الفتنة النائمة.
و قال الدكتور نابي بوعلي من جامعة معسكر. الجزائر:
يدرك كل من أجال البصر و أمعن النظر،بما فيه الكفاية،أن الطائفية البغيضة هي السرطان القاتل الذي يفتت النسيج الاجتماعي المتماسك،و يكرس عوامل الفصل و الانفصال بين أبناء المجتمع الواحد،و نحن على وعي بالمخططات الجهنمية التي يريد الغرب أن يزج فيها المجتمعات الإسلامية،و أن يفككها من الداخل،و ينفث فيها السموم القاتلة.
إن الحقد الصليبي الأعمى الذي تغذيه العقلية الاستعمارية المريضة هو الذي يدفع الغرب لتجييش سلاح الطائفية،و إثارة النعرات المزيفة و تهييج أحقاد الماضي، محاولا بذلك ضرب المجتمع الإسلامي في الصميم،مستغلا الأوضاع الصعبة التي تمر بها بعض البلدان العربية والإسلامية ليحقق مكاسب على أشلاء الأطفال و النساء و الشيوخ،دون حياء،و دون مراعاة لآدمية الإنسان،و هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان و لكل المواثيق و العهود الدولية التي يتشدق بحمايتها و الذود عنها،هذا هو ما يفعله في الواقع صناع الخراب الكبير و دعاة التفرقة العنصرية المضادة للطبيعة البشرية.
لقد تناسى الغرب جرائمه التي ارتكبها بالأمس في حق الشعوب المستعمرة،و هو يتباكى اليوم عن تخلفها،و يدعي مساعدتها على تبني الإصلاحات و الديمقراطية،و هو في الواقع غارق في أزماته الاقتصادية و الاجتماعية و الأخلاقية.
هل هناك بلد ممن اجتاحته جيوش الغرب ينعم بالأمن و الاستقرار؟
و من المفارقات الغريبة أننا نرى اليوم شعوبا في إفريقيا مهددة بالزوال،بسبب الحروب و الأمراض و المجاعات،تستغيث يوميا و تطلب المساعدة جهارا نهارا كالصومال مثلا،لكن لا يسمعها أحد،لسبب بسيط و هو أن الصومال لا ينبت فيه حتى الحشيش للمواشي،و لا توجد فيه كعكة النفط،الذي يبحث عنها الغرب المتعطش إلى الطاقة لتحريك آلته الصناعية تحت ستار متعولم يفجر المجتمعات من الداخل بذرائع مختلفة،كحقوق الأقليات،و حقوق الإنسان...،و كأن البشرية لم تكن تعرف من قبل حقوق الإنسان.
..............
المركز الاسلامي في انجلترا ندوته الشهرية (الاسلام و الحياة) بتاريخ 17/3/2012
ينابيع الصفاء...قصة نجاح...أقوى الحظات لعام 2012.