مناقشة العلاقة بين العقيدة والمنهج - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مناقشة العلاقة بين العقيدة والمنهج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-08-29, 22:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي مناقشة العلاقة بين العقيدة والمنهج

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

فمن المعلوم أنّ لفظةَ: «العقيدة» لم يَرِدِ استعمالُها في الكتابِ والسُّنَّةِ، ولا في أُمَّهاتِ معاجمِ اللّغةِ، واستعمل الأئمَّةُ السّابقون ما يدلُّ عليها، ﻛ: «السّنَّة»، و«الإيمان»، و«الشّريعة»، واستعمل كثيرٌ من الأئمَّةِ لفظتَيِ: «اعتقاد»، و«معتقد»، كابْنِ جريرٍ الطّبريّ، واللاّلكائيّ، والبيهقيّ.

فمن النّاحيةِ الاصطلاحيّةِ: تُستعملُ لفظةُ: «العقيدةِ» عند إطلاقِها للدّلالةِ على: «ما يَعقِدُ عليه العبدُ قلبَه من حقٍّ أو باطلٍ»، أمَّا استعمالُها مقيَّدةً بصفةٍ كعبارةِ: «العقيدةِ الإسلاميّةِ»، فقد عرَّفها بعضُهم بأنّها: «الإيمانُ الجازِمُ باللهِ، وما يجب له في أُلُوهيَّتِه، ورُبُوبِيَّتِه، وأسمائِه وصفاتِه، والإيمانِ بملائكتِه، وكتبِه، ورسلِه، واليومِ الآخرِ، والقَدَرِ خيرِه وشرِّه، وبكلِّ ما جاءت به النّصوصُ الصّحيحةُ من أصولِ الدِّينِ، وأمورِ الغيبِ وأخبارِه، وما أجمع عليه السّلفُ الصّالِحُ، والتّسليمُ لله تعالى في الحُكمِ والأمرِ، والقدَرِ والشّرعِ، ولرسولِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بالطّاعةِ والتّحكيمِ والاتّباعِ».

فالعقيدةُ في الإسلامِ تقابلُ الشّريعةَ؛ لأنَّ المرادَ بالشّريعةِ التّكاليفُ العَمليّةُ التي جاء بها الإسلامُ في العباداتِ والمعاملاتِ، بينما العقيدةُ هي أمورٌ عِلميّةٌ يجب على المسلم أن يعتقدَها في قلبِه؛ لأنّ الله تعالى أخبره بها بطريقِ وحيه إلى رسولِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، والصّلةُ بينهما وثيقةٌ جدًّا، يجتمعان في الإيمانِ عند الانفرادِ؛ لأنَّ له شِقَّين: عقيدةٌ نقيّةٌ راسخةٌ تستكنُّ في القلبِ، وشِقٌّ آخَرُ يتمثَّل في العمل الذي يظهر على الجوارحِ، فكان الإيمانُ عقيدةً يرضى بها قلبُ صاحبِها، ويعلن عنها بلسانِه، ويرتضي المنهجَ الذي جعله اللهُ متَّصلاً بها، لذلك جاء من أقوال علماء السّلفِ في الإيمان: أنَّه اعتقادٌ بالجَنانِ، ونُطقٌ باللِّسانِ وعملٌ بالأركانِ.

هذا، والاعتمادُ على صحَّةِ هذه العقيدةِ لا يكون إلاَّ وَفق منهجٍ سليمٍ، قائمٍ على صحيحِ المنقولِ الثّابتِ بالكتابِ والسُّنَّةِ والآثارِ الواردةِ عن الصّحابةِ رضي الله عنهم، والتّابعين من أئمَّةِ الهدى ومصابيحِ الدُّجَى الذين سلكوا طريقَهم، كما قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(١).

فكان هذا الصّراطُ القويمُ المتمثِّلُ في طلبِ العلمِ بالمطالبِ الإلهيّةِ عن طريق الاستدلالِ بالآياتِ القرآنيّةِ والأحاديثِ النّبويّةِ، والاسترشادِ بفهمِ الصّحابةِ والتّابعين ومَن التزم بنهجِهم من العلماءِ، من أعظمِ ما يتميَّز به أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ عن أهلِ الأهواءِ والفُرقةِ.

ومن مميِّزاتِهم الكبرى: عدمُ معارضتِهم الوحيَ بعقلٍ أو رأيٍ أو قياسٍ وتقديمُهم الشّرعَ على العقلِ، مع أنَّ العقلَ الصّحيحَ لا يُعارض النّصَّ الصّحيح، بل هو موافقٌ له، ورفضُهم التّأويل الكلاميَّ للنّصوصِ الشّرعيّةِ بأنواعِ المجازاتِ، واتّخاذُهم الكتابَ والسّنَّةَ ميزانًا للقَبولِ والرّفضِ.

تلك هي أهمُّ قواعدِ المنهجِ السّلفيّ وخصائصِه الكبرى، التي لم يتَّصفْ بها أحدٌ سواهم؛ ذلك لأنَّ مصدرَ التّلقِّي عند مخالفيهم من أهلِ الأهواءِ والبدعِ هو العقلُ الذي أفسدتْه تُرَّهاتُ الفلاسفةِ، وخُزَعْبَلاتُ المناطقةِ، وتَمَحُّلاَت المتكلِّمين، فأفرطوا في تحكيمِ العقلِ وردِّ النّصوصِ ومعارضتِها به، وغيرِ ذلك مِمّا هو معلومٌ من مذهبِ الخلَفِ.

هذا؛ وقد كان من نتائجِ المنهجِ القويمِ اتّحادُ كلمةِ أهلِ السّنّةِ والجماعةِ بتوحيدِ ربِّهم، واجتماعُهم باتّباعِ نبيِّهم صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، واتّفاقُهم في مسائلِ الاعتقادِ وأبوابِه، قولاً واحدًا، لا يختلف مهما تباعدتْ بهم الأمكنةُ، واختلفت بهم الأزمنةُ.

فالمنهجُ السّليمُ يؤدِّي إلى الاعتقادِ السّليمِ، فيُستدلُّ بصحَّةِ العقيدةِ على سلامةِ المنهجِ، فهو من الاستدلالِ بالمعلولِ على العلَّةِ، كالاستدلالِ بوجودِ أثرِ الشّيءِ على وجودِه، وبعدمِه على عدمِه، فهو من قياسِ الدّلالة عند الأصوليِّين.

وقد تكون العقيدةُ سليمةً في بعض جوانبِها، فاسدةً في بعضِها الآخَرِ، فيُستدلُّ على جانبِها الصّحيحِ بصِحَّةِ المنهجِ فيه، وعلى الفاسدِ بفسادِ منهجِه فيه، مثل أن يعتقدَ عقيدةَ السّلفِ في الأسماءِ والصّفاتِ، ويعتقدَ مسائلَ الخروجِ والحزبيّةِ وغيرِهما.

فيستدلُّ على صحّةِ عقيدتِه في الأسماءِ والصّفاتِ بصحّةِ المنهجِ فيها المتمثِّلِ في الاستدلالِ بالكتابِ والسّنَّةِ، والاسترشادِ بفهمِ السّلفِ الصّالحِ، كما يُستدلُّ على فسادِ عقيدتِه في الجانبِ الآخَرِ بتركه المنهج السلفيّ فيه.

والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.




https://ferkous.com/home/?q=art-mois-28









 


رد مع اقتباس
قديم 2020-08-30, 05:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[CENTER]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد محمد. مشاهدة المشاركة
[SIZE="6"


فمن المعلوم أنّ لفظةَ: «العقيدة» لم يَرِدِ استعمالُها في الكتابِ والسُّنَّةِ، ولا في أُمَّهاتِ معاجمِ اللّغةِ، واستعمل الأئمَّةُ السّابقون ما يدلُّ عليها، ï»›: «السّنَّة»، و«الإيمان»، و«الشّريعة»، واستعمل كثيرٌ من الأئمَّةِ لفظتَيِ: «اعتقاد»، و«معتقد»، كابْنِ جريرٍ الطّبريّ، واللاّلكائيّ، والبيهقيّ.



السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

العقيدة في اللغة: من العقد؛ وهو الربط

والإبرام، والإحكام، والتوثق، والشد بقوة

والتماسك، والمراصة، والإثبات

ومنه اليقين والجزم. والعقد نقيض الحل

ويقال: عقده يعقده عقداً

ومنه عقدة اليمين والنكاح

قال الله تبارك وتعالى: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ [المائدة: 89].

والعقيدة: الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده

والعقيدة في الدين ما يقصد به الاعتقاد دون العمل

كعقيدة وجود الله وبعث الرسل.

والجمع: عقائد

وخلاصة ما عقد الإنسان عليه قلبه جازماً به

فهو عقيدة، سواء كان حقاً، أم باطلاً

المصدر:

::الوجيز في عقيدة السلف الصالح

لعبدالله بن عبد الحميد الأثري - ص29

https://dorar.net/aqadia/7/%D8%A7%D9...84%D8%BA%D8%A9



جاء في "الموسوعة العقدية - الدرر السنية" (1/ 8) :

" مرت كلمة عقيدة بثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: وهي دور الموسوعية

في المعنى وعدم الاختصاص

وهو المعنى اللغوي، فهي في اللغة تطلق ويراد بها:

العزم المؤكد - الجمع - النية - التوثيق للعقود -

ما يدين به الإنسان سواء كان حقا أو باطلا.

المرحلة الثانية: وهي دور الفعل القلبي

وفيه تبرز العقيدة كمعنى يقوم بقلب العبد

وهو أخص من المرحلة قبله

ويعبر عنه بالمعنى المصدري وهو بهذا الاعتبار:

الإيمان الذي لا يحتمل النقيض .

المرحلة الثالثة: وهي الدور الذي نضجت فيه العقيدة

وأصبحت علما ولقبا على قضايا معينة

وهو دور الاستقرار وهو المعبر عنه: العلم بالأحكام الشرعية

العقدية المكتسب من الأدلة اليقينية

ورد الشبهات وقوادح الأدلة الخلافية.

ومن المؤلفات التي حملت اسم العقيدة أو الاعتقاد

ومن ذلك: كتاب (عقيدة السلف أصحاب الحديث) للصابوني (ت: 449هـ).

و (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) للالكائي (ت: 418هـ).

و (الاعتقاد) للبيهقي (ت: 458هـ)"، انتهى

وانظر: المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لإبراهيم البريكان - (ص 8) .

مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر بن عبد الكريم العقل - (ص10) ".







و"الملاحظ أن العقيدة لم ترد بلفظها في الكتاب والسنة

وإن كانت قد وردت مادتها

كما في قول الله سبحانه وتعالى:

لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ [المائدة: من الآية89]

أي: يؤاخذكم إذا حنثتم في الأيمان التي وثقتموها وأكدتموها.

و روى البخاري (2852) ، ومسلم (1873)

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الجَعْدِ رضي الله عنه

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

( الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ : الأَجْرُ وَالمَغْنَمُ )

و الله اعلم .









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-08-30 في 07:47.
رد مع اقتباس
قديم 2020-08-31, 00:52   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الوادعي
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ( كل أهل السنة متفقون على أنه لا يجوز التفريق بين العقيدة والمنهج حتى ولو قلنا أن هناك فرق بين العقيدة والمنهج فإنهما متلازمان تلازم الشهادتين, شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, فالعقيدة والمنهج متلازمان, لا يجوز فصلهما ولا يفصل بينهما إلا ضال, وأهل السنة -إن شاء الله- متفقون على هذا).
فعلى المسلم أن يجتهد أكثر في تحقيق ذالك.









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-13, 21:42   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوادعي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ( كل أهل السنة متفقون على أنه لا يجوز التفريق بين العقيدة والمنهج حتى ولو قلنا أن هناك فرق بين العقيدة والمنهج فإنهما متلازمان تلازم الشهادتين, شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, فالعقيدة والمنهج متلازمان, لا يجوز فصلهما ولا يفصل بينهما إلا ضال, وأهل السنة -إن شاء الله- متفقون على هذا).
فعلى المسلم أن يجتهد أكثر في تحقيق ذالك.
بارك الله فيك أخي ، هناك من ينتمي إلى أهل السنة في العقيدة ويخالف منهج أهل السنة ولذلك يستشكل البعض كيف لشخص أن يدين بعقيدة أهل السنة وينسب إلى أهل البدع والأهواء فيتهمون أهل السنة بالغلو والتبديع









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc