعم فلول المجاهدين، ما دام لا بد لإعلان الجهاد من قيادة؟
ـ أما بالقطر الجزائري الشقيق فإن أول ما بدأ به الاستعمار هو تنحية النظام العثماني الذي كان صاحب السلطة الشرعية. وبعد ذلك استطاع أن يجعل حدا لشرعية الأمير عبد القادر ولثورته في الظروف المعروفة. ثم استطاع أن يخمد مجموعة من الثورات التي أذاقتهم المرارة لعدة سنوات، من ذلك ثورة الشيخ المقراني وثورة الشيخ الحداد وغيرها وكثورة أولاد سيدي الشيخ التي كانت لا زالت لم تخمد بعد بصفة نهائية. هكذا إذن كانت تتم تصفية أو تنحية الزعامات الكفيلة بحمل راية الجهاد للدفاع عن حوزة بلاد المسلمين وحرماتهم. صار إذن من أوجب الواجبات على كل من يملك مؤهلات الزعامة السياسية والقيادة العسكرية أن يتحمل هذا العبء العظيم، خصوصا إذا كان يشعر بالمسؤولية أمام الله تجاه نصرة الإسلام والمسلمين.
ـ أما بالقطر المغربي العزيز فإن المسألة كانت تختلف، إذ ينبغي التمييز بين فترتين متباينتين بجميع المقاييس:
أ ـ فترة ما قبل حرب إيسلي المشؤومة، والتي كانت فيها صورة المغرب تخيف الاستعمار الذي كان ينظر إليه بنظرة الحيطة والحذر. وكان السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام آنذاك يقوم بالدعم العلني لثوار الجزائر، بل ويعلن صراحة أنه ما كان له أن يتخلى عن إخوانه المسلمين وهم يعانون ويلات الاستعمار، ( أنظر تاريخ المغرب العربي ليحيى جلال). كما كانت تربطه علاقة بيعة وولاء مع الأمير عبد القادر وسكان تلمسان ونواحيها بالغرب الجزائري. والمراسلات الكثيرة بين الرجلين في المجال لا زالت شاهدة على ذلك. وكان موقفه هذا عظيما باعتباره أميرا للمؤمنين من مسؤولياته الاهتمام بشؤون الأمة والدفاع عنها. بل إن هذه المواقف الشجاعة هي التي قادته إلى خوض معركة إيسلي التي، مع الأسف الشديد، غيرت مجرى التاريخ إلى ما لم يكن بالحسبان.
ب ـ فترة ما بعد معركة إيسلي، التي دارت رحاها قرب مدينة وجدة في غشت 1844، فترة تأكد فيها الاستعمار من هشاشة المغرب وضعفه وأنه لم يكن بتلك الصورة المخيفة من القوة والتنظيم التي كان يعتقد. ومنذئذ سقط من عينيه واستصغره حتى صار يملي عليه من الشروط ما يريد في ما تلا تلك المعركة من اتفاقيات مشروطة، كاتفاقية طنجة في سبتمبر 1844 التي فرض عليه فيها أن يتخلى مكرها عن الأمير عبد القادر، وأن يخول فرنسا حق متابعة من تشاء بالتراب المغربي، وكارثة اتفاقية لالة مغنية في مارس 1845 التي ترتب عليها ما ترتب من مشاكل معقدة ومتعددة في ما بعد.
بعد كارثة تلك المعركة اضطر النظام المغربي إلى تغيير مواقفه بالمرة، كنتيجة حتمية، نظرا للمخاوف التي صارت تهدده، وصار يبذل قصارى الجهود لتفادي المواجهة من جديد، خصوصا بعد ما توالت عليه الأزمات الاقتصادية والسياسية المتعددة عبر السنين. تفاقمت تلك الأزمات ولم يجد لها حلا رغم عظمة وحنكة المولى الحسن الأول في ما بعد. المخاطر صارت تتهدده من كل جانب، من الداخل ومن الخارج

__________________________________________________ ______

لقد كان أمام الشيخ بوعمامة مسئوليتان كبيرتان لا تقل الواحدة عن الأخرى...
ـ حمل راية الجهاد التي صارت فرض عين عليه بالخصوص بالنظر إلى مؤهلاته الخاصة،
ـ تجديد الطريقة الشيخية التي ينتمي إليها صلبا وقلبا بعد ما آلت إلى ما إليه من شتات في ظروف معروفة.
وهذا ما حصل بالفعل....
ـ أما الجهاد فقد حمل رايته لأجل الجهاد في سبيل الله ليس إلا، وهذا ما جعله لا يستسلم بحال مهما تكالبت عليه الخطوب وسدت أمامه المنافذ، لأن يقينه في الله كان عظيما، ولأنه إنما قام لتحقيق إحدى الحسنيين، إما النصر أو الاستشهاد. وقد ثبت فعلا أمام جميع الضغوط التي مورست عليه بجميع ألوانها. ولم يلن ولم يستسلم طيلة سبع وعشرين سنة من المقاومة، إلى أن وافته المنية يوم 10 رمضان 1326 موافق 7 أكتوبر 1908.وسنرى بعد قليل جملة من الشهادات في هذا الصدد.
ـ وأما تجديد الطريقة فتلك قضية كبرى اجتبته العناية الربانية لها. اجتبته عناية الله ليجدد هذا المشرب العظيم، الطريقة الشيخية التي نحن بصدد الحديث عنها، ويحمل باسمها وفي ظلالها راية الجهاد.
فالشيخ بوعمامة إذن هو مجدد للطريقة الشيخية وجامع لشتاتها وموحد لصفوفها.
2) تعريــــــف:
وفي صدد التعريف به يقول:
د، عبد القادر خليفي في كتابه المقاومة الشعبية للشيخ بوعمامة:
" ولد بوعمامة في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، تعلم القرآن بين أقرانه في دوار القبيلة، ثم انتقل إلى فقيق وبني ونيف، حيث واصل تعليمه على يد عدد من الفقهاء أشهرهم محمد بن عبد الرحمان مقدم الطريقة الشيخية حيث كان التعليم في تلك الجهات رتيبا سطحيا يعتمد على تحفيظ القرآن دون تدبر وتفهم في آياته، يقوم به محفظون (مشارطين) كانوا في الغالب يفدون من تافلالت وكرزاز. التقى به في شبابه سي حمزة بن بوبكر زعيم أولاد سيد الشيخ الشراقة في بني ونيف عند ضريح سيدي سليمان بن بوسماحة، وقد توسم فيه خيرا ورجا أن يكون له مستقبل مشرق."
وفي ذكر شمائله يضيف في الصفحة 100:
" لقد اتصف الشيخ في ما وصلنا عنه بحسن الخلق ولين الجانب. كان ورعا تقيا، يعامل الناس بكل لطف وإحسان، نستدل على ذلك في ما ورد في صحيفة البرهان المصرية بالأسكندرية في 4/8/1881 التي أوردت (أن الشيخ كان شديد السطوة على جيوشه، غير أنه لين العريكة مع من يلازمه منهم...)، فهو شديد حيث تجب الشدة، لين حيث يجب اللين، فلا ضرر ولا ضرار." شدة من غير عنف ولين من غير ضعف.
كان يحب الخير للناس ويدعو إلى نبذ الخلاف والفرقة، يعطف على رفاقه، ويقضي حقوقهم في الصحة والمرض، فهو آلف مألوف، وقد ورد في الأثر، أن أحبكم إلى الله الذين يألفون ويؤِلفون، فالمؤمن آلف مألوف.
وكان يعفو عمن ظلمه، ويرأف بالضعيف ويحنو على اليتيم، يطعم الجائع ويسقي الظمآن. وكانت زاويته ملجأ لكل هؤلاء وأمثالهم من ذوي الحاجة، وكان يتفقد أصحابه ليلا ليطمئن عليهم، فيربت على كتف هذا، ويبتسم لذاك، ويطلب منهم الاستراحة لمعاودة الجد.
كانت الطريقة الشيخية أفضل نموذج للدور الذي يمكن أن تقوم به مثل هذه المؤسسات الثقافية الدينية ( يقصد بها الزوايا) في المجتمع الإسلامي، فهي لم تكن طريقة متقوقعة على نفسها مهتمة فقط بأتباعها حاضنة لأورادها، بعيدة عن مشاغل المجتمع من حولها، بل كانت حية تعيش حياة الناس، تتدبر شؤونهم وتتدخل لحل مشاكلهم. وأفضل مثل لذلك هو المقاومة المسلحة التي أعلنها أولاد سيد الشيخ على الفرنسيين سنة 1864 م، ثم المقاومة الثانية التي أعلنها الشيخ بوعمامة البوشيخي سنة 1881 م. والشيخ بوعمامة هو النموذج الذي عمل لدنياه كما عمل لأخراه ضمن هذه المؤسسة."

يتبع ان شاء الله .










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-26, 20:54   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
فقير
محظور
 
إحصائية العضو










Hot News1 الشيخ المجاهد أبوعمامة

[align=right]
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وصحبه وسلم .
ترجمة الشيخ سيدي أبوعمامة بالتفصيل

تحقيق أحد أحفاده مصطفى البوشيخي

3) كتبوا عنـــــــــه:
كثيرون هم الذين كتبوا عن الشيخ بوعمامة، من مختلف الجنسيات والمشارب، ولمختلف الأغراض والمقاصد:
* فأما الكتاب الجزائريون فقد وقع الإجماع منهم على عظمة الرجل وعظمة ثورته وعظمة الخدمات التي أسداها لبلدهم المسلم. ولم يشرد منهم إلا شخص واحد، صاحب طلعة سعد السعود، كتب عنه وهو تحت راية فرنسا، وباسم فرنسا، وكان طبيعيا أن يكتب عنه ما كتب.
* وأما الفرنسيون، وما أكثر من كتبوا عنه، فكانت أغراض الكتابة حوله تختلف من شخص لآخر. ومهما كانت النوايا والأهداف فإن الإجماع كان قائما منهم على عظمة الرجل واستحالة تركيعه أو حتى مجرد استمالته.
* وأما الكتاب المغاربة:
ـ فإما أن يكونوا قد كتبوا من مواقع مسئولة، وهؤلاء معروفة مواقفهم سلفا وهم معذورون في ذلك، حتى وإن كانوا يلوحون بين الفينة والأخرى بإشارات تفيد اعترافهم بعظمة الرجل.
ـ وإما أن يكتبوا من منابر حرة وينصفون التاريخ، خصوصا المعاصرون منهم، فهؤلاء لا شك أن شهادتهم تكون أبلغ. بيد أن الذين كتبوا عنه قبل ذلك ما كتبوا، لا تخلوا كتاباتهم أيضا من شهادات حق على كل حال.
4) شهادة قاطعــــــة:
فلنترك أحد المغاربة الشرفاء، يتحدث من منبر رسمي، من الأكاديمية المغربية في الندوة التي أقيمت حول حركات المقاومة ضد الغزو الاستعماري خلال القرن 19، مقاومة الشيخ بوعمامة في المصادر المغربية، لنترك:
الدكتور الفاضل عبد الهادي التازي يتحدث في عرضه الموضوعي الشيق حيث يقول:
" يحتل المجاهد بوعمامة مكانة ملحوظة في المصادر التاريخية المغربية المعاصرة، المطبوعة منها والمكتوبة، وخصوصا تلك التي اهتمت بدراسة مراحل التدخل الأجنبي للمغرب، وحركات المقاومة التي تصدت له.
لقد فوجئت بما تكتنزه المكتبات الوطنية المغربية من مؤلفات ودراسات عن المجاهد بوعمامة والتي ألفها العديد من المؤرخين والجغرافيين والأطباء والعسكريين ورجال الأعمال والسياسيين والدبلوماسيين الأجانب واصفين إياه تارة بالثائر، وتارة بالفتان ومجموعته قطاع الطرق، وتارة أخرى بالفاناتيك: أي الزعيم الديني المتعصب. إن هذه النعوت ألفناها في كتابات المؤرخين الاستعماريين وغيرهم من الصحفيين والسياسيين والدبلوماسيين ذوي النزعة الاستعمارية، فإلى البارحة فقط كانت المقاومة المغربية ورجال جيش التحرير الجزائري تصفهم نفس الاتجاهات بالإرهابيين وجماعات قطاع الطرق، والخارجين عن القانون، كما أن إسرائيل اليوم تعتبر الثوار الفلسطينيين مجرمين خونة.
وبما أن نوع ونوعية هذه الكتابات كثيرة، فقد تركتها جانبا اقتناعا مني بأن الزملاء الباحثين الجزائريين سيولونها عناية خاصة ويتعاملون معها بما يفرضه الحس الوطني.
لعل هذه الأسباب كلها هي التي حدت بي إلى البحث عن مساهمة تكون في نظري أكثر إيجابية للتعريف بهذا المجاهد الذي كانت لانتفاضته الشعبية ضد الوجود الفرنسي في الجزائر، وضد زحف الجيوش الفرنسية نحو الحدود الشرقية، انعكاسات سياسة في المغرب..."

وبعد ما يحدد قائمة المراجع التي اعتمد عليها في عرضه يقول:
" هذه المصادر التاريخية المخطوطة منها والمطبوعة، تجيب على الأسئلة التي طرحتها الورقة التوجيهية التي تقدمت بها اللجنة المنظمة لهذه الندوة التاريخية المتعلقة بحركات المقاومة ضد الغزو الاستعماري خلال القرن التاسع عشر، وفي طليعتها حركة أبي عمامة التي اندلعت بالجنوب الشرقي الجزائري سنة 1881 م."
ويضيف قائلا:
" فما هي الصورة التي تعطينا هذه المصادر عن المجاهد أبي عمامة وعن حركته الجهادية، أو ما هي الصورة التي نأخذها عنه من خلالها. فهناك أولا وقبل كل شيء الرجل وحركته الجهادية، ثم مدى هذه الحركة وأبعادها السياسية في المغرب، وأخيرا علاقة بوعمامة بالجيلالي الزرهوني بوحمارة لأن هذه العلاقة هي التي جعلت المجاهد بوعمامة يحتل مكانة ملحوظة في هذه المصادر بل وفي التاريخ المغربي المعاصر..."
وأثناء تطرقه للنقطة الثانية، وبعد سرده لعدد من الثورات التي قامت بالجزائر يقول:
" إن ثورة أبي عمامة البوشيخي امتداد لهذه الثورات وفصيلة من فصائلها التي انطلقت من نفس العقيدة وتستهدف تحقيق نفس الأهداف الرامية أساسا إلى وقف الزحف الاستعماري داخل التراب الوطني والتصدي لمسيرته التوسعية وضرب مصالحه، وعرقلة مخططاته الاستغلالية."
وبعد أن يتطرق لسرد مجموعة من الرحلات الاستكشافية والتنصيرية التي قام بها الاستعمار يعود ليقول:
" لقد وجه بوعمامة رسائل وبعث برسله إلى كافة القبائل المغربية والجزائرية يناديها بالجهاد وإعلاء كلمة الحق والوقوف في وجه التوسع النصراني وجيوشه الغازية، وسرعان ما لقي نداؤه صدى حسنا لدى القبائل الجزائرية والمغربية. ومما يثبت ذلك صدى هذه الحركات داخل المغرب. فمنذ هزيمة الجيوش المغربية بمعركة إيسلي ووقوف الجيوش الفرنسية على عتبة المغرب، واتفاقية لالة مغنية التي أبرمها المغرب مع فرنسا، وبوادر يقظة تضامنية مع المجاهدين الجزائريين تتبلور داخل المغرب، وخصوصا في صفوف العلماء والفقهاء وشيوخ الطرق التي لها امتدادات روحية في الجزائر. ففي رسالة أحد هؤلاء الفقهاء نجده يطالب المغاربة بضرورة تنظيم الجيش المغربي والاستعداد للجهاد للوقوف في وجه التوسع الثم يضيف بعد ذلك مع إشارته لفتوى لعالم مغربي آخر قال فيها:
"...(إذا نزل عدو الدين بأرض الإسلام أو قريبا منها مريدا الدخول إليها فإن الجهاد فرض عين على أهل ذلك البلد وعلى إمامهم، شيوخا وشبانا، أحرارا وعبيدا...)، من هذه المنطلقات الدينية، كانت القبائل المغربية والجزائرية التي لم تكن تقيم للحدود وزنا، لأن دار الإسلام لا حدود لها، تتعاون في ما بينها لتصد الغزو النصراني وتقاتل جيوشه الغازية. ولما كانت أهداف الاستعمار الفرنسي واضحة، ومخططاته التوسعية مكشوفة، فإن الحركات الجهادية، سواء انطلقت من داخل الجزائر أو من الحدود الشرقية المغربية، تعرقل زحفه وتوقف نشاطه في كل الميادين. إن التضامن الجهادي بين القبائل المغربية والمجاهدين الجزائريين لعب دورا أساسيا في تأجيل الاحتلال الكلي للبلدين، واستغلال خيراتها بفضل المقاومة التي أبداها السكان في وجه الغزو الاستعماري، هذه المقاومة التي أخذت أبعادا عميقة داخل المغرب، خصوصا في المرحلة الثانية من كفاح المجاهد أبي عمامة عندما لجأ إلى المغرب وأخذ يوجه من هناك كفاحه. وقد استجاب إلى دعوته سكان بعض القبائل الصحراوية المجاورة لإقليم تافلالت وفي طليعتهم أحد القادة الفلاليين محمد العربي بن محمد الهاشمي العلوي المدغري.."
وبعد ما تحدث عن المشاكل التي سببتها تلك الحركات للمخزن المغربي مع الاستعمار الفرنسي، وعن ثورة بوحمارة يضيف قائلا:
" ونظرا لما كان للمجاهد بوعمامة من نفوذ، وجه رسالة إلى السلطان مولاي الحسن يطالبه فيها بمؤازرته وإمداده بالمال والسلاح للوقوف في وجه الزحف الاستعماري" ويورد رد الحجوي بقوله(ولكن السلطان كان أذكى من أن يقع في حيالته ويغتر بخزعبلاته لأنه أعرف بالوضع الدولي فلم يلتفت إليه.)
ويضيف في مكان لاحق: " لعل هذه التطورات وما خلفته من ردود فعل مختلفة داخل المغرب وعلى الحدود الشرقية، هي التي جعلت السلطان عبد العزيز يكتب إلى أبي عمامة يدعوه إلى مغادرة الحدود الشرقية ويغريه بتولي المناصب والتمتع بالامتيازات السخية كما فعل مولاي الحسن مع رؤساء زاوية سيدي الشيخ حينما دعاهم إلى مكناس. كما كتب مولاي عبد العزيز إلى قبائل الناحية يدعوهم إلى عدم التعامل مع أبي عمامة..."
ثم يأتي إلى الخلاصة ليقول:
"من الشيخ أبي عمامة المجاهد والمقاوم والثائر مع مقاوميه الأحرار، إلى الفتان والمسخر والمتعامل..
هذا التسلسل في الصفات والنعوت التي تضمنتها المصادر المغربية التي تناولناها لدراسة الحركة الجهادية البوعمامية، نجد ما يبرره ويفسره من خلال مواقف المجاهد أبي عمامة عبر مختلف مراحله الجهادية من جهة، ومن جهة أخرى من خلال علاقاته بالمخزن المغربي وعلاقات المخزن المغربي بالسلطات الفرنسية الاستعمارية أو تنافس الدول الأوروبية على المغرب، كما يفسر من جهة ثالثة بظهور حركة أبي حمارة وتعاونه العملي والفعلي مع أبي عمامة والطيب ابنه ومحيي الدين بن عبد القادر الجزائري.
ولعل إلقاء القبض على ابنه الطيب ورميه في السجن بفاس، وعدم استجابة مولاي الحسن لطلب أبي عمامة المتعلق بمده بالسلاح والعتاد لأسباب سياسية ودولية، عوامل من شأنها أن تعمق الثقة التي كانت موجودة بين المجاهد الثائر في وجه الزحف الأجنبي وقواته الاستعمارية، وبين مخزن يحاول بكل الوسائل الممكنة المحافظة على الأمن على حدود بلاده الشرقية وعدم إعطاء فرصة للاستعمار للتوغل داخل البلاد بحجة مطاردة الثوار المجاهدين."
نص في غاية الوضوح من منبر الأكاديمية المغربية، صحح الصورة التي سبق وأن رسمها كتاب مغاربة سابقون، لهم أعذارهم الخاصة، لكن التاريخ أبى إلا أن يظهر الحقيقة بادية للعيان. فالشيخ بوعمامة كان قد أعلن الجهاد للجهاد ليس غير، وما كان له أن يتنازل أو يخضع للمساومات حتى عندما ألقي القبض على ابنه سيدي الحاج الطيب في الظروف الغامضة التي تنتظر بزوغ فجرها (سنرى رده على هذه القضية). هذه الصورة التي رسمها الدكتور الفاضل عبد الهادي التازي، والذي ما فتئ يردد " المجاهد بوعمامة " كلما ذكر اسمه، هي ذاتها التي يساهم في رسمها اليوم كتاب نزهاء مغاربة آخرون كالأستاذين الكريمين زكي مبارك وأحمد العماري وغيرهما، كل حسب ما وصل إليه مبلغه من العلم.



ثانيا العلاقات بين الشيخ وبين المخزن المغربـــي:
1) موقف الشيخ من المخــــــــــزن المغربــــــي:
كان موقف الشيخ بوعمامة مع المخزن المغربي يتسم في الغالب بالتفاهم والتعاون والتقارب، كما سنرى في الوثائق والشهادات اللاحقة، وإن كانت بعض الظروف الاستثنائية تعكر صفو الجو أحيانا. وليس في ذلك من غرابة، ما دام العدو يتربص بالطرفين معا ويحبك المكايد المتنوعة للفتك بالجميع. ومعلوم أن الشيخ بوعمامة كان يوجد في خضم صراع مستمر بين المخزن المغربي الذي كان يدافع في موقف استضعاف، يحاول تفادي الاحتكاك والمواجهة مع القوات الفرنسية، وبين سلطات الاستعمار التي كان نهمها شديدا في الاستيلاء على خيرات المسلمين ورقابهم، وكان همها الأساسي كيف تستولي تباعا على أراضي المسلمين. ومن هنا كانت مواقف الطرفين تتلون مع الشيخ حسب الظروف المصلحية السياسية لكل منهما. فالمخزن المغربي لم يكن خافيا عليه أن موقف الشيخ كان صحيحا وأنه قد رفع راية الجهاد من أجل الجهاد، وأنه ما كان ليلين أو يستكين، ولكن المخزن كان مضطرا أن يتعامل معه حسب الظروف والملابسات التي تجري في الميدان.
أما السلطات الفرنسية فكانت تغتنم جميع الفرص لتمارس الضغوط على المخزن المغربي لتجعل مواقفه أمام الناس تبدو عدائية مع الشيخ لسحب الشرعية على ثورته، لأن هذا الأخير كان يقف حجر عثرة أمام مخططاتها.
ولكي تتوضح هذه الحقيقة، نتناول شهادات تؤكد أن ولاء الشيخ بوعمامة لسلاطين المغرب كان قائما باستمرار.
نتناول بداية شهادة قيمة من أحد الذين كتبوا عنه ما كتبوا لظروف خاصة، لنأخذ منهم مثلا:
ـ الدكتور الفاضل إسماعيلي مولاي عبد الحميد، كتاب وجدة وأنجاد، ج/ 1 يقول في ص 226ما يلي:
" ونستشف من العبارات الأخيرة، وبدون عناء ولا تأويل، أن بوعمامة كان يعتبر نفسه مغربيا وتحت إمرة السلطان مولاي الحسن الأول إذ جدد مبايعته لأمير المؤمنين في عدة مناسبات، بل التمس من الممثل الدبلوماسي الفرنسي بطنجة، لينارس، أن يتوسط له لدى الحكومة المغربية ويسلم لها رسالة مؤرخة في يوم الأحد 20 رمضان 1312/17 مارس 1895 تؤكد ولاءه للدولة الشريفة وانتماءه للأمة المغربية، وذلك في مطلع عهد الملك المولى عبد العزيز."
ويزكي نفس الحقيقة، مع سرد نص الرسالة التي بعث بها الشيخ بوعمامة للسلطان مولاي عبد العزيز:
ـ الأستاذ الفاضل عبد الحميد زوزو في هامش الجزء الثاني من كتابه ثورة بوعمامة ص 25 إذ يقول:
" إن خادمكم المتواضع يلتمس حمايتكم ويترجى عطفكم في الحاضر كما في السابق ليعم كامل المتوجهين إلى بلدكم الكريم ( كما يترجى) معاملتهم بكل تقدير، وتوصية جميع من هو تحت أمركم بهم خيرا في أرجاء المملكة. ويرغب في تجديد مع جلالتكم روابط المحبة القائمة منذ عهد سيدنا مولاي الحسن رحمه الله، وذلك لأننا لكم وليس لدينا ملجأ إلا عندكم، كما يرجوا أن توصوا بنا القوة المجاورة لتعاملنا بالتقدير المتناسب للعلاقات بين الدولتين."
( نقلا عن أرشيف وزارة الحربية الفرنسية 30/ح/79).

أما بخصوص موقفه الصريح من الجهاد ضد الفرنسيين فيقول الأستاذ:
أحمد العماري في ص 83 من كتاب توات:
" ... رجع سنة 1882 إلى دلدول، وهي واحة في قورارة الجنوبية وسط توات حيث أسس زاوية هناك، وبدأ ينظم دروسه الدينية ليكتسب بها مزيدا من الأنصار ويحرض السكان على اللجوء إلى فاس لمطالبة السلطان المغربي بإرسال قوة كافية لحماية الأهالي وصد الاعتداءات الفرنسية، وقد اعتبرت بعض المصادر الفرنسية أن بوعمامة هو الذي دفع السلطان المغربي الحسن الأول إلى التحرك سياسيا ضد فرنسا، وإلى العمل على تدعيم النفوذ المغربي عسكريا وإداريا بتوات..."
[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-26, 21:02   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
فقير
محظور
 
إحصائية العضو










Hot News1 الشيخ المجاهد أبوعمامة

[align=right]بسم الله الرحمان الرحيم .
تابع للترجمة أعلاه .

أما بخصوص موقفه الصريح من الجهاد ضد الفرنسيين فيقول الأستاذ:
أحمد العماري في ص 83 من كتاب توات:
" ... رجع سنة 1882 إلى دلدول، وهي واحة في قورارة الجنوبية وسط توات حيث أسس زاوية هناك، وبدأ ينظم دروسه الدينية ليكتسب بها مزيدا من الأنصار ويحرض السكان على اللجوء إلى فاس لمطالبة السلطان المغربي بإرسال قوة كافية لحماية الأهالي وصد الاعتداءات الفرنسية، وقد اعتبرت بعض المصادر الفرنسية أن بوعمامة هو الذي دفع السلطان المغربي الحسن الأول إلى التحرك سياسيا ضد فرنسا، وإلى العمل على تدعيم النفوذ المغربي عسكريا وإداريا بتوات..."
2) موقف المخزن المغربي من الشيـــــــــــــــــــخ:
عرفنا أن المخزن المغربي كان في غاية الحرج بسبب الظروف التي رأينا. وكان طبيعيا أن يتلون موقفه حسب الظروف التي كانت تتغير باستمرار، بحكم درايته بما كان يحاك حوله، سواء من قبل الجار العدو، أو من قبل الأطماع الدولية التي كانت تتنافس عليه، أو بسبب الغليان الشعبي الداخلي الذي كان رافضا للتدخل الأجنبي في البلاد. ومن هنا، كان يضطر أحيانا للوقوف مع الشيخ مواقف سلبية لتفادي ما هو أخطر حتى وإن كان على يقين من سلامة مواقف الشيخ الجهادية. و لا يعني البتة وقوف المخزن السلبي مع الشيخ أن العداء كان ساريا بينهما، إذ غالبا ما كان المخزن المغربي يقف مواقف في غاية الوضوح تبين مدى ارتباطه بالشيخ وحسن نظرته له، بل وتؤكد الخدمات الجليلة التي كان يسديها الشيخ للمخزن وإن في خفاء. تعالوا معنا نأخذ شهادات تؤكد هذه الحقائق، أي مدى العلاقات المتبادلة بين المخزن المغربي والشيخ بوعمامة، ومدى الخدمات التي كان يقوم بها هذا الأخير لفائدة السلطات المخزنية باعتباره أحد رعاياها:
يقول الأستاذ زوزو في ص 19:
" فبينما كانت الحكومة الفرنسية تتقرب منه لتجد فيه المساعدة على تنفيذ سياستها التوسعية في الصحراء كما سبق القول، كان القصر الملكي المغربي يريده مدافعا على هذه المنطقة ضد الفرنسيين باسمه. ويبدو أن بوعمامة قد اختار بعد تردد اختبارا لمقاصد السلطتين الفرنسية والعلوية الوقوف إلى جانب هذه الأخيرة بصفتها دولة إسلامية."
ويؤكد د. خليفي نفس الشيء في ص: 111:
" وقد راسل الشيخ بوعمامة مولاي الحسن سلطان المغرب ليمده بالمال والسلاح للوقوف في وجه الزحف الاستعماري، لكن مولاي الحسن رفض ذلك خوفا من الضغط الفرنسي وتجنبا للمشاكل. وهذا الموقف الملكي لا يعبر عن الموقف الشعبي الذي كان مؤيدا لحركة الشيخ ولغيره من محاربي الجزائر لمواجهة الاستعمار. وقد دعا بعض الفقهاء المغاربة الناس إلى الوقوف ضد عدو الدين الذي قارب البلاد المغربية، واستجاب لذلك العديد من القبائل المغربية التي لعبت دورا حاسما في تأجيل الاحتلال الكلي للبلدين واستغلال خيراتهما. أما السلطان المغربي فقد كان مقيدا باتفاقية لالة مغنية سنة 1845 الخاصة بتأمين الحدود، وحفاظا على ما التزم به مع جيرانه الفرنسيين"
( نقلا عن الأستاذ زكي مبارك في عرضه تحت عنوان: المجاهد بوعمامة من خلال بعض المصادر المغربية)."
ولتأكيد هذه المعلومات من وجه آخر، يعود:
الأستاذ عبد الحميد زوزو ليقول:
" وبناء عليه، يشير عليه سلطان المغرب بإنشاء مراكز في نخيلة عند مدخل العرق وفي الحقاق وعند مدخل اوقلات." ويعزو هذه التقارير إلى أرشيف وزارة الحربية 30/ح/79 تقارير بتواريخ 19/2/1896 و 15/3/1896 و 22/4/1896. كما يعطي أسمي الزائرين اللذين أبلغاه الرسائل: الحاج اسماعيل والحاج عبد الكريم."
أما الأستاذ عكاشة برحاب فعلى الرغم من حدة موقفه من الشيخ بوعمامة فهاهو يذكر في كتابه ص108 إحدى المهمات التي كان يقوم بها الشيخ لفائدة المخزن المغربي قائلا:
" ...بل تجاوز الأمر ذلك إبان اجتياح الجيوش الفرنسية واحات توات (1899ـ1900)، فدعي الشيخ بوعمامة إلى نقل مراسلات السلطان إلى أهل عين صالح بواسطة أتباعه ومريديه، واستفاد المغرب أيضا من الأخبار التي كان يبعث بها بوعمامة بانتظام إلى عامل وجدة وإلى الطريس. فكثر الثناء عليه والتنويه بصدقه وإخلاصه وصار يدعى محب الجميع سيدي بوعمامة."
وكانت قضية ثورة الشيخ بوعمامة تشغل بال المخزن المغربي كثيرا نظرا للضغوط الفرنسية التي كانت تمارس عليه في الموضوع. ويبدو أن السلطات الفرنسية كانت تلعب من ضمن ما تلعب عليه، على ورقة الجنسية، كما فعلت لجلب نجله الحاج الطيب من السجن المغربي. وفي هذا الصدد يقول:
أ.أحمد العماري في كتابه توات في مشروع التوسع الفرنسي بالمغرب ص، 68:
" ونظرا لكون السلطان الحسن الأول كان يريد أن يقطع على الفرنسيين جميع الأسباب التي يمكن أن ينتحلوها للتدخل في توات، فقد كتب إلى بوعمامة رسالة يؤكد له فيها بإنه يقبل وجوده في توات، وأنه مستعد لحمايته، ولكن عليه أن يلتزم الهدوء، وأن لا يقوم بأية ثورة أو حرب ضد الفرنسيين حتى لا يجدوا سبيلا للتدخل في التراب المغربي بتوات..."
أما بخصوص الجنسية فيقول:
د. خليفي في الصفحة 151:
" وتلقى بوعمامة رسالة من محمد الجباص يطلب منه فيها اختيار الجنسيتين المغربية أو الجزائرية ومغادرة فقيق، كما بعث الجباص إلى القبائل الحدودية يهددها بإخضاعها بمساعدة القوات الفرنسية وذلك في مطلع سنة 1902. وقد رد الشيخ على ذلك بمراسلة إلى قاضي وجدة يخبره فيها بسياسة الجباص المعادية للإسلام والمسلمين."
ولعل أهم ما ذكر في هذه النقطة بالذات الشهادة القيمة التي جاء بها:
الأستاذ أحمد مزيان في كتابه: فجيج مساهمة في دراسة المجتمع ص 450 حيث يقول:
" أمام هذا الزحف المتواصل للنفوذ الفرنسي في الأراضي المغربية وما صاحبه من تذمر وشكاوى من طرف سكان المنطقة، اضطر المخزن إلى محاولة القيام بتظاهرة عسكرية انطلاقا من تافلالت انتشرت أصداؤها بفجيج وباقي المنطقة، واهتمت بها السلطات العسكرية الفرنسية في المنطقة وصارت تترصد أخبارها وتعد لمواجهتها مع المسئولين بباريز، وهذا ما تخبرنا به الوثائق الفرنسية. فمن ذلك رسالة الجنرال (لارشي) قائد الفيلق 19 إلى وزير الحربية، اعتمادا على الأخبار التي نقلها إليه قائد العمور وأكدها رئيس مكتب جنين بورزك الفرنسي. ومفاد هذه الأخبار أن القائد العمراني رئيس الطابور المخزني بتافلالت ومولاي رشيد عامل هذه المنطقة، قد بعثا برسائل إلى بوعمامة يطلبان منه جمع حوالي 1200 جمل
(ألف ومائتين) لحمل مؤونة الطابور ومعداته من تافلالت إلى وادي درمل ، للاستيلاء عليه وعلى واحة النخيلة بوادي زوزفانة شرق المورة بحوالي 42 كلم، وعلى نقطة حاسي مزو بوادي الناموس. وتضيف الرسالة ( من جهة أخرى تروج الأخبار بأن قائد فجيج الذي يوجد بوجدة منذ مدة سيرجع بعد أيام قليلة ومعه مفرزة مخزنية توجه لاحتلال النقطة المائية في ولكاك)"
رسالة مؤرخة 14 غشت 1899 A.M.G.P/IH.C: 1024


3) موقف الشيخ من الروقــــــي:
وأخيرا، إذا كنا قد رأينا وجهة نظر الدكتور عبد الهادي التازي في خاتمة عرضه السالف الذكرعن الأسباب الممكنة التي حدت بالشيخ أن يتحالف مؤقتا مع الروقي، فلا بد إن نشير هنا إلى معلومة قيمة أوردها:
الأستاذ مولاي محمد في عرضه بمناسبة ذكرى مرور قرن على ثورة الشيخ بوعمامة في ص 115:
"... وفي بداية فبراير (1905) وصل إلى وجدة أحد أعمام السلطان مصطفى بن عبد الرحمان بهدف تنشيط مفاوضات مع بوعمامة، وكلف الأمير عبد المالك الجزائري للتوسط بينهما لتقريب وجهات النظر، إلا أن بوعمامة اشترط على المبعوث السلطاني إعلان الجهاد ضد الفرنسيين مقابل التخلي نهائيا عن الروقي. ولا شك أن المغاربة لم يستجيبوا لشرطه، لأنهم كانوا يخافون من تكرار هزيمة إيسلي."
وليس بعيدا أن يكون موقف الشيخ بوعمامة هذا هو الذي دفع بالمخزن المغربي إلى نشر دعاية إعلان الجهاد وإشاعة الحصول على أسلحة ألمانية حيث يضيف الكاتب في نفس الصفحة:
" وفي بداية أبريل تلقى عامل وجدة وفجيج الأوامر لتوقيف الاتصالات والعلاقات مع الفرنسيين، وطلب من عامل تافلالت الاستعداد للجهاد، وأشاع المخزن بين قبائل الحدود توارد الأسلحة الألمانية على البلاد وتحسين العلاقات بين الروقي وفرنسيي الجزائر."
(ويعزو هذه المعلومات إلى تقارير واردة بمجلة قضايا ديبلوماسية واستعمارية لشهر مارس 1913، والمجلة الاجتماعية للجغرافية وعلوم الآثار الوهرانية بتاريخ 16/10/1909.)
ثالثا العلاقات بين الشيخ بوعمامة وسلطات الاستعمار:
تابع
[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-10-01, 19:29   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أبو إدريس
كبار الشخصيات
 
الأوسمة
وسام الشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
ما أحوجنا لقراءة تاريخنا المكتوب بأيدي المخلصين من أبناء البلد
أمثال الدكتور أبو القاسم سعد الله والدكتور يحيى بو عزيز










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-22, 01:21   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
نادية مجدوبي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي رحمه الله

السلام عليكم

رحم الله الشيخ المجاهد البطل أبوعمامة البوشيخي رحمة واسعة وجزاه عن الاسلام والمسلمين كل خير آمين










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-22, 12:01   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
نجيب بطوش
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية نجيب بطوش
 

 

 
إحصائية العضو










B2 بوعمامة

1- مقدمة
عانى الجنوب الوهراني على غرار المناطق الجزائرية الأخرى ويلات الاستعمار الفرنسي من خلال سياسته الجهنمية المبنية على ضرب الصف الواحد معتمد في ذلك على الدور الكبير للمكاتب العربية التي نجحت بدورها في خلق البلبلة وإثارة أحقاد القبائل فيما بينها حتى يستتب لها الأمر, كما أنها استطاعت أن تتغلغل بين العائلات الكبيرة لخلق الفتن وهذا ما حدث بين فرع الغرابة الذي ينتمي إليه الشيخ بوعمامة و فرع الشراقة أبناء عمومته إلا أن الشيخ بوعمامة أدرك نوايا الاستعمار الفرنسي ,فأعلن الجهاد لتخليص البلاد والعباد من براثن الاحتلال الفرنسي وقداستمر جهاده إلى غاية عام 1908.
2- الأوضاع الممهدة لمقاومة الشيخ بوعمامة
إن المتتبع لتاريخ منطقة الجنوب الوهراني منذ مقاومة أولاد سيدي الشيخ يجد أن المنطقة كانت تعيش إستقلالية في تسييرها لشؤونها الداخلية ومرد ذلك هو التمركز الضئيل جدا للمستوطنين في المنطقة ,وحتى الجيش الفرنسي لم يكن يملك إلا مركزا واحدا في لبيض سيدي الشيخ فرع الشراقة , لكنه استطاع بعد معارك ضارية خاضتها ضده عائلة أولاد سيدي الشيخ من تشتيت هذه العائلة , فمن أفرادها من اضطر مكرها إلى الهجرة إلى المغرب الأقصى ,ومنهم من نزح إلى ضواحي الجنوب الأقصى وتمركز في منطقة المنيعة .
و الملفت للانتباه أن عزوف سكان المنطقة عن المقاومة التي كانوا قد أعلنوها عام 1864لم يدم طويلا ,حيث ظهر على مسرح الأحداث فرع أولاد سيدي الشيخ الغرابة من خلال الصمود الذي أثبته الشيخ سي معمر بن الشيخ الطيب رئيس فرع الغرابة في مقارعته للعدو الفرنسي في المنطقة بداية من شهر أفريل 1873 , لكن هذا الأخير اضطر إلى الانسحاب ووضعه تحت الإقامة الجبرية , ولكن ما أن انتهت فترة 1878 -1880 حتى ظهرت شخصية مجاهدة أخرى من نفس الفرع وهي الشيخ بوعمامة الذي حمل لواء الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي ووقف في وجه التوسع في المناطق الصحراوية.
3- أسباب مقاومة الشيخ بوعمامة
يكفي القول بأن رفض الشعب الجزائري للاحتلال الفرنسي يعد من أهم العوامل التي دفعت بالشيخ بوعمامة إلى الإعداد والتنظيم للعمل الثوري ضد العدو بالجنوب الوهراني ومما لاشك فيه أن هناك جملة من الأسباب ساهمت بشكل كبير في التعجيل بإشعال الثورة ومن أهمها مايلي:
1- الأسباب المباشرة:
يعتبر مقتل الضابط الفرنسي واين برونر وهو برتبة ملازم أول وكان يشغل رئيس المكتب العربي لمنطقة البيض وذلك في 22أفريل 1881 ,مع أربعة من حراسه من فرسان الصبايحية عندما حاول جاهدا إيقاف نشاط الشيخ بوعمامة السبب المباشر في اندلاع المواجهة بين الشيخ بوعمامة والإدارة الاستعمارية الفرنسية .
2- الأسباب غير المباشرة :
لقد تأثر الشيخ بوعمامة بفكرة الجهاد ضد الصليبيين الغزاة المحتلين لكونه رجل دين وصاحب زاوية , هذا إلى جانب الأفكار الإصلاحية التي وصلت إلى المناطق المجاورة وأثرت تأثيرا مباشرا على الشيخ , وكان من أبرزها دعوة جمال الدين الأفغاني و السلطان عبد الحميد الثاني إلى بناء تحالف إسلامي في إ طار الخلافة الاسلامية كأساس لتغيير أوضاع المسلمين وطرد المستعمرين و هي الأفكار التي وصلت إلى المغرب العربي كذلك عن طريق الوافدين من المشرق العربي ,يضاف إلى هذا كله دور دعاة الطريقة السنوسية في إثارة سكان المناطق الصحراوية ضد تغلغل الاستعمار ومواجهته وقد كان لهذا الدور مفعوله على نفسية الشيخ بوعمامة ,وهي عوامل كافية ليقوم الشيخ بوعمامة بحركته الجهادية ضد الإستعمار الفرنسي في منطقته.
ب- السبب الإقتصادي:
إن تردي الأوضاع الإقتصادية في منطقة الجنوب الوهراني في تفجير الأوضاع واندلاع الثورة , خاصة بعد انتشار المجاعة التي أهلكت سكان المنطقة وفقدوا جرائها كل ممتلكاتهم ناهيك عن الغبن الذي تسببت فيه السياسة الجائرة للإدارة الاستعمارية ,ومنها منع بعض القبائل من التنقل ما بين 1879 و1881,خاصة قبائل آفلو والبيض و قبائل جبال القصور الرحالة وقد تولد عن ذلك نوع من التذمر و الاستياء الشديدين ,وقد نجم عن .موت أعداد كبيرة من المواشي وقد وصلت نسبة الخسائر التي لحقت بمنطقة آفلو وحدها بثلاثمائة رأس أي 80/. منهانسبة 37/. في سنة 1879-1880 و نسبة 43/. سنة 1880-1881 .
وكذلك عزم السلطات الفرنسية على إقامة مركز عسكري للمراقبة في قصر تيوت ,بعد فشل البعثة الرسمية لدراسة مشروع مد الخط الحديدي عبر الصحراء في الجنوب الغربي لإقليم وهران عام 1879
4- مراحل المقاومة
ا-المرحلة الأولى
لم يعلن الشيخ بوعمامة الثورة على الاستعمار الفرنسي بمنطقة الجنوب الوهرابي إلا بعد أن هيأ جميع القبائل الصحراوية عن طريق مريدي الطريقة الشيخية المنتشرين عبر كل المنطقة, ومنها قبائل الطرافي و رزاينة والأحرار و فرندة و تيارت ,وقد وجدت هذه الدعوة صداها لدى قبائل عمور و حميان و الشعامبة ,وقد استطاع الشيخ بوعمامة في وقت قصير أن يجمع حوالي ألفان وثلاثمائة جندي بين فرسان و مشاة .لقد وقعت أول مواجهة عسكرية بين الشيخ بوعمامة و القوات الفرنسية في 27 أفريل 1881 بالمكان المسمى سفيسيفة جنوب عين الصفراء ,أسفرت عن انهزام الجيش الفرنسي واستشهاد بعض رجال الشيخ بوعمامة منهم وقائد المعاليف قائد الرزاينة.وأمام خطورة الوضع سارعت السلطات الاستعمارية إلى إرسال قوات إضافية إلى المنطقة لقمع الثورة والقضاء عليها وتمثل المدد الذي وصل إلى المنطقة فيما يلي:
- ثلاث فيالق من المشاة تحت قيادة العقيد إينوسانتي .
- فرقتين يقودهما القايد قدور ولد عدة .
- فرقة تيارت يقودها الحاج قدور الصحراوي.
- قافلة من ألفين وخمسمائة جمل ومعها ستمائة جزائري .
- قائد الشعبة العسكرية لمعسكر الجنرال كولينو دانسي هو الذي تولى القيادة العامة لهذه القوة العسكرية.
أما المواجهة العسكرية الثانية بين الطرفين الجزائري والفرنسي كانت في 19 ماي 1881 بالمكان المسمى المويلك وتقع قرب قصور الشلالة بجبال القصور ,وكانت معارك عنيفة جدا اشتد فيها القتال بين الطرفين وكان النصر فيها حليف الشيخ بوعمامة رغم تفوق العدو في العتاد والعدة .وحسب تقارير الفرنسيين أنفسهم فإن هذه المعركة خلفت خسائر لكلا الطرفين ,وقد قدرت خسائر الفرنسيين فيها ستون قتيل واثنان وعشرون جريحا.وبعد هذه المعركة ظل الشيخ بوعمامة سيد الموقف ,حيث توجه إلى الأبيض سيدي الشيخ مما ساعد الثوار في هذه الفترة على قطع خطوط التلغراف الرابط بين فرندة والبيض ومهاجمة مراكز الشركة الفرنسية الجزائرية للحلفاء,وقد قتل العديد من عمالها الإسبان مما دفع بالسلطات الفرنسية إلى اتخاذ اجراءات لحماية مصالحها منها تجميع أربعة طوابير قويةفي النقاط التالية:
- فرقة راس الماء أسندت مهمتها إلى العقيد جانين.
- فرقة بخيثر بقيادة العقيد زويني .
- فرقة تيارت وأسندت مهمتها إلى العقيد برونوسيار.
- فرقة البيض وكانت بقيادة العقيد تاديو ثم العقيد نيغريي.
ولمواجهة انتصارات الشيخ بوعمامة المتتالية قامت السلطات الفرنسية بتحركات سريعة تمثلت في إرسال قواتها نحو الجنوب الغربي من أجل تطويق الثورة والقضاء عليها وبالتالي تتوسع في المنطقة وتبسط نفوذها على كل قصور الجنوب الوهراني. لقد تم تكليف العقيد نيغريي بمهمة معاقبة القبائل التي شاركت مع الشيخ بوعمامة في الثورة وكانت البداية بنسف زاوية سيدي الشيخ الكبير المتواجدة بالبيض سيدي الشيخ,تلتها المجازر الرهيبة التي قام بها جيش الاحتلال في حق السكان العزل من أهالي الطرافي والربوات بمنطقة البيض انتقاما لمشاركتهم في الثورة ,ونفس الجرائم ارتكبت ضد سكان الشلالة الظهرانية ,و في الأبيض سيدي الشيخ ارتكبت أعمال شنيعة على يد السفاح نيغريي في 15أوت 1881 الذي قام بتفجير قبة سيدي الشيخ ونبش قبره وهو استهزاء بالجوانب الروحية للشعب الجزائري وعاداته وتقاليده.ومابين سبتمبر وأكتوبر عام1881 تعرضت القوات الفرنسية بقيادة كل من الجنرال كولونيو والجنرال لويس إلى هجومات المجاهدين قرب عين الصفراء نتج عنها سقوط العديد من القتلى والجرحى بين الطرفين ,كذلك قام السفاح لويس بتحطيم القصرين اللذين كان يمتلكهما الشيخ بوعمامة وهما قصر مغرار الفوقاني وقصر مغرار التحتاني,كما دمرت زاوية الشيخ بوعمامة أيضا وقتل العديد من السكان العزل.
ومن التطورات الهامة التي حصلت خلال هذه الفترة كذلك هو التحاق الشيخ سي سليمان بن حمزة زعيم أولاد سيدي الشيخ الغرابة إلى ثورة بوعمامة على رأس ثلاثمائة فارس ,واتجه مع قوته إلى جنوب غرب عين الصفراء ومنها إلى منطقة البكاكرة للضغط على القبائل الموالية للاستعمار الفرنسي.
أمام تزايد القوات الاستعمارية وتوافد الدعم لها من كل منطقة ازداد الضغط علىالشيخ بوعمامة فاضطر إلى الانسحاب متجها إلى منطقة فقيق بالمغرب الأقصى ,حيث قل نشاطه وتفرق أتباعه وأنصاره ,وقد انضم البعض منهم إلى السي قدور بن حمزة زعيم أولاد سيدي الشيخ الشراقة ,أما البعض الآخر فقد انضم إلى صفوف الشيخ سي سليمان بن حمزة قائد أولاد سيدي الشيخ الغرابة ,وباقي المجاهدين فقد مكثوا بمنطقة فقيق وضواحيها. وفي 16 أفريل 1882 لاحقت قوات الاحتلال الشيخ بوعمامة في الأراضي المغربية ,لكنه رد عليها بهجوم عنيف في شط تيغري كبد العدو خسائر فادحة في الأرواح وأجبره على الانسحاب .لقد كان لهذه الهزيمة وقع كبير في الأوساط العسكرية الفرنسية ,وزادت من جهة أخرى الثورة صمودا وتحديا وأثبتت تفوقها مرة أخرى على القوات الفرنسية .
ب-المرحلة الثانية:
عرفت مقاومة الشيخ بوعمامة خلال هذه المرحلة فتورا ملحوظا بعد استقرار في مسقط رأسه الحمام الفوقاني بفقيق التي وصلها في جويلية 1883, حتى يتمكن من تنظيم صفوفه للمستقبل ,وهذا ماجعل السلطات الاستعمارية تتخوف من تحركاته الكثيفة لذا سارعت في إرسال برقية موقعة من طرف الجنرال سوسيي قائد الفيلق التاسع عشر إلى حكومته في باريس يدعوها إلى الضغط على السلطان المغربي لطرد الشيخ بوعمامة من الأراضي المغربية لأنه يشكل خطرا على المصالح الفرنسية في المنطقة .هذا التحرك دفع الشيخ بوعمامة إلى مغادرة المنطقة ,ولجوئه إلى إقليم توات واحتمى بسكان واحة دلدول مع نهاية عام1883 ,واستقر هناك إلى غاية عام 1894 حيث أسس زاوية له وشرع في تنظيم الدروس الدينية لمواصلة الجهاد ووقف زحف التوسع الاستعماري في الجنوب الغربي ,حيث قام بمراسلة مختلف شيوخ القبائل الصحراوية لإعلان الجهاد ضد الكفار ومقاومتهم .كماكان لهذا النشاط صدى واسعا بين القبائل الصحراوية ,خاصة قبائل التوارق الذين اقترحوا عليه الانتقال إليهم ليتعاونوا في الجهاد ضد العدو الفرنسي ,كما آزرته وانضمت إليه بعض القبائل المقيمة على الحدود الجزائرية- المغربية .لقد حاول الاستعمار الفرنسي خنق الثورة من كل الجهات وبكل الوسائل والتوسع في الجنوب وذلك عن طريق إقامة المؤسسات الاقتصادية وإنشاء المراكز التجارية في كل من إقليم توات وتاديكالت .
ج-المرحلة الثالثة:
تعتبر هذه المرحلة بداية النهاية ,ففي خضم هذه الأحداث استطاع الشيخ بوعمامة أن يكسب العديد من الأنصار ويحضى بثقة سكان المناطق الصحراوية ,وهذا ما جعل السلطات الاستعمارية تفكر في استمالته بكل الوسائل فقامت بالاتصال عن طريق المفوضية الفرنسية بمدينة طنجة المغربية عام 1892 للتفاوض حول قضية الأمان التي انتهت بدون نتيجة .
إن الصلات الودية والطيبة التي كانت بين الشيخ بوعمامة والسلطات المغربية أثارت قلق وتخوف السلطات الاستعمارية الفرنسية ,خاصة بعد الاعتراف به زعيما لقبائل أولاد سيدي الشيخ ومشرفا على كل المناطق الصحراوية مما دفعها مرة أخرى إلى محاولة كسب وده لتسهيل مهمتها في التوسع وبسط نفوذها على المناطق الصحراوية ,لذلك قرر الوالي العام لافريار في 16 أكتوبر 1899 منح الشيخ بوعمامة الأمان التام دون قيد أو شرط.ومع مطلع القرن العشرين دخل الشيخ بوعمامة المغرب الأقصى واستقر في منطقة وجدة , الأمر الذي جعل السلطات الفرنسية في الجزائر تتنفس الصعداء بتخلصها من أحد أشد أعدائها مقاومة .إن السنوات التي خاضها الشيخ بوعمامة في الجهاد عرقلت بشكل كبير التوسع الاستعماري في أقصى الصحراء خاصة الناحية الغربية منها ,رغم الحصار الكبير الذي حاولت السلطات الاستعمارية فرضه على المقاومة بقيادة الجنرال ليوتي .
5- نتائج مقاومة الشيخ بوعمامة
تمثلت هذه النتائج فيما يلي:
1- كانت ثورة الشيخ بوعمامة تحديا كبيرا لسياسة الجمهورية الثالثة ,والتي كانت ترمي إلى إتمام عمليات الاحتلال الشامل للجزائر ,واستطاعت أن تعطل وتعرقل المشاريع الفرنسية في الجنوب الغربي.
2- تمثل ثورة الشيخ بوعمامة المرحلة النهائية من استراتيجية الزعامات الوطنية في مواجهة الاستعمار الفرنسي عن طريق المقاومات الشعبية التي تعتمد أساسا على العامل الديني في تعبئة الجزائريين لمقاومة الاحتلال.
3- تعتبر ثورة الشيخ بوعمامة من أعنف المقاومات الشعبية خلال القرن التاسع عشر بعد مقاومة الأمير عبد القادر.
4- كشفت ثورة بوعمامة ضعف الفرنسيين في مواجهة المقاومة مما جعلها تبحث عن
الحلول السياسية لإخماد نار الثورة خصوصا مع المرحلة الثانية 1883 -1892
حين ظهرت قضية الأمان الذي كانت تبحث عنه السلطات الفرنسية من بوعمامة
الذي رفضه من خلال المراسلات و المفاوضات التي كانت تسعى إليها فرنسا.
5- الخسائر البشرية والمادية هي الأخرى كانت من أبرز النتائج التي تمخضت عن الثورة
6- عجلت الثورة بإتمام مشاريع السكك الحديدية في المنطقة وربط الشمال بالجنوب.
7- إن مقاومة الشيخ بوعمامة حتى وإن لم تحقق أهدافها في طرد الاستعمار من المنطقة
بسبب العقبات التي اعترضتها منها على وجه التحديد عدم التمكن من توحيد فرعي
أولاد سيدي الشيخ وكذلك ضغوط السلطان المغربي عبد العزيز على الثورة وحصرها في الحدود ,إلا أنها أثبتت قدرتها على المقاومة وطول النفس وعرقلة التوسع في المنطقة .










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-22, 12:03   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نجيب بطوش
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية نجيب بطوش
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أبو القاسم سعد الله والدكتور يحيى بو عزيز
هما أفضل علمائنا










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-24, 16:59   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
zoubour
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية zoubour
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم على هذا العمل الجبار وجعله الله في ميزان حسناتكم.










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:24

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc