القضاء والقدر - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

القضاء والقدر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-03-07, 15:21   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الإلحاح في الدعاء ليس من الاعتراض على القدر

السؤال:

منذ فترة طويلة تكون لدي حلم ، وهو صعب المنال ، لكن إيماني بقدرة الله هو ما شجعني على السعي إليه بشتى الطرق .. وحتى هذه اللحظة لم يتحقق حلمي رغم دعائي المتكرر ، وفي كل الأوقات ، لأكثر من خمس سنين متواصلة لتحقيقه.. وقد حلمت منذ فترة حلما ، وقرأت تفسيره في كتاب : أنني ربما أتطلع لأمر ولن أناله... الآن لم يزل تعلقي بتحقيق حلمي موجودا ، ولم ولن أيأس من رحمة الله بي ، وأعلم أن التأخير فيه مصلحة لي.. لكنني أتساءل هل أنا ـ بذلك ـ أعترض على الله ؟

هل علي أن أستمر بالدعاء لتحقيق هذا الأمر لي؟ أم أنني من المفترض أن أسلم بتفسير الرؤيا وأتوقف عن الدعاء ، لأن هذا الأمر لن يتحقق ؟

أنا حائرة ولا أعلم إن كان تكراري للدعاء فيه تعدي وعدم إيمان بالقضاء ، وهل وجود أمل في قلبي أن رحمة الله واسعة ، وأن هذا الأمر سيتحقق ، وإن كان متأخرا ، فيه سوء أدب مع الله ؟


الجواب:


الحمد لله

نشكر لك في البداية همتك العالية ، وطموحك نحو تحقيق ما تحلمين به ، ونذكرك مع ذلك بأمور عدة :

الأمر الأول : ضرورة الأخذ بالأسباب ، فقد خلق الله الدنيا بنظام السبب والمسبب ، وأوجب على الناس العمل في هذه الدنيا ضمن هذا النظام ، فمن ألغى الأسباب فقد تعدى على شرع الله وقدره .

الأمر الثاني : الإلحاح في الدعاء مما يحبه الله ويرضاه ، وليس فيه اعتراض على القدر ، بل هو إصرار على بلوغ المراد ضمن الأسباب المشروعة ، والدعاء أحد هذه الأسباب ، فهو من قضاء الله وقدره ، وهو علامة العبودية ، وأمارة الإيمان .
قال ابن القيم : " ومن أنفع الأدوية : الإلحاح في الدعاء " انتهى

" الجواب الكافي " (ص/25) .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ : يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي ) رواه البخاري (6340) ومسلم (2735)

يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" في هذا الحديث أدب من آداب الدعاء , وهو أنه يلازم الطلب ، ولا ييأس من الإجابة ؛ لما في ذلك من الانقياد ، والاستسلام ، وإظهار الافتقار , حتى قال بعض السلف : لأنا أشد خشية أن أحرم الدعاء من أن أحرم الإجابة . وكأنه أشار إلى حديث ابن عمر رفعه : ( من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة ) ، الحديث أخرجه الترمذي بسند لين ، وصححه الحاكم فوهم .

قال الداودي : يخشى على من خالف وقال قد دعوت فلم يستجب لي أن يحرم الإجابة ، وما قام مقامها من الادخار والتكفير انتهى ... وإلى ذلك أشار ابن الجوزي بقوله : اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد ، غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة ، أو يعوض بما هو أولى له عاجلا أو آجلا ، فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه ، فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض " انتهى .

" فتح الباري " (11/141) .

الأمر الثالث ، وهو الأهم فيما نريد تنبيهك إليه :

إذا كان ما تدعين به من أمور الدنيا الفانية ، ومما قد يبتلى به الإنسان في حياته بفقد ، أو مرض أو فقر ونحو ذلك ، فلا نرى لك الحلم به كثيرا ، ولا التعلق القلبي العظيم بتحقيقه ، فقد خلق الله الدنيا ناقصة اللذات ، لا تصفو لأحد ، فلا تظني في قلبك أنها تصفو لك ، ولو بكثرة الدعاء ، وهذه لفتة دقيقة أشار إليها العلامة ابن الجوزي رحمه الله ، كي يستريح من يدعو ولا يستجاب له ، وكي لا يقع المسلم في التسخط في آخر المطاف ، بل يرضى بالقضاء ، ويحتسب أجره عند الله ، ويعلم أن ما عند الله خير وأبقى .

يقول ابن الجوزي رحمه الله :

" من الجهل أن يخفى على الإنسان مراد التكليف ، فإنه موضوع على عكس الأغراض ، فينبغي للعاقل أن يأنس بانعكاس الأغراض ، فإن دعا وسأل بلوغ غرض ، تعبد الله بالدعاء : فإن أعطي مراده ، شكر ، وإن لم ينل مراده فلا ينبغي أن يلح في الطلب ؛ لأن الدنيا ليست لبلوغ الأغراض ، وليقل لنفسه : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) البقرة/216 ، ومن أعظم الجهل أن يمتعض في باطنه لانعكاس أغراضه

وربما اعترض في الباطن ، أو ربما قال : حصول غرضي لا يضر ، ودعائي لم يستجب ، وهذا كله دليل على جهله وقلة إيمانه وتسليمه للحكمة ، ومن الذي حصل له غرض ثم لم يكدر ؟! هذا آدم ، طاب عيشه في الجنة ، وأخرج منها ، ونوح سأل في ابنه فلم يعط مراده ، والخليل ابتلي بالنار ، وإسحاق بالذبح ، ويعقوب بفقد الولد ، ويوسف بمجاهدة الهوى ، وأيوب بالبلاء ، وداود وسليمان بالفتنة ، وجميع الأنبياء على هذا ، وأما ما لقي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الجوع والأذى وكدر العيش فمعلوم ، فالدنيا وضعت للبلاء ، فينبغي للعاقل أن يوطن نفسه على الصبر ، وأن يعلم أن ما حصل من المراد فلطف ، وما لم يحصل فعلى أصل الخلق والجبلة للدنيا ، كما قيل:

طبعت على كدر وأنت تريدها ... صفوًا من الأقذاء والأكدَارِ " انتهى.

" صيد الخاطر " (ص/399) .

الأمر الرابع :

لا تعولي كثيرا على الرؤى والأحلام ، فهي ظنية الدلالة ، لا يعتمد في تأويلها على ما في الكتب ، ولا يقبل تأويلها من عابر غير عالم ولا بصير ، فكيف تبنين عليها قرارا وتتوقفين بسببها عن سعي ونجاح ، بل ننصحك بالتوكل على الله ، والإلحاح في الدعاء إذا كان في الأمر خير .

والخلاصة :

أن هذا الأمر الذي تحلمين به : إن كان مما يقربك من رضوان ربك وجنته ، ويباعدك من سخطه وناره : فلا تتركي الإلحاح في الدعاء به ، مع الأخذ بما تطيقينه من الأسباب لبلوغه ، وإن كان عرضا من الدنيا ، من رزق ، أو مال ، أو إنسان معين ، تريدين الزواج منه : فلا نرى لك أن تتعلقي به كل هذا التعلق ، سنين طوالا ؛ بل فوضي أمرك إلى الله ، وانشغلي بما ينفعك ، واسأليه أن يقدر لك الخير في أمرك كله .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-03-07, 19:32   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
oum imane83
عضو محترف
 
الأوسمة
وسام المركز الثالث 
إحصائية العضو










افتراضي

ربي يكتب لنا الخير حيث كان يرضينا










رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 12:23   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
امام الرضا
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية امام الرضا
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك ونفع الله بك










رد مع اقتباس
قديم 2018-04-11, 09:39   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
messi20122013
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2018-08-13, 21:49   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
falconpro
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور على الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2018-08-20, 00:31   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
Raoh
بائع مسجل (أ)
 
إحصائية العضو










افتراضي

بــــارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2018-08-22, 14:13   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
~ابتسامة~
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ~ابتسامة~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمدو لله










رد مع اقتباس
قديم 2018-08-23, 10:39   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
ابن الجزائر11
مؤهّل منتديات التّصميم والجرافيكس
 
الصورة الرمزية ابن الجزائر11
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2018-10-14, 22:02   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
Hamoudi.chemssou
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2018-10-18, 15:39   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
سي يوسف مشرقي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤاال وجواب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc