المعلم والشعراء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الإبتدائي > قسم الأرشيف

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المعلم والشعراء

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-09-17, 06:25   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدو441
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي المعلم والشعراء

استهوى المعلم الشعراء فكتبوا عنه القصائد العصماء، إشادة به، وتقديرا لمجهوده، وإكبارا لتضحيته، ورفعا لقيمته.


وممّن أشاد به في الناس، ورفعه عليهم مكانا عليا، وغَالى فيه حتى اعتبره "محدث العجب العجابا" شاعر العربية الأكبر في التاريخ المعاصر، الشاعر أحمد شوقي، الذي بلغ إعجاب كبراء الشعراء به إلى حد مبايعته بإمارته عليهم، حيث عقدوا ملتقى في القاهرة، أجمعوا فيه على ريادته ونبوغه ومنهم الشاعر حافظ إبراهيم الذي استيقن أنه لا مطمع لأحد في منافسة شوقي في ذلك:

فقل للذي يبغي مداه منافسا

طمعت لعمر الله في غير مطمع

فما كان منه إلا أن سلم له، وبايعه قائلا:

أمير القوافي قد أتيت مبايعا

وهذي وفود الشرق قد بايعت معي

ولد أحمد شوقي في القاهرة في سنة 1868، ونشأ في رفهنيّة، حيث عاش عيشة أميرية، وقد ردّ على من لمزه على وفائه للخديوي إسماعيل قائلا:

أأخون إسماعيل في أبنائه

ولقد ولدت بباب إسماعيلا

أرسل في بعثة إلى فرنسا، واكتسب تجربة كبيرة، وعمل بعد عودته في القصر الأميري. وفي الحرب العالمية الأولى تحيز إلى صف العثمانيين فنفي من قِبل الإنجليز إلى الأندلس التي بقي بها مع أسرته أربع حجج، ثم عاد.

وفي الأندلس طاف حواضرها الإسلامية، ودرس آثار شعرائها، واستفاد من ذلك كثيرا، واعتبر من نهايتها.. فحذر من أسبابها، فقال:

إلام الخلف بينكمو إلاما

وفيم يكيد بعضكم لبعض

وهذي الضجة الكبرى علاما؟

وتبدون العداوة والخصاما؟

لقد صار شوقي في هذه المرحلة صدى لحوادث الوطن العربي، وجعل بيته منتدى يلتقى فيه الكتاب والمفكرون والشعراء، ويناقشون قضايا الأمة في مختلف الميادين.. وقد جدد شوقي في أساليب الشعر وموضوعاته، ومنها المسرح الشعري .. وقد توفي أحمد شوقي في 1932..

من بدائع شعر أحمد شوقي قصيدته الذائعة الصيت، التي تغنى فيها بالعلم والتعليم، وأشاد فيها بالمعلم، والتي منها قوله:

قم للمعلم وفّه التبجيلا

أعلمت أشرف أو أجلّ من الذي

الجهل لا تحيا عليه جماعة

وإذا المعلم ساء لحظ بصيرة

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم

ناشدتكم تلك الدماء زكيّة

كاد المعلم أن يكون رسولا

يُبني ويُنشئ أنفسا وعقولا

كيف الحياة على يدي "عزريلا"

جاءت على يده البصائر حولا

فأقم عليهم مأتما وعويلا

لا تبعثوا للبرلمان جهولا

لئن تقبّل الناس في المشارق والمغارب ـ قديما وحديثا- هذه القصيدة بقبول حسن، فإن شاعرا شذّ عنهم، وهو الشاعر إبراهيم طوقان.

ولد إبراهيم طوقان في نابلس بفلسطين في 1905 حيث درس المرحلة الابتدائية والثانوية، ثم ذهب إلى بيروت فدرس في الجامعة الأمريكية، وتخرج فيها في 1929.

رجع إلى فلسطين، وعمل في رئاسة البرنامج العربي في إذاعة القدس، وكانت السلطات البريطانية المحتلة لفلسطين منذ 1917 تريده "بوقا، لسياستها، فلما لم تستطع احتواءه، وأبى أن يعطي الدّنيّة في دينه ووطنه وقومه، ولم تستطع عليه صبرا أقالته، وضربت عليه حصارا، فذهب إلى العراق، فعمل مدرسا في مدرسة المعلمين، وما لبث غير بعيد حتى أصابه المرض، فعاد إلى فلسطين، حيث توفاه الله ـ القابض لكل حي ـ في الثاني من ماي سنة 1941..

لم يمارس أحمد شوقي التعليم، ولا ريب في أنه أنبل مهمة وأشرف، ولكنها لـ"كبيرة" إلا على من أوتوا عزما، وقليل ماهم.. ومنهم إبراهيم طوقان، الذي اعتبر التعليم "مصيبة"، ولو عاش زماننا وشاهد القائمين على التعليم لـ "افتجأ"، واعتبر ذلك"أم المصائب"، ولما أمهله ذلك إلى أن "ينتحر"، كما قال، ولكن لمات بالسكتة القلبية والدماغية... ووقع "بين البنوك (*) قتيلا". قال طوقان:

شوقي يقول ومادرى بمصيبتي

ويكاد يقلقني"الأمير" بقوله:

لو جرّب التعليم شوقي ساعة

حسب المعلم غمة وكآبة

مئة على مئة إذا هي صلحت

ولو أنّ في التصليح نفعا يّرتجى

لكن أصلح غلطة نحوية

مستشهدا بالغر من آته

وأكاد أبعث "سيبويه" من البلى

فأرى "حمارا" بعد ذلك كله

لا تعجبوا إن صِحت يوما صيحة

قم للمعلم وفّه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

لقضى الحياة شقاوة وخمولا

مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا

وجد العمى نحو العيون سبيلا

وأبيك لم أك بالعيون بخيلا

مثلا وأتخذ "الكتاب" دليلا

أو"بالحديث" مفصّلا تفصيلا

وذويه من أهل القرون الأولى

رفع المضاف إليه والمفعولا

ووقعت بين"البنوك" قتيلا

وأختم برأي الشاعر الجزائري محمد العيد آل خليفة، "حسان الحركة الإصلاحية" في الجزائر، وهي الحركة التي كانت تعتبر التعليم "جهادا"، والمعلمين "مجاهدين"، والمدرسة "قلعة" لغرس المبادئ الإسلامية والوطنية، وإعداد الجيل الزاحف بالمصاحف...قال محمد العيد ردا على من ازدرى وظيفته ـ التعليم ـ واحتقرها:

أرى جلّ أصحابي ازدروا بوظيفتي

وقد زعموا عمري مع النشء ضائعا

سيروون عني العلم والشعر بُرهة

فمنهم خطيب حاضر الفكر مصقع

ومنهم ولوع بالقوافي لفكره

ومنهم زعيم للجزائر قائد

وقالوا: هموم كلها ووجائع

وتالله، ما عمري مع النشء ضائع

وتطلع للإسلام منهم طلائع

ومنهم أديب طائر الصّيت شائع

بدائه في ترصيفها وبدائع

له في مجالات الجهاد وقائع.


منقول لمحمد الهادي الحسني









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
المعلم, والشعراء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc