أئمة الدعوة .. وما أدراك من أئمة الدعوة

[البربهاري]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد :

قال الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف : (لقد كان لعلماء نجد مواقف مشهورة , ومشاهد مشكورة في سبيل نصرة هذا الدين, والصدع بكلمة الحق, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة).

ثم قال : (ومع ذلك كله فإن الكثير من الناس يخفى عليه حال أولئك العلماء الأعلام , ولا تزال هذه المواقف الرائعة والمشاهد النافعة مغمورة منسية, فلا تكاد تعرف إلا عند القليل) من سير الأئمة صـ 8


وسأنقل بعض القصص بدون ترتيب , منها ماهو في الجهاد , ومنها ما هو في العبادة , ومنها ما هو في الدعوة, ومنها ما هو قول جميل نسأل الله أن يرحمنا وإياكم برحمته.


1- نهى الشيخ سليمان بن عبدالله عن المنكر فقام ابراهيم باشا بإحضار الآت المعازف بين يديه إغاضة له , ثم أخرجه إلى المقبرة وامر الجند بأن يطلقوا عليه الرصاص جملة واحد , فأطلقوه عليه فمزقوا جسده ثم جُمع لحمه بعد ذلك قطعاً رحمه الله.

أراد ابراهيم باشا أن يغيظ أباه العلامة عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله إذ قال : قتلنا ابنك سليمان ! فرد عليه الشيخ عبدالله بكل ايمان ويقين : إن لم تقتله مات.

أثرت هذه الكلمة العظيمة المليئة بالإيمان بالقضاء والقدر على ابراهيم باشا حتى قال البسام في علماء نجد إنه قرأ في بعض التواريخ المصرية أن ابراهيم باشا لما عاد إلى القاهرة بعد حرب الدرعية , جاءه بعض العلماء وبعض شيوخ الأزهر مهنئين فلم يلتفت إليهم ولم يهتم بهم , وحين سئل عن ذلك قال : العلماء الحقيقيون هم الذين رأيتهم في صحارى نجد.

2- لما حاصر ابراهيم باشا الرس واشتد الأمر على أهل الرس وحوصروا حتى بلغ بهم الأمر ما بلغ قام الشيخ قرناس القرناس رحمه الله واستنجد بجنده وبالمدن المجاورة له , فجاؤوا مهطعين نحو صوت الداعي فأزالوا الحصار عنهم واستمر الشيخ رحمه الله يشجعهم وهو يقول بصوت عالٍ : (إليّ عباد الله , ذودوا عن محارمكم , وقاتلوا عن دينكم , إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون, فالحي منكم سعيد والميت شهيد).

وبعد صولات وجولات استطاع أهل الرس أن يقتلوا بعض عسكر ابراهيم باشا , فراسلهم طالباً منهم الصلح فأجابه الشيخ قرناس ليس عندنا مانع من الدخول في مفاوضات بشرط ان تدخل إلى البلد وحدك فقط , ولك الأمان , فوافق ابراهيم , وكان يوم جمعه , وحان وقت الصلاة , فمشوا إلى الصلاة ومعهم ابراهيم, فصعد الشيخ قرناس المنبر وخطبهم, فاندهش ابراهيم باشا وقال : زعيم وفارس وخطيب , وانتهت المفاوضات.

قال الشيخ ابن دعيج يصف هذه الواقعة :

وشب نار الحرب فوق الرس .. ثلث السنة يضربهم بالقبس
رجال صدق في اللقا والبأس .. أعيانـهم وشيخهم قرنـاس


3- كان الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي أماراً بالمعروف ناهياً عن المنكر يصدع بالحق فكان يتجول في شوارع عنيزة فلا يرى متخلفا عن الصلاة في المسجد أو امرأة مظهرة شيئا من زينتها إلا علاه بعصاه وزجره بلسانه , وكان إذا طلع إلى صلاة الفجر يقوم فيقرع بيوت جيرانه قائلا وبصوت عالٍ : قوموا إلى الصلاة , الصلاة خير من النوم.
إ
4- كان عبدالله بن حسن آل الشيخ قائما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأوذي في سبيل الله كثيراً , فقد ضربه أحد العبيد بسيف وسقط مغشيا ولكن سلمه الله , وكان بعض المجرمين يهددونه بوضع مشط الرصاص على بابه فلم يكن يلتفت إليهم ولم يثنه ذلك عن القيام بأمر الله.

5- كان الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ غيوراً على محارم الله ولما تولى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اجتهد في تتبع أهل المعاصي اينما حلوا ويباشر الإنكار بنفسه, ولقد أوذي في سبيل الله حتى لقد هم احدهم بقتله حين استراب في بيته. ودخل عمر منزله , فلم يجد ما نسب إليه ومعه أحد الأعضاء , فقام العبد وضرب ذلك العضو وقتله , والتفت إلى الشيخ ليقتله فهرب منه وقتل العبد قصاصاً.

6- كان الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ جالساً في جامع الرياض , فسمع صوت غناء من جهة الجنوب, أتى بنغمتها هبوب الرياح, فلما سمع ذلك وعظ الناس موعضة بليغة ثم قام من فوره إلى ذلك المنكر وخرج من الباب الجنوبي وأزال ذلك المنكر والحمد لله رب العالمين.


7- قال الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ : مؤاكلة الرافضي والإنبساط معه وتقديمه في المجالس والسلام عليه لا يجوز , لأنه مولالة وموادة والله قد قطع المولاة بين المسلمين والمشركين.

8- في سنة 1216 سار سعود بن عبدالعزيز مع جيشه نحو كربلاء , ودخلوها عنوه, وقتلوا أهلها, وهدموا القبة التي على قبر الحسن.
ولما قيل لسعود إنك أخذت كربلاء وذبحت اهلها , أجاب قائلاً : (الحمد لله رب العالمين , ولا نعتذر عن ذلك , ونقول : وللكافرين امثالها). يالله , ما اجمل العزة بالتوحيد والافتخار ببغض الشرك وأهله والايمان بان النفع والضر بيد الله.

9- قال عبدالرحمن بن حسن : كان شيخنا محمد بن عبدالوهاب في ابتداء دعوته إذا سمعهم يدعون زيد بن الخطاب رضي الله عنه يقول : الله خير من زيد تمرينا لهم على نفي الشرك بلين الكلام نظراً إلى المصلحة وعدم النفرة.

10- لما عُيِّنَ الشيخ عبدالرحمن السعدي مشرفا على المعهد العلمي بعنيزة وُضِع له راتب شهري قدره ألف ريال, فأرسل رحمه الله إلى الرئاسة يستعفيهم من الراتب ويخبرهم بانه سيشرف على المعهد العلمي بدون مقابل مادي. وهكذا هم العلماء الذين يدفعون الدنيا عنهم دفعاً

11- كان الشيخ حمد بن فارس رحمه الله يجلس في مصلاه لصلاة الفجر يوم الجمعة يتلو القرآن حتى يصعد الإمام المنبر لخطبة الجمعه. انظر إلى هذه الهمة

12- كان الشيخ حمود التويجري كثير التلاوة لكتاب الله , يقرؤه في كل حال , قائما , قاعدا , مضطجعاً. يختم القرآن كل سبع , وفي رمضان كل ثلاث. يقرأ في صلاة الليل أربعة أجزاء ونصف تقريبا.

مأخوذه من كتاب الشيخ العبداللطيف المذكور.

وجزاكم الله خيرا

[عُبيد الله]

بارك الله فيك